قديم 11-20-2019, 12:56 AM
المشاركة 151
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
نرجسية .. رجل شرقي
بقلم الأستاذ : سند الدغيلبي


أتت من خلفي ..
همست ..
بوجل ..
حبيب العمر ..
دعني أعبث بتفاصيلك ..
دعني أنعم بما تبقى ..
.
من ثواني العمر ..
دعني أستنشق عطرك ..
المعتق ..
ورائحة سجائرك ..
دعني ألملمُ ..
شتاتي ..
.
فأنا حواء ..
و أنت قاتلي ..
لا تغضب ..!!
فانا من كسر البلور ..
ذات مساء ..
وجرح فؤادك ..
الدامي ..
.
يا لسخرية المساء ..
كُنت في قمة أنانيتي ..
ونسيت أنك ..
ذاك الرجل الشرقي ..
وغلبت عليّ نرجسيتي ..
.
أتت و رسمت طريقاً ..
لم يعرفه العشاق ..
وعَبدته حبا لها ..
وكانت حوائي ..
رغم علمي أني ..
.
بكل غروري ..
سلطان الحروف ..
ومجنون يتلبسه ..
قلمٌ ..
ساطي ..
.
ففنارات البحر ..
يرقبها قبطان ..
و انا ترقبني نجوم ..
السماء ..
.
فانا ..
عاشق حرفي ..
وليس الآن بقلبي ..
.
سواه ..
ولن ابالي

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13125

وحيدة كالقمر
قديم 11-20-2019, 01:02 AM
المشاركة 152
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
في المرآة
بقلم الأستاذ : خالد طالب عرار


في المرآة
وقفتُ أمامَ مرآتي
لأنظرَ مَن بداخلها ..
وجدتُ اسماً لإنسانٍ تبخّر
وانحنى في ركن زنزانة !!
حزنتُ له ..
بكيتُ له ..
وجدتُ به شظايا من تراثٍ شاحبٍ أسود
وجدتُ به صرير الحزن
وأسرابَ الحكاياتِ
وجدتُ به دموع الأمسِ واليومِ ..
دموع الأُمّ والطفلِ ..
دموع الأخت والزوجة ..
دموع القدس .. والمجهول .. والآتي
وجدتُ به بقايا الشعر والنثر
بقايا الخيمة الغرّاء
وأطلال العشيقاتِ
وصحراءَ تربّى في ثناياها عِظام العُرب
أمجاداً ..
وأسماءً .. تُصدّعُ عند ذكرهم صخور الظلم
وجدتُ به حنيناً للفروسية
لعنترة .. والفتى الكنديّ
يبحثُ عن مناصرةٍ
ليأخذ ثأر مَن حرموه سيّده
.. بنو أسدٍ ..
وجدتُ به غيوماً جفَّ منها الماء
غرابيبُ كراياتي ..!!
سمعتُ به صدى صوتي ..
ملامح من هديل الطير
تسكن فوق أغصاني
وجدتُ به أنا الآخر ..
ولكنّي حزنتُ .. حزنتُ .. حزنتُ ..........
لأنّي لستُ أُشبِهُني سوى في لون مأساتي
... ...

منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5635

وحيدة كالقمر
قديم 11-20-2019, 01:06 AM
المشاركة 153
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
جداريةُ القمر ...
بقلم الأستاذ : نهاد البغدادي


رَسَمَ الوردُ حُسنَها فتَمَادَى
وهَمَى الدَّمعُ بعدَها وتَهَادَى

عَشِقَت رُوحُها الفضاءَ وكانت
كَفَراشِ الربيعِ حينَ تَغَادَى

أفإنْ بُحْتُ في الهَوَى بِقَليلٍ
نُثِرَتْ حَولها الوُرُودُ مِهَادَا

فُتِنَ القلبُ مِنْ صَدَى لفَتَاتٍ
وأفَـاقَ الحَنينُ مِنها وَزَادَا

فلقد هِمتُ كالمُتيَّمِ عِشقاً
بلظَى سَهمِها ومَا يُتَفَادَى

فلها خَافِقِي يُسَابِقُ فِكري
ولها لهفَتِي إذا تَتَنَادَى

ولها مُهجَتِي المَشُوقَةُ تَهفو
هَمَسَت لحنَها الشَّجيَّ وِدَادَا

عَبَثاً حَاوَلَت غيومُ سَمَائِي
حَجَبَتها عَنِ العُيُونِ حِيادَا

سَكَنَت مُقلَتَيَّ ثمَّ تَهَادَت
كتبَاشِيرِ صُبحِها تتحَادَى

وعلى حرِّ لهفَتِي لرُؤآها
كَبُرَ الحُبُّ لاهِباً وتُقَادَا

عَظُمَت شِقوَتِي كما زَفَرَاتِي
جَمَرَاتٌ وما تَصِيرُ رَمَادَا

فأنا عاشقٌ لنَسمَةِ روحٍ
عَبَقاً دَاعَبَ النَّسيمُ فُؤادا

عَلِمَ القلبُ أنَّني سَأُعَانِي
فتَبَاهَى كأنَّهُ يَتَمَادَى

سَمِعَ الكونُ عَازِفَاتِ لُحُونٍ
فَشَدَت لحنَها فصال وجَادَا

نَسَجَت من بَدِيعِها نَغَمَاتٍ
فَكَأنَّ الفُؤادَ غَابَ و عَادَا

فلها قد رَسَمتُ فوقَ جِدَاري
لمَحَاتٍ مِنَ الجَّمالِ مُرَادَا

قمَري فاقَهَا بُدُورَ سَمَائِي
ألقاً والضِّيَاءُ عَمَّ وَسَادَا

شَرَعَ الحُبَّ خَالِقي وتَعَالى
وعلى العَاشِقِينَ كانَ جَوَادَا

7/11/2010م

منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5770

وحيدة كالقمر
قديم 11-20-2019, 01:24 AM
المشاركة 154
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

مرثية النغم المهاجر في زوجته ...
(( وهلا ّ أجاب المنادي تراب ))

بقلم الأستاذ : أحمد قرموشي المجرشي
النغـم المهاجـر

كنت قبل أسبوع في زيارة عاجلة إلى قبر زوجتي والتي ماتت قبل شهرين من الآن وكتبت :

01سأبقى وفيا ً لبنت الشباب
سأبقى وفيــــا ً ورب السحاب

02بدأتُ الحياة َومنك رسمت
طريقا ًودستُ بحبي الصعاب

03رفضتُ بقربك ِ قبح الصفات
عشقت بقربك ركب الهضاب

04وكنت ِ كريم ٍ يحب الشرود
وكنت ُ كراع ٍ كثير العِتاب

05 أراك ِ صباحا ً فيغدو الصباح
دروب اشتياق ٍ تثير الصحاب

06 أراك ِ مساءا ً فيغدو المساء
بقايا أغاني حكتها رباب

07 رحلت ِ كأن الزمان استثار
كأن الأماني تهاوت سراب

08مَلئت ِ حقولي فكان الغرام
يسيل تباعا ً كسيل الشِعاب

09وداعا ً حبيبي أطلت ُالجلوس
وطال انتظاري وطال الغياب

010أتيت إليك ِ يجّرُ خطاي
صريخ احتضار ٍ عتيق الثياب

011أتيت لقبر ٍ أريد الحديث
وصحتُ ولكن عِدمت ُ الجواب

012أناجي قبورا ً فهل من مجيب
وهلا ّ أجاب المنادي تراب

013أخذت أخط كطفل ٍ لديه
دروسا ًوبات يخاف العتاب

014تراه يدسُ رسوماً وقد
يداري ارتعاشا ً حروف الكتاب

015وعدت كأني أمام الصراط
أريد العبورَ وحولي عذاب

016ظلام ٌرأيت ُ كأن الطريق
كساه الإيابُ بريش الغراب

017رسمت خطوطا ً وكان المماس
قريبا ً ولكن أضعت الصواب

018سيبقى خيالك دون انقطاع
كأني ذنوب ٌ وأنت ٍ العقاب

019 رجوت إلهي ومن لي سواه
تكوني بدار ٍ طهور الشراب

020 وداعا ً حبيبي كأن الحياة
بدونك دار ٍ أتاها الخراب
بقلمي :
ابن الملكين / النغم المهاجر
منبر الشعر الفصيح .


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14359

وحيدة كالقمر
قديم 11-20-2019, 01:30 AM
المشاركة 155
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O


أخاطب قلبها : بقلم الأستاذ الشاعر
علي أحمد الحوراني


أخاطبُ قلبَها وتصُدُّ عنّي
وأخطبُ ودّها وتفرُّ منّي
وأرسمُ وجْهها شكلاً جميلا
كَلوْنِ الورد ممهوراً بفنّي
وأخْتلسُ اللحاق إلى فضاها
أنثّر في الفضاء بديع لحني
ولكنّ الأماني غاليات
تُصبّر كلّ مفطورٍ بحزن
وتطْلُعُ كلّ يوم في دلال
وتُغْربُ لا تعبّرني بعَيْنِ
وإنْ مرّتْ كومضٍ في بريق
كأنّ الرّيح تعصف بالتّمنّي
أحاول أن أجاريها بمشي
تضاعف خطوها مشي التثنّي
وتكسر حاجزي وتظنّ أنّي
شَرودٌ في براريها كجنّي
وتقصفُ ما بدآها من خيال
وترعدُ ثم تزبد في تَعنّي
وأرفع رايتي بين البرايا
وأعلن أنّني أغمضتُ عيني
وإنّي باعترافاتي صريح
وإنْ حَذفتْ من الموضوع وهْني
فويح البُخل للشّعراء لمّا
تهيج مياهنا في بحر عدْن
وويح الشّعر في الأرجاء لمّا
تهزّ الشام نارٌ ألف طنِّ
وبغداد الرّشيدة في غياب
وصنعاء السعيدة بيْن بيْنِ
ولولا أمة شَغِلتْ ببالي
لما أحجمت عن طنّي ورنّي
قصائد من رهيف القلب تشجو
أزيّنها بقلبي دون مَنّ
هي الأيام تفتك ما تبقّى
من الأخلاق في زمن التبنّي
يموت الحرّ فيها كلّ يوم
ويَجْرعُ سمّها (شيعيْ) و(سنّي)
تعالي واكتبي لحْني بحرْف
يزيّنهُ البديعُ وحسن فنّي
وروحٌ لا يشابهها خيال
وقلب لا أخالطه بشَيْنِ
وإنّي رغم أنّي في شرود
فلا أدع الجفاء يزيد حُزني
سنمضي بالرحيل إلى اقتراب
حذار أن نسوّف بالتأنّي
فعودي يا صديقة كي نغنّي
ولا تَجْني عليّ بسوء ظنّ

منبر الشعر الفصيح .
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22085

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:06 AM
المشاركة 156
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
القيصر
بقلم الأستاذ : بسام العمر

....
سأكتب للراحلين
عن قصب الكلام..
عن تعرّي هذا الزمان اليعربيّ
أكتب عنواني الذي لا أعرفه..رقم خيمتي في اللا مكان
حزني على رصيف الحلم أرمقه
رصيف الحلم لا يرتحل
متشبثا بدمي
حتى رحيلي ما قبل الأخير
أضغاث بشر..مشتتون لا همّ لهم
إلا الوصول...إالى السراب
أحلام كغيم ماطر
لكنه لا يفقه الإمطار
شوق يضرّجني
كما الملح يختصر الكلام
الرايات تخفق ...
لكن في انهزام
عصيّ عليك ذاك البحر..تركبه
زوارقه لا تمضي
تجابه الموج دوما يعنّفها ...
يركلها بعيدا ..تهزمه ...
لكنه لا يهدأ
ترغم أنفه في وحل الهزيمة
البحر لا ينضب
يجر أذياله خجلا
الشمس تهدي وشيها للراحلين
حتى على دروب الكلام
تهديهم من عسل شعاعها
لكنها لا تؤوي الحمام
الشمس مرغمة ..مقيّدة
لا تستطيع البوح
لا تدثّرنا بشغاف قلبها.. بلحائها...يلعننا الظلام
القصف موشحنا اليومي
كالبحر لا يهدأ
يثور ..لا يخجل من دمي ..
من دمية طفل يمزقها
ولا يهدأ
لا يرعوي الموت من أحزاننا
يشرب كل يوم نخبه من كبدي
من دماء المتعبين ..من حلم وصولهم إالى الخيام
تتعذب الآهات في صدري..تتلوى
أنا المعتّق بالآهات تلثمني
تحفر في وجنتيّ دروب العمر
تلفحني كنسمة دمشقية
يوشّجها الياسمين
تكلؤني
أنا المرميّ على خاصرة الزمان
على مقعد للوحل..من صدأ
هجرتي الخمسون
لا تغفر زلاّتي
لا تغفر قصيدة ..
ذات يوم
كتبت أحرفها الاولى
كانت تلعن القيصر

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13217

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:11 AM
المشاركة 157
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

حورية في باريس
(قصة قصيرة)
بقلم الأستاذ : حسين ليشوري


كنت جالسا إلى طاولة في الرصيف المُشمَّس من مقهى "مارجوريد" (café Margeride) في "ساحة إيطاليا"، جنوب مدينة باريس الساحرة، أنتظر رفيقي في السفر حتى يعود من شغل خاص، وكنا قد تواعدنا على الالتقاء هنا لأن الفندق الذي ننزل فيه غير بعيد، هو في شارع "الغوبلين" (Avenue des Gobelins) القريب، وبناية السوق الكبرى "المجرة" (Galaxie) الفخمة والمرتفعة المهيبة، ولعل اسمها قد غُيِّر اليوم فقد مضى على هذه القصة ستة وثلاثون عاما، تنظر إليَّ بجلالها وجمالها وشموخها؛ وفي تلك الأمسية من أيام مارس الجميلة المعتدلة الطقس عام 1982 والشمس في الأصيل إلى الغروب رويدا رويدا تميل والربيع على الأبواب، السماء زرقاء صافية إلا من بعض السحب البيضاء الصغيرة كأنها نتف من القطن معلقة بين السماء والأرض ما تفتأ حتى تمضي، ومن حين إلى آخر تهب نسمات خفيفة من نسيم الأصيل؛ كنت منغمسا في تفحُّص خارطة المدينة المرفقة بدليل باريس المفصل أغتنم فسحة انتظار رفيقي، أخطط لمشواري ليوم الغد: أين أذهب؟ وماذا أزور؟ وكيف أذهب؟ بالحافلة أم بقطار الأنفاق؟

جاءتني النادلة الحسناء الأنيقة في لباسها المهني الجميل النظيف، الرشيقة في حركاتها، وسألتني بأدب جم وصوت لطيف هل أطلب شيئا؟ فطلبت قهوة وعدت إلى خارطتي أتفحصها وأقلبها باحثا مستقصيا.

عادت الحسناء بصينيتها اللّامعة، وضعت الفنجان الأبيض برفق وقبله الـ"سو طاس" (الصحن الصغير) ثم كشف الحساب، وما كادت تضع الفنجان حتى دغدغت بَنَّة القهوة الزكية أنفي فتشوَّفت إلى تذوق رشفة فورا لكنني تريثت حتى تنصرف النادلة؛ شكرتها وعادت إلى الداخل.

رفعت الفنجان لأرتشف منه رشفتي الأولى ومعها رفعت بصري أنظر أمامي، فرأيتها، ويا لهول ما رأيت: سيدة في منتصف العمر، هي إلى الخمسين أقرب منها إلى الأربعين، عوانٌ بيْن ذلك حسب تقديري السريع، لكنها تبدو أقل سنا، بارعة الجمال، أنيقة في هندامها، تشع منها هالة الوقار والاحترام والجد، تجلس منفردة تطالع كتابا تنظر فيه مرة ومرة ترفع رأسها المنحوت بتقاسيمه الرائعة كأنه صنع بطلب منها وعلى ذوقها هي، تلتفت يَمْنَة وشَأْمة كأنها تنتظر قادِما؛ كنت سمعت مقولة: "باريس مدينة الجن والملائكة"، لكنني لم أكن أعيرها كبير اهتمام، أما اليوم وهنا فأنا أصدِّقها وأبصم بالعشرة على صوابها؛ بقيتُ ثابتا هكذا برهة لم أرتشف القهوة ولم أستطع وضع الفنجان وكأنني أختبئ وراءه لأختلس النظر إلى تلك الفاتنة بل المبهرة.

نظرت إليها متمعنا متفحصا وأتممت حركة الارتشاف دون تذوق، فقد أذهلني المشهد عن القهوة وطعمها ورائحتها، قمت من مكاني متوجها إليها وكأن مغناطيسا قويا يجذبني إليها جذبا رغما عني، لم تكن طاولتها تبعد عن طاولتي إلا بثلاثة أمتار أو أقل لكنها بدت لي كأنها بطول نهر "السين" الذي يشق المدينة.

توقفت أمامها وبلغتي الفرنسية المتقنة قلت بلا مقدمة ولا تعارف متجاهلا الحاضرين غيرَها:
- "Bonjour, Madame vous êtes sublime" (ما ترجمته تقريبا:"طاب يومك، سيدتي أنت رائعة الجَمَال")
اعترتها أولا دهشة مشوبة بخوف ولعلها تتساءل:"من هذا الغريب المجنون الذي يكلمني هكذا دون سابق معرفة؟" ثم، وكأنها اطمأنت شيئا ما أو هكذا بدت لي، سألتني بصوت دافئ هادئ:
- هل تعرفني سيدي؟
قلت:
- لا ولكنني لم أستطع مقاومة رغبتي في مدح جمالك الأخّاذ، كأنك "حورية" ضلّت طريقها فانتهتْ إلى هنا.

ابتسمت "الحورية" باستحياء بادٍ ولكن وجهها الساحر كان ينبئ عن حيرة فيها اندهاش ووجل وسرور، في خليط عجيب مُعجِب أكثر وأكثر، وحدجتني بنظرة من عينيها الزرقاوين الساحرتين وكأنها تريد القضاء على ما فيَّ من صبر، وما زاد في إعجابي بها ودهشتي منها في الوقت نفسه أنها قالت لي وبهدوء تام:
- شكرا على الإطراء لكن تحدث بالعربية فأنا أتقنها وأظن أنك عربي، ألست جزائريا؟
قلت وعلامات التعجب تتطاير من رأسي تطاير النجوم من الكير:
- بلى، أنا كذلك كيف عرفت؟ ما هذا؟؟؟؟؟
قالت:
- الحديث يطول وأنا أنتظر زوجي ولا أريده أن يراني أحدِّث غريبا، فشكرا على الإطراء الجميل وأنا سعيدة جدا به لكن...، الوداع.

زاد إعجابي بها وفهمت أنها تصرفني بأدب فودعتها مع اعتذاري وعدت إلى طاولتي بسرعة وكان في لساني كلام وكلام منه، على سبيل المثال إمعانا في الإطراء:"الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق، وأنا ما عندي تجربة في العوم ولا عندي زورق" أستعيره من نزار قباني لكنها، للأسف، لم تُتِح لي فرصةَ إبدائه.

جلست لأنهي قهوتي التي بردت قليلا وإذا بي أرى زميلي يعود من مشواره فقمت وطويت الخارطة وأعدتها إلى مكانها ودفعت ثمن القهوة واتجهت نحو صديقي فأخذت بذراعه وتوجهت به بعيدا عن المقهى وهو يسألني:
- ما بك؟ ألا تدعوني إلى قهوة؟ لمَ هذه العجلة؟ أين تذهب بي؟
قلت:
- سأحكي لك مغامرتي وما جرى لي في غيابك، اصبر عليَّ حتى نعود إلى الفندق.

كانت تلك حكايتي مع "حورية باريس" أتذكرها كلما نظرت في مكتبتي ورأيت دليل باريس المفصل والذي لم أفتحه منذ وضعته في مكانه إلا نادرا، ونادرا جدا.

البُليْدة، مدينة الورود، صبيحة يوم الثلاثاء 05 شوال 1439 الموافق 19 جوان 2018.

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24648

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:15 AM
المشاركة 158
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
بدي عريس !!!
بقلم الأستاذ : هشام ابو عمر


نعم حق شرعي أن تحصل كل فتاة على عريس وزوج وأن تنعم بحياة مستقره وتكون أسره وأن تكون أما وتنشيء جيلا طيبا , ومن حقها أيضا أن تكون ملكه في بيتها لها كل الصلاحيات لتدير شؤون بيتها كما تحب وكما تهوى هكذا هي سنة الحياة .
في هذا الزمن قل المقبلون على الزواج وكثرت أعداد الفتايات اللواتي فاتهن قطر الزواج ,ولكن اعتقد بأنهن يجب أن لا يفقدن الأمل في العثور على عرسان , إلتزمن الدعاء والتوسل الى الله بأن يرزقكن أولاد حلال .
ولكن بعض الفتايات يتوجهن هذه الايام الى طرق مختلفه لكي تلفت إنتباه الشباب اليها عن طريق النت أو عن طرق مختلفه تحاول بشتى الطرق وكأنها تصطاد سمكا من محيط ولا تدري ما نوع ولا شكل ولا حجم هذه السمكه المهم أن تصطاد وهذا شيء خاطىء ولا يعود عليها كثيرا الا بالوبال وخيبة الأمل , إستقري في بيتك وكوني مع الله إنسانه متزنه محافظه على الجمال الذي وهبك الله إياه تسعدي وتربحي في الدنيا والأخره.
لا زلت اقول نعم من حقك ان تحصلي على عريس وزوج ولكن ليس بالطرق الخبيثه وممرات الشيطان , توكلي على الله فإن فرج الله قريب .
ودمتم بصحه وعافيه وبارك الله بكن ورزقكن ما تتمنين
جدة-23/3/2014

منبر الحوارات الثقافية والدينية العامة

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13175

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:20 AM
المشاركة 159
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

مزامير ..
بقلم الأستاذ : خالد البلوشي


هل تذكرون زمّار هاملن ؟

هو ذاك الرَّجُلُ الذي تسلطنت الفئران طرباً لعزفه ، و أخذت ترقص و تتبعه إلى أن أوقع بهم جميعاً في قاع النهر ، و قد قيل أن هذا الزمّار ظهر في زمن انتشار الطاعون الأسود ، و استنجد به سكّان مدينة هاملن كي يُخلّصهم من الفئران التي نشرت الأوبئة ، فقضى عليهم مُقابل مبلغ من المال لم يُؤدّوه إليه ، مِما دفعه للإنتقام من أطفالهم .. فاستمالهم عزفاً و تَبَعُوه رقصاً إلى أن أَغْلَقَ إحدى المغارات عليهم ، و فيه نظّم الأديب الأنجليزي روبرت براونينج منظومة شعرية تُدرّس بالجامعات حتى وقتنا هذا ..

و بعد أن أُشيع بأن الرقص على نغمات المزامير يقود إلى الموت .. تجنّب الناس القيام بذلك ، فجاءت نصيحة الفيلسوف الألماني نيتشة كالتالي : إن لم تستطع فعل شيء فعليك أن ترقص ، و يبدو أن الأفاعي هيَ من أخذت بنصيحته .. لأنها تكون عاجزةً بعد خَلْع موضع السُّم منها ، و بدلاً من أن تستسلم للقتل بُغيّة سلخ جلدها ، تقوم بالرقص على نغمات المزمار ... مُوهمةً الزمّار بإنها تستطرب لعزفه ..

و عند الإغريق .. كانت أسطورة الخارق أورفيوس حاضرة ، و قد امتلك تلك الآلات الساحرة للعزف .. فما أن ينفخ فيها حتى تسير من خلفه الدنيا بما تحتويها من شجر و حجر و طير .. و هذه خُرافة بالطبع ، و الصحيح أن المزمار بالأصل هو الصوت الحسن ، و قد رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم سَمع أبو موسى الأشعري و هو يتلو القرآن بصوتٍ عذب ، فقال له : لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ، و كان من عذوبة صوت داود عليه السلام عند تلاوته للزبور.. أن يقف الطير في الهواء و من حوله الجبال .. و يُجيبون لتلاوته تأويبا ..

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15394

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:24 AM
المشاركة 160
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

زوجة المفتش.
بقلم الأستاذة : مباركة بشير أحمد

.............

ولجتُ إلى العيادة التي اكتضت بجمع حاشد من النساء مختلفات الأشكال والألوان، فخيل إلي لكثرة الهرج والمرج أنني في سوق عكاظية ،لصنوف متنوعة من المنشرة النميمية ،والغتبية الطازجة. ...!!اقتربت من إحداهن راجية بجنبها بضع جلوس ، نظرت إلي بامتعاض وكأنني قتلت أباها أو أمها .ثم مصمصت شفتيها، وبعثت بكلمات من طرف أنفها، لم أكن حريصة على تفسيرها لأنني في كل الأحوال ماكنت لأجلب لنفسي المشاكل،و خاصة أنها مكتنزة باللحم والشحم ،وأكون كاذبة ،إذا زعمتُ الثبات أمامها خمس ثوان ،إن هي اختارت مصارعتي.

وبينما كنت سائحة بخيالي، فاقدة مفتاح أي وسيلة طرقت بابها عساني أتخلص مما أنا فيه من تعب و تذمر، وإذا بشقراء فارعة الطول تنادي بأعلى صوت أن أدخلي فالطبيبة بانتظارك.
لكن ماذا حدث.....؟؟؟ سألتها بدهشة عارمة، وأنا أتفحص أفواه النساء العابسات وقد صوبن رشاش اللعن والشتائم على صفحة وجهي مباشرة.
"إيه ........ المعرفة..!" قالت إحداهن متنهدة.ثم ردت عليها أخرى وهي تهز رأسها الموشح بخمار أسود كسواد تلك اللحظات العصيبة: "عيش تشوف "....ثم تلتهما ثالثة: "ياويح اللي ماعنده اكتاف في هذ الزمان.....!!!" وتلتهن رابعة وخامسة.
تسلل طائر الحيرة في مغاور صدري، وأنا أبعثر الخطى الحثيثة نحو مخبئها تلك الطبيبة، وراودت ناصيتي علامات استفهام رهيبة،خنقت إرادة الصفو في تعرجات مخيلتي، وفجأة تذكرت أنها كانت من بين المدعوات في إحدى حفلات الجمعية الخيرية ،التي ألقيت فيها بمناسبة عيد المرأة قصيدة شعرية، وحظيت بكثير من التصفيق والزغاريد، من طرف جمهور عريض، حوالي نصفه والربع ومايزيد قليلا أويكثر، من الماكثات بين جدران البيوت..!.
لم أعر لسخط النساء اهتماما، بعدما شحنت نفسي ببنزين الثقة والشعور بالرفعة والسمو، واصلت طريقى كطاووس منكوش الجناحين في تبختر، فمرَرت لتلك المكتنزة لحما وشحما رسالة بطرف عيني، متشفية بحالها الميؤوس، أن أعلى مافي خيلك إركبيه. أدرت المقبض الخشبي وإذا بي منغرسة وجها لوجه، أمام الطبيبة صاحبة الإبتسامة الدافئة. رحبت بي أفضل ترحيب، واستقبلتني وكأنني حاجَة أقبلت التو من بيت الله الحرام. حتى أنها حلفت أن تضيفني بجرعة عصير كانت آخر ماتبقى في حوزتها، وجلست قبالتي تسألني بلطف عن سر أوجاعي .... عندما انتهت من تقليبي وجس نبضي ،طمأنتني أن الذي أعاني منه مجرد إنفلونزا فصلية.. وأنا التي كانت فرائسي ترتعد خشية أن أكون مصابة بأنفونزا الخنازير..!! .
إكتمل الفحص السريري على مايرام، شعرت بنفسي خفيفة ،رشيقة ....أخرجت من الحقيبة المرافقة، للطبيبة أجرتها. ترددت والحياء يقيَد كفَها ، لكنني كنت عليها الحالفة تلك المرة ....وقلت في سري مبتهجة:
"ألهذه الدرجة إستطعت كشاعرة مميزة، أن أجذب لي معجبة من الطبقة المثقفة الراقية ؟!....مازالت دنيا الفن بخير،ولاخوف على دينصور الشعر الجميل من الإنقراض..".تأهبت للإنصراف شاكرة لها....فتحت دوني الباب بلمسة حنونة وكادت أن تقبَلني مودعة، بل وتذرف على وداعي بعض الدمعات ..!!.وقبل أن يضيع جسمي النحيل في موجة الزحام المنتظر خارجا ،قرَبت فمها من أذني كما لو أنها تسعى إلى عضها..!! ثم همست إلي قائلة:
- سلَمي على زوجك مفتش العمل*، واذكريني عنده بخير.

أحسست أن حنجرتي سدت بحجر ثقيل. فابتلعت بصعوبة ملح الحسرة، وقد انكسرت بداخلي كل مرايا الأماني والأمنيات . ....

-* وظيفة مفتش العمل ،هي مراقبة المستخدمين.

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13132

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O كانوا هنا .. O
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كانوا .. وصرنا ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 3 11-28-2020 12:05 PM
كانوا هنا ... لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 4 05-19-2014 09:59 PM
كانوا العيـد .. ( ق.ق.ج) ابتسام محمد الحسن منبر القصص والروايات والمسرح . 9 12-07-2010 02:05 PM
ليتهم كانوا هنا صلاح المعاضيدي منبر شعر التفعيلة 12 10-23-2010 11:51 PM
كائن ،، الكون ليس بالضرورة كائنا ..! دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 09-25-2010 03:35 PM

الساعة الآن 02:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.