قديم 05-05-2013, 01:55 PM
المشاركة 171
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك على قصصك الرائعة ، أمضينا بين أحضانها وقتا ممتعا وأنشدنا أناشيدها أنا وأطفالي وبنتا أختي ، وكلهم بين الست والعشر سنوات ، يقرؤونك السلام و هم معجبون بها غاية الإعجاب .
و في انتظار المزيد تقبلي تقديري .

قديم 05-05-2013, 06:21 PM
المشاركة 172
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك على قصصك الرائعة ، أمضينا بين أحضانها وقتا ممتعا وأنشدنا أناشيدها أنا وأطفالي وبنتا أختي ، وكلهم بين الست والعشر سنوات ، يقرؤونك السلام و هم معجبون بها غاية الإعجاب .
و في انتظار المزيد تقبلي تقديري .
جزيت خير الجزاء أستاذ ياسر و الله سعدت بما ذكرت بارك الله بك وبأولادك و بأولاد أختك ، إن شاء الله لأجل أولادك و أولاد أختك سوف أتفرغ في الفترة المقبلة لكتابة
قصص عن حياة الأصحاب .

قديم 05-13-2013, 11:58 AM
المشاركة 173
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واضح ان الاستاذة سارة ستخرج من هذه الورشة باعظم فائدة...وقبل ان يرتد لنا طرفنا ستصدر مجموعة قصصية للاطفال.

قديم 05-13-2013, 01:53 PM
المشاركة 174
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
جزيت خير الجزاء أستاذ أيوب على هذه المواضيع الجادة و المفيدة فقد أتت الورشة في وقتها فأنا الآن متفرغة لها و لازلنا ننتظر سلام و ضرغام و تتمة القصة و ننتظر منك ورشات أخرى .

قديم 05-14-2013, 11:19 AM
المشاركة 175
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعونا نأخذ فسحة ونطلع على احدى القصص الرائعة من الخيال السحري وهي قصة اخرى للكاتب

اندرسن بعنوان حكايه بائعه الكبريت ، لعلنا نستفيد اكثر من تقنيات السرد الجميل للاطفال:

وهذه القصة قصة ( فتاة بائعة الكبريت) قصة قصيرة أبدع فيها الشاعر والأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن. تروي القصة حكاية فتاة ماتت وهي غارقة في هذيانها. وقد كان أصدار القصة لأول مرة في عام 1845. وقد اقتبست عنها افلام ورسوم متحركة وموسيقى تلفزيونية.

======================
بائعة الكبريت
في ليلة رأس عيد السنة والثلج يتساقط والبرد القارس يلف الشوارع. كان هناك فتاة صغيرة مسكينة عارية الرأس ، تجتاز الشارع واثناء العبور فقدت حذائها الكبير البالي، الذي اخذته من امها وسارت عارية القدمين.

كانت هذه الفتاة الصغيره تبيع أعواد الثقاب ( الكبريت) وتجوب الشارع راجية الله ان يشتري احداً منها شيئاً. لكن لسوء حظها ، لم تحظى بزبون واحد . حيث كانت تحس بالبرد الشديد والجوع، ونثارات الثلج تلامس شعرها الطويل الأشقر.

ولما تعبت الفتاة ، جلست في زاوية بين منزلين. وأخذت تنظر إلى الأضواء الخارجة من النوافذ ، وإلى الناس الذين يعدون طعام العيد. ولم تكن تجرؤ العودة إلى منزلها فققد يضرباها والداها لأنها لم تعد بأي قطعة نقدية.

تجمدت يداها بسبب البرد ، فأخرجت عود ثقاب وحكت به الحائط ، فاشتعل ، وأحاطته بيدها فأحست بالدفء.وعلى ضوء هذا اللهب الصغير، تخيلت الصغيرة نفسها جالسة أمام مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها إشتعالاً رائعاً ينشر الدفئ ! فمدت ساقيها لتدفئهما ، لكن النار انطفئت واختفت المدفئة . ولم يبق إلا طرف عود الثقاب مشتعلاً.. فحكت الصغيرة عوداً ثـــانياً فاشتعل وأضاء فتخيلت طاولة وضع عليها ديك رومي مشوي تفوح منه الرائحة الشهية. ثم انطفأت الشمعة : فلم تر أمامها إلا الحائط الغليظ البارد.

وأشعلت الفتاة عوداً ثالثاً فتخيلت نفسها جالسة تحت شجرة ميلاد أكثر جمالاً من تلك التي رأتها في السنة الماضية ، عبر الباب في بيت الجيران . ثم انطفأ عود الثقاب .

ولم تكن الشمعات التي تتألق في شجرة الميلاد سوى النجوم متلأ لئة في السماء . وفجأة سقطت إحدى النجمات ، راسمة خطاً من شهب في السماء فقالت الصغيرة في نفسها: ((مات أحد الأشخاص))** لأن جدتها العجوز كانت تقول لها ( إذا سقطت نجمة ، فهذا يعني أن روحاً تصعد إلى السماء))** ثم حكت الصغيرة بالحائط عود ثقاب آخر فتخيلت جدتها واقفة ، وسط الأنوار ، وديعة سعيدة .

كانت الجدة هي الوحيدة التي تعامل الفتاه الصغيرة معاملة حسنة . وما ان رأتها الصغيرة حتى صرخت ( جدتي ، جدتي ، خذيني إليك . قبل ان ينطفئ العود. إني اعلم انكِ ستختفين ، كما أختفت المدفئة والديك الرومي وشجرة الميلاد.

وسارعت الصغيرة إلى حك بقية أعواد علبة الثقاب ، لتحتفظ بجدتها التي لم تكن يوماً لا بهذه العظمة ولا بهذا الجمال. فأطلقت الأعواد نوراً من نور النهار فاقتربت الجدة من الصغيرة المسكينة وأحاطتها بذراعيها وطارتا معاً إلى الأعلى ، حتى لم تعد الصغيرة تشعر لا بالبرد ولا بالجوع .

ثم انطفأت كل الأعواد ، وكانت بائعة الكبريت ، في زاويتها ، بين المنزلين ، بخديها الأحمرين‘ والبسمة على فمها ، قد اماتها البرد في المساء الآخير من السنة .

ثم أشرق النهار ، فكان الناس الذين يمرون بالجثة الصغيرة يرددون القول : (( كانت تريد الدفء)) " يالهذ ه الفتاة المسكينة ! لم تكن تريد سوى الدفء" وكان المارة يجهلون الأشياء الجميلة التي رأتها بائعة الكبريت ، كما يجهلون كيف دخلت ، مع جدتها الطيبة في السنــة الجديدة.

قديم 05-17-2013, 07:21 PM
المشاركة 176
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
و ما إن وصلت العصافير إلى أعشاشها حتَّى راحت تغرِّد ،
نحبُّه نحبُّه
صديقنا الكريم
**


بمكَّةٍ رفيق
لأحمد اليتيم
**



و بعد أن رحل النَّهار ، و بدأ الليلُ يرخي ستائره
القاتمة ، نامت العصافير في أعشاشها مجدداً .
عمر و علي في شجرة البلوط
أحمد ورباب في شجرة الليمون
و العم منصور في شجرة التُّفاح .

أخذ الليل ينسحب شيئاً فشيئاً بعد أن ملَّ من طول المكوث ليقبل نور الصَّباح بوجهه البشوش .
و لكن هذا الصَّباح حمل بين ثناياه مفاجأة للعصافير في أعشاشها
استيقظ الجميع على تغريد العم منصور .
فتعالت ضحكاتهم و هم يتأملون أستاذهم من الأعلى مرتدياً ثياب الصياد بحوزته صنارة يغرِّدعلى ماء البحيرة.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
راحت العصافير تصفٌِّق لأستاذها من الأعلى
ثمَّ ما لبثت أن ملأت سلالها بمأكولات الفطور ،
و حلَّقت باتِّجاه البحيرة .
على أنغام خرير الماء المتموج داخل البحيرة تناولت العصافير
فطورها مبتدئةً باسم الله و منتهيةً بحمده و شكره تعالى على نعمه .
إلَّا أنَّ رباب لم تستطع أن تكتم سؤالاً ظلَّ يجول في ذهنها لماذا ارتدى
العم منصور هذا الصَّباح ثياب الصَّياد و حمل الصِّنَّارة فاقتربت منه قائلة :
يا عمّيَ الصَّيَّاد
لبحيرةٍ ترتاد
**
صنَّارةٌ هنا
تضيء حولنا
**
حيَّرت من أتى
يا أيُّها الفتى
فضحك العم منصور، ضحكة ضحك لقهقهتها كلُّ
العصافير ثم قال :
أحبابي الصِّغار، اليوم موعدنا مع الفاروق عليه رضوان الله . و بعد أن نروي سيرته موعدكم
مع السَّمك المشوي الذي سأصطاده من البحيرة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جلستِ العصافير على شاطئ البحيرة ، ثمَّ راحت تنصت إلى تغريد العم منصور قائلاً .
أولادي الصِّغار :
موعدنا اليوم مع رمزٍ من رموز الأمَّة ،
إنَّه عمر بن الخطَّاب
أحبابي الصِّغار في قبيلة عدي ، أحد قبائل قريش ولد عمر بن الخطَّاب ، بعد عام الفيل بثلاثة عشر سنة .
ثمَّ رمى الصِّنَّارة في البحيرة .
تك تك تك أخرج سمكة صفراء صغيرة
ورماها في السَّلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثمَّ التفت إلى الأطفال قائلاً
والده الخطَّاب بن نفيل
و أمُّه حنتمة بنت هاشم
يتبع












قديم 05-17-2013, 11:48 PM
المشاركة 177
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعونا نأخذ فسحة ونطلع على احدى القصص الرائعة من الخيال السحري وهي قصة اخرى للكاتب

اندرسن بعنوان حكايه بائعه الكبريت ، لعلنا نستفيد اكثر من تقنيات السرد الجميل للاطفال:

وهذه القصة قصة ( فتاة بائعة الكبريت) قصة قصيرة أبدع فيها الشاعر والأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن. تروي القصة حكاية فتاة ماتت وهي غارقة في هذيانها. وقد كان أصدار القصة لأول مرة في عام 1845. وقد اقتبست عنها افلام ورسوم متحركة وموسيقى تلفزيونية.

======================
بائعة الكبريت
في ليلة رأس عيد السنة والثلج يتساقط والبرد القارس يلف الشوارع. كان هناك فتاة صغيرة مسكينة عارية الرأس ، تجتاز الشارع واثناء العبور فقدت حذائها الكبير البالي، الذي اخذته من امها وسارت عارية القدمين.

كانت هذه الفتاة الصغيره تبيع أعواد الثقاب ( الكبريت) وتجوب الشارع راجية الله ان يشتري احداً منها شيئاً. لكن لسوء حظها ، لم تحظى بزبون واحد . حيث كانت تحس بالبرد الشديد والجوع، ونثارات الثلج تلامس شعرها الطويل الأشقر.

ولما تعبت الفتاة ، جلست في زاوية بين منزلين. وأخذت تنظر إلى الأضواء الخارجة من النوافذ ، وإلى الناس الذين يعدون طعام العيد. ولم تكن تجرؤ العودة إلى منزلها فققد يضرباها والداها لأنها لم تعد بأي قطعة نقدية.

تجمدت يداها بسبب البرد ، فأخرجت عود ثقاب وحكت به الحائط ، فاشتعل ، وأحاطته بيدها فأحست بالدفء.وعلى ضوء هذا اللهب الصغير، تخيلت الصغيرة نفسها جالسة أمام مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها إشتعالاً رائعاً ينشر الدفئ ! فمدت ساقيها لتدفئهما ، لكن النار انطفئت واختفت المدفئة . ولم يبق إلا طرف عود الثقاب مشتعلاً.. فحكت الصغيرة عوداً ثـــانياً فاشتعل وأضاء فتخيلت طاولة وضع عليها ديك رومي مشوي تفوح منه الرائحة الشهية. ثم انطفأت الشمعة : فلم تر أمامها إلا الحائط الغليظ البارد.

وأشعلت الفتاة عوداً ثالثاً فتخيلت نفسها جالسة تحت شجرة ميلاد أكثر جمالاً من تلك التي رأتها في السنة الماضية ، عبر الباب في بيت الجيران . ثم انطفأ عود الثقاب .

ولم تكن الشمعات التي تتألق في شجرة الميلاد سوى النجوم متلأ لئة في السماء . وفجأة سقطت إحدى النجمات ، راسمة خطاً من شهب في السماء فقالت الصغيرة في نفسها: ((مات أحد الأشخاص))** لأن جدتها العجوز كانت تقول لها ( إذا سقطت نجمة ، فهذا يعني أن روحاً تصعد إلى السماء))** ثم حكت الصغيرة بالحائط عود ثقاب آخر فتخيلت جدتها واقفة ، وسط الأنوار ، وديعة سعيدة .

كانت الجدة هي الوحيدة التي تعامل الفتاه الصغيرة معاملة حسنة . وما ان رأتها الصغيرة حتى صرخت ( جدتي ، جدتي ، خذيني إليك . قبل ان ينطفئ العود. إني اعلم انكِ ستختفين ، كما أختفت المدفئة والديك الرومي وشجرة الميلاد.

وسارعت الصغيرة إلى حك بقية أعواد علبة الثقاب ، لتحتفظ بجدتها التي لم تكن يوماً لا بهذه العظمة ولا بهذا الجمال. فأطلقت الأعواد نوراً من نور النهار فاقتربت الجدة من الصغيرة المسكينة وأحاطتها بذراعيها وطارتا معاً إلى الأعلى ، حتى لم تعد الصغيرة تشعر لا بالبرد ولا بالجوع .

ثم انطفأت كل الأعواد ، وكانت بائعة الكبريت ، في زاويتها ، بين المنزلين ، بخديها الأحمرين‘ والبسمة على فمها ، قد اماتها البرد في المساء الآخير من السنة .

ثم أشرق النهار ، فكان الناس الذين يمرون بالجثة الصغيرة يرددون القول : (( كانت تريد الدفء)) " يالهذ ه الفتاة المسكينة ! لم تكن تريد سوى الدفء" وكان المارة يجهلون الأشياء الجميلة التي رأتها بائعة الكبريت ، كما يجهلون كيف دخلت ، مع جدتها الطيبة في السنــة الجديدة.



هو نص كبير حقا .

قوة تلك النصوص في بساطتها ، في رسائلها ، في خصوبة الخيال ، في قربها من النفس البريئة ، النفس الإنسانية ، انبعاثها من العفوية السليمة ، استثمار لفكرة الموت و انطفاء نجمة لتوليد نص متين ، يعالج بقوة مدى بشاعة استغلال الطفولة ، نحن نريد صنع الإعجاز مرننا الأولون على التعقيد ، حتى أضعنا مشية الحمام ، و طارت من أيدينا البساطة والعفوية .


أستاذي الفاضل أيوب ، تحية على هذا الإغناء .

قديم 05-30-2013, 09:12 PM
المشاركة 178
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي

رحْلَةُ الطُّيُورِ معَ صُحْبَةِ الرَّسُول .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بَدَأَ فصْلُ الشّتَاءِ يحزمُ أَمْتِعَتَهُ مُسْتَعِدَّاً للرَّحِيلِ، ورَاحَتِ الغيومُ تنظرُ إلى أصدقائِها في الأرضِ وهم يودّعُونهَا بحزنٍ وأسًى لِمَـا يحمِلُونَ في قلوبِهِمْ من الحُبّ والمودَّةِ لها، فلطالما كانَتْ تُغدِقُهُمْ بعطاءِ اللهِ الَّذِي تحمِلُهُ في جيوبِهِا من الأمطار و الثُّلوج، كانَ المشْهَدُ يُثيرُ الألمَ في قلبِها على دموعِ الغَابَاتِ والجبالِ، فما كانَ منها إلَّا أَنِ انصرَفَتْ بصَمْتٍ
على أَمَلِ اللّقَاءِ برِفْقَةِ النَّسَمَاتِ البَاردةِ المنْبَعِثَةِ من جَوَانِبِ أَشِقّائِها البَرْدِ والرِّيَاح .
أَخَذَ فَصْلُ الرَّبيعِ يُقبِلُ شيئاً فشيئاً، اسْتَعَدَّتِ الأَشْجَارُ لتستقبلَ الطُّيُورَ المهَاجِرَةَ الّتي لطالما انتظَرَتْ ربيعَها لتَعُوْدَ إلى أَعْشَاشِها الدافئة..
عُمَرُ وعَليٌّ توأمَانِ من طير البُلْبَلِ يَستَعِدَّانِ ليَنَامَا في سريرهِما الثُّنائِيِّ داخِلَ عشِّهِما في شَجَرةِ البلّوطِ, عليٌّ يعلو عُمَرَ، ينتظرانِ الغدَ على أحر من الجمرِ ومعَ بزوغِ خيوطِ الفجرِ، استيقَظَا على تغريدِ والدهما,
وبقيّةِ الطيورِ في الأشجارِ المجاورةِ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]
تِكْ تِكْ تِكْ مَنْ بالبابْ ***** أهلاً أهلاً بربابْ
والجمعُ عصافيرٌ تزهو ***** معَ أحمدَ تحليقاً ترجو
لسماعِ حكاياتٍ تُتْلَى**** لرموزٍ في العشِّ الأعلى
حطَّتِ الطيورُ المحلِّقةُ في السَّماءِ رحالهَا عندَ شجرةِ التّفّاحِ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وراحَ الجمعُ يتراقصُ على تغريدِ عمرَ قبلَ أنْ يفْتَحَ العَم منصورٌ البابَ وهو على أغصانِ الأشجارِ ويدعُوْهُم للدخول إلى عشّهِ والتوقّفِ عن الغِنَاء .
داخِلَ شجرةِ التُّفاحِ يقْبَعُ عُش العَمِّ منصورٍ، وعلى أغصانِهَا الوارفةِ
تنتَشِرُ الأعشاشُ الصّغِيرةُ الّتي خصَّصُها لزُوَّارِهِ من الطُّيورِ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وما إنِ اسْتَقرَّتِ العَصَافيرُ في أعشاشِها حتَّى راحَتْ تُنْصِتُ إلى تغريدِ العَمِّ منصورٍ قائلاً :
أولادي إنِّي منصورُ ***** من عشِّي ينطلقُ النُّورُ
فالحبُّ كبيرٌ يا طيري***** والعِلْمُ طَرِيقٌ للخيرِ
فَلْنروِ مَا كانَ الآنْ***** سِيَرَ الأصحابِ الخلَّانْ
أبطالاً سادُوا أزمانْ***** أبطالاً سادُوا أزمانْ
صاحَ عليٌّ قائلاً:
حُبَّاً وسروراً أصغيْنا **** فَرَحَاً وحبوراً لبَّيْنا
غَمَرَتِ الفرحَةُ قلْبَ منصورٍ لِمَا رأى من أَدَبِ عليٍّ ولَبَاقَتِهِ في الكلامِ فقالَ مُخاطِبَاً الطُّيُوْرَ :
أولادي في الزَّمانِ، في سالفِ الأوانِ في شبه جزيرة العرب بلدٌ مباركٌ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]
يُدْعَى مكَّةَ المكرَّمَةَ، أَتدرُونَ ما يحوي في جُعْبَتِهِ؟
أَجَابَ الجَمْعُ قائِلاً:
تحوي الكعبة المشرَّفة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]
سرَّ العَمِّ منصورٍ عندما سمِعَ جوابَ الطيورِ وبدَتْ على وجهِهِ علاماتُ الرّضا والاطمئنان, تجلَّى ذلك في تغريدِهِ
العذْبِ الرقيقِ :
ما أجملَكُمْ يا شطَّارْ **** أهواكم ليلاً و نهارْ
وبعدَ لحظاتٍ يسيرةٍ استندَ إلى غصنِ الشجرةِ, ونظرَ إلى الطيورِ نظرةً ملؤها الحب والاحترام، ثم بدأ يروي لهم قصَّةً من روائعِ الجيلِ السَّعيدِ صادحَاً بصوتِهِ الجميلِ :
أحبابي الصِّغارَ في مكَّةَ المكَّرمة في قبيلةِ تيْم إحدى قبائلِ قريش.
وُلِدَ عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ القرشيُّ التيميُّ المكنَّى أبو بكرٍ الملقَّبُ بالصِّديقِ بعدَ عامِ الفيلِ بسنتَينِ وستّةِ أشهُرٍ
صَمَتَ قليلاً ثم َّابتسمَ للعصفورةِ رباب سائلاً إيَّاها :
بنيّتي ربابَ .. لماذا سمِّيَ أبو بكرٍ بالصِّديق؟
بالوجهِ الأنضرِ قد بانَتْ ***** تتمايلُ ما بين غصونِ
إنِّي لا أعرفُ أستاذي ***** صاحَتْ بالصّوتِ المحزونِ
فأجابَ الفاضلُ منصورٌ***** بالقولِ العذْبِ الموزونِ
بنيّتي رباب لقِّبَ أبو بكرٍ بالصِّديق لأنَّه أوَّلُ من صدَّق النبيَّ وآمنَ به من الرجالِ ولأنَّه صدَّقَ النَّبيَّ في كلّ الأمورِ وخصوصاً في حادثة الإسراء•
عُمُرُ بالصَّوتِ الصدَّاح ***** بالَّلحنِ يغرِّدُ مسرور
أبهجني والصَّحبُ الآن ***** أستاذي الفاضلُ منصور
فردَّ منصورٌ :
في مكَّةَ يخشى مولاهُ***** كم فاضَتْ خيراً يمناهُ
والقلبُ رقيقٌ عيناهُ***** تبكي بدموعٍ تغشاهُ
في دربِ الهجرةِ إلَّاهُ**** فاضَتْ مَعَ أحمدَ نجواهُ
ثمَّ رفرفَ بجناحَيهِ متنقّلاً بينَ أغصانِ الشجرةِ إلى أنْ جلسَ على غصنٍ مثقلٍ بحبَّاتِ التُّفَّاحِ وتابعَ الحديث :
وقد صحبَ نبيَّنا عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في الهجرةِ وكانَ خيرَ رفيقٍ في أثناءِ الطّريقِ, دخلَ أحمدُ والصِّديقُ إلى غارِ ثورٍ وإذْا بالصدِّيقِ يُغلِقُ ثقوبَ الغارِ، حتى إنّهُ مزّقَ ملابسَهُ لإغلاقِها، فلمَّا نامَ المصطفى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في حِجْرِ أبي بكرٍ، رأى ثقباً خرجَتْ منه حيَّةٌ فوضعَ قدمَهُ على الثُّقبِ خشيةَ أنْ تلدغَ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ و إذْ بالحيَّةِ تلدغُ قدمَهُ فبكى, و استيقظَ النَّبيُّ على إثرِ الدَّمعةِ التي سقطَتْ عليه. فنفثَ فيها ومسحَ مكانَ اللدغةِ فبرأَتْ
وفيما هوَ يتأمّلُ الطيورَ وهي تنصِتُ إلى كلامِهِ راحَ يترنَّم مُنْشِدَاً :
للنّومِ أرادَ المختارْ ** فبكى الصِّدّيقُ كأنهارْ
لدغَتْهُ الحيَّةُ كالنَّارِ ***فاستيقظَ أحمدُ في الغارِ
و بيثربَ خاضَ الأهوالْ ****بتبوك دفعَ الأموالْ
فتربَّعَ عرشاً في العزِّ ******أكرمْ بتبوكَ الأفعالْ
و عليٌّ ينشدْ ويقولُ بتبوكَ وبيثربَ ،ننصتُ أستاذي أتلو الأخبارَ، أستاذي نهوى الأخيارَ، فأجابَ منصورٌ:
في يثربَ خاضَ مَعَ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ غزواتٍ عدّةً وفي غزوةِ تبوكَ جاءَ النبيُّ إلى الصحابة وقال: أيها الناسُ تصدّقُوا وأنفقوا فإنّ الأمرَ يحتاجُ إلى الصدقةِ فقدِمَ أبو بكرٍ ومعَهُ مالٌ فوضعَهُ
بين يدَي النبيِّ وسأله النبيُّ: ما أبقيتَ لأهلكَ يا أبا بكر؟ فقالَ: أبقيْتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ.
أحمدُ صاحَ بعدَ غيابْ،، أستاذي أهوى الأصحابْ
هل حكمَ النّاسَ الأوّابْ، منصورٌ بالَّقولِ أجــــــــــــــابْ :
أحبابي الصِّغارَ بعدَ وفاةِ النبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أصبحَ خليفةَ المسلمينَ، حكمَ بالعدلِ لمدةِ سنتين ونصفٍ، أشهرُ أعماله في خلافته حروبُ المرتدين، والجيوشُ التي أرسلَها إلى حربِ الفرسِ والرّومِ
ناداهُ بالحنانْ، بصوتِهِ الرَّنانْ، عن وصفِهِ زمانْ.
وصاحبُ البيانْ، حيَّــــــــــــاه بالبنــــــــــانْ
عصفوريَ النجيبْ، ها أنا أُجيبْ :
كانَ نحيلاً،كانَ جميلاً، ليسَ طويلاً، ليسَ قصيراً، أبيضَ، والعينين تغور، والأنف رفيع يا ولدي، يتألَّق وجهٌ باللحيَّة، قد برزَتْ في الوجهِ الجبهة.
وبعدُ بالنَّحيبْ، الطالبُ النجيبْ، ناداهُ من قريبْ:
هل له بِشَـــــــارَهْ ؟ قائدُ الإمـــــــــــارهْ
كمْ عاشَ من سنينْ صاحبُ الأمينْ .
والعالـــــــــــــــمُ اللبيـــــــــــــبْ بقولِهِ يجيــــــــــبْ :
بشَّرَ نبيُّنا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أبا بكرٍ عليه رضوانُ اللهِ معَ
تسعةٍ من أصحابِهِ بالجنَّة، ثمَّ اغرورَقَتْ عيناهُ بالدُّموعِ وقالَ بصوتٍ ملؤه الحزن : تُوفِّيَ عن ثلاثةٍ وستين عاماً .
صاحَتِ العصافيرُ: ما أجملَ الصديق! وما أحلى سيرتَهُ ! اللهمَّ،
اجمعْنا به في الجنَّة.
وما إن قرع الجرس حتَّى حلَّقت العصافير بإتِّجاه
بيوتها لتتناول طعامها اللَّذيذ .


قديم 05-30-2013, 11:09 PM
المشاركة 179
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي

و ما إن وصلت العصافير إلى أعشاشها حتَّى راحت تغرِّد ،


إنَّنا نهوى الكريم
صاحب الهادي اليتيم
***

و بعد أن رحل النَّهار ،
نامت العصافير في أعشاشها مجدداً .
عمر و علي في شجرة البلوط
أحمد ورباب في شجرة الليمون
و العم منصور في شجرة التُّفاح .

أخذ الليل ينسحب شيئاً فشيئاً بعد أن ملَّ من طول المكوث ليقبل نور الصَّباح بوجهه البشوش .
و لكن هذا الصَّباح حمل بين ثناياه مفاجأة للعصافير في أعشاشها
استيقظ الجميع على تغريد العم منصور .
فتعالت ضحكاتهم و هم يتأملون أستاذهم من الأعلى مرتدياً ثياب الصياد بحوزته صنارة يغرِّدعلى ماء البحيرة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
راحت العصافير تصفِّق لأستاذها من الأعلى
ثمَّ ما لبثت أن ملأت سلالها بمأكولات الفطور ،
و حلَّقت باتِّجاه البحيرة .

على أنغام خرير الماء المتموج داخل البحيرة تناولت العصافير
فطورها مبتدئةً باسم الله و منتهيةً بحمده و شكره تعالى على نعمه .
إلَّا أنَّ رباب لم تستطع أن تكتم سؤالاً ظلَّ يجول في ذهنها لماذا ارتدى
العم منصور هذا الصَّباح ثياب الصَّياد و حمل الصِّنَّارة فاقتربت منه قائلة :
عمِّي منصور الصَّيَّاد
لبحيرة ماءٍ يرتاد
يا عمِّي هذي الصِّنارة
بسناها لاحت في الحارة
وربابٌ فيها محتارة
وربابٌ فيها محتارة

فضحك العم منصور، ضحكة ضحك لقهقهتها كلُّ
العصافير و قال :
أحبابي الصِّغار،بطل روايتنا لهذا اليوم الفاروق عليه رضوان الله . و بعد أن نروي سيرته موعدكم
مع السَّمك المشوي الذي سأصطاده من البحيرة .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فما كان من العصافير إلَّا أن أنصتت إلى أستاذها قائلاً .

يعدُّ الفاروق عمر بن الخطاب رمزاً من رموز أمَّة الإسلام ، أخذ نفساً عميقاً ثمَّ تابع القول :

في قبيلة عدي ، أحد قبائل قريش ولد عمر بن الخطَّاب ، بعد عام الفيل بثلاثة عشر سنة .
ورمى الصِّنَّارة في البحيرة .
تك تك تك أخرج سمكة صفراء صغيرة
ورماها في السَّلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و بعد أن أعاد الصِّنارة إلى البحيرة

التفت إلى العصافير قائلاً
والده الخطَّاب بن نفيل
و أمُّه حنتمة بنت هاشم


قديم 07-04-2013, 02:05 PM
المشاركة 180
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي رائد الفضاء سمسم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
رغبت أن أكتب للأطفال ، في هذه الورشة سلسلتين غنائيتين
واحدة للتعريف بالرُّموز ، و الثانية علمية

رائد الفضاء سمسم سلسلة قصصية غنائية علمية متابعتكم



رائد الفضاء سمسم
استيقظت الأزهار و الأشجار من نومها بعد ليلها الطَّويل ، أسرعت نسمات الصَّباح إلى بستان سمسم ، باحثةً ما بين الجداول و الأنهار ، محلِّقةً فوق الأشجار و الأغصان ، إلى أن وصلت إلى شقائق النعمان ، لتنصت إلى شخير سمسم مع كلِّ زفير و شهيق ، ثمّ َراحت تدغدغ وجهه بيديها ، حتَّى استيقظ و فتح عينيه ليبصر السَّماء الزرقاء،لقد أضناه مراقبة النجوم و الأفلاك ، خلف منظاره الفلكي ليلة أمس ،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حتَّى انتهى به المطاف إلى النَّوم في العراء من شدِّة التعب

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تعالوا نكتب قصص أطفال ساحرة: ورشة عمل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعالوا نكتب 1000حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أميرة الشمري نسمات إيمانية 3123 01-26-2024 08:32 PM
مواقف ... ساحرة .. وأخرى ساخرة .. الجيلالي محمد المقهى 16 06-08-2019 12:43 AM
أطفال .. فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 2 06-04-2015 10:46 AM
أطفال كالرجال...... سنان المصطفى منبر البوح الهادئ 3 05-12-2015 07:33 PM
إلى أطفال الحولة ديمة زيدان منبر شعر التفعيلة 2 06-15-2012 01:35 PM

الساعة الآن 08:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.