قديم 03-08-2011, 08:01 PM
المشاركة 171
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

قدَّمَ شاعرنا لديوانه (جراح الصميم)
بهذه الأبيات




الإهداء . . . . . . . .



إلى كلِّ من وجد نفسه في الحياة مرغماً أقول :


هذي جراحُ صميمي
سطَّرتُها في كتابي


تشفُّ عمَّا أُعاني
في هدأتي واضطرابي


خمسٌ وستون مرَّتْ
سريعةً كالسَّحابِ


وخلَّفتني وحيداً
على حدودِ السَّرابِ


أبكي عليَّ ودمعي
للموتِ يحدو رِكابي




أعجبتني جداً هذه المقدمة

فتحية للشاعر .. وأخرى لك عزيزي عبد السلام




..... ناريمان

قديم 03-08-2011, 08:34 PM
المشاركة 172
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أعجبتني جداً هذه المقدمة


فتحية للشاعر .. وأخرى لك عزيزي عبد السلام




..... ناريمان



السلام عليك
الأخت الفاضلة ناريمان الشريف
وتحيتي وتحية الشاعر لك على إطلالتك هنا
تقديري واحترامي

قديم 03-08-2011, 08:39 PM
المشاركة 173
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (9)




لا تُنْكرينِي




أُلقيت بمناسبةِ عيدِ المعلِّم العربيِّ
في المِهرجان المركزي بدمشق
عام 1987




قُصِّيَّ عليَّ حديثَ الحبِّ والتهِبي
وعلِّليني بصافٍ منْ دمِ العِنَبِ


قُصِّي عليَّ حديثاً لستُ أجهلُهُ
لقَّنتُهُ لصغاري في خُشوعِ نبي


فكم تَلوتُ على أسماعِهمْ سُوراً
وكم طبعتُ على أفكارهِمْ كُتُبي ؟!


قُصِّي عليَّ وخلِّي العتبَ واتَّئدي
لا تُكثري اللَّومَ ما للحبِّ منْ سببِ


حملتُ في القلبِ سرَّاً كادَ يفضحُهُ
لولا بقية تَهطالٍ من السُّحُبِ


وجئتُ لاجَعْبتي مَلأى ولا قلمي
ولا لساني يصبُّ الشَّهدَ في خُطبي


أنا المعلمُ لا حالي بخافيةٍ
على الزمانِ ولا سِرِّي بمُحتجِبِ


أعيشُ في عتماتِ اللَّيلِ يقتلُني
من راحَ يرفُلُ في أثوابِهِ القُشُبِ


لولا المعلمُ لم يظفرْ ببارقةٍ
ولمْ يَفُزْ بوسامِ المجدِ والرُّتَبِ


نقشتُ في الشمسِ آياتٍ أنَرْتُ بها
دنيا الطفولةِ في جِدٍّ وفي لَعِبِ


وسرْتُ في موكبِ الأجيالِ أحفزُها
كيما تجدَّ إلى العلياءِ بالطَّلبِ


حتى رأيتُ صغارَ الأمسِ كوكبةً
فرسانَ ملحمةٍ في عارمٍ لَجِبِ


هذا يجولُ بساحِ الطِّبِّ مِبْضَعُهُ
وذاكَ في حومةِ الجلَّى أَغرُّ أَبي


مَهَرتُ كلَّ شهاداتِ العُلى بدمي
فأَيْنَعتْ بثمارِ العلمِ والأدبِ


* * *

لا تُنكريني بلادي أنتِ في كَبِدي
بردٌ وأنتِ لعينيْ رفَّةُ الهُدُبِ


غنَّيتُ باسمكِ آياتِ القريضِ ولم
أبخلْ بمنسجمِ منها ومُضطربِ


لَئِنْ تَهدَّجَ صوتي في تلاوتِها
حقِّي عليكِ فكمْ أعطيتُ لم تَهبي


حقِّي عليكِ إذا أنشدتُ قافيةً
وبلبلُ الدَّوحِ لم يسمعُ ولم يُجِبِ


* * *

أنا النَّدى والهُدى في خافقي ويدي
أنا مطيَّةُ قومي للعُلى فثِبي


لا أسأمُ العيشَ مهما ضاقَ بي وطني
ولستُ أُنْكِرُ لو جارَ الحِمى نَسبي


أمِّي الشَّآمُ وأهلي العُرْبُ قاطبةً
وكلُّ حرٍّ على دربِ النِّضالِ أبي


* * *

لا تُنكريني إذا حمَّلتُ أَمتعتي
على يَراعي ولم أَحضرْ ولم أَغِبِ


فما غِنائي سوى حُبِّي وعاطفتي
وأدمعي وفؤادٍ مُشفقٍ حَدِبِ


لا تُنكريني فما تنفكُّ في كَبِدي
نارٌ تضيءُ لياليْ الهمِّ والنَّصبِ


أَتبخلينَ على حرٍّ يغالبُهُ
جَورُ الزمانِ ولا يَقوى على الغَلَبِ


* * *

عفواً نجيَّ همومي إنْ بكيتُ أسىً
وجاءَ شِعريَ بُركاناً من الغضبِ


أحرقتُ دمعةَ أحزاني على كبدي
فاعجبْ لإحراقِ دمعي أيَّما عَجَبِ


وليسَ مِنْ مُحرقٍ دمعاً بلا سببٍ
لكنَّني لم أزلْ أحنو على السَّببِ


واليومَ أُشفقُ من دمعي على كبدي
حَسْبُ الدُّموعِ فقد أوفتْ على العطبِ


* * *

لا تُنكريني أنا الرَّوضُ الذي رتعتْ
فيه الظِّباءُ وغنَّى الطَّيرُ من طَربِ


قد خابَ سعيُ العِدا للنيلِ من أدبي
لكنَّني في قِراعِ الغدْرِ لم أَخِبِ


أَشُقُّ صَدرَ ظلامِ الكونِ عن وَهَجٍ
كماردٍ من ملوكِ الجِّنِّ مُنتصِبِ


مداهنونَ لهم في كلِّ مُفْتَرَقٍ
وكرٌ تسوَّرَ بالبُهتانِ والشَّغبِ


إنِّي خلعتُ وقاري واستعرتُ لهم
وجهاً تساءلَ عنهُ الناسُ من قُرُبِ


فلا يَغُرَّنْكَ رأسٌ خلفهُ ذَنبٌ
جِحْرٌ الصِّلالِ يلُفُّ الرَّأسَ بالذَّنبِ


* * *

أفدي التي ألهبتْ رُوحي سلافتُها
فأسْكَرتني بخمرِ الحُسنِ والأدبِ


عذراءُ لمَّا تَزَلْ في ثوبِ عفَّتِها
لم تغفُ يوماً على الأرزاءِ والنُّوبِ


تشدو النواعيرُ في أحيائها طَرباً
تُسَلْسِلُ الماءَ للجناتِ كالضَّرَبِ


أحببتُها وبودِّي أنْ أموتَ بها
وتلكَ أُمنيَّتي بل مُنتهى أَربي


فالعيشُ مهما صفا في غيرِ ساحتِها
لو كانَ في جنَّةِ الفردوس لم يَطِبِ


* * *

آذارُ يا عيدنا الغالي وثورتَنا
يا فجرَ مجدٍ على التَّاريخِ والحِقبِ


أَدِرْ على العُرْبِ أكواباً مُعتَّقةً
من خمرةِ الحبِّ لا من خمرةِ العِنَبِ


واحرقْ بخورَ الأماني في مجامرِنا
النصرُ للحقِّ والإيمانِ والعَرَبِ





15-3-1987




قديم 03-09-2011, 06:47 PM
المشاركة 174
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (10)



تَوَسَّدْ رِمالَ البيْدِ



في رثاء الصديق الشاعر
الكبير علي دُمَّر




توسَّدْ رمالَ البيدِ يا عاشقَ القممْ
ودعني حليفَ الخوفِ والسُّهدِ والسَّقمْ


وأَلْهِمْ يَراعي أنْ يسيرَ على هُدىً
فإنْ ضلَّ صالَ الذِّئبُ واسْتَنْسَرَ الرَّخمْ


ففي خافقي جرحانِ .. جرحٌ أُحبُّه
وأَنكؤُهُ إمَّا تَماثلَ والتَأمْ


وجرحٌ أُداريهِ وأخشى نزيفَه
وينزفُ محموماً فيصرعُني الألمْ


فأحسو دمائي جرعةً بعدَ جرعةٍ
وأغفو على بَرْدٍ وأصحو على ضَرَمْ


وأُبصرُ أَشطانَ الفناءِ تشدُّني
فأَزورُّ عن قبري وأَستبطئُ القدمْ


وأَنظرُ حولي لا أراكَ فأَنثني
أحثُّ الخُطى للموتِ أَهزأُ بالهَرَمْ


ألمْ تكُ خِلِّي يا عليُّ وصاحبي
ونبعَ طُموحي واعتزازي ألمْ .. ألمْ ؟


* * *

فكيفَ تركتَ الأهلَ والصَّحبَ والحِمى
وكيف هجرتَ الحبَّ والشِّعرَ والنَّغمْ ؟


أما كنتَ تتلو الشِّعرَ لحناً مُوقَّعاً
فأسكرُ إبداعاً وأقتاتُ من حِكَمْ


وأسمو إلى سَمْتِ النجومِ وأرتقي
بمجهولةِ* الأحلامِ من هُوَّةِ السَّأمْ


وأغرقُ في بحرِ الحنينِ* مُقيَّداً
بغيبوبةٍ* يَهوى الجمالُ بها الصَّنمْ


فأستنجدُ الإشراقَ* وَهْناً كأنَّني
غُروبٌ بأُفْقِ الكونِ يغتالني العَدمْ


وتسري بيَ الرِّعشاتُ* بعد عواصفٍ*
من الثورةِ الحمراءِ تقذفُ بالحِممْ


فأخلو بنفسي أُدمنُ الدمعَ أَحتسي
كؤوسَ اغترابٍ واصلاً بعضَ ما انصرمْ


* * *

أَتذكرُ كمْ هِمنا على شاطئِ الحِمى
بليلٍ ربيعيِّ النُّسيماتِ لم نَنَمْ


أتذكرُ كمْ أغرى الطيورَ غناؤنا
فصلَّى لنا غصنٌ وسبَّحتِ الأَجَمْ


يطوفُ بنا العُشَّاقُ في كلِّ محفلٍ
طوافَ المُلبِّي يغسلُ الرُّوحَ بالنَّدمْ


وأنتَ تصبُّ الرَّاحَ صِرفاً بجامنا
ونحنُ نعبُّ الشعرَ كالراحِ في شَمَمْ


* * *

وفي حِضنِ بابِ النهرِ* لمَّا تلبَّدتْ
سماءُ الحِمى والأُفْقُ أظلمَ وادلَهَمْ


فقلتَ دعوني للأعاصيرِ إنَّني
أحبُّ هَزيمَ الرَّعدِ والبرقَ في الظُّلَمْ


أحبُّ شتاءً في بلادي هجرتُهُ
فشوقُ فؤادي للشِّتاءِ قد اضطرمْ


* * *

أتذكرُ هذا يا عليُّ ولحظةً
تعرَّيتَ فيها تحتَ ساريةِ العلمْ


وغِبْتَ بماءِ النهرِ وارتاعَ خافقي
وصِحتُ " عليٌّ " قلتَ في نشوةٍ نَعَمْ


أتذكرُ عهداً يا عليُّ قطعتَهُ
ودمعُكَ من حرِّ الوداعِ قد انسجمْ ؟


وأقسمتَ ألا تهجرَ الأهلَ والحِمى
فهلْ كُنتَ بَرَّاً يا عليُّ بذا القسَمْ


* * *

حبيبي . أخي . خِدْني . ملاذي . ومَوئلي
أَتمضي وجوماً ؟ ويحَ شعريَ إنْ وَجَمْ


أَجِبني لقد بُحَّ النداءُ وأنكرتْ
صداهُ القبورُ النائياتُ عن الحَرَمْ


أَجِبني .. أَجِبني يا عليُّ فإنَّما
ندائيْ دميْ ينسابُ من مُقلةِ القلمْ


لعلَّ جواباً منكَ يوقفُ نزفَهُ
فترحلُ آلامي وتنكشفُ الغممْ


لعلِّي إذا ناديتُ باسمكَ هاتفاً
بأروقةِ التاريخِ تسمعُني الأُممْ


أَأُصبحُ في العاصي وتُمسي بِبَلدةٍ
غريباً وحيداً لا أنيسَ سوى الرِّمَمْ ؟


وتُدْفنُ في (الأَحسا) وقبرُكَ دارسٌ
وقبرُ دعيٍّ يسكنُ الحيَّ في عصمْ ؟


أما كنتَ فينا يا عليُّ مُجَلِّياً
ونوراً سماوياً وناراً على عَلَمْ


فكيفَ عشقتَ الأرضَ والأفقُ واسعٌ
وكيفَ ضممتَ الجانحينِ على الحَدَمْ


وهل كُنتَ إلا الطَّائرَ الغَرِدَ الذي
تغنَّى بأمجادِ العروبةِ والهممْ


فهزَّ عروشَ الظُّلمِ بالحرفِ ناطقاً
وأسمعَ بالصَّمتِ المخضَّبِ ذا صَمَمْ


ونادى على الأحرارِ هيَّا إلى الوغى
فأسرعَ جيشُ الحقِّ للسَّاحِ والتحَمْ


وأوقدَ شمسَ الشِّعرِ حتى تضرَّمتْ
تضيءُ دروبَ الصاعدينَ إلى القِممْ


وجرَّدَ سيفاً بالقوافي مرصَّعاً
فزيَّنَ جُدرانَ المقاصيرِ والخِيمْ


وأصدرَ حُكمَ الشعرِ فيمن تطفَّلوا
فكانَ إمامَ الحقِّ والعدلِ ما ظلَمْ


وأَودى بهمْ في مَهْمَهٍ من ضلالِهمْ
فبوركَ من حُكْمٍ وبوركَ من حَكَمْ


فما بالها الأقدارُ تُدمي قلوبَنا
وتُخرسُ صدَّاحاً وتُنطقُ مَنْ بَغَمْ


* * *

تَوسَّدْ رمالَ البيدِ يا خيرَ راحلٍ
عن الدارِ واتركْنا لحوماً على وَضَمْ


سيسألُ عنكَ الدمعُ في كلِّ مجلسٍ
فأعينُنا تَهمي وأدمعُنا عَنَمْ


وما غِبتَ عنَّا يا " عليُّ " للحظةٍ
فإنَّكَ في نبضِ القلوبِ ندىً ودَمْ


نراكَ بأبياتِ القريضِ تغزُّلاً
مُحبَّاً..بريئاً..طاهرَ القلبِ..مُتَّهمْ


أبيَّاً..كريماً..حازمَ الرأيِ..صادقاً
أميناً إذا استُودِعْتَ سرَّاً فكَمْ .. وكَمْ


شقيَّاً بأعباءِ الحياةِ وثائراً
وفيَّاً فلم تَخْفِرْ عُهوداً ولا ذِمَمْ


رضعتَ لبانَ الحبِّ والشِّعرِ والندى
فكنتَ كريمَ الأصلِ والشعرِ والشِّيَمْ


* * *

توسَّدْ رمالَ البيدِ واغفِرْ جنوحَنا
فنحنُ هروبٌ من مُحالٍ إلى عَدَمْ


نُذيبُ شموعَ العمرِ في مولدِ الهوى
ونصهرُ شريانَ الحياةِ على القِيَمْ


ونلْبَسُ ثوبَ الزُّهدِ في العيشِ تارةً
ونُبكي ضميرَ السَّعدِ أُخرى إذا ابتسمْ


ونعشقُ لو يدرونَ قلباً محطَّماً
ونَفنى لإسعادِ الحبيبِ ونُتّهمْ


ولولا قليلٌ من حبيبٍ يشدُّني
لقلتُ : حبيبي في التَّواصلِ كالصَّنمْ


يحبُّ بلا قلبٍ ويَحكي بلا فمٍ
ويرنو بلا عينٍ ويَسعى بلا قَدمْ


فنحنُ حَيارى والليالي كئيبةٌ
ونحن سُكارى نشربُ السُّمَّ في الدَّسمْ


ربيعٌ ولا نيسان يزهو بروضِهِ
وصيفٌ ولا تشرين يطفىءُ ما اضطرمْ


وهذا خريفُ العمرِ يرجو شتاءهُ
أتزهو أمانيْ العمرِ في موسمِ الهرَمْ


توسَّدْ رمالَ البيدِ يا عاشقَ القممْ
لقد بُحَّ صوتُ الشعرِ والشَّملُ ما التأمْ


ونَمْ في عبابِ الرَّملِ واهجُر ظلالَنا
فقبْر الحكيمِ الفذِّ يَحفرُهُ القلمْ



1-4-1985


* * * * * *
إشارة إلى أسماء دواوين الشاعر ...
- المجهولة
- حنين الليالي
- غيبوبة الحب
- إشراق الغروب
- رعشات
- عواصف على هضاب فلسطين


* باب النهر ... من أجمل الأماكن في حماة
حيث تشدو النواعير على ضفاف العاصي



قديم 03-09-2011, 06:51 PM
المشاركة 175
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (11)

لا تَقتلوا فيَّ القصيدة

أُقتلوني عندما تزعجكمْ منِّي القصيدةْ
أُقتلوني عندما أطرحُ أفكاريْ الوليدةْ
أُقتلوني عندما أحلُمُ بالدُّنيا الســـعيدة
أُقتلوني عندما تبكي جراحاتي العنيدة
أقتلوني عندما أحرقُ أســــفارَ العقيدة
أقتلوني عندما أقرأُ بالفُصــحى جريدةْ
أقتلوني عندما أجمــعُ أشتاتي الطَّريدة
أقتلوني عندما أَقنصُ أطياريْ الشَّريدة
أقتلوني عندما تغفو على صدري شهيدة
أقتلوني لو رأيتمْ أنَّنــــي أبغي مَكـــــيدة
أقتلـــــوني إن سَمعتمْ جملةً منِّي مُفـــيدة
أقتلوني و اقتلوا كلَّ انطلاقاتي المَــجيدة
أقتلوني واقتلوا فيَّ انقساماتي الجــــديدة
أُقْتلوني إنَّما لا تقتلــــوا فيَّ القصـــــيدة


1998

قديم 03-10-2011, 03:53 PM
المشاركة 176
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (12)



عَرُوسُ الشِّعْرِ




أشارتْ بلحظٍ مُترفِ السِّحرِ غامضٍ
فكادَ فؤاديْ كالفراشِ يطيرُ


وقالتْ : أحبُّ الشعرَ أُكتبْ قصيدةً
تغازلني فيها وأنتَ أميرُ


عرفتكَ وقَّادَ العيونِ مُصوِّراً
وغيرُكَ في كشفِ الجمالِ ضريرُ


أما حرَّكتْ شيطانَ شعركَ لهفتي
عليكَ ؟ إذاً واللهِ أنتَ غريرُ


أما كنتَ تعنيني بكلِّ قصيدةٍ
وترمزُ بالأسماءِ ليْ وتُشيرُ


فتُسكرني آياتُ شعرِكَ لوعةً
ويملكُني شوقٌ إليكَ أثيرُ


يداعبُ آمالي يثيرُ عواطفي
فيلمعُ برقٌ في الظَّلامِ ينيرُ


* * *

فقلتُ لها يا " نورُ " عفوكِ إنَّني
أخافُ فما ليْ إنْ وقعتُ مُجيرُ


أخافُ إذا أَلمحتُ ردَّكِ بالنَّوى
ويفلتُ من نُعمى لقاكِ أسيرُ


أخافُ على قلبي تباريحَ جفوةٍ
إذا غاضَ ينبوعٌ وجفَّ غديرُ


وما كنتُ قد مدَّدتُ أيامَ خدمتي
لكسبِ معاشٍ والكلامُ خطير


ولكنَّني واللهُ يشهدُ أنَّني
قصدتُ دوامَ القربِ وهو يسيرُ


وحاولتُ إذكاءَ المودَّةِ بيننا
وتمتينَ حبلَ الوصلِ وهو عسيرُ


فإنِّي مع الستينَ يا " نورُ " عاشقٌ
وعندي لما يَهوى الفؤادُ كثيرُ


أميرٌ أنا للشِّعرِ والحبِّ والندى
وما ليَ في دنيا الغرامِ نظيرُ


وعندي مزايا الحرِّ .. كلُّ مزيَّةٍ
جناحٌ بها للمكرماتِ أطيرُ


فلا تحرُميني من لَماكِ تَعِلَّةً
فوِردُكِ يا أحلى الظِّباءِ نَميرُ


وأنتِ ملاكٌ طاهرُ القلبِ حائرٌ
وحولكِ من نارِ العداةِ سعيرُ


ولستِ وإنْ كابرتِ ناجيةً غداً
فما لكِ فيهمْ مُنقذٌ ونصيرُ


أخافُ على عينيكِ من كلِّ دمعةٍ
تلوحُ ودمعُ الناعساتِ غزيرُ


وأخشى عليكِ السُّهدَ إنْ هيَ صوَّحتْ
أزاهيرُ هذا الحسنِ وهي نذيرُ


وغادرَ فصلُ الزَّهرِ روضَكِ واختفى
وأقبلَ فصلٌ بالشَّقاءِ مَطيرُ


ونفَّرَ طيرَ السَّعدِ عنكِ مخادعٌ
ينقِّبُ في ماضي الهوى ويُثيرُ


تُراهُ يعودُ الحسنُ والزهرُ والندى
ويمرحُ في جوِّ السرورِ كسيرُ ؟!


وتورقُ أغصانُ الخريفِ وتزدهي
رياضُ الأماني والهمومُ تُغيرُ ؟


جمالُكِ رهنُ الدائراتِ عقارباً
ومثلُكِ من يُخْشى عليهِ مصيرُ


فلا تتركي أيامَ حسنِكِ تنقضي
وما لكِ فيها مؤنسٌ وسميرُ


ولا تتركي الآمالَ تذوي بلا هوىً
وعندكِ من يهواكِ وهو جديرُ


ولا تتكريني ضائعَ السَّمتِ يائساً
غريباً على دربِ الجفاءِ أسيرُ


* * *

تعالَيْ لروضِ الحبِّ نقطفُ زهرَهُ
لقد جاءَ من روضِ الهُيامِ بشيرُ


فأنتِ عبيرُ الحبِّ والشوقِ والرِّضا
وما لِسِوى هذا الجمالِ عبيرُ

وما لِسِوى عينيكِ في القلبِ جذوةٌ
فدُنيايَ من وقْدِ العيونِ هَجيرُ


فلا تَحسبيني أُبدعُ الشعرَ جاهلاً
فإنِّي بأسرارِ الجمالِ خبيرُ


وأنتِ على عرشِ الجمالِ مليكةٌ
وإنِّي على مَتْنِ القريضِ أميرُ




1996



قديم 03-10-2011, 03:57 PM
المشاركة 177
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (13)



وَتَرُ الخُلُودِ



أهوى ويرتعشُ الشَّذا بلَهاتي
فأَبثُّكِ النَّجوى على همساتي


أهواكِ لم يَثِبِ الفؤادُ إلى فمي
إلا بذكركِ عندَ كلِّ صلاةِ


وإذا سكرتُ بذكرِ ربِّيَ خاشعاً
ألقاكِ بين الذِّكرِ والسُّبُحاتِ

* * *


غفرانكَ اللَّهمَ حبّك في دمي
نورٌ يمدُّ القلبَ بالنبضاتِ


وعيونُ من أهوى بنوركَ أشرقتْ
فرفعتُ باسمكَ أخلصَ الدَّعواتِ

* * *


عينانِ هامَ السِّحرُ في جَفنيهما
متألِّقاً كالنُّورِ في مشكاةِ


وفمٌ بحبَّاتِ الجُمانِ منضَّدٌ
والدُّرُّ منتثرٌ من الكلماتِ


وأنا كمُقترفِ الذُّنوبِ لعفوها
أسعى كمنْ يسعى إلى عرفاتِ


أتلو على اسمِ اللهِ آياتِ الهوى
وأذوبُ يصهرُني لظى آهاتي


* * *

أهواكِ يا لَهَباً تأجَّجَ في دمي
فغدا يُشيعُ الدفءَ في رِعشاتي


أهواكِ يا وترَ الخلودِ لشاعرٍ
غنَّى هواكِ بأعذبِ النغماتِ


أهواكِ يا لغةً جعلتُ حروفَها
وقفاً على التَّعبيرِ بالنَّظراتِ


فإذا رنا الطَّرفُ الكحيلُ تزاحمتْ
كُلُّ اللُّغاتِ بأسطرٍ خَفِراتِ


* * *

لا تتركيني دونَ بارقِ مَأملٍ
أسعى لقلبِكِ حائرَ الخطواتِ


أتفيَّأُ الجدرانَ أعشقُ ظلَّها
ويطيرُ بي نظري إلى الشُّرُفاتِ


فإذا خطرتِ حضنْتُ ظلَّكِ واهماً
وإذا وقفتِ بعثْتُ بالقُبلاتِ

وإذا احتواكِ البيتُ واشتعلَ الجوى
وبَعُدْتِ عنِّي لُذْتُ بالعتَباتِ


وهتفتُ باسمكِ في المساءِ لعلَّني
ألقاكِ في الأحلامِ عندَ سُباتي


إنِّي أحبُّكِ يا قصائديَ التي
رتَّلتُ في نغماتها آياتي


لا تحرميني من لقائكِ مرَّةً
في كلِّ وقتٍ كيْ تَصِحَّ صلاتي




1997





قديم 03-10-2011, 11:57 PM
المشاركة 178
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (14)



نَبْضُ الهَوَى



وَعَدَتْني وأخلفتْ بالوعودِ
أتُراها تشاغلتْ بالوليدِ ؟


أم تُراها تمنَّعتْ لاحتراسٍ
من مُريبِ الخُطى وعينِ الحسودِ


* * *

بعدَ عامٍ من الغيابِ أطلَّتْ
بحديثٍ في هاتفي كالنَّشيدِ


وغدا صوتُها يمازجُ صوتي
عَبر سِلكٍ على النوى مشدودِ


وسرى نبضُها يدقُّ فؤادي
فأعادتْ نبضَ الهوى من جديدِ


عندليبٌ مغرِّدٌ أم هزارٌ ؟
أم كمانٌ أوتارُه من وريدي ؟


صاغَها الحبُّ لوحةً من جمالٍ
في خيالي ترقى لسِفرِ الخلودِ


فهي فوقَ العقولِ حُسناً فريداً
بقوامٍ كالمائساتِ فريدِ


تتثنَّى بوارفٍ من حريرٍ
فوقَ ساقٍ تغري وخصرٍ وجِيدِ


وأنا شاعرُ الهوى أتلظَّى
بين نادي الحِمى وجسرِ الحديدِ*


أَذرعُ الدَّربَ جَيْئةً وذهاباً
والثواني نبضٌ بقلبي العميدِ


حائر الخطوِ غارقاً في شرودٍ
أرقبُ الأفْقَ خائفاً من بعيدِ


علَّها تمطرُ السماءُ وفاءً
لوعودٍ بعد انتظارٍ مديدِ


غيرَ أنِّي رجعتُ أسألُ نفسي
عبر موجِ الأسى ببحرِ القصيدِ


أَتُراها تجودُ بعد احتباسٍ
أمْ تُراها تجمَّدتْ كالجليدِ ؟


حطَّمَ المَطلُ أضلُعي وجناحي
وكواني الخذلانُ كيَّ العبيدِ


* * *

ويحَ قلبي يا لهفَ نفسيَ إنِّي
أُشعلُ الوجدَ من بريقِ الوعودِ


ويحَ شعري تغتالهُ بدمائي
إبَرُ الوردِ قبلَ لثْمِ الورودِ


* * *

يا غُصيناً يميسُ هل أنتِ خَجلى
من لقائي رغمَ الحنينِ الأكيدِ ؟


لا تقولي تركتُ قلبي ورائي
وتحرَّرتُ من جميعِ القيودِ


لا تقولي أطفأتُ نارَ التمني
وقتلت الإيمانَ بعد جحودي


لا تقولي .. أدَّيتُ كلَّ فروضي
وتحلَّلتُ من وفاءِ العهودِ


هذه بِدعةٌ أَكبَّتْ كثيراً
في جحيمٍ تقولُ هل من مزيدِ ؟


فتعالَيْ..أولا.. فإنْ جئتِ أهلاً
أو تعمَّدتِ لا وألَّا تعودي


فسلامٌ عليكِ من مُستَهامٍ
يعشقُ الحسنَ كافراً بالحدودِ





1998


نادي الحمى .... أحد نوادي مدينة حماة
جسر الحديد .... جسر معروف في مدينة حماة



قديم 03-11-2011, 12:46 AM
المشاركة 179
إبراهيم النجمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إنِّي أحبُّكِ يا قصائديَ التي
رتَّلتُ في نغماتها آياتي

لا تحرميني من لقائكِ مرَّةً
في كلِّ وقتٍ كيْ تَصِحَّ صلاتي




شاعرٌ عظيم ..
شكرًا لك عبدالسلام لأنك عرّفتني عليه ..
سأبقى هنا



قديم 03-11-2011, 10:12 PM
المشاركة 180
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إنِّي أحبُّكِ يا قصائديَ التي
رتَّلتُ في نغماتها آياتي

لا تحرميني من لقائكِ مرَّةً
في كلِّ وقتٍ كيْ تَصِحَّ صلاتي




شاعرٌ عظيم ..
شكرًا لك عبدالسلام لأنك عرّفتني عليه ..
سأبقى هنا


السلام عليك
الأخ إبراهيم النجمي
أهلاً بك أخي الكريم
سعيدٌ بوجودك
تقديري


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 10:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.