منبر ديوان العربالقصائد الخالدة للشعراء العرب في شتى العصور.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ؛
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني ياعباس" ،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك ياعباس" ؟"
(لوقت الشدة)
.إذا ، اصقل سيفك ياعباس
***********
عباس يستخدم تكتيكا جديدا
عباس شد المخصرة
ودس فيها خنجره
واستعد للجولة المنتظرة
اللص دق بابه
اللص هدّ بابه
وعابه وانتهره
يا ثور أين البقرهْ؟
عباس دس كفه في المخصره
واستل منها خنجره
وصاح في شجاعة:
في الغرفة المجاورة
اللص خط حوله دائرة
وأنذره
إياك أن تُجاز هذي الدائرهْ
علا خوار البقرة
خفت خوار البقرة
خار خوار البقرة
ومضى اللص بعدما قضى لديها وطره
وصوت عباس يدوي خلفه
فلتسقط المؤامرة
فلتسقط المؤامرة
- عباس:
والخنجر ما حاجته؟
- ينفعنا عند الظروف القاهرة
- وغارة اللص؟
- قطعت دابره
ألم تشاهدوني وقد غافلته
واجتزتُ خط الدائرة!
تريد أن تمارس النضال؟
تعال
إغسل يديك جيداً من ذلة السؤال
لدى أبي رغال
وكف عن قتل عيال الناس
في مقصلة قصيدة
أو خنجر ِمقال
معتذراً بعيشة العيال!
واخرج على ديانة الريال
وقل : تبرأت أنا
من قادة بغال
وشرطة بغال
ومن جيوش عقدت صفقاتها من جيبنا
وجربت كل سلاحها بنا
وانطلقت تشرب قهوة لدى غاصبنا
وتقرأ الفنجان كي ينبئها
بموعد القتال!
قلها لهم
قلها فقط
وضع على بعض حروفنا الغلط
واحدة من النقط
فبيننا وبينهم بحر دموع ودم
وليس بيننا وسط
إلا لمن يمشي على الحبال
قلها .. تكن مناضلاً
هذا هو النضال!
( 2 )
تريد أن تمارس النضال
تعال
اجمع شعارات جميع الأنظمة
وامسح بها
وبـُلْ على كل تقارير مصير
الأمم المتهمة !
وابصق بوجة قادة الجريمة المنظمة
ذوي الكروش المتخمة
من دمنا المُسال
الفاتحين جرحنا
دكان برتقال!
والقاطعين رأسنا
بسيف رأس مال
من كل ذي عمالة
وكل ذي عقال
والراكبين نعشنا
سفينة في دمنا
كي يهربوا من ساحة القتال !
إمسح بهم
وبل وابصق
وقل
كل الذي عندك من شتائم محترمة
للعاهر المحتشمة
وأنق الكوفيه المكرمة
من مهنة ( السوتيان ) و ( السروال )
في ألف كرنفال
يقيمة ( الإباء ) باسم طفله
كانت ولا تزال
محشوة برأس مال ( آدم )
معروضة برأس مال ( كارل )!
ثم التقط بضعة أحجار وقل:
( لبيك يا مقاومة )
واقف لها نافذة المساومة
وارجم ( أخا شليتة )
مستثمر دجال
يقيم عرش جبنه
من جثث الأبطال
ثم امش واثق الخطى
على خطى الأطفال
تكن من الرجال
هذا هو النضال!
( 3 )
تريد أن تمارس النضال؟
تعال
كُل كثير مسكر قليله حرام
فأعلن الصيام عن إذاعة النظام
وأعلن الصيام عن صحافة النظام
وأعلن التوبة ألف مرة
عن خطب الحكام
واستغفر الله على عمر مضى
صدقتْ فيه مرة.. وسائل الإعلام!
ثم التقط بملقط
ما قيل أو يقال
وارم به في سلة الزبال
هذا هو النضال!
( 4 )
تريد أن تمارس النضال؟
تعال
إغسل ( غسيل المخ )
وافحص جيداً
تاريخنا العضال
إفحصه بالخيال
خشية أن يعديك إن لمسته
إفحصه تدرن .. ونصفه سعال
تاريخنا يبحث عن تاريخه
تاريخنا ضلال
سطوره سطرها ضرب العصا
وجلده .. ضرب من النعال!
إغسل غسيل المخ
وانس ما مضى
من قصص طوال
عن مجد غطفان
وعن بأس بني هلال
وعن سيوف أشرقت في حالك الليال
فشاب رأس الليل من أهوالها
وشابت الأهوال
ذلك التاريخ مضى
أحداثه كانت قضا
وأرضه كانت لظى
وأهله كانوا من الرجال
وكل شيء بعده رقص .. رقص على الحبال
ولت الغرب عن أوطاننا
وخلفت من بعدها
جيشاً من النعال
فبعضهم القي في دبابة
وبعضهم القي وسط شارع
وبعضهم حط بباب جامع
وبعضهم حط على الجمال!
هذا هو الحال
وكل ما بدا خلافه انتحال!
فقم بنا
نبصق على تاريخنا
وقم بنا
نبرأ من المجد الرفيع المبتنى
بكدح أولاد الزنى
وقم بنا
لنحشر الطبله في خلفية الطبال
هذا هو النضال!
( 5 )
تريد أن تمارس النضال؟
تعال
قل : إنني ناجي العلي
والويل لي
إن لم أضع أصابعي العشر
بعيني قاتلي
والويل لي
إن لم أحاسبه على
ما ضاع من مستقبلي
والويل لي
إن لم أعلقه على مشنقة الأجيال!
إني أنا مخترع الحجارة
ومنقذ الثوره من مخالب التجارة
إني أنا مخيم العفة
يا فنادق الدعارة
فالويل لي
والويل لي
إن لم أكن حنظلة في لوزة المحتال
والويل لي
إن بعت قامتي أنا
بقامة التمثال
قل : إنني ناجي العلي
قلها
فليست كلمة كغيرها تقال
بل عبوة ناسفة
تزلزل الجبال
وغيمة نازفة
في دمها يطفىء حره الندى
وتزهر الرمال
قلها تكن مناضلاً
هذا هو النضال
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ .
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ .
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ .
والقدسُ ، في ضياعها ، كنتُ أنا السببْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ .
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ .
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ :
" شَتْ ابْ " !
***
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،
فقد كَذَبْ .
فمن لأرضكم سلبْ .؟!
ومن لمالكم نَهبْ .؟!
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!
أقولها صريحةً ،
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،
وقلةٍ في الذوق والأدبْ .
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .
ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكمو
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ
أن يرفض الطلبْ .؟!
أشنقهُ ، أقتلهُ ،
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ، أو فاشربوا " بحر العربْ " .
ما دام لم يعجبْكم العجبْ .
مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .
ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما
قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .
وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ،
وشَغَبْ .
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ ، إن أردتم ،
والخطبْ .
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :
" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ".
قولوا بأني خائنٌ لكم ، وكلبٌ وابن كلبْ .
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ ،
يريد أن يسقطني بصوتهِ ،
وبالضجيج والصَخبْ .؟!
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!
فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ .
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .
وحينها ستعرفون ، ربما ،
هتَــفتْ بي : إنّني مِتُّ انتظارا.
شَـفَتي جَـفَّتْ
وروحي ذَبَـلتْ
والنَهْـدُ غارا.
وبغاباتي جـراحٌ لا تـُدواى
وبصحرائي لهيـبٌ لا يُـدارى
فمتى ياشاعري
تُطفِئُ صحرائي احتراقا ً؟
ومتى تَدْمـَلُ غاباتي انفجارا ؟!
إنـّني أعددتُ قلبي لك مَهـْداً
ومن الحُبِ دِثــارا.
وتـأمـَّلت مِـرارا
وتألَّمتُ مِـرارا
فإذا نبضُكَ إطلاق رصاصٍ
وأغانيك عويلٌ
وأحاسيسك قتلى
وأمانيـك أُسارى !
وإذا أنت بقايا
من رمادٍ وشظايا
تعصِفُ الريح بها عصفاً وتذروها نثارا .
أنت لا تعرف ما الحبُّ
وإني عبثاً مِـتُّ انتظارا .
رحمةُ الله على قلبِكِ يا أنثى
ولا أُبـدى اعتذارا .
أعرفُ الحب .. ولكن
لم أكن أملك في الأمر اختيارا .
كان طوفانُ الأسى يهدرُ في صدري
وكان الحبُّ نارا
فتوارى !
كان شمساً..
واختفى لما طوى الليلُ النهارا .
كان عصفوراً يُغـني فوق أهدابي
فلما أقبلَ الصياد طارا !
آه لو لم يُطـلق الحكامُ
في جلدي كلاباً تتبارى
آه لو لم يملأوا مجرى دمي زيتاً ,
وأنفاسي غبارا
آه لو لم يزرعوا الدمع
جواسيسَ على عيـني بعيـني
ويقيموا حاجزاً بيني وبيني
آه لو لم يُطبـقوا حولي الحِصارا
ولو احتـلْتُ على النفس فجاريت الصغارا
وتناسيتُ الصغارا
لتنـزَّلتُ بأشعاري على وجـدِ الحيارى
مثلما ينحَـلُّ غيـمٌ في الصحارى
ولأغمـدتُ يَـراعَ السِّـحرِ في السـِّحرِ
وفي الثغـرِ
وفي الصَـدرِ
وفي كل بقـاع البرد والحـرِ
وهيج جنون الرغبات الحُمـرِ
حتى تُصبح العِفةُ عارا !
ولأشعلتُ البِحارا
ولأنطقتُ الحِجارا
ولخبأتُ " امرأُ القيسِ" بجيبي
ولألغيتُ "نزارا" !
آه لو لم يُطِبقوا حولي الحِصارا
ولو استمرأتُ أن أُطـلقَ للنفسِ العِـذارا
لاستفـزَّت شفتاي الكَـرَز الدامـي
ولزادتهُ ارتواءً
ولزادته احمرارا
ولأرسلتُ يـدي تَـرعى..
فتـُخفى ما بـَدا , هَصْـراً ,
وتبـدي ما تـَوارى
ولأيقظتُ السـُّكون العـذْبَ
في غابـاتهِنّ البكـرِ عصـفاً واستـِعارا
ولأرقصتُ القِـفارا
ولألقيـتُ على خُلـجانِهِـنَ المـوجَ
حـراً مُستـثَارا
فيُصارعـنَ اختنـاقـاً
ويُصارعـنَ انبهارا
ثم يستلقيـنَ تحت الزبـَدِ الطـاغي
يُغالبـنَ الـدوارا !
أعرفُ الحـبَّ أنا
لكن حـبي
ماتَ مشنـوقاً على حبـل شراييـني
بزنزانةِ قلبي !
لا تظني أنه ماتَ انتحارا .
لا تظني أنه داليةٌ جفت
فلم تطـرَح ثمـارا .
لاتظني أنه حبٌ كسيـح
لو بـه جهـدٌ على المشي لسـارا .
لا تظني
واصفحي عنه وعني .
أنا داعبتُ على المسرح أوتاري
وأنشأتُ أُغنِّـي
غيـر أنـِّي
لم أكـدْ أبدأ حتى
أطلقـوا عشـرينِ كلبـاً خلف لحـني
تملأُ المسرحَ عقراً ونباحـاً وسعـارا
وأنا الراكض من ركـن لركـن
لي قلبٌ واحـدٌ
عاثَ به العَقْــر دَمَـارا .
فأنا أعـزفُ دمعاً
وأنا أشـدو دمـاءً
وأنا أحيـا احتضـارا
وأنا في سـكرتي .. لا وقت عندي
كي أغني للسـكارى !
فاعذريني
إن أنا أطفـأت أنغـامي
وأسدلتُ الستـارا
... أنا لا أمـلك قلبـاً مستعـارا !
والله يا وفاء ..
إن القصيدة هذه ( أعرف الحب ولكن )
هي من أجمل قصائد أحمد مطر .. وهي أيضاً من أجمل ما أحبه من قصائده
جزيل شكري وامتناني لذوقك الرفيع
خاصة أنك نقلت القصيدة بنفس الديكور السابق
وهذا يدل على ذائقتك العالية