قديم 01-13-2012, 11:46 PM
المشاركة 201
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع سر الافضلية في رواية :

27- تشريفة آل المر عبد الكريم ناصيف سوريا



نبذة عن رواية .................... تشريفة آل المــــــــــــــــر




رواية اجتماعية تؤرخ لفترة غير قليلة من تاريخ المجتمع العربي السوري، تأريخاً فنياً، زمن الحرب العالمية الأولى، تصور ما جرى من أحداث بين العرب والأتراك.



رواية تصور المنعطف التاريخي في سورية، خلال الحرب العالمية الأولى في العهد الفيصلي، وقدوم الاستعمار الفرنسي، ومقاومته حتى منتصف العشرينيات.


الطريق إلى الشمس - ثلاثية روائية
3- الجوزاء
ترصد الرواية تبلور الوعي الفكري في سورية من خلال تأثير الشخصيات بالأحداث وتأثرها بها، وصولاً إلى الوعي القومي.

قديم 01-17-2012, 04:07 PM
المشاركة 202
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب السـوري عبد الكــــريم ناصيــــــف

ولد في المبعوجة (سلمية) عام 1939.
تلقى تعليمه في حمصوطرطوس وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة الانكليزية.
عمل مدرساًوضابطاً وموظفاً ورئيساً لتحرير مجلة المعرفة، عُني بالرواية والترجمة. إضافة إلىالمسرح والدراما التلفزيونية . عضو جمعية القصة والرواية.

*** اعمــــــــــــــــــــــاله :
1- الحلقة المفرغة- رواية 1984.
2- البحث عننجم القطب- رواية 1985.
3- سياسة الأمر الواقع- نظرية وممارسة في الوطنالعربي-دراسة.
4- المد والجزر- الصعود- ثلاثة روائية- 1986.
5- المد والجزر- الانكسار- ثلاثية روائية- 1987.
6- العشق والثورة- رواية- 1989.
7- المخطوفون- رواية 1991.
8- أطفالنا كيف نفهمهم- علم نفس تربوي- ترجمة 1979.
9- الاقتصادالبشري- دراسة- ترجمة 1980.
10- الابداع- علم نفس- ترجمة 1981.
11- التانغو- مسرحية- ترجمة.
12- شعر التجربة- نقد أدبي- ترجمة بالاشتراك مع علي كنعان- 1983.
13- الموسوعة العلمية الميسرة- علوم- ترجمة وتدقيق- بالاشتراك.
14- الغاب- رواية- ترجمة.
15- ابن خلدون- دراسة- ترجمة 1981.
16- أطفال منتصف الليل- رواية- ترجمة.
17- لاشيء خلف الفولاذ- رواية- ترجمة.
18- مختارات من الأدب الياباني- قصة- مسرحية- ترجمة.
19- العار- رواية- ترجمة.
20 - الموت عند مصب النهر- قصة- شعر- ترجمة.
21- سيكولوجيا العدوان- علمنفس- ترجمة.
22- الإنسان ورموزه- علم نفس- ترجمة.
23- عقد من القرارات- دراسةسياسية- ترجمة.
24- علم النفس الاجتماعي- دراسة- ترجمة.
25- 1984- رواية- ترجمة.
26- رجال من ورق- رواية- ترجمة بالاشتراك.
27- التصنيع والعالم النامي- دراسة- ترجمة بالاشتراك.
28- موسم الفوضى- رواية- ترجمة.
29- جنة عدن- رواية- ترجمة.
30- زبيبة تحت الشمس- مسرحية- ترجمة.
31- التغير الاجتماعي- دراسة- تدقيق.
32- باتون- دراسة- تدقيق.
33- الشطرنج وتاريخه عند العرب- دراسة- إعداد بالاشتراك.
34- الطريق إلى الشمس- رواية- دمشق 1992- اتحاد الكتاب العرب.
35- المستشار الأعظم- مسرحية- دمشق اتحاد الكتاب العرب 1994.
36- في البدء كانت الحرية- رواية- دمشق 1995.
37- الحمراء- أثر الحضارة العربية في الأندلس- ترجمة 1996
38- الطريق إلى الشمس- ثلاثية روائية- ج2: شرق - غرب 1997
39- حكايات وخرافات من أرمينية- ترجمة 1998
40- أفراح ليلة القدر- رواية 1998
41- تشريفة آل المر - رواية

قديم 01-17-2012, 04:14 PM
المشاركة 203
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الروائي السوري عبد الكريم ناصيف
للوكالة: السياسة قاتلة للأدب.. والفقر سبب رئيسي للإبداع
الاربعاء, 2012.01.11 (gmt+3)
وكالة أنباء الشعر / سورية / زياد ميمان
أديب متعدد الأبعاد ..شرب من بئر السياسة حتى ارتوى لكنه خدم الأدب كثيرا بهذه الارتواء ..حلم كثيرا لكن أحلامه تحطمت مع هزيمة حزيران فقرر الهروب للأدب لأنه وجد فيه متنفساً لمشاعره وعواطفه ...كتب الشعر وأبدع فيه لكنه انشغل عن نشره ... عاش الرواية بتفاصيلها فخطها أدباً قرأه الناس وتعلقوا به ...ترجم بلغة عربية سليمة فعشق القراء ترجمته وهاهو يكتب لقارئ غربي عله يسمع صوتنا بدون شوائب، كتب الشعر والمسرح والرواية إنه الأديب السوري عبد الكريم ناصيف الذي كان لنا معه هذا الحوار
فضلت ديوان المتنبي على ساعة اليد
-سأبدأ معك سن المراهقة والشباب، وهناك حادثة وقصة للمتنبي مع ساعة اليد خاصتك هلاّ رويتها لنا؟
كان ذلك وأنا في سن الثانية عشرة وحصلت على الشهادة الابتدائية ونلت المرتبة الأولى على سورية بنسبة 99.5 % وأقامت لي المدرسة حفلاً تكريميا ً وألقيت كلمة في ذلك الحفل وهذه النتيجة أسعدت والدي كثيراً وقال لي سأهديك ساعة واذهب أنت واشتريها وأعطاني وقتها مبلغ 50 ليرة سورية، وذهبت إلى مدينة سلمية حيث تبعد قريتي عنها 30 كم وقبل أن اشتري الساعة مررت على المكتبة وشاهدت ديوان المتنبي وسألت عن ثمنه فقال 40 ليرة وفعلاً اشتريت الديوان وعدت للبيت وسألني والدي عن الساعة فقلت اشتريت ديوان المتنبي بدلا عنها ولا زلت احتفظ به إلى الآن، ومن يومها والمتنبي رفيقي فحفظت تقريبا نصف أشعاره وأعتقد أن أشعاره كانت الحافز الأساسي لدي لكتابة الشعر فكتبت الشعر وعمري 14 عاماً وأنا عندما أريد أن أخلو بنفسي تجدني مع المتنبي.
ولكن كان لي ظهور اجتماعي قبل ذلك وهو عندما تعلمنا عند شيخ الكتاب في القرية وأنا في عمر 6 سنوات حفظت قراءة القرآن وكانت ختم القرآن وقرر الشيخ أن يقيم لي حفلة لأن ذلك شيء قياسي أنني في 6 شهور وعمري ست سنوات وختمت القرآن وكانت الحفلة رائعة وألقيت كلمة فيها وكبار القرية إلى الآن يذكرونها.

لا أجد متنفساً سوى الشعر
-عرفك القراء من خلال رواياتك الكثيرة لكن لك تجربة شعرية لا تقل أهمية عن الرواية حدثني عنها..
بدأت بالشعر ولازلت أكتب الشعر إلى الآن ،فأي إنسان بحاجة إلى أن يفرغ الشحنة بلحظة معينة وبلحظة شاعرية معينة فلا يمكن أن يقوم بهذا الدور سوى الشعر ويخضع لتأثير مؤثر ما، فمرة كنت أستمع للإذاعة ويقول المتحدث إن الشعب الليبي مخطوف فهذه الكلمة جعلتني أكتب قصيدة عن هذا الموضوع وفيما بعد رواية، وأيضا يوم وقع انور السادات على كامب ديفيد ووقتها تم الاتفاق على إقامة سفارة لإسرائيل في مصر وعندما رفع العلم الإسرائيلي على السفارة قال المذيع إن أصوات صراخ وبكاء النساء العربيات صدح من الشرفات والمنازل المجاورة لمبنى السفارة ووقتها يوم رأت نساء القاهرة هذا العلم وما قمن به من بكاء وصراخ جعلني أكتب قصيدة وكان هذا مؤثراً كبيراً ودافعا لهذه القصيدة فأنا لا أنتظر أن يأتيني الإلهام لأكتب قصيدة أو رواية، لكن هناك محرك ومؤثر كبير يدفعني للكتابة وهي تعبر عن اللحظة وعن مشاعرك وأفكارك في تلك اللحظة وللشعر مكان هام في حياتي حيث أنني لم أنشر إلى الآن أية قصيدة لي إلا بالصحف والمجلات فأول ما نشرت كان عمري وقتها 17 سنة وكانت عن يافا بفلسطين وكان ذلك بمجلة الجندي والشعر رافقني وفي حياتي وخاصة عندما "أزنق" وأحشر في الزاوية لا أجد لي متنفسا سوى الشعر ولدي تجربة طويلة من الشعر وجمعته الآن وبنيتي أن أنشره.
أحد الشعراء السوريين خذلنا
-لماذا لم تنشره إلى الآن مع العلم أن نتاجك الشعري يضاهي نتاجك الروائي وهذا برأي النقاد؟
نعم النقاد وصفوا قصائدي بالمميزة ومن بعض المفارقات التي حدثت معي، كنا بزيارة للصين وفداً عن اتحاد الكتاب العرب فجلسنا معهم وتناقشنا بهمومنا وقضايانا وكان الحضور تقريباً 100 صيني فقام أحد الشعراء الصينيين وأسمعنا بعض القصائد طبعا ترجموها لنا وكان شعرا جميلا وعندما جاء دورنا كان يرافقنا شاعر وله ما يقارب 12ديواناً وطلبت منه ن يقدم قصيدة باسمنا فقال لي أنا لا أحفظ الشعر عندها دهشت مما قال وسبب لنا إحراجاً مع الإخوة الصينين وخذلنا خذلاناً شديداً حيث لم يكن بين الوفد سواه شاعر ولكنني في تلك الليلة لم أنم أبداً حتى كتبت قصيدة وفي اليوم التالي قلت لهم سنسمعكم قصيدة شعرية بلغتنا ثم ترجموها ونشروها في المجلة وشعرت أننا حفظنا ماء وجهنا بها.
شغلتني السياسة
لنعد إلى سؤالنا .. لماذا لم تنشر الشعر ؟
إن انشغالي بالسياسة جعلني لا أفكر بنشر الشعر وكنت أقول إنه لازال الوقت مبكرا على النشر ووقتها انشغلت بالحزب وتسلمت بعض المناصب فلم أستطع التفرغ لإبداع للشعر والأدب ولكن بعد أن تركت السياسة وقررت التفرغ للأدب كانت الرواية هي التي في ذهني وهذا الكلام في عام 1970 فكنت أحضر مواد حتى تكون أرضية للرواية وفعلا كتبت رواية الحلقة المفرغة وأصبحت جاهزة للطباعة حيث كان منضداً منها 80% ولكن حدثت ظروف معينة وأوقفوا الطباعة وسحبوها من المطبعة وبقيت حتى عام 1984 حتى طبعت
-هذه الرواية كان المؤثر الحقيقي لها هو امرأة فلسطينية، ما قصة هذه المرأة حتى جعلتك تكتب رواية ؟
كنت من خلال عملي على علاقة مع الوافدين العرب إلى سورية وهذه طبيعة عملنا آنذاك، وكانت في سورية امرأة فلسطينية وتحوم حولها بعض الشبهات وأوقفها الأمن وطُلب مني أن أقوم بمحاورتها حيث كانت تقيم بالفندق وكنت أتردد لعندها بشكل دائم حتى نأخذ منها المعلومات المطلوبة وهي كانت على علاقة بكبار المسؤولين. لكنها لم تتجاوب معي ولم تعطني معلومات كافية مستندة على علاقاتها رغم محاولاتهم بمنعي من استجوابها إلا أنني تمسكت بالقضية أكثر لأن الوطن يتطلب ذلك وعندها معلومات أمنية كثيرة ووقتها قلت لمديري إنها غير متجاوبة إما نعتقلها بشكل رسمي ونحقق معها تحقيقاً كاملاً أو نخرجها خارج البلد لأنها تتحفظ على المعلومات بشكل كبير وفعلا قررنا تسفيرها خارج البلد لكن قبل أن تسافر جلست معها وقلت لها أريد منك أن تقولي كل شي عن حياتك وأعدك أن لا يكون ذلك في ملفك طبعا لم تقل لي شيئا إلا بعد أن اطمأنت لي وتأكد سفرها خارج سوريا، وكتبت لي ما يقارب 30 صفحة عن كل شيء في حياتها وعلاقاتها وتعاملاتها وطلبت مني أن يبقى ما كتبت سرا بيننا وأن لاتصل لأي من الذين كانت على علاقة بهم وفعلا أنا احتفظت بهذه الأوراق ولكن عندما تركت السياسة فعلا خطرت لذهني هذه الصفحات وقلت هذه تصلح رواية عن الشعب الفلسطيني وعن الظروف التي مرت عليه، كيف تشتت واغتصبت أرضه وتشرد ثم لخصت الرواية مأساة شعبنا الفلسطيني.
-اعتمدت في روايتك "البحث عن نجم القطب" على وثائق كانت ركيزة أساسية في تلك الرواية، إلى أي مدى تشكل الوثائق مادة مهمة للكاتب ؟
باعتقادي أن الرواية يجب أن تعتمد بشكل دائم على شيء من الواقع، فلا توجد رواية من الخيال المطلق حتى هذا الخيال له أساس في الواقع وأهم ركائز الواقع هي الوثائق فأنا عندما أريد أن أتكلم عن حياة شعب وعن سيرة وطن فلابد لي أن أستند إلى وقائع ووثائق لها مصداقية كاملة والروائي ليس مؤرخاً ليعتمد على الوثائق من أجل التأريخ ولكن الروائي يأخذ هذه الوثائق ويضعها في بوتقة إبداعية وهذه الوثائق تنصهر مع عناصر الرواية وتصبح كلها بروح إبداعية واحدة فأعمالها جميعها تستند على الوثائق ولكنني لا أدع الوثيقة تظهر بل أصهرها مع مكونات الرواية ربما ظهرت الوثائق لدي في رواية الطريق إلى الشمس ووقتها بكلام أحد أبطال الثورة السورية الكبرى فالوثائق لدي تكون ضمن صيرورة الرواية
المخطوفون قفزة نوعية في تجربتي
-لننتقل إلى رواية "المخطوفون" حيث اعتبرها البعض نقلة نوعية في تجربتك الروائية، ما سر هذه الرواية ؟
انا أعتبرها قفزة نوعية في كتاباتي حيث انتقلت بها من الكلاسيكية التي اعتمدتها في رواياتي السابقة واتبعت فيها الإسلوب الااتباعي وأنا مؤمن بأن أدبنا العربي بحاجة إلى ترسيخ المذاهب ولكني في "المخطوفون" أردت أن أقفز خارج المذهب الاتباعي وتوجهت بها للفنتازيا، وهذه الرواية أخذت صدى كبيرا بسبب الفنتازيا وتغيير أسلوب الكتابة لأنه عالم جديدة متخيل تماما ومرمز بعيد عن المباشرة ثم أنها موضوع حساس جدا وهو حالة الشعوب العربية مع حكامها وليس فقط الشعب الفلسطيني مع المحتل الصهيوني وهذه الرواية طبعت ثلاث طبعات حتى أن أحد الناشرين قرأها واتصل بي وقال لي سأعيد طباعة هذه الرواية فحالة التجديد التي فيها جعلت الشعب هو البطل الذي يعاني ما يعاني من ظلم واستبداد
لايمكن لأي كاتب أن يتجرد عن ذاته
لنعد للرواية، نجد أن صوت الراوي في رواياتك يقارب صوت بعض الشخصيات ألا تجد أن هذه حالة فردية عند عبد الكريم ناصيف أم أنها تؤخذ سلبية عليه إظهار صوت الراوي في الروايات على حساب الشخصيات ؟
أنا أعتقد أن المبدع يجب أن يترك الحرية الكاملة لشخصياته دون ظهور المبدع وأنا أنطلق دائما من هذا المنطلق بترك الحياة في ساحة الرواية دون تدخل من الكاتب ولكن لاشك أن لكل قاعدة استثناء فكنت حريصا على الموضوعية ولكن مهما حاولت أن تكون موضوعيا وحياديا لايمكن أن تكون بالمطلق ولذلك تجد صوت الراوي أحياناً يطغى وعندما ألاحظ ذلك أكبته وأعود إلى القواعد وربما شدة تعلقك بالموضوع وشدة انفعالك تجعلك تظهر في الرواية و90 % من أعمالي الروائية تجدني موضوعيا فيها وأؤكد لك أنه لايمكن لأي كاتب أن يتجرد من ذاته مطلقاً
-اختلفت عن غيرك من الروائيين في أنك جعلت المرأة في رواياتك تتمتع بهالة من القدسية ولماذا لم تتناول جسد المرأة من باب الجنس لشد القارئ ؟
ربما انطلاقا من إيماني بأن المرأة هي كما الرجل لها حق بالحياة والمساواة ولمعرفتي أن المرأة في عالمنا مظلومة وليس ظلما شكلانيا وإنما ظلم داخلي وهي ضلع قاصر ونحن من صنع ضعف المرأة بعاداتنا وتقاليدنا وهذا المجتمع الذكوري حول المرأة إلى أمة وبالنهاية فهي أم وأخت وابنة وزوجة وحبيبة فلماذا نحولها إلى عبدة؟ ولرفضي لهذا الشيء وللحزب دور مهم في هذا الأمر حيث كنا مهتمين جدا بدور المرأة في المجتمع ومساواتها في الحقوق مع الرجل
-ولكنك لم تتناول جسدها وحافظت عليه بشكل قدسي..
لكوني أؤمن بأننا علينا أن نرفع من المرأة لا أن نخفضها فتناولت الجوانب المشرقة فيها وتناولتها كمناضلة وكوجه اجتماعي جميل وكطموحة وتعمل من أجل أهداف معينة ففي رواية الطريق إلى الشمس كانت شمس تمثل المرأة عند عبد الكريم ناصيف وهي تكره الظلم وتريد الحرية لها وللآخرين وفي بداية حياتها كانت ترتدي ثياب الفارس وتركب الخيل وتحارب بالسيف وقصتها واقعية ولم أصنعها من خيالي وأردت أن أستفيد من هذه القصة الواقعية وأوظفها خدمة للمرأة وهذه التي جسدت كل الجوانب المشرقة بالمرأة كانت بالنسبة لي شخصية تحقق حلمي بالكلام عن المرأة في رسم صورتها بأنها ليست عبدة بل مؤثرة بشكل مباشر بالمجتمع وهذا النموذج الجميل للمرأة في رواياتي هو الذي أبعدني عن الجوانب السلبية فيها وأردت ذلك لأن الكثيرين تناولوها جنسياً فقط دون الإشارة إلى دورها في المجتمع ولم تعنني المرأة كجسد ولكن ربما مرات قليلة ولكن ليس المقصود الجسد بل لنعطي الموضوع صبغته الحقيقية وهذا أبعدني عن الجانب الجسدي من المرأة وتناولت علاقة الحب مع الرجل فأبقيت على حب قدسي كما في العشق والثورة
ثم أنني اعتبرت أن الجنس علاقة خاصة جدا بين الرجل والمرأة لذلك ابتعدت عنها حتى لا نقصد إغراء القارئ وتشويقه
السياسة قاتلة للأدب
أنت كأديب مسكون بك السياسي كيف استطعت أن تخرج كل ذاك الأدب من داخلك مع العلم أن السياسة تقتل الأدب ؟
صحيح السياسة قاتلة للأدب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لأنها تشغل الإنسان وتشغل فراغه وتغرقه في وحلها ومع أني كنت أكتب الشعر في سن مبكرة وكان من السهل جدا جمع هذا الشعر ونشره لكن السياسة شغلتني عنه حتى لم أستطع أن أفكر بنشره ولكني عندما تركت العمل السياسي كان بوعي مطلق أن أتفرغ للأدب لأنني كنت واصلا لدرجة كبيرة من الشحن السياسي لمدة ست سنوات كانت هي الأغزر نشاطا في حياتي ولكنني قررت ترك السياسة بعد هذا العمل المضني ففي سن السادسة عشرة كنت أمينا للفرقة الحزبية ولدي 200 عضو عامل
وكانت أقصى أحلامي أن تصبح لدي شوارب وتظهر علامات الرجولة في وجهي فالذين أجتمع معهم كلهم رجال، والسياسة أغرقتني حتى سن الثلاثين فكانت لي لقاءات مع شخصيات كبيرة منهم أكرم الحوراني – صلاح بيطار – ميشيل عفلق وتجربتي الطويلة في السياسة هي التي شجعتني لأوظفها في خدمة الأدب وقلت إن هذه التجربة الغنية جدا والتي عشتها في قلب الأحداث لم لا أجسدها في الأدب فأنا لم أبحث عن السلطة لو كانت السلطة مرادي لما تركت السياسة في عز إنتاجي وعملي ولو عملت رواية أو كتابا أو دراسة أفضل لي من أي منصب>

يتبع،،

قديم 01-17-2012, 04:17 PM
المشاركة 204
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ........... الروائي السوري عبد الكريم ناصيف للوكالة: السياسة قاتلة للأدب.. والفقر سبب رئيسي للإبداع
الاربعاء, 2012.01.11 (gmt+3)


هزيمة حزيران هي من أبعدني عن السياسة
يئست من السياسة وكان السبب الرئيسي هو هزيمة حزيران التي حولتنا لشعب مهزوم سياسيا ولا نملك شيئا نستطيع من خلاله أن نطور هذا الوطن وأن نرتقي إلى مستوى الأمم فأحلامنا تحطمت في حزيران فهي قامت لضرب المد الثوري القومي العربي فكانت هذه الحرب لتحطيم أحلام الثوريين والقوميين العرب ولكننا بقينا نقاوم عسى أن نعوض، وهذا ما أبعدني عن السياسة وفضلت أن أقدم تجربتي الأدبية للقارئ وللناس وأقدمها للوطن وفعلا كتبت بمجموع كتاباتي سيرة وطن فكانت كتاباتي منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم ولم أقصد الوطن هو سورية فقط بل أنا قصدت الوطن العربي بشكل كامل فكان همي الوطن
الرواية أكبر بكثير من الدراما

-كتبت الكثير من الأعمال التلفزيونية ولكن لو تحولت إحدى رواياتك لعمل تلفزيوني، كيف تنظر للموضوع؟ هل سيضيف عليها شيئاً أم سينعكس سلبا ؟
الرواية كنص أكبر بكثير من الدراما وعندما تحول إلى عمل درامي فهي تفقد الكثير من روحها لأنه لن يستطيع أي تلفزيون أو أي مسلسل أن ينقل كل ما في الرواية من مشاعر وخفقات وعواطف طبعا ليست هي مسؤولية المخرج أو الممثل وهنا أتكلم عن النص الجيد وليس عن رواية عادية فربما هنا يضفي عليها المخرج ويعطيها أشياء جديدة فتصبح أفضل من النص المكتوب لنعطي مثال الحرب والسلم لتولستوي رأيتها فليلماً ومسلسلاً، لكن أين هذه الأعمال من الرواية الحقيقية التي هي ثابتة وعلاقات متداخلة ومتعمقة بتفاصيل دقيقة بين الشخصيات ومثالنا أيضا الطريق إلى الشمس لا يمكن لأي عمل تلفزيوني أو سينمائي أن يقدمها للقارئ حيث أن التلفزيون يقدم الأشياء الصغيرة ولا يتطرق للأمور الكبيرة فهو يقدم أشياء قصيرة ولا يحمل رسالة كبرى بينما الكتاب هو حامل رسالة ولا يمكن للكتاب أن يموت إلا إذا مات القرآن وهذا مستحيل فالكتاب هو الحامل الرئيسي للرسالة وفيه فكر فأنا لم أكتب عن أمور صغيرة في حياتي حتى أن الكثير من المخرجين طلبوا مني أعمالاً اعتبرتها صغيرة واعتذرت عنها ولكن عندما يأتي ويطلب مني عملا كبيرا مثلا كخالد ابن الوليد كتبت ومن خلاله يمكن أن أقدم رسالة للمشاهد أن الإسلام كان رسالة بحد ذاتها ولا يلتفت للجزئيات الصغيرة ورسالته بالغة الأهمية ووصلت لمختلف أصقاع العالم .

الشركة المنتجة شوهت نص مسلسل خالد ابن الوليد
-ما مدى تاثير سلطة المال والمخرج على النص؟
الدراما التلفزيونية لا تستطيع أن تقدم مافي الكتاب من فكر وقيم ومشاعر وعواطف والسبب أن الكاتب يكتب مفرداً بروحه ولا يشتغل معه أحد ولا يتدخل فيه أحد بينما العمل الدرامي يتدخل فيه عشرات الأشخاص من فني للمنتج والممثل والمخرج وغيره وأنا أعتقد أن عمل الجماعة أقل إبداعا من عمل الفرد وغالبا لا تتفق رؤية الكاتب مع رؤية المخرج ومن تجربتي أتكلم فالمخرج يمارس سلطته على النص لكي يحمل بصمته وأيضا المنتج فمسلسل خالد ابن الوليد كتب 60 حلقة يمكن أن تكون تجسيدا لتاريخ الإسلام في بداياته من بداية الدعوة حتى فتح سورية والعراق وهي المرحلة الأساسية في حياة الإسلام وهذا النص يغطي تلك المرحلة درامياً وفنياً ووثائقياً وكنت راضيا عن النص جدا لكن مع الأسف الشركة المنتجة شوهت النص ولم أستطع أن أمنع هذا التشويه
أوافق بشرط أن لا يشوهوها
-لو طلب منك تحويل رواية المخطوفون لعمل درامي أو سينمائي هل ستوافق ؟
نعم ولم لا لكن بشرط أن لا يشوهوها وأن تقدم للمشاهد بروحها ولكن أعتقد أن هذا صعب فلايمكن لأي مخرج أو منتج أو ممثل أن يشعر بشعور الكاتب عندما يكتب نصه
الأدب هو اللا موضوعية
من باب الموضوعية عند ترجمتك للعديد من الأعمال هل يبقى المترجم حيادياً دون تدخل ؟
الأدب هو اللا موضوعية والأدب هو الذات وهي تدخل بشكل دائم والأديب لولا ذاته الإبداعية الخاصة لا يمكن أن يكتب أدبا والترجمة جزء مهم من الأدب ومن واجبنا الأساسي هو أن ننقل من الآداب العالمية ونسد ثغرات موجودة في أدبنا لزيد مكتبنا العربية فخلال عملي بوزارة الثقافة كنت رئيس تحرير مجلة المعرفة ورئيس لجنة التأليف والترجمة وكانت خطتنا أن ننقل أكبر عدد من الأعمال العالمية المهمة إلى لغتنا العربية لرفد المكتبة العربية بها حتى لا نعتمد على نشاط بيروت الذي كان تجاريا وكنت أنتقي الكتاب الذي سنترجمه لي وللآخرين وأنتقيه انتقاءً خاصاً مثلاً أن يكون حاصلا على جائزة أو موضوعه معمم جدا أو كاتبه مشهور جدا فكانت تأتينا نشرات باللغات الأجنبية عن أهم الإصدارات وكنا ننتقي منها 20 كتابا ونضع خطة سنوية للترجمة ولكن يجب علينا في كل ترجمة أن نقدم بيانا عربيا سليما جدا يجسد لغتنا الفصحى ويمنع عنها الموضوعات العادية وأنا لم أؤمن بالترجمة الحرفية أبدا فمن الكتب الأولى التي ترجمتها " أطفال منتصف الليل "لسلمان رشدي وطبعنا منه 4 آلاف نسخة أتاني أستاذين من الجامعة هما موسى الخوري وغسان المالح من قسم اللغة الإنكليزية الذي تخرجت منه وشكراني على هذه الترجمة لما أضفيته على الرواية من سحر اللغة العربية وهي طبعت مرة ثانية
بعد تقاعدي من اتحاد الكتاب العرب بدأت بمشروعي وهو إعادة كتابة أعمالي العربية باللغة الإنكليزية وهنا نعيد كتابة هذا العمل وهذا يتطلب أن تتجاوز بعض التفاصيل التي لاتهم القارئ الغربي وأن تكون حريصا بأن تراعي هذا القارئ
وأنا حريص جدا أن أقدم نص للقارئ الغربي وكأني كاتب من بيئته نفسها
طموحي أن أصل للعالمية
-يمكن أن نعتبر هذا توجها للعالمية وكم تقدر من الوقت أن يصل عبد الكريم ناصيف للعالمية؟
أحلم وأطمح وطموحي لا يتوقف ومشروعي هو قديم وهو أن أكتب للقارئ الإنكليزي لأنه اللغة الإنكليزية منتشرة في كل العالم وأردت أن أذهب لهذا القارئ بلغته وكان همي الأساسي أن أقدم له قضايا وطني وهمومي بلغته بعيدا عن الإعلام الموجه وهو لا يعرف عني شيئاً ويخضع لإعلام موجه وبما أن القارئ الغربي يقرأ بنهم على العكس منا وما تزال تطبع المؤلفات بملايين النسخ فكتاب العار ترجم للإسبانية وطبع فيها ونحن طبعنا منه 4 آلاف نسخة وكان ذلك قياسياً وأننا حققنا رقماً كبيراً بينما طبع في إسبانيا طبع ثمانية طبعات خلال عام 1984 وكانت كل طبعة مليون نسخة وهذا ما شجعني أن أكتب باللغة الإنكليزية ولدي إمكانية لذلك وباعتباري أكتب الرواية السياسية ولم أفكر بالعائد المادي من خلال عدد النسخ بقدر ما فكرت أن تصل هذه الأعمال للقارئ الغربي وكان هذا المشروع مؤجلاً
-دائما مشاريعك وأحلامك مؤجلة
نعم أتاني عرض وأنا في وزارة الثقافة وكنت وقتها رئيس تحرير مجلة المعرفة والعرض هو أن أستلم رئاسة تحرير مجلة الناقد في بريطانية ووقتها كانت هناك عدة ظروف منعتني من السفر أحدها أن تمسكت بي د.نجاح العطار حيث كانت وزيرة للثقافة وطلبت مني أن أبقى لرفع سوية مجلة المعرفة.
-كيف ترى واقع الرواية في سورية ؟
الرواية جديدة على مجتمعنا حيث ظهرت منتصف القرن العشرين وأول من أخرج رواية للسوريين هو شكيب الجابري عام 1937 ومن الأديبات وداد سكاكيني وسلمى الحفار وهو وجنس أدبي جديد وهذا الجنس الأدبي الجديد طغى على الأجناس الأدبية الأخرى واحتل الصدارة في الساحة الأدبية لأن الشعر تراجع وسبب تراجعه هو الصراع بين الحديث والقديم والنثر والتفعيلة والشعر هو ديوان العرب الأساسي ولكن هذا الصراع بين الكلاسيك والحداثة أخر وجود الشعر ودفع أسلوب القص للأمام حيث أصبح هذا الفن هو الأبرز والرواية بشكل ملحوظ وظهرت أسماء جيدة وهناك تجارب جديدة على صعيد الوطن العربي وعلى صعيد سورية وهناك من قدم أعمالا متقدمة حتى أصبح بعضهم يكتبون كما يكتب الكاتب الغربي ولكن على صعيد الروائيات كان الظهور أبرز وكأن الشعر عند المرأة تراجع وظهر فن القص بشكل جلي ولو وجدنا 5 شاعرات لكان مقابلهن عشرات الروائيات والقاصات لأن الكاتب عموماً والكاتبة خصوصاً تتجه باتجاه فن القص وسجل هذا الفن سبقا على بقية الأجناس.

الفقر والمعاناة يصنعان الإبداع
-ما سر منطقة "السلمية" التي فرزت الكثير من الأسماء كالماغوط وعلي الجندي وعبد الكريم ناصيف وغيرهم؟
السلمية بلد فقيرة والمعاناة هي السبب وهي أصيبت بالجفاف فكانت واحة جميلة لكن من الخمسينات أصبح هناك جفاف ومثال ذلك قريتي المبعوجة ومعنى الكلمة أنها مبعوجة بالماء ففيها مستنقعات وحتى أن البدو يسمونها بالمنبعجة بالماء أما الآن فأنت بحاجة لحفر بئر لسحب الماء وحالة الفقر هذه صنعت معاناة لدى الناس والمعاناة هي التي تخلق الإبداع وأنا أعتقد أنه لا يوجد إبداع بدون معاناة وبلا وجع
والفقر سبب رئيسي للإبداع لكن في سلمية ارتفاع مستوى التعليم وهي من أوائل المناطق في سورية تعليمياً ثم أن الجو العام وقربها من البادية وبساطة الناس وعدم تقوقعها على نوع معين من السكان وهناك مزيج جميل بين أطياف المجتمع.

قديم 01-17-2012, 04:21 PM
المشاركة 205
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- ولد في المبعوجة (سلمية) عام 1939.
- تلقى تعليمه في حمصوطرطوس وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة الانكليزية.
- عمل مدرساًوضابطاً وموظفاً ورئيساً لتحرير مجلة المعرفة.
- رب من بئر السياسة حتى ارتوى لكنه خدم الأدب كثيرا بهذه الارتواء
- حلم كثيرا لكن أحلامه تحطمت مع هزيمة حزيران فقرر الهروب للأدب لأنه وجد فيه متنفساً لمشاعره وعواطفه
- تعلم عند شيخ الكتاب في القرية وحفظ القران في 6 شهور وهو في عمر 6 سنوات.
- يقول " أي إنسان بحاجة إلى أن يفرغ الشحنة بلحظة معينة وبلحظة شاعرية معينة فلا يمكن أن يقوم بهذا الدور سوى الشعر ويخضع لتأثير مؤثر ما،فمرة كنت أستمع للإذاعة ويقول المتحدث إن الشعب الليبي مخطوف فهذه الكلمة جعلتني أكتب قصيدة" .
- ويقول"أيضا يوم وقع انور السادات على كامب ديفيد ووقتها تم الاتفاق على إقامة سفارة لإسرائيل في مصر وعندما رفع العلم الإسرائيلي على السفارة قال المذيع إن أصوات صراخ وبكاء النساء العربيات صدح من الشرفات والمنازل المجاورة لمبنى السفارة ووقتها يوم رأت نساء القاهرة هذا العلم وما قمن به من بكاء وصراخ جعلني أكتب قصيدة وكان هذا مؤثراً كبيراً ودافعا لهذه القصيدة فأنا لا أنتظر أن يأتيني الإلهام لأكتب قصيدة أو رواية".
- يقول" هناك محرك ومؤثر كبير يدفعني للكتابة وهي تعبر عن اللحظة وعن مشاعرك وأفكارك في تلك اللحظة.
- يقول ايضا "أول ما نشرت كان عمري وقتها 17 سنة وكانت عن يافا بفلسطين
- ويقول"الشعر رافقني وفي حياتي وخاصة عندما "أزنق" وأحشر في الزاوية لا أجد لي متنفسا سوى الشعر.
-يقول ايضا "السياسة أغرقتني حتى سن الثلاثين فكانت لي لقاءات مع شخصيات كبيرة منهم أكرم الحوراني – صلاح بيطار – ميشيل عفلق وتجربتي الطويلة في السياسة هي التي شجعتني لأوظفها في خدمة الأدب وقلت إن هذه التجربة الغنية جدا والتي عشتها في قلب الأحداث لم لا أجسدها في الأدب .



- ويقول "يئست من السياسة وكان السبب الرئيسي هو هزيمة حزيران التي حولتنا لشعب مهزوم سياسيا ولا نملك شيئا نستطيع من خلاله أن نطور هذا الوطن وأن نرتقي إلى مستوى الأمم فأحلامنا تحطمت في حزيران فهي قامت لضرب المد الثوري القومي العربي فكانت هذه الحرب لتحطيم أحلام الثوريين والقوميين العرب ولكننا بقينا نقاوم عسى أن نعوض".
- ويقول" كتبت بمجموع كتاباتي سيرة وطن فكانت كتاباتي منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم ولم أقصد الوطن هو سورية فقط بل أنا قصدت الوطن العربي بشكل كامل فكان همي الوطن".
- وفي رده لماذا جاء عدد كبير من الادباء الكبار من منطقته "السلمية" فرد قائلا: السلمية بلد فقيرة والمعاناة هي السبب وهي أصيبت بالجفاففكانت واحة جميلة لكن من الخمسينات أصبح هناك جفاف.
- ويقول" حالة الفقر هذه صنعت معاناة لدى الناس والمعاناة هي التي تخلق الإبداع وأنا أعتقد أنه لا يوجد إبداع بدون معاناة وبلا وجع".
- ويقول" الفقر سبب رئيسي للإبداع.
-لكن يرى ايضا بأن القدرة على الابداعي تأتي لاسباب مثل :
- إرتفاع مستوى التعليم كما في منطقته.
- القرب من البادية .
- بساطة الناس.
- عدم التقوقع على نوع معين من السكان ووجود مزيج جميل بين أطياف
المجتمع.
===


لن نزيد على ما اورده الاستاذ ناصيف كمسبب للابداع...فهو يقول
"وحالة الفقر هذه صنعت معاناة لدى الناس والمعاناة هي التي تخلق الإبداع وأنا أعتقد أنه لا يوجد إبداع بدون معاناة وبلا وجع".

اذا سر الابداع لديه الوجع اين كان سببه ..

مأزوم.

قديم 01-17-2012, 11:43 PM
المشاركة 206
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع سر الافضلية في رواية :



28- دار المتعة وليد اخلاصي سوريا

*** نبذة عن رواية ................................ دار المتعــــــــة :

شهرزاد تقاوم سطوةشهريار وتؤجل فعل القتل ليلة بعد ليلة بحكايات تتداخل إحداها في الأخرى، وها هوجواد يقاوم إغراء أسمهان ويؤجل فعل الموت ليلة بعد ليلة بحكايات تنفصل إحداها عنالأخرى.
يستلهم وليد اخلاصي الفكرة من "ألف ليلة وليلة"؛ لكنه يقلب الأدوارويقلب المصائر.
في "ألف ليلة وليلة" يعود شهريار إلى رشده ويتحول – بفضل شهرزادمن قاتل إلى محب، ورغم أنه أزهق أرواح عذراوات بريئات فإنه لم يستحق لأجل ذلكالموت.. بل يُمنح الحب والسماح.
أما في "دار المتعة"؛ فلا حيلة لجواد إلا أنيتبع خيط الضوء المنبعث من شق في ذلك القبو لينجو بجلده، ويترك أسمهان التي امتصتحيوية الرجال تموت بشيخوختها.
لماذا اختلفت المصائر والجريمة واحدة ؟!
هل هيمعجزة الحب، أم تسامح المرأة؟!
أترك الجواب مرة أخرى بيني وبين نفسي كي لايتهمني الرجال بمعاداتهم!
وتبقى تلك العقدة الأبدية: خوف المرأة من سطوة الرجلوتحكّمه بحياتها ومصيرها، وتوجّس الرجل من المرأة كمبعث للفسق والخطيئة وما يتبعهمامن شرور.
تبقى تلك الأسطورة الهندية بحاجة إلى ترجمة في جريدة أدبية قرأتهامؤخراً كي يعرف الرجل "كيف خلق الله المرأة"!
فهل خلقها من طينة أخرى؟.. وإن كانقد فعل؛ فما الضير في ذلك؟!
وهل يبقى الرجال منشغلين بتحليل خصائص المرأة إلىأبد الآبدين؟!
أليس الماء مكوناً من عنصرين مختلفين، ولولا اتحادهما لما كانللحياة أصل؟


دار المتعة

تاريخ الإصدار: 01/01/1991
المؤلف: وليد إخلاصي
الناشر: رياض الريس للكتب و االنشر
عدد الصفحات: 258


نبذة
بلغته السهلة والمتينة، وبأسلوب مبتكر جذاب، يقدم لنا وليد إخلاصي روايته "دار المتعة". من خلال فصولها -بلا سطورها- ينتقل بك من وصف دقيق للمدينة والدار إلى وصف للناس والحكام، فيضعك في الموقع الذي تحدد أنت جغرافيته. كما يدمج التاريخ والماضي بالحاضر والعصر بطريقة انسيابية عجيبة، فتلاحظ استمرار العادات والتقاليد، وينطبق تراث الأمة على فنونها الشعبية التي تمارسها اليوم.. وليؤكد لك أخيراً أن هذا الاستمرار لا يرافقه تطور، وإن التغيرات والتبدلات النفسية والأخلاقية تكاد تكون معدومة، وإن الناس هم هم في كل العصور والأزمنة. رواية "دار المتعة" وعاء صب فيه وليد إخلاصي فكره وفلسفته في الحياة، ولكن هذا الوعاء السحري، حوى أوعية أخرى هي حكايات تتوالى، وفي كل منها حكمة. "دار المتعة".. ليست سبرا لأغوار النفس البشرية فحسب، بل هي تسجيل رمزي لتاريخ حياة أمة، ولكنه تسجيل محبوك في شكل رواية. تهز رأسك أحياناً وأنت تقرأ وصفاً دقيقاً في أحد فصولها، أو تبتسم لإصابة جاءت في الصميم، ولكنك ستلهث في أحيان أخرى بل وسيشدك التشويق إلى الانتقال إلى الفصل التالي مباشرة من دون توقف. لن تغيب عنك المتعة، وأنت تقرأ "دار المتعة".

خلدون فنصة


قديم 01-17-2012, 11:56 PM
المشاركة 207
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في حوار خاص..
الروائي السوري وليد إخلاصي للوكالة: حذري في الكتابة جنبني المنع.. وأعتز بأرستقراطيتي الفكرية
الخميس, 2011.11.24 (GMT+3)



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالروائي السوري وليد اخلاصي

وكالة أنباء الشعر / سورية / زياد ميمان
من أعلام الأدب العربي. رسم كلماته على لوحات الزمن فحلقت في سماء المسرح وفضاء الرواية والقصة والحكايات، ولونها بلون الإبداع الذي تميز به، حلب كانت له الوطن ومنها انطلق إلى فضاءات الإبداع العربي لتكون إبداعاته بمختلف ألوانها وأصنافها محط دراسات النقاد، إنه الروائي السوري الكبير وليد إخلاصي الذي التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار ...

كانت حلب عندي هي الوطن..


حلب بكل ما فيها تشكل مادة أساسية في أدب وليد إخلاصي، إلى أي مدى تصل بك الذاكرة في استحضار الماضي الحلبي لتنسجه في رواية حلبية ؟

كانت حلب عندي هي الوطن بأبعاده التاريخية والجغرافية ، وهكذا وجدت لنفسي نقطة انطلاق لابد منها لمحبة الوطن وانتقالاً لظواهر فيه لابد منها وقد باتت تلك النقطة هي مركز الدائرة تتحرك فيها ذكريات المكان وكيميائيته والتي ينشط فيها الماضي بحيوية قد تطغى على ما عداها . وبظني أن الذاكرة هي خميرة الأدب .



المسرح في آخر قائمة النشاطات الثقافية..



كتبت للمسرح كثيراً فكيف يرى الكاتب وليد إخلاصي المسرح الآن ؟

لا يمكن لي أن أقول شيئاً عن تراجع المسرح، فهذا يعني أنه كان بحالة أفضل. المسرح في آخر قائمة النشاطات الثقافية، وعلى الرغم من اهتمام وزارة الثقافة به، إلاّ أنه لم يرقَ بعد إلى حضور في الحياة الاجتماعية كما هي المؤسسات الإعلامية أو التعليمية. وإن حضور المسرح الآن ومن قبل لا يشكل علامة، وبؤرة المسرحية لم تصبح بعد ينبوعاً ثقافياً يروي ظمأ محبيه أو هواته .

لغة المسرح تخضع لما هو سائد عند المشاهد

يكتب كتّاب المسرح نصوصهم بالفصحى، ولكنها تقدم بالمحكيّة. ألا ترى أن ذلك إجحافاً بحق العربية الفصحى ؟
من حيث المبدأ، فأنا لم أسمع أو أشاهد مثل هذا الأمر، إلاّ في حالات قليلة. وإن المشكلة لا تتعلق بالمسرح أو بغيره فحسب، ولكنها تتعلق بطرق التفكير المنطقي والعقلاني التي يؤدي فقدانها لإلحاق الضرر بالفصحى أو المحلية، وفي الأحوال كلها فإننا يجب أن نعترف بأن اللغة في الأحوال كلها هي كائن يخضع للتطور المحكومين به، وأن لغة المسرح تخضع لما هو سائد عند المشاهد .

ذلك فرضه بطل الرواية..


قلت عن روايتك " رحلة السفرجل " إنها حكاية ولم تتحقق بها صفات الرواية . لماذا قلت ذلك ؟

الرواية والقصة هما في الأصل حكاية. وإذا قلت إن روايتي تلك هي حكاية، فلأن " معين السفرجل " بطل الرواية قد أصّر أن تكون حكاية تتعلق به، لأن الرواية هي تيار النهر، وحكاية ذاك البطل لم تكن سوى الجدول الذي يصب في النهر. وهكذا التزمت رغبته بأمانة

تجمع في كتاباتك بين الواقع والخيال ، وهما يكملان بعضهما البعض في تشكل رواياتك. فماذا لو غلب أحدهما على الآخر ؟ فهل ستتغير مع ذلك روح الرواية ؟


أعترف بأني كاتب واقعي. فهل كانت "الواقعية " ذات يوم بعيدة عن واقعنا الذي لا خيال فيه أو تخيل ؟

الترجمة إلى لغات أخرى لا تعني سوى القوة ..

عالمية الأديب تقاس بما يترجم له من أعمال فهل أنت مع هذا الكلام ؟ وماذا تعني لك العالمية ؟
لا يمكن أن نضع في الميزان ظاهرة ( العالمية ) بكفة مع أخرى هي ( المحلية )، فالميزان غير عادل لأن المصطلحين قد جاءا من عالم مختلف. العالمية هي الانتشار الأفقي بينما المحلية فهي انتشار رأسي. و في الأحوال كلها فإن آداب شعوب تخضع لقوة السلطة في بلدانها, بينما آداب شعوب أخرى سلطاتها فيها لا تتمتع بتلك القوة أو الهيمنة و السطوة. و الترجمة إلى لغات أخرى لا تعني سوى القوة .

الحداثة تتسلل عبر الأنابيب المستطرقة



هناك رأيان حول الحداثة, أحدهما قال إننا استوردنا حداثتنا من الغرب وآخر قال إن حداثتنا نحن العرب نمت وترعرعت فينا . مع أي الفريقين أنت و كيف ترى حداثة العرب ؟

الحداثة تتسلل عبر الأنابيب المستطرقة إلى معظم ثقافات العالم, و لو بعد حين. إلا أننا مع ذلك نشارك الحداثة الكونية بشيء يخصنا عربياً أو إسلامياً. وبظني أن الحداثة في مجتمعات ما هي التي تتسلل بقوة أكثر مما يحدث لغيرها. لذا يمكن القول بأن الحداثة في أرجاء العالم تتفاوت في مستوى تدفقها أو قوتها, فلا أظن أن ثقافة ما لم تكن لها حداثة أو أنها بذور حداثة .

تعاملت بواقعية مع إنتاجي الأدبي و بحذر فني شديد خفف من وطأة المنع عني .


تاريخ طويل من المؤلفات و الروايات و القصص و المسرحيات, فهل استوفى النقد تجربتك الأدبية ؟ و هل لديك ما هو ممنوع من النشر؟
يعود الإبداع الأدبي العربي إلى الفطرة, بينما يعود النقد إلى طبيعة المؤسسة العقلانية والجمالية. ومن هذه الزاوية يمكن القول بأن التفاوت بين الابداع والنقد قائم منذ القدم. وأعترف بأن الفترة التي كتبت فيها قد سيطرت على معظمها الأيديولوجيا أو التصنيف الفكري, إلا أني مع ذلك فقد تعلمت من عدد من النقاد تناولوا أعمالي وهم قلة. و إشارة إلى ما قد يكون لدي يمنع من النشر, فأقول إنني تعاملت بواقعية مع إنتاجي الأدبي وبحذر فني شديد خفف من وطأة المنع عني .
إلى أي مدى يمكن أن تكون الوثيقة التاريخية مهمة في رواياتك ؟ وهل تعتبرها مصدراً رئيساً لتوثيق العمل ؟


لا أذكر أني اعتمدت الوثيقة التاريخية في أعمالي الأدبية, و إن كنت أحياناً ألجأ إلى وثائق هي من نسج الخيال تخدع القارئ بمنطقها, وقد تخدعني مع مرور الزمن .
يقال إن الزمن الآن هو زمن الرواية وقد ولى زمن الشعر . كيف ترى هذه المقولة ؟
يبدو لي أن الملاحم القديمة في كثير من أرجاء العالم, قد ولدت (القصَ) أو الرواية, وهي التي نهضت بالشعر. فالرواية والشعر جاءا من أصل واحد ليجمع النسب بينهما, و لو أخذا شكلاً معاصراً متبايناً, إلاّ أن ما يجمعهما هو التمثيل المدهش للثقافة البشرية. لذا فأنا لا ستطيع أن أنظر بعين المفاضلة إليهما .

قال بعض النقاد "إن توظيف الجنس في بعض الروايات ربما يشد القارئ اكثر", فهل يمكن أن يؤيد وليد إخلاصي هذا الرأي, و عن ماذا تعبر الحالة الجنسية في رواية ما ؟
الجنس نشاط إنساني, و توظيفه في الأعمال الأدبية سابقاً ولاحقاً هو حق مشروع, و إن كنت أظن توظيف الجنس في أعمال روائية لم يكن بريئاً بل لأغراض ترويجية و مالية, وفي هذا خروج عن أهداف الرواية الجمالية النبيلة .
هناك الكثير من الروايات التي تحولت إلى أعمال تلفزيونية ويبرز فيها اسم المخرج وكاتب السيناريو, ويهمش صاحب الرواية. ألا ترى في ذلك إجحافاً بحق صاحب الرواية ؟
بشكل عام فإن كاتب السيناريو أو المخرج هما المؤلف الثاني للعمل الروائي, إلا أن ذلك لا يسمح بأي حال كي يهمش صاحب الرواية الأصلي وإلا كانت تلك الظاهرة كعملية تشويه أو سرقة لا يسمح الذوق بها.

وهل تحول الرواية إلى عمل تلفزيوني يفقدها جوهرها و بنيتها ؟



يمكن الاعتراف بأن أعمالاً روائية قد فقدت روحها في إخضاعها للتلفزيون, وفي حالات نادرة كان العمل التلفزيوني المعد عن رواية يفوق بالأهمية الرواية ذاتها ويجعلها أكثر شعبية وقبولاً من المشاهد.

وهل شاهدت إحدى رواياتك عبر شاشة التلفزيون ؟ وكيف وجدتها ؟
لم يسبق أن اُخذ لي عمل روائي, بل أُعد عن عمل مسرحي أو قصصي لي للتلفزيون, و ذلك أمر آخر .
هل تكتب لقارئ مباشر أم لناقد داخلي أم إرضاء لرغبة بالكتابة ؟ وكم من الوقت يلزم لولادة رواية جديدة عند وليد إخلاصي ؟
يولد النص بداخلي فجأة ليكون عملاً روائياً أو قصصياً أو مسرحياً, ولا أعلم إن كان هذا العمل استجابة لأي دافع سوى التعبير عن ذاتي والتي هي من الذات العامة المتعددة الأوجه. وبظني أن ما يحدث لي هو استجابة لكيمياء معرفية . وما يتعلق بزمن الولادة الروائية فهو يمتد من سنة إلى سنوات ولكن لا أتوقف عن كتابتها لأكثر من مرة .

أعتز بأرستقراطيتي الفكرية

قالوا عنك إنك تمثل نموذجاً لمثقفي البورجوازية الصغيرة والأرستقراطية، كيف يمكن أن يرد الكاتب وليد إخلاصي على هذه التسميات ؟
أفخر بأمر مبدئي هو ما أردده دوماً " لقد ولدت من رحم أمي فوضع لي القماط، وسأرحل ليلفني بياض الكفن. لم أمتلك شيئاً باستثناء مكتبتي وعواطف الآخرين من محبة وكره والتي دفعت بي كلها إلى التقدم " وبشكل عام أعتز بأرستقراطيتي الفكرية من دون أي انتماء قبلي أو فخرٍ عائلي باستثناء التعلق بالوطن الذي أجده عزاء لي .

سيرة ذاتية
الروائي وليد اخلاصي
ولد في إسكندرونة في عام 1935.
- أنهى تعليمه الثانوي في حلب.
- انتسب إلى كلية الزراعة في مدينة الإسكندرية عام 1954 حيث حصل على شهادة في العلوم الزراعية عام 1958.
- ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في حلب أكثر من مرة.
- عضو منتخب في مجلس اتحاد الكتاب العرب لثلاث دورات متعاقبات.
- ساهم في تأسيس مسرح الشعب والمسرح القومي والنادي السينمائي بحلب.
- عمل في الصحافة الأدبية وخصوصاً في مجلة الموقف الأدبي.
- ألف في القصة والرواية والمسرحية والدراسة والمقال والزاوية الصحفية والشعر.
- تمت ترجمة أدبه إلى لغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والهولندية والأرمينية والروسية واليوغسلافية والبولونية.
- عضو جمعية القصة والرواية.
- حصل على جائزة اتحاد الكتاب العرب التقديرية بدمشق 1990.
- حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في الرواية والمسرحية في دورتها الخامسة عام 1996.
مؤلفاته:
1- قصص - بيروت 1963.
2- العالم من قبل ومن بعد - مسرحية - دمشق 1964.
3- شتاء البحر اليابس- رواية - بيروت 1965.
4- دماء في الصبح الأغبر - قصص- بيروت 1968.
5- أحضان السيدة الجميلة - رواية - - دمشق 1969.
6- زمن الهجرات القصيرة - قصص- دمشق 1970.
7- الطين - قصص- بيروت 1971..
8- الدهشة في العيون القاسية- - قصص- دمشق 1972.
9- التقرير - قصص- عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1974.
10- أحزان الرماد - رواية - بيروت 1975.
11- الصراط- مسرحية عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1976.
12- سبعة أصوات خشنة - مسرحيات - عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي- دمشق 1979.
13- سهرة ديمقراطية على الخشبة - مسرحيتان - دمشق 1979.
14- موت الحلزون- مسرحية - دمشق 1976.
15- الأعشاب السوداء - قصص- دمشق 1980.
16- هذا النهر المجنون - مسرحية - دمشق 1980.
17- الحنظل الأليف - رواية - دمشق 1980.
18- عن قتل العصافير - مسرحيتان - دمشق 1981.
19- أوديب - مسرحية- ليبيا- 1981.
20- يا..شجر يا.. - قصص- ليبيا- 1981.
21- زهرة الصندل - رواية - دمشق 1981.
22- بيت الخلد - رواية - دمشق 1982.
23- خان الجمر - رواية - دمشق 1985.
24- باب الجمر - رواية - دمشق 1985.
25- المتعة الأخيرة - اعترافات شخصية في الأدب- دار طلاس- دمشق.
26- ملحمة القتل الصغرى- رواية - لندن 1994.

قديم 01-18-2012, 12:05 AM
المشاركة 208
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وليد إخلاصي.. السيرة الذاتية

في الكثير من أعمال وليد إخلاصي القصصية والروائية شيء من ذكرياته الشخصية، وفي كتابه حلب بورتريه بألوان معتقة، بعض من تلك الذكريات المعتقة حقاً، وقد شاءت وزارة الثقافة أن تستأذن وليد إخلاصي ليفك رتاج ذلك الدن القديم فيخرج المزيد.. المزيد من خمرته الممتعة.
عندما اختير وليد إخلاصي ليكون عضواً في مجلس الشعب، قيلت أحاديث كثيرة، ولاكت ألسنة الحسد والضغينة والجهل والتعصب، موضوع اختياره للمجلس. ومن ذلك أنه ينتمي إلى الطائفة الفلانية وأنه لوائي، وتجاهلت الألسن أنه مثقف كبير ووجه حلبي بارز ومعروف باستقلالية تفكيره وعدم انتمائه الحزبي، وأن المعنيين بأمر المجلس يهمهم أن يكون في المجلس أناس لهم احترامهم ولهم حضورهم. وما أعرفه شخصياً أنه أكمل سنواته في المجلس دون أن يحقق أي انسجام، وسرعان ما عاد إلى عالمه الثقافي الأثير لديه متابعاً كتاباته منتقداً عبر الأدب عيوب الواقع بعين موضوعية وقلم جريء. فمن هو وليد إخلاصي؟
تقول السيرة الذاتية التي أصدرتها الهيئة العامة للكتاب متعاونة مع صحيفة (البعث) تحت عنوان (من الإسكندورنة إلى الإسكندرية) مايلي: (وحدث أنَّ رجلاً من حلب يدعى أحمد عون الله إخلاصي عُيّن مديراً لأوقاف الإسكندورنة، فما كان منه إلا أن قاد أسرته المكونة من زوجة وولدين ليقيما معاً في المدينة البحرية بعيداً عن حلب العتيقة. وهكذا وجدت الأسرة الحلبية وطناً جديداً فتح لها ذراعيه بمحبة.
وتحوَّل لواء الإسكندرونة الذي طُعِّم أهله بعدد كبير من أهالي حلب إلى حالة من الترحيب الذي وجد معه المدير الشاب أرضاً تذكره دوماً بحلب التي عاش فيها أجداده منذ مئات السنين، فكأنها الفرصة عنده جعلت من المدينتين التوءم المثالي، فباتت الأيام السابقة وكأنها حاضرة.
ويتابع: (الزوجان ما زالا في قمة الحيوية والشباب، وها هي الأم تحمل في بطنها ثمرة جديدة. وجاء الابن الثالث لأسرة الشيخ الأزهري فتحققت للولدين لعبة يتسلون بها.. كما أن المسمّى وليد الذي أطلّ على الحياة ليلة السابع والعشرين من أيار للعام 1935، بات تسلية العائلة على شاطئ البحر أو في تلال (أنطاكية) و(بيلان) و(العاتق) وبقية المصائف القريبة.
ويتابع وليد إخلاصي في سيرته مؤكداً حلبيته: (ويصطحبني الوالد في رحلة لم يكشف عنها. ومن الجانب الشرقي للقلعة انحدرنا من أول حي باب الأحمر باتجاه باب الحديد الذي ما زال باقياً من بوابات السور القديم. توقفنا قبل خطوات من سوق النجارين. وقال والدي وهو يشير إلى باب مغلق: (انظر إلى ما هو مكتوب)، فتلاقت عيناي بنقش حجري بارز يبرز كلمتين تدلان على اسم الدار وكان (التكية الإخلاصية). كان السؤال من عيني إن كان لنا علاقة بهذا المكان؟ وهنا قال والدي: (إن جدنا منذ أربعة قرون كان يعيش في هذه التكية متصوفاً. وأما الأطباء الذين حدثتك عنهم فهم من أحفاده). ولأن وليداً مهتم في سيرته هذه بوالده أكثر مما يهتم بنفسه لأسباب تتعلق بقضايا فكرية وإنسانية. يتابع القول عن تلك الرحلة: (وكأنما تلك الرحلة القصيرة هدفت إلى دعم قوله في علاقة ما بين دراسة الطب والدفاع عن الإسلام. آنذاك قال لي ونحن نهم بالعودة: (يمكن لك أن تكون في المستقبل صلة الوصل بين العلم الذي يمثله الطب وبين الإيمان الذي يمثله الإسلام)، وأضاف: (لا يمكن لمستقبلنا أن يكون قوياً ومؤثراً في العالم إلا في بناء جسر بين العلم والدين).
تشير السيرة الذاتية المعنية بشخصية وليد إلى المؤثرات التي ساهمت بتلك الشخصية، ولعل للأب الدور الأكبر كما أسلفت في تكوين شخصية وليد بموقفها الموضوعي من العالم والناس ولنتابع هذا الحوار بينه وبين والده في شأن رجل مسيحي صديق لوالده توفي فبكاه أحمد عون الله إخلاصي: (أعلم أن صديقك الراحل كان قريباً منك، وكلنا أدركنا أنه كان أشبه بأخ لك، صحيح أنه مسيحي، إلا أنني سمعت أقوالاً عنه لا أعلم صحتها). وقال والدي: وما الذي سمعته عنه؟ تابعت: (ولا أعلم إن كانت ظالمة أو ملفقة؟).
وباستجماع شجاعتي قلت: (يقولون إن السيد صقال لا يؤمن بالله).
فوجدت والدي يجلسني بقربه، ويقول: (اعترف لي بنفسه مرة، ولم أسمع منه بعد ذلك، أنه لا يؤمن بالله).
فكان صمت لا أجرؤ على اقتحامه، إلا أنني بعد قليل هتفت: (وهذا ما يحيرني في لقاء مؤمن بملحد على الصداقة).
جعل والدي يتحدث بحنان وكأن صديقه ما زال قائماً: (كان واحداً من أشرف الرجال الذين عرفتهم في حياتي. أمين على حقوق الناس، صادق في علاقاته ووعوده، ويحمل الاحترام للناس ولا يفعل شيئاً يضر بأحد بل يسعى إلى المنفعة لغيره).
وقال والدي وهو يستوي في جلسته على الأريكة: (اسمع يا بني، الإيمان أمر يخص علاقة الإنسان بخالقه، ولسنا نحن الذين نملك الحق لنحكم على أحد، الله هو الذي يفعل. الله خلقنا.. الله يحكم علينا).
ولعل موقف الأب من قضايا العلم والعمل والديمقراطية التي مارسها ولم يتفوه بها جعلت وليداً يرفض الانخراط في أي حزب سياسي يميني كان أم يساري.
ففي تجربة له مع جمعية يقودها حزب الإخوان المسلمين، حاول أن يسأل أحد المحاضرين لكن المحاضر الشيخ تمعن فيه وقال: (الأخ الذي يريد أن يسأل جديد علينا أليس كذلك؟) ثم تابع دون أن يتلقى جواباً. (أنت هنا يا أخ لتسمع وتتعلم، ولست في مقام السؤال).
والأمر نفسه يحصل معه حين يلبي دعوة لحضور ندوة للحزب الشيوعي، وكالعادة رغب في توجيه سؤال فجاءه الجواب: (أرحب بك أولاً يا رفيق. وأذكرك أن حضورك معنا هو الأول لك، وهذا يعني أن حقك في المشاركة سيكون بعد زمن تستمع فيه وتتعلم). قال بعد محاولة مني لقول شيء (الدرب ما زال طويلاً أمامك).
وبالطبع لم يذكر وليد ما إذا كانت له تجربة ثالثة مع حزب البعث مثلاً!
لعله يذكر ذلك في القسم الثاني من السيرة. ويبقى أن نشير إلى أن هذه السيرة الذاتية قد كتبت بأسلوب يقترب كثيراً من الأساليب الروائية، فغابت أحياناً بعض الأسماء وتواريخ الحوادث الواردة. لكن العديد من القصص قد أجليت تماماً وتوضحت وخصوصاً حالة الأستاذ البيطار، وحادثة أبو شلباية، ودكانة الإسكافي، وغير ذلك.
وتبقى صورة الواقع السوري في الأربعينيات والخمسينيات واضحة معالمها جيداً، وخصوصاً في نواحيها السياسية والثقافية والاجتماعية.

قديم 01-18-2012, 12:18 AM
المشاركة 209
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وليد إخلاصي
مقدمة

جبلاً ارتفع من عمق هذه الأرض، والجبل في تكونه وارتفاعه، وامتشاقه عنان السماء، يعرف جيداً، ويدرك تماماً رفاقه الجبال، فالجبل لا يتكون في الوديان، ولا في السهول، بل يتكون وسط الجبال، ومن هنا نعرف أنه جبل يسمو بقمته وسط الجبال. هكذا، كان وليد إخلاصي، الذي جمعه مقعد الدراسة ذات يوم مع صباح أبو قوس الذي أصبح اسمه صباح فخري، الأب الروحي للقدود الحلبية، وكذلك، في ثانوية التجهيز كان من المقربين له، والذي لا ينقطع عن التواصل معه، صديقه الذي تعرف إليه في القاعة الكبيرة المخصصة لأغراض متعددة كالرسم، وهو من أصبح فيما بعد الفنان التشكيلي لؤي كيالي، كما كان زكي الأرسوزي أحد أساتذته، وكذلك الشاعر سليمان العيسى، وفي الإنكليزية كان أستاذه فاتح المدرس، كما عاصر أستاذاً كبيراً في حلب حين كان طالباً في الثانوية، وهو صاحب موسوعة حلب، وأغاني القبة، إنه العلامة خير الدين الأسدي.


كان وليد إخلاصي كبيراً منذ أن كان صغيراً، وهذا الصغير الكبير، كان يعرف التحدّي بشراسة دفاعاً عن إبائه وكرامته، وما كان لهذا الصغير الكبير، إلا أن ينتظر يوماً يقول فيه للعالم: «أسمع ضربات قلبي على الورق، والعالَم حسناً أصغى، ومازال يصغي إلى نغماته العميقة التي تنزل كنهر هادر من أعالي الجبال!!».

سيرته الذاتية

ولادته

الده هو الشيخ الأزهري أحمد عون الله إخلاصي وقد عُيِّنَ مديراً لأوقاف إسكندرونة فأخذ أسرته المكونة من زوجة وولدين هما نزار الكبير وعدنان الصغير، وذهب بهم إلى إسكندرونة تاركاً حلب والزوجان مازالا في قمة الحيوية والشباب، وها هي الأم تحمل في بطنها ثمرة جديدة. وجاء الابن الثالث وهو المسمى «وليد» الذي أطل على الحياة ليلة السابع والعشرين من أيار للعام 1935.
الانتقال إلى حمص وولادة أخته هند


كان قرار انتقال الوالد إلى عمله الجديد قد ابتدأ مفعوله في يوم من العام 1937، فاتجهت بهم السيارة إلى مدينة حمص التي سيدير فيها والده أوقاف المدينة.


وما أن مرت سنوات أربع على قدوم وليد إلى الدنيا ليكون الابن الثالث في أولاد الأسرة، حتى كان التوقيت في أن يصبحوا أربعة أخوة، وهكذا كان احتفال الأسرة بقدوم المولود الجديد مع استثناء، فقد كان القادم بنتاً.

كما أن استضافة هذا الكائن ذهب بوقار الأب فكان يحملها بين ذراعيه منادياً «هند..هند» ويدور بها في أرجاء الصالون مكرراً ترحيبه بها وشاكراً الله على تلك النعمة وداعياً الجميع إلى التوجه بالامتنان إلى فضل الله على الجميع. وظل الشيخ في صلواته يتوجه إلى السماء بالامتنان لمنحها أسرته تلك الهدية الغالية.
لقاؤه الأول مع ما يُسمَّى بالموت


لقد ابتدأ الطفل (وليد) يسمع حكايات وإشارات عما يسمى الجنود الفرنسيين وقسوة احتلالهم للأرض السورية التي كان يعتقد أنها تدل على الإسكندرونه وحمص فإذا هي تدل على ما هو أكبر من المدن التي احتضنته.


كان هناك جار لهم في العمارة المجاورة وهو شاب جميل بقامته اللافتة للنظر وبسماحة وجهه، فهو إذا قابل واحداً من أطفال الحي داعبه بمودة ورحب به، وكان يطيل في زيارته لبيت عائلة وليد، فيعلم وليد أنه يتبادل مع والده محبة خاصة، كان اسمه مصطفى السباعي. وذات يوم، تدفق الناس نحو العائلة وهم يحملون جسداً تمزق صدره. والأكف ترفع جسد جارهم (ابن الحسامي)، وقد تدلت ذراعاه، ودخل التكبير والتهليل عمارة الشاب الذي قيل إن رصاص الدمدم قد أودى بحياته. ذلك المشهد كان أول معرفته بأمر اصطلح على تسميته بالموت. وصحح والده الكلمة بأنها الشهادة.


حماة: المحطة الثالثة


كان قدوم العائلة إلى حماة في يوم من الأسابيع الأولى من العام 1940. وكانت دراسته الابتدائية في أول سنة في حماة. وما أن انقضت سنة أو أكثر بقليل حتى أعلن الوالد عن قرار جديد سيعيدهم إلى حلب. وكان الوالد فرحاً لقرار العودة إلى المدينة التي جاؤوا منها. حيث كان قرار نقل وظيفة الوالد قد وصل في الصباح.
مدرسة الحمدانية في حلب


قُبِلَ وليد في مدرسة الحمدانية طالباً في الصف الثاني. وكان اليوم في المدرسة يبتدئ عادة بتحية العلم. وعلى إيقاع الطبل يرتفع العلم السوري على السارية فترتص الصفوف أمامها يتقدمها أستاذ الموسيقى أو المدير بنفسه، ويبدأ التلاميذ يرددون النشيد الوطني «حماة الديار عليكم سلام»، فكان طقس الصباح يشكل جانباً من المحبة للوطن الذي ما زال يقبع تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي الذي لا يتوقف عن نشر الجنود في معظم الأحياء وكأنهم شركاء في امتلاك المدينة التي لم تتوقف عن إبداء استيائها في السر والعلن.

ويذكر وليد قائلاً: «وبالرغم من مرور مئات السنين على بناء المدرسة، فقد تشققت جدران فيه ونمت أعشاب بين حواف بلاط الحوش، وسقطت زخارف سقف أو باب، فالمدرسة حافظت على هيبة تغنى بها الأساتذة والزوار. كانت الحمدانية مكاناً يعيش في الوجدان فيسعى إليه التلاميذ كل يوم بمحبة تعادل التعلق بالبيت والأهل. كانت الحياة الجميلة تتوزع بين البيت والمدرسة فلا تحمل العودة إلى المنزل سوى الرغبة في انتظار الذهاب إلى المدرسة».



مظاهر الفقر والضنك في حياة العائلة


لم تتلق والدته أية فرصة في التعليم. لم تكن تقرأ أو تكتب ولكنها حفظت آيات قصاراً من القرآن الكريم تنفعها في أداء صلواتها المنتظمة. وقد شهدت أيام الضيق المادي قدرتها في تدبير أمور أولادها المدرسية. كانت تعد الحبر لاستخدامهم، فكانت تذيب بلوراته في الماء الساخن لحفظ الحبر في زجاجة يملؤون منها محابرهم المصنوعة من التنك، كما أنها كانت تحيل الورق المستخدم للتغليف (ورق الصر) إلى دفاتر تخيطها بالمسلة، فقد كان ثمن الدفاتر في المكتبات يشكل عبئاً ثقيلاً. كما أن الوالدة لم تنقطع عن ترميم الكتب الممزقة فقد كان المتداول عند معظم التلاميذ والطلاب هو التبادل بين السابقين واللاحقين في السنة الدراسية.

أثناء سنوات الحرب العالمية الثانية كان الاحتلال الفرنسي يسيطر على المحاصيل الزراعية كالقمح والشعير، ووضع نظام القسائم التي توزع على الناس المحصول وفق حصص شهرية من الطحين.
ولما كانت نسبة الشعير هي الغالبة في الطحين، كان الرغيف أكثر صلابة، وخصوصاً أن كل عائلة كانت تخبز الرغيف على نفقتها الخاصة، وهكذا اضطر الوالد بالاتفاق مع الوالدة إلى طحن البطاطا المسلوقة لتعدّل من قوام العجين، فساهمت في إظهار الرغيف بليونة أفضل.

كما أنهم أمضوا زمناً من حياتهم دون توفر مدفأة في البيت تردّ عنهم برد الشتاء، وكان المنقل هو الوسيلة الوحيدة لإرسال الدفء بجمراته التي تظل لامعة إلى فترة من الليل ليخمد بريقها بعد ذلك.
وفي اجتماع عائلي عقب العشاء، أعلن الوالد عن حصوله على مدفأة قديمة، وكانت المدافئ تعمل آنذاك بالحطب. وكان لدخول واحدة إلى البيت فعل السحر، فكانوا يمسحون عليها بأيديهم غير مصدقين.

وفي حلب ارتفعت وتيرة الأزمات الاقتصادية يشارك في تأجيجها الاحتلال والحرب. فكانت السجادتان اللتان استطاع الوالد شراءهما أثناء إقامته في إسكندرونة، والسماور المصنوع من الفضة والذي كانت نيرانه تحافظ على صلاحية الشاي للشرب، شيئين ثمينين شكلا - أي السماور والسجادتان العجميتان - إحدى الحلول التي لجأ إليها الوالد لمواجهة الضيق والعسر.
دار الكتب الوطنية


شُيِّدَت دار الكتب الوطنية منذ سنوات، وكان موقعها في ساحة باب الفرج يواجه برج الساعة التي أقيمت أيام الحكم العثماني، فتحولا إلى علامة للساحة التي اختفى منها باب الفرج المندثر مع معظم أبواب السور الذي دافع عن المدينة لقرون عديدة. وكانت إدارة الاستخبارات الفرنسية قد وضعت يدها على الدار الأشبه بقصر أمير، فقامت البلدية باستئجار مبنى قديم على حدود مقبرة العبارة لتكون بديلاً لدار الكتب الوطنية.

وكان وليد يتردد على المكتبة تلك بين حين وآخر فيقرأ كتب الأطفال فيها، ويبدو أن مكتبة والده الصغيرة هي التي حفزته على القراءة لإعجابه بها وبتاريخه الذي كشفت عنه أعداد من مجلة «الاعتصام» كان رئيساً لتحريرها قبل أن يولد وليد. وقد توقفت تلك المجلة عن الصدور بأمر من الحاكم الفرنسي في أوائل الثلاثينات. وبات حلم وليد المبكر في أن يتمثل حياة الوالد، وهكذا أصبحت القراءة واحدة من الهوايات كاللعب بالكلال (الدحل الزجاجية) والجري وراء كرة القدم ومشاهدة الأفلام السينمائية.
أول عمل قام به


لم يكن المصروف الشهري الذي يحصل عليه من والده يكفي لشراء كتاب أو تسديد أجر له، وكذلك الحصول على تذكرة لدخول دار السينما. فقرر أن يعمل، وجاءت العطلة الصيفية لتكون الفرصة الأولى في كسب المال.

وقد قبِلَ قريب لجدته يصنع السكاكر بعد التوصية أن يعمل عنده. وكان المعمل في حوش داره التي تشكل دكان البيع واحداً من مداخله. سمح له عمره بمشاركة مجموعة النسوة ليعمل معهن في لف قطع السكاكر بالورق الملون، فكانت أجرة الكيلوغرام الذي ينجزه تدفع له مباشرة. ولا ينكر أنه كان بين فترة وأخرى يمعن النظر لثوان في الصبايا اللواتي لم يعرن اهتماماً لصبي مثله أو يخشين من نظرة تصدر عنه فيتصرفن في الجلوس بحرية أمامه، فالصبي كما يرددن أحياناً هو «ابن ناس».
ولم تدم له أيام العمل اليدوي طويلاً، فقد اختاره سيد العمل (سعيد) كي يستلم الصندوق في الدكان، وليكون المسؤول الوحيد في معظم الأوقات عن البيع بمفرده وإجراء تسجيل الدخول بدقة. وسيروقه ذلك العمل فيشعر بالفخر وقد بلغه قول المعلم يشيد بأمانته وحرصه على التعامل الجيد مع الزبائن.
عمله الثاني


لم يكد يترك عمله الأول، حتى استيقظت عنده لذة العمل المأجور. وبدأ يفكر في طريقة يحصل فيها على المال، وهكذا وجد نفسه يغامر بالتوجه إلى مخزن كبير للأدوات المنزلية يعاين محتوياته التي تزيغ البصر. مكث فترة يتنقل من ركن إلى ركن يقلّب النظر في الصحون والكؤوس والطناجر ومئات المواد الأخرى، فما كان من رجل ملتحٍ شد وسطه شال عجمي إلا أن توجه إليه، ودلت هيبته وهو يسأل عن طلبه على أنه صاحب المخزن.

أعلن وليد فجأة ودون تفكير عن رغبته في بيع أدوات منزلية على البسطة التي كانت شائعة في الشارع المجاور لسور الجامع الكبير. تفحصه الرجل بنظراته وما لبث أن مال بقامته عليه وهو يسأل عن المبلغ الذي يمتلكه ثمناً للبضاعة، فما كان من وليد إلا أن صرح بقدرته على الدفع بعد البيع، فاتسعت عيناه دهشة وكأنه يقول «وهل الأمر بهذه البساطة؟»، إلا أنه هتف بشيء من الاستياء «وهل تعتقد أن الأمور في السوق تمشي هكذا»، لاذ وليد بالصمت لعلمه بأن طلبه لم يكن منطقياً فدار على نفسه طلباً للمغادرة، فما كان من الرجل إلا أن استوقفه ليسأل عن اسمه وابن من يكون.

فقال بصوت منكسر أنه ابن الشيخ عون الله إخلاصي، ثم أضاف باعتزاز إلى أنه الأصغر بين أبنائه، فتغيرت ملامح الرجل وهو يقول «إذن فأنت ابن رجل نحبه ونجلّه». وأشار إلى عامل عنده أن يأخذ بيده ليختار ما يشاء من بضاعة دون ثمن مسبق، وقال له «تستطيع أن تسدد الذمة لتعود وتأخذ من جديد ما تريد».
خان الشربجي


كان بيت العائلة في منتصف المسافة بين دار الكتب الوطنية وخان الشربجي القائم في منطقة باب أنطاكية. وقد حول الفرنسيون ذلك الخان إلى معتقل يُحتجز فيه المعارضون للاحتلال والمنادون بالاستقلال بدءاً بالسياسيين المعروفين وانتهاء برجال من الأحزاب أو من أهالي الأحياء القديمة.

وكانت التظاهرات تمر عادة من ذلك الشارع الطويل وهي تتجه إلى مبنى المحافظ المشيد أمام القلعة، فكان مرور التظاهرة من مسافة قريبة من الأمور التي اعتاد على مشاهدتها عبر النوافذ، فإذا ما ابتدأ إطلاق النار تتوارى العائلة في الداخل خوفاً من رصاصة طائشة. وبات من المألوف أن يتقدم التظاهرة عادة رجل شعبي يخب بشرواله كزعيم وهو يحمل العلم السوري ملوحاً به كما يفعل مربو الطيور على الأسطحة. وعرف أفراد العائلة من ابنهم نزار أن اسم ذلك الرجل هو أبو صطيف.

كان حلم هذا الرجل يتجسد في وضع حد لأسطورة السجن (خان الشربجي) كما كانت مخاوفه على الناس من رصاص الدمدم، وكان ذلك الرصاص هو الذي فجر صدر أبو صطيف. فسقط الرجل قتيلاً، وكانت له جنازة فاقت أعداد المشاركين فيها أكبر تظاهرة عرفت من قبل. ولم يتوقف ذكره بين أفراد العائلة، وتذكره الجميع في همهماته السحرية وفي طريقة شربه للشاي، وفي القيام بخدمة الذين جاؤوا معه وكأنه صاحب الدار.
وأيضاً عنترة


كان عنترة واحداً من الأشقياء الذين يدخلون المهابة لمن يقابله من الأولاد فيحسبون له ألف حساب فما يجرؤ أحد على مخالفة أمر له. وبالرغم من أن عمره لم يتجاوز الخمسة عشر عاماً فإنه ظهر لنا كرجل قوي يمكن له أن يرفع صبياً بين ذراعيه ويلوّح به في الهواء كدمية يتسلى بها.

وذات مرة، احتشدت مظاهرة كبرى في وسط المدينة، وعلى جسر النهر حوصرت مقدمة المظاهرة بين طرفيه، وقوبلت الحجارة المتساقطة على الجنود بالرصاص ينطلق من بنادقهم بهدف الإصابات المباشرة. مزقت رصاصات الدمدم صدور المتظاهرين، وكان أحدهم عنترة بنفسه وقد أصر على أن يكون في المقدمة.
السرتفيكا


كان حصول وليد على السرتفيكا بداية التحول في حياته. بين فراق الحمدانية والانتقال إلى ثانوية التجهيز الأولى التي تبدأ الدراسة فيها بالصف السادس، وهكذا شعر بالفرح والحنين في نفس الوقت، الحنين إلى الماضي، والفرح بأنه أصبح طالباً في مدرسة الكبار.
العلم بعيداً عن المدرسة


قرر الوالد أن تعلق ابنه بالقراءة يستوجب الاعتناء باللغة العربية. ولم يكن هناك من وسيلة إلا في قراءة القرآن الكريم وحفظ أكبر قدر من آيات السور يتلقنها على يد شيخ خبير يتقن التلاوة. وهكذا التحق صيفاً بمدرسة الحفاظ وهو ما زال في العاشرة من العمر.

وبات يقرأ على والده بعد ظهر أيام من الأسبوع صيفاً وشتاء. كان مجلد «نهج البلاغة» أمامه يقرأ في صفحاته بمتعة على الرغم من صعوبته فيوقفه الوالد عند مقاطع ليشرح ويفسر فيزداد وليد تعلقاً بالكتاب، وإذا يتابع القراءة بصوت مسموع كان يثني عليه أو يشعل سيجارته فيرسل دخانه الذي يفسره وليد على أنه راض عن التزامه. كان المؤلف للإمام عليّ وشرح الشيخ محمد عبده عليه، وقد لازمته متعه التعرف عليه لسنين طويلة، فحمل تقديراً آخر لوالده الذي سمح له بقراءة ذلك الكتاب.

قديم 01-18-2012, 12:20 AM
المشاركة 210
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بدايات تجربته الدينية


1) الذكر والإنشاد:
مرت عليه أيام كان في بعض منها يتردد على حلقات الأذكار. صبياً كان فاستهوته زاوية في حي العقبة كانت تابعة لواحد من أقارب أمه. يجتمع فيها رجال بقيادة شيخ تتمايل لحيته مع الإيقاعات المتسارعة لذكر الله. وسمح له صوته الرفيع بالتفرد مرة بالإنشاد فلقي استحساناً، إلا أنه مع تكرار سقوط عدد من المشتركين بالذكر أرضاً وانتشار الزبد على الأفواه، اتخذ وليد موقفاً من التردد على الزاوية إذ لم يكن عنده تفسير لحالة من أسكره الذكر.

2) الدعاء:
في حين أن والده كان أكثر توازناً واعتدالاً في طقوسه الدينية، فمثلاً كان يحدث في ليلة النصف من شعبان، أن تجتمع الأسرة حول الوالد وهي تردد الدعاء بورع:
«اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب.
شقياً أم محروماً أو مطروداً أو مقصراً علي في الرزق.
فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي.
وإقتار رزقي».

كما اعتاد أصدقاء والده من الشيوخ زيارة العائلة في لقاء مسائي، وحدث مرة أن كان وليد يقدم الشاي للضيوف، فنظر إليه واحد من الشيوخ الأقرب إلى والده وهو يتناول الكأس وقال: «حدثني يا بني عن الدعاء الذي تختتم به صلاتك عادة»، فوجد نفسه يجيبه دون تفكير: «عادة يا عمي، أدعو الله أن يمنحني نعمة الرضا». توقف الشيخ محدقاً به، وما لبث أن وضع كأس الشاي على مسند المقعد وقال بتساؤل المحقق: «من أين أتيت بهذا الكلام الكبير؟»، ثم بإلحاح «من علّمك هذا؟»، وإلى والده يسأله: «لابد أنك يا شيخي علمته»، فكان الجواب «لا لم أفعل وهذه أول مرة أسمع فيها هذا الدعاء». وقال الشيخ الأزهري للآخرين: «ألا تجدون هذا الدعاء أكبر من قدرة صبي». وعاود السؤال إليه: «وهل تقول لنا ما معرفتك بالرضا؟»، فكان رده كسابقه بعفوية: «أن ترضى بما قسمه الله لك»، وأضاف بعد تفكير: «الرضا هو السعادة».

3) السماع:
وفي رمضان، كانت مديرية الأوقاف تستضيف في شهر الصيام قرَّاء معروفين من مصر لإحياء ليالي القرآن في الجامع الكبير الذي يمتلئ عادة بآلاف المصغين بخشوع، فشهرة أولئك القرّاء الكبار تعادل عند الناس تقديرهم لمغنين كأم كلثوم وغيرها.

وكان الشيخ مصطفى إسماعيل واحداً من أشهر الذين استجابوا للدعوة، ومن الذين لبّوا دعوت إلى الإفطار في بيت وليد، فكانت أمسية رمضانية سجلت في تاريخ الأسرة علامة. وبات وليد بعد تلك الزيارة يتابع الإذاعة المصرية لتكون له المتعة الروحية في تلاوات عدد من القرّاء، كما قدمت له الموسيقى الكلاسيكية مثلها وهو يتابع برنامجها في الإذاعة السورية. وكما كان يدرك الأهمية البالغة لمقرئين هما الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل أوصلا جوهر المعنى القرآني في تلاواتهما، عرف وليد القيمة الروحية لموسيقى موزار وبتهوفن وفيفالدي وغيرهم. وأدى ذلك إلى التقاط العلاقة الوثيقة بين القرّاء العظام والموسيقيين الذين أجمع البشر على دورهم في الارتقاء بهم إلى شيء وجد وليد له اسماً وهو «نشوة الفرح». ويوم قرأ وليد عن الشيخ محمد رفعت أن هوايته كانت في الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية بواسطة آلة التسجيل الأسطوانية والتي لم يكن يمتلكها في الوطن العربي إلا قلة قليلة، أدرك وليد الكثير عن اللقاء الخفي بين الطرح المبدع للعقيدة الدينية والفن.

4) التأمل:
من الجدير ذكره حادثة جرت له في مرحلة دراسته الثانوية، وهي حادثة في منتهى الأهمية، فهو يذكر أثناء قراءته لكتاب «حي بن يقظان» لمؤلفه ابن طفيل. تساءل آنذاك عن معنى اكتشاف الفتى (حي)، الإنسان الوحيد في جزيرة منعزلة عن العالم، لمعنى الخالِق نتيجة التأمل الطويل، وبعد أن فقد الغزالة التي كانت أماً له ورعته منذ البداية. كانت معاينته للفضاء من حوله كوة دخل منها النور الذي أضاء وجود الله دون أن يكون له سند يهديه إلى الحقيقة.

ويذكر في حديث له مع والده، وهو يسأل عن حي بن يقظان الذي عثر على كتابه في مكتبة البيت، أنه علَّق على قدرة الفتى الوحيد في الاهتداء إلى حقيقة الله، ولم يكن في الأصل نبياً. وجاء في رده تأكيد على المقولة الإسلامية التي انطلقت من أن الإسلام هو دين الفطرة، وهي جوهر الأديان. وقال له أن الوصول إلى هذا الجوهر يتعلق بفهمنا لما هي عليه الفطرة، بمعنى أن الإنسان أصلاً يهتدي إلى إيمانه بالخالِق دون مساندة من أحد بل إن الفطرة هي نقطة البداية.
موقف الشيخ الأزهري من الفن


أعلن الأخ الأوسط عدنان عن رغبته في شراء جيتار، جمع ثمنه من أعمال صيفية مأجورة في مستودعات الميرة، وكان ذلك فرصة لإظهار اندفاع الوالد إلى إبداء رأيه الذي يؤيد الفن، وكان العزف على آلة من الأعمال الفنية التي تستحق أن يكون لها معلم. ويعتقد الوالد أن فرصة العزف على آلة العود تسمح بالعثور على مدرب لها بما قد يشكل صعوبة مع آلة الجيتار غير الشائعة.

لم يتأخر موعد حضور معلم العود الشيخ بكري الكردي وهو الذي أصبح أستاذ أخيه، وكان يتابع دروسه اليومية على ضوء كتاب «الصباغ» الذي دونت فيه نوتات الموشحات والسماعيات والقدود. كان الشيخ بكري يعمل في الجامع الكبير مؤذناً أو خادماً، إلا أنه عرف بين أهل حلب على أنه موسيقي وله مؤلفات من الأغاني المتداولة والأناشيد الدينية يتداولها رجال يحيون الأعراس والموالد.
ميوله الأولى وعلاقة المسرح بالسينما في رأيه


يذكر وليد إخلاصي في سيرته الذاتية: «لم يقتصر تعلقي بالمسرح على حفلات المدرسة، بل كنا أحياناً مع رفاق وهواة نقدم مسرحية في دار عربية، فالمتفرجون يكونون عادة من أهل الحي وبعض المعارف، وأما الجيران فيطلون من أسطحتهم على الإيوان الذي يكون عادة خشبة المسرح». ويضيف قائلاً: «وكما هو حالي مع المسرح، فإن ميلاً خفياً لأن أكون حكواتياً يمكن الاعتراف به. وكنت ألجأ أحياناً إلى رواية حادثة للأصدقاء من حولي مملحّة بالخيال والإضافات، فسقوط أسنان صناعية لمعلم أو قريب يصبح سيرة مملحّة مبهَّرَة ليصبح سقوط الأسنان دليلاً على عقاب إلهي لذاك الذي يظلم بتصرفاته. ويبدو أن افتتاني بخيال الظل وأنا أتابع فصوله في دكان من حي قديم، وتعلقي بأبطاله (كركوز وعيواظ وبكري مصطفى) وهم يتحركون وينطقون من خلف القماش الأبيض، قد جعلني أكن تقديراً للرجل الذي يحرك الجلود والذي لم أره أبداً، وهو يؤدي أدوار الشخصيات فينطق الواحد منها وفقاً لطباعه، فكأن التنوع الذي يقوم به ذلك الرجل غير المرئي هو الذي وضع أساس المحبة للعبة المسرح التي أظنها أظهرت للعالم ما أصبح اسمه السينما».
قصة السيد صقّال والحوار بين الأديان


كان لوالده صديق قريب إلى نفسه بالرغم من اللقاءات القليلة بينهما في مقهى المنشية التي استمرت كحديقة بالرغم من محاصرة العمارات لها فكانت تنمو مع السنين في قلب المدينة، لتبقى من الأماكن القليلة التي يلجأ إليها الرجال لتبادل الأحاديث تحت ظلال الأشجار الضاربة جذورها في الأرض منذ عقود. وكان الصديقان مع آخرين يجتمعون في حلقة من الود وتبادل الأخبار والأفكار، بينما حلقات تجمع أخرى يتنافس أفرادها في لعب الطاولة أو الورق. وكان يسمح لوليد أحياناً بمرافقة والده إلى المنشية فيستمع إلى تحليلات حول أحداث العالم أو إلى شعر قديم يردده واحد من أهل الحلقة مؤكداً في نهايته على أن شعر هذا اليوم ما عاد كما كان في الماضي، وكان ذاك الصديق إذا ما كان حاضراً يعلق بقوله أنهم يجب ألا يغالوا كثيراً في إظهار الكمال في الماضي فتطوُّر الزمن يمنح أهله قدرة على التفوق أيضاً.

كان السيد صقال مسيحياً من عائلة قديمة في حلب، فلم يعرفوا عنه سوى أنه غير متزوج بالرغم من تجاوزه الخمسين، وإن لم يذكر لهم الوالد عن عمله شيئاً. وغطت محبة الوالد له على تفاصيل عنه بعكس أصدقاء آخرين علمت الأسرة عنهم الكثير. وقد أخذت تلك المحبة شكل الدموع في عيني والده وهو يأتي متأخراً على غير عادته اليومية في العودة من عمله الوظيفي. كان اشتراكه في تشييع صديقه الصقال هو سبب التأخير. وفي ذلك اليوم رأى وليد والده يبكي بحرقة وهو يذكر مصابه بفقد صديق له. وكان وليد لا يتخيّل أن رجلاً مثله يبكي. حزيناً بصمت ظل والده لفترة بعد رحيل صديقه وكان أيام العزاء يقف في الكنيسة مستقبلاً وفود المعزين على أنه أقرب الناس إلى الفقيد.

وقد تخيَّر وليد، بعد أشهر، مناسبة يسأل فيها والده عن أمر ظل يحيِّره لأيام. كان الوالد يقرأ في كتاب وضعه جانباً ليستمع إلى وليد يقول: «أعلم أن صديقك الراحل كان قريباً منك، وكلنا أدركنا أنه كان بمثابة أخ لك. صحيح أنه مسيحي، إلا أنني سمعت أقوالاً عنه لا أعلم صحتها». وقال الوالد: «وما الذي سمعته عنه؟». تابع وليد: «ولا أعلم إن كانت ظالِمَة أو ملفقة». ومع استجماع شجاعته قال: «يقولون إن السيد صقال لا يؤمن بالله». فوجد والده يجلِسه بقربه، ويقول: «اعترف لي بنفسه مرة، ولم أسمع منه بعد ذلك، أنه لا يؤمن بالله». فكان صمت لا يجرؤ وليد على اقتحامه، إلا أنه بعد قليل هتف: «وهذا ما يحيرني في لقاء مؤمن بملحد على الصداقة». فجعل الوالد يتحدث بحنان وكأن صديقه مازال قائماً: «كان واحداً من أشرف الرجال الذين عرفتهم في حياتي. أميناً على حقوق الناس. صادقاً في علاقاته ووعوده، ويحمل الاحترام للناس ولا يفعل شيئاً يضر بأحد بل يسعى إلى المنفعة لغيره». وقال الوالد وهو يستوي في جلسته على الأريكة: «إسمع يا بني، الإيمان أمر يخص علاقة الإنسان بخالقه، ولسنا نحن الذين نملك الحق لنحكم على أحد، الله هو الذي يفعل. الله خلقنا، الله يحكم علينا». واقترب من وليد متابعاً: «أريد أن تعرف أن الإنسان المؤمن ليس بمنزلة يصنِّفُ فيها البشر على مقاييس رؤيته للأمور. خلقنا الله ولسنا هنا في هذه الرقعة الصغيرة من الكون الوحيدين من خلقه. ألواناً مختلفة خلقنا، والنعمة هي التي ينالها أحدنا في هداية الله، فهو يهدي من يشاء، وأعلم يقيناً أن المرحوم قد هداه الله بنقله من عالم عادي إلى ملكوت الخير الذي كان يسبِّح».
التكية الإخلاصية ومفهوم التعصب


اصطحب الوالد وليداً في رحلة لم يكشف عنها. ومن الجانب الشرقي للقلعة انحدرا من أول حي باب الأحمر باتجاه باب الحديد الذي مازال باقياً من بوابات السور القديم. توقفا قبل خطوات من سوق النجارين. وقال الوالد وهو يشير إلى باب مغلَق: «انظر إلى ما هو مكتوب»، فتلاقَت عينا وليد بنقش حجري بارز يبرز كلمتين تدلان على اسم الدار وكان «التكية الإخلاصية». وهنا قال الوالد: «إن جدنا منذ أربعة قرون كان يعيش في هذه التكية متصوفاً. وأما الأطباء الذين حدثتك عنهم فهم من أحفاده». وكأنما هدفت تلك الرحلة القصيرة إلى دعم قوله في العلاقة ما بين دراسة الطب والدفاع عن الإسلام. آنذاك قال لوليد وهم يهمّان بالعودة: «يمكن لك أن تكون في المستقبل صلة الوصل بين العلم الذي يمثله الطب وبين الإيمان الذي يمثله الإسلام»، وأضاف: «لا يمكن لمستقبلنا أن يكون قوياً ومؤثراً في العالم إلا في بناء جسر بين العلم والدين».

وفي البيت أخرج الوالد من مكتبته كراساً يحمل عنوان «التعصب» للشيخ محمد عبده، وفيما كان وليد يقلِّب صفحاته كان يقول إن الشيخ لم يتوقف يوماً عن الدعوة إلى العلوم الحديثة كي تكون مع الإسلام الطريق الذي نسلكه، وفي دعوته إلى نبذ التعصب بل محاربته كان يؤكد على أهمية العلم للإنسان المؤمن. وقال إن التخلص من التعصب هو أول الدرجات المؤدية إلى الحداثة، وإن مقاومة التعصب ستظل دوماً ذلك الرمز الذي يدل على أن المرء كائن حديث.

وكان وليد قد نال شيئاً من معرفة الحداثة عبر القراءة، إلا أن الوالد قدّم له معرفة أوسع في شرحه لمفهوم التعصب ليس عند أتباع دين ما، بل كذلك في الأفكار والأحزاب، فكأنه في ربط محاربة التعصب بالحداثة يدل على فكرة ستصبح واحدة من الثوابت التي تغرس أقدامها في أرض وليد، وقد كان لهذا فعله في إقبال وليد على كتب التاريخ وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة، فكان يعمِّق من يقينه بأن التنوع في ألوان المعرفة هو البناء السليم للتفكير. كما أن ملاحقة سِيَر الشخصيات الإنسانية في التاريخ تدعم تكوين مدرسة الانفتاح، فالمرء في قراءته تلك السِيَر يكتشف الأثر العميق الذي أحدثه أصحابها في حياة البشر. كونفوشيوس وسقراط، عمر بن الخطاب، والعز عبد السلام وابن رشد، غاندي وجان جاك روسو وتولستوي وبوذا، موزارت وبيتهوفن ودافنشي. الأنبياء والمصلحون والمجتهدون. شعراء وروائيون ومسرحيون، مناضلون وزعماء دول وحركات ثورية. قائمة من الأسماء التي تفتن المرء بأعمالها المبدعة وشجاعتها، والتي ستتحول إلى خميرة تنضج المشاعر في أرجاء هذا العالم، ويصبحون كالتضاريس في الأرض المنبسطة يتطلع إليها الزمن بإعجاب وتقدير كنتوءات استثنائية في زمن عادي.
موقفه من التجمعات السياسية والدينية


كان وليد ما يزال في الثانوية عندما تلقّى دعوة دينية فظهر أنها دعوة سياسية في قالب ديني ينحو منحى رجعياً، وبالتالي ما كان منه إلا أن غادر المكان، ثم تلقى دعوة أخرى للمشاركة في اجتماع للحزب الشيوعي وكلتا المشاركتين أحبطته إلى أقصى درجات الإحباط عندما أراد الحوار، والحوار بالنسبة له كان سؤالاً أو تساؤلاً، فكان المشرِف على الجلسات أو المحاضِر يرفض أية إمكانية للسؤال أو الحوار ويدعوه للاستماع فقط مما جعل وليد يتمرد آنذاك، ووليد يذكر في سيرته حول ذلك: «تنامت عندي في تلك الأمسية الشاردة جملة من المشاعر وهي تنوس بين حلقة السقيفة (الدينية) والاجتماع الشيوعي، فكان القرار الذي اتخذته في نهاية المطاف قسماً أمام نفسي بألاّ ألتحق يوماً بأي تجمع سياسي أو ديني، فلا أكون ملتزماً به بل أظل مراقباً له. وكأنني وصلت إلى حقيقة أن جميع الأحزاب لها ما يبرر وجودها، وأما عن وجودي فليس له من طريق إلا ما أؤمن به من حقيقة قد تكون هنا أو هناك، فكأنما الحرية هي التي تلزم الإنسان بمجتمعه ووطنه، وأن الحر هو من يحافظ على قدرة التساؤل المستمر».
النضج


وعن ذلك يقول وليد: «في البيت، ومع خلوتي بدأت أتلمس آثار الأيام السابقة في دفعي إلى شيء من النضج المبكر، وأفكر بأن الوقت حان لأتعامل مع نفسي والآخرين بكثير من التوازن اللائق بشاب صقلته تجارب مبكرة، إلا أنني لا أستبعد عن تحقيق رغبة في التوجه إلى من استهان بفعل التساؤل الذي كنت أعتقد أنه السبيل إلى اكتساب المعرفة فأقول له من أعطاك الحق لتقرر ما هو حق».
قصة طرده من المدرسة في صف البكالوريا


يروي وليد في سيرته الذاتية هذه الحادثة: «كان أستاذنا لمادة الديانة قد جاء من دمشق، واعتدنا عليه منذ الأسابيع الأولى وهو يمزج المقرر بأحاديث جانبية شدت الطلاب إليه، فيتحول الدرس إلى متعة لنا وبخاصة إذا ما سمح لنا بالاستفسار عن موضوع أو إبداء الملاحظات. وكان الأستاذ بيطار طويل القامة تذكرنا لحيته السوداء المشذبة مع الطربوش الأحمر الذي لا يرى مع غيره بصورة لزعيم جماعة الأخوان المسلمين بمصر (حسن البنا)، وبالرغم من تعليقاتنا المتفرقة حول ذلك التشابه فإن أحداً من الطلاب لم يُشِر إلى ذلك في حضور الأستاذ. واستفاض الأستاذ ذات مرة في الحديث عن الموت. وذهب في تصوير قبض الروح وهو من اختصاص الملاك عزرائيل الذي يحمل بيده حبلاً، فكأن الموت يحدث بشكل أشبه بعملية الشنق المعروفة. ويوم يحين وعد الموت يلتف الحبل حول العنق لتنتقل الروح إلى بارئها في السماء». وهنا طُرح سؤال وليد، ودار حوار بين الأستاذ ووليد الذي أردف يقول: «ألا تعتقد يا أستاذي بأن مثل هذه الصورة البدائية للموت تعود إلى تفكير أسطوري أظنه انبثق عن المعتقدات اليهودية»، ويذكر وليد في سيرته ما يلي: «آنذاك هتف الأستاذ بيطار ساخراً: "وما هو البديل عندك أيها الشاب الفهيم، هيا حدثنا عن البديل". وكنت للحظات لا أملك أي جواب على سخريته، إلا أنني أُلهِمت فجأة بحل أقدمه، فقلت: "الجميع يعرف الكثير عن الهاتف، فنحن إذا أردنا الاتصال بأحد طلبنا من السنترال المركزي الرقم المطلوب، وهناك يقوم العامل في المقسم بوضع الفيشة في ثقب الرقم ليتم الاتصال بين الطرفين، وإذا ما انتهت المكالَمَة يعود العامل إلى سحب الفيشة. وهكذا هي الولادة والموت، وصل للروح بالجسد أولاً ومن ثم قطع الاتصال بين الاثنين فيكون الموت". انفجر الطلاب بالضحك، بينما الأستاذ واقف يتأملني بصبر أنهاه بهتاف ساخر: "وهكذا قام طالبنا العبقري بتصوير الله وكأنه مدير الهاتف"، ثم صاح غاضباً: "ألا تخجل من هذا التشبيه أيها الكافر، الويل لك"، وامتدت ذراعه وقد اقترب مني كي تسقط كفه على وجهي، فلم يكن أمامي سوى الإمساك بالذراع بقوة شاب أرد العدوان عني. فإذا به يصرخ بذعر: "وتريد أن تضرب أستاذك يا كافر"، وينفلت خارجاً من الصف وهو يردد: "لا يكفيه التجرؤ على الدين فيضرب أستاذه، الويل لك يا كافر».

إذن، بعد هذه الحادثة التي أوشكت أن تطرد وليداً من التجهيز الأولى وكافة المدارس السورية، انتهى الأمر إلى طرد الطالب وليد حتى نهاية العام الدراسي الحالي. وصلت الأحداث إلى مسمع الوالد فما كان من هذا الأخير إلا أن اجتمع بصديقه مدير الثانوية الذي استدعى بدوره أستاذ الديانة ليخرج الاجتماع الثلاثي عن قرار جديد. وأعلمه الوالد أن الأستاذ بيطار سيكون بانتظار وليد لتقديم الاعتذار الذي سيعقبه إلغاء طرده فيعود إلى الانتظام في دراسته كما الحال من قبل، فيكون ختام القضية سعيداً.

ويذكر وليد في سيرته الذاتية ما جرى على النحو التالي: «وجاءت لحظة الاعتذار في الموعد المتفق عليه. توجهت إلى المدرسة فإذا بمشهد غير مألوف لي، الممر الطويل إلى المبنى الكبير يحتشد على طرفيه أعداد من الطلاب، فأسمع من طرف أقوالاًَ تندد بالكفر وتنذرني بعقاب أليم، ومن الطرف الآخر يأتيني تحذير من أن أخضع للقوى الرجعية، فكنت أتقدم تتجاذبني المواقف المتضاربة دون أن تثنيني عن الالتزام بوعدي إلى الوالد. وظهر لي الأستاذ بيطار قادماً من الداخل. توسط مجموعة من الطلاب التفّت من حوله على الدرجات الثلاث وقد انتصبت قامته واقفاً على أعلاها. كنت قد عرفت عن جموع الطلاب على طرفي الممر، منهم من كان من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الشعب والحزب الوطني، وفي المقابل كان طلاب من الشيوعيين والقوميين السوريين وحزب البعث الذي أُشهِرَ حديثاً في المدينة. وإذا ما وصلت إلى المدخل مقترباً من الأستاذ بيطار، مددت ذراعي لأصافحه وأنا أقول: "أعتذر عما فعلته"، فإذا هو يمتنع عن مد ذراعه ويهتف بصوت مرتفع: "أريد منك أن تُسمِعَ جميع من في المدرسة اعتذارك وندمك على ما فعلت"، فوجدت نفسي أتابع التزامي وأرفع صوتي: "أقدم اعتذاري للأستاذ بيطار"، فما كان منه إلا أن هتف عالياً: "وأنا أرفض اعتذاراً من كافر"، واستدار عائداً إلى الداخل، وهنا لم أملك نفسي من الصراخ غاضباً: "وأنا أسحب اعتذاري. أسحب اعتذاري. أسحب اعتذاري". وسيحدث ما لم تشهد المدرسة مثله، اشتبك طرفا الممر، فكانت العصي والجنازير تلوح في الهواء، والتهديدات المتبادلة تتصاعد في الجو. ولم يكن لي من ملجأ أبتعد فيه عن العنف سوى اللجوء إلى داخل المبنى. وحضرَت الشرطة في وقت قياسي، اقتحمت المدرسة وفرقت المتعاركين، فكان يوم لا أنساه». وهذا كان يومه الأخير في الثانوية حتى آخر العام الدراسي.
الفشل في اجتياز امتحانه الأول


يقول وليد حول هذا: «ما من تعليق على فشلي في الامتحان. وإن كانت عيون الأهل تحاول أن تخفي شيئاً من الأسى. لم يكن هناك لوم من أحد أو إشارة إلى تقصير بل كانت كلمات والدي لا تحمل سوى نوع من العزاء: "الفشل في النجاح هذه السنة سيعقبه نجاح غداً، تلك هي لعبة الحياة يا ولدي، فلا تيأس". كان لم يبق مع والديَّ سوى أنا وشقيقتي، بعد أن غادر نزار إلى فرنسا وعدنان إلى مصر للدراسة، وكنت قد اعتزمت أن أتقدم إلى الامتحانات كطالب حر وأساعد والدي بعمل أحصل عليه، فالأعباء باتت ثقيلة ولابد من مساندة له. وحمل والدي البشارة بعد أن عثر لي على عمل لن يتعارض مع دراستي. أصبحت جابياً أجمع إيجارات من عدد من الأملاك المنتشرة في المدينة لصالح مديرية الأوقاف، فأحصل على نسبة مئوية كأجر لي على العمل الذي أقوم به في أول كل شهور ثلاثة. عشرات المنازل والدكاكين ودار للسينما واحدة، كانت تشكل القائمة فقمت بوضع برنامج للزيارات سمح بتنظيم وقت الدراسة. وهكذا شكلت الجباية علامة في سلسلة أعمالي بدءاً من مصنع الحلوى إلى تجارة سوق الجمعة وسوق بالستان والدروس الخصوصية الخائبة. وانتهت علاقتي بالجباية قبل شهر من موعد الامتحان، فتساوى عندي الليل بالنهار، فالنوم قليل والطعام يرافق الكتاب، ولم يعد هناك وقت لقراءة خارج المنهاج أو لمشاهدة فيلم مهما كان شأنه. وتحول سطح العمارة إلى مقر دائم للدراسة، فكان يتحول إلى مساحة أهرول فيها إبعاداً للنعاس وتنشيطاً للدورة الدموية بعد طول جلوس. وإذا ما أطلُّ على الشارع من تحتي في الليل المتأخر، تؤكد لي حركة السيارات والمشاة أن الحياة مازالت قائمة وأن الفائز في سباقها لن يتحقق له النصر إلا بمزيد من الإصرار وتحمل المعاناة. ومنذ اليوم الأول للامتحانات بدأت أشعر أن تجاوز المرحلة الصعبة يقربني حتماً من تحقيق أحلام المستقبل».
النجاح


يقول وليد في سيرته الذاتية: «الراديو كان الوسيلة الوحيدة لمعرفة نتائج امتحانات شهادة البكالوريا، وما أن جاء المذيع على ذكر اسمي حتى قفزت في الهواء كلاعب في السيرك تحميه من السقوط شبكة الأمان، فكان احتضان والديَّ لي هو الأمان والسعادة التي غمرتنا في نهاية القلق الذي تسبب به الانتظار. وتجدد الفرح عندما عدت بعد يوم حاملاً العلامات التي حصلت عليها، والتي أهَّلتني، لدخول كلية الطب في جامعة دمشق. إلا أن التزامي بوالدي دفع بي إلى دمشق التي قصدتها لأسجل في السنة التمهيدية المؤهلة لدخول كلية الطب. وكانت المصادفة هي التي جمعتني لحظة وصولي بزميل الدراسة الذي سبقني في دخول الجامعة. وقد دفعه التباهي بدراسة الطب إلى اصطحابي مباشرة إلى الكلية ليقدمني إلى مبناها فكانت المشرحة في طريقنا فأدخلني إليها، وكأنها كافية ليكون الإنسان طبيباً. رائحة الكلوروفورم شكلت مع جثة عارية ذلك المشهد الذي سيغير الخطة التي رُسِمَت لي. تراجعت، لا يتملكني سوى القرار الذي اتخذته دون تفكير، فدراسة الطب لن تكون هي المستقبل بأي حال. وكان علي أن أنتسب إلى الجامعة في أي حال لأضع والدي أمام حقيقة الواقع، فكان التسجيل في كلية الآداب هو ما عزمت عليه. وكانت الدراسة في هذه الكلية لا تستوجب التزاماً بالدوام، وبهذا أستطيع أن أعمل لأساعد والدي. وبات الأمر واقعاً، وأصبحت أملك القرار لوحدي في رسم مستقبلي. وفوجئت بوالدي وهو يصغي إلى تفاصيل ما حدث في دمشق يعلّق بحزن خفي: "هو مستقبلك أنت يا بني، وأنت مؤهل لاتخاذ قرارك بنفسك". إلا أن أخي عدنان عبر اتصال هاتفي من الاسكندرية كرر دعوته للانتساب إلى الجامعة فيها، وأغراني بوصف الحياة الجامعية وكأنها حلم لأمثالي، وطلب مني أن أتقدم بأوراقي إلى مكتب البعثات المصرية في دمشق قبل ضياع الفرصة». وهكذا ذهب وليد إلى مكتب البعثات في دمشق ليقابل المسؤول هناك الذي رحب به وقال له أن علاماته تؤهله لدراسة الطب هناك، ولكن وليد ارتأى له أن يُسجِّل في كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، فلا يحقق النجاح فيها فيحق له بذلك الانتقال في السنة القادمة إلى كلية الآداب. وهكذا كان، فقد انتهى الأمر بوليد أن سجل في كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 0 والزوار 44)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.