قديم 05-01-2014, 01:18 PM
المشاركة 1141
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- رائعة عبد الحكيم قاسم " أيام الإنسان السبعة " تدور في القرية المصرية في جانب لم يكتبه أحد من قبل هو حياة الدراويش، هؤلاء الفلاحون الفقراء الذين يقضون نهارهم في الحقول، وحين يأتي المساء يئوبون إلى "الحضرة" حيث الذكر والإنشاد بعد الصلاة. وحيث الحلم باليوم الذي يذهبون فيه إلى مولد السيد أحمد البدوي في طنطا.

- أيام الإنسان السبعة إشارة إلى طريقة في الإدراك أهملنا تأملها لزمن طويل

- ايام الانسان السبعة –ربما لو كنت قرأت هذة الرواية من فترةمعينة لظننت انها مجرد رواية ليس اكثر من ذلك و لا علاقة لها باي واقع و انما هي محض خيال كاتب بل اعتقد انني كنت لأكراهها ظن مني ببعض المبالغات في بعض احداثها - لولا ان رأيت جزء مما ذكر بنفسي في احد المرات بمحض الصدفة.

- الرواية تتحدث عن "كما يطلق عليهم في احدي سطورها" الموالديه - اي محبي و زوار موالد الاولياء الصالحين و عليوجه التحديد السيد البدوي او كما عرفت من الراوية مولد السلطان كما يطلقون علية ..
- تري احداث الرواية بعين ابن كبيرهم الذي يبداء معنا صغير السن هذا الولد الذي يحب ابيه جدا و يحب اصدقائة الدراويش و لكنة مع ذلك ناقم عليهم و علي تصرفاتهم و احيانا علي كونهم فلاحين اصلا و علي ماهية و غرض الذهاب لهذة الموالد – الامر الذي يعلنه في احدي لحظات غضبة و يصفهم بالبهائم و بعباد الاصنام فيصب ابيه عليه اللعنات والكفر.

- اعجبني جدا استخدامة للتعبيرات بشكل جميل و ايضا الاسلوب الذي يصف من خلاله الاشياء و الاحداث، لعل السبب انني رأيت مشهد مماثل لذلك في الواقع
في موضع اخر ايضا يصف حالة الغوغائية التي تعم المكان ما بين اصوات الموقد و الكلوبات و تصايحهم و ضحكهم "يضحكون في سرور حتي في صياحهم الغاضب انما هم يضحكون في هذا الزحام الغريب يروحون و يجيئون بسهولة.

- اما عن الفصل الاخير من هذة الرواية فقد جاء متفاعل مع عامل الزمن و مرور الايام جاء مليء بلحظات انكسار و التعب جاء ملىء بالرحيل و الموت جاء كثير التشويش و التخبط .. عمت سطوره الحزن بوجه عام .

قديم 05-01-2014, 06:35 PM
المشاركة 1142
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

والان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر


- نلاحظ أن السيرة الذاتية للكاتب هي محور أو موضوع نصوصه وإذا كانت قد تقنعت تلك السيرة في الرواية موضوع البحث مثل تسمية البطل عبد العزيز بدلا من عبد الحكيم وتغيير أسماء الشخصيات وغيرها من الحيل الفنية فقد نزعت بعض الأقنعة في رواية مثل "محاولة للخروج" ونزعت معظمهها في رواية " قدر الغرف المقبضة".

-- فنجد القصص القصيرة تلتقط لحظات أو مشاهد جزئية تدخل ضمن الصورة الأكبر التي ظهرت في الروايات وأبزر ذلك: من مجموعة ديوان الملحقات قصة : واحد من أهل الله، وهي تنتمي بلا شك لعالم " أيام الإنسان .." كما تنمتي قصص: قريتي-عشق-ليلة شتوية من "الأشواق والأسى" وإن كانت القصة الأولي "واحد من أهل الله" أبرز مثال لأن نفس الشخصية تظهر في "أيام الإنسان السبعة " بنفس الرسم والملامح واختلفت فقط تفاصيل الحدث

- اللغة شاعرية
- والذكاء كان في أن الكاتب جعل النقلة الزمنية في فصل الليلة الكبيرة من عبد العزيز الصبي للشاب فسحر جو وأحداث الموالد ونظرة الانبهار للعالم الغني بتفاصيل لا يراها البطل إلا مرة كل عام

- الرواية تتعرض بشكل أساسي على مفارقة داخلية تقوم داخل نفس عبد العزيز حيث يدور صراع إيجابي حيث يدور السؤال والتفكير ومحاولة الفعل لتغيير الواقع

..
- لم يحدث التغيير بعنف فالشخصية بطبيعتها ليست متمردة تأخذ تصرفا ثوريا خارجيا لكن طبيعة الشخصية أن تمردها وثورتها تعتمل داخلها دائما وهو ما يجعل المسألة أعقد والأزمة أشد..

-فالمواجهة الوحيدة مع الأهل أحدثت لهم صدمة عندما اكتشفوا أنه تغير ورغم اعتذاره أو بالتحديد صمته وعدم تكرار المحاولة لكن ذلك لم يمنع الفجوة والجفاء بين عبد العزيز وأهله

- (طول عمر عبد العزيز وهو يحب .....)
هذا السطر الأول من الرواية يطرح أن الكاتب اختار ضمير الغائب حيث يحكي عن الشخصية الرئيسية .ونجد هيمنة للراوي السارد والموقع الأحادي للحكم على أحداث وشخصيات الرواية ..
- والعلاقة بين الكاتب والشخصية علاقة "تضامن" ونشرح ذلكمن اللحظة الأولي يتبنى الكاتب رؤية الشخصية الرئيسية وإلى نهاية الرواية لا نجد زاوية أخرى لشخصية أخرى لا للتأييد أو للنفي..

- أظن أن فكرة الانتقال من السيرة الذاتية للرواية هي السبب حيث جاء ذكاء عبد الحكيم قاسم فى الاستفادة من امكانات الرواية كجنس أدبي..حيث ينزع ذاته ويطرحها كموضوع للبحث ..ولضمان الموضوعية " دراميا" كتبها كمن يحكي عن آخر
- المهم أن صانع المفارقة اتسم بالقدرة على التقاط التفاصيل وأبرزها-فصل الخبيز-
واتسم بالموضوعية والتجرد وخاصة بعد زيادة الوعي ولنلاحظ نبرة المقارنة بين طنطا والقرية وبين بنات طنطا وسميرة واتسم أيضا بالتعاطف مع الضحية عبد العزيز هنا هو ضحية في هذا العالم حيث ضاع من عبد العزيز يقين الصبا
وأصبح كل حلمه أن تصل مراكبه للمرافئ البعيدة

قديم 05-01-2014, 09:03 PM
المشاركة 1143
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- يعتبر القاص والروائي المصري عبدالحكيم قاسم (حكم.. كما يسميه اصدقاؤه ) من العلامات البارزة في الكتابة القصصية والروائية العربية، وينتمي لموجة الحساسية الجديدة بتوصيف ادوار الخراط والتي كان جيل الستينات الكبير بكل رموزه الفكرية و زخمه وحيويته وثوريته وعراكه الثقافي والايديولوجي والسياسي اهم افرازات ومميزات هذه الحقبة التاريخية ،

- و لانكاد نذكر هذا الجيل دون ذكر اسماء عبد الحكيم قاسم و صنع الله ابراهيم وابراهيم اصلان ومحمود الورداني وابراهيم عبد المجيد وعبد القادر القط وجمال الغيطاني وعبده جبير ومجيد طوبيا ومحمد مستجاب ويحيى الطاهر عبد الله واحمد هاشم الشريف وبهاء طاهر ومحمد البساطي وصبري موسى ويوسف القعيد وغيرهم من من يمثلون بحق نواة هذا الجيل الكبير بما للكلمة من معنى، و الذي حمل هم وطن مزقه الفقر والتخلف وشتته القمع ورسم بحق ملامح مجتمع في مفترق الطرق ودافع عن مكاسبه بما اوتي من صلابة راي وصدق مواقف

- ولد المبدع عبد الحكيم قاسم بقرية البندرة قرب طنطا سنة 1934 انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه ل تنظيم يساري . عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990.

- يقول عنه صديقه محمد شعير ( كان الروائي المصري الراحل عبدالحكيم قاسم قد سافر في بداية السبعينيات إلى ألمانيا بهدف المشاركة في إحدى الندوات عن الأدب العربي، وبدلا من أن يظل أسبوعا، كما كان مقررا، امتدت رحلته أكثر من خمسة عشر عاما. عندما وصل إلى هناك قرر البقاء للدراسة، وأعد بالفعل أطروحة حول "جيل الستينيات في الأدب المصري" ولكنه لم يناقشها، وعمل أيضاً في المساء حارسا ليليا لأحد القصور. احساس قاسم بالفراغ والوحدة جعله يمضي وقته بالكتابة، هناك كتب كل أعماله الروائية والقصصية باستثناء "أيام الإنسان السبعة"، و"محاولة للخروج"... ).

-كان عبد الحكيم انساناً اشتراكياً ومناضلاً في سبيل الحرية والدفاع عن الحقوق الديمقراطية.ومن اخصب أيامه تلك التي قضاها في أقبية السجون .. وعن ذلك كتب يقول:"تعلمت وأنا داخل السجن حقيقتي كانسان لأنني تأملتها طويلاً حتى انه لم يتح لي فرصة أن أتأملها بهذا التوسع والعمق إلا من خلال السجن، ولولا السجن لما كنت توصلت الى الرؤية الخاصة التي امتلكها. فالسجن ثقافة أخرى، وربما بدونه ما كنت أصبحت عبد الحكيم قاسم الأديب، ففيه كتبت أعمالي الأولى من رواية ومجموعة قصصية ".

- وكانت الرواية الأولى التي كتبها عبد الحكيم قد أثارت انتباه النقاد والقراء في مصر والعالم العربي ،وأحدثت في حينه ضجة ونقاشاً ساخناً في الحياة الأدبية والثقافية بسبب موضوعها وأسلوبها وصياغتها.

-وهذه الرواية تناولت تفاصيل الحياة اليومية للانسان البسيط العادي في الريف المصري.
- ومن أبرز ابداعات الراحل عبد الحكيم قاسم التي اغتنت بها المكتبة العربية :"محاولة للخروج"و"أيام الانسان السبعة"و"دفترالاحوال"و"المهدي"و"قدر الغرف المقبضة".

- عبد الحكيم قاسم مبدع وقصاص مميز وروائي حقيقي وواقعي لم يعش في الأبراج العاجية ،وبقي في الظل بعيداً عن الأضواء والنجومية

- عكست رواياته وقصصه الواقع الحياتي للطبقات الشعبية المسحوقة المتعطشة والظامئة للحياة والفرح والسعادة،

- تشدنا لغته الجميلة وكلماته المهذبة.

قديم 05-01-2014, 10:54 PM
المشاركة 1144
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ---الان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- كنت أخاله دوماً كخفير غير نظامي للقرية ، خفير : سلاحه قلمه وقلمه سلاحه ، تدب قدماه ـ ليل .. نهار ـ أرض الحارات والباحات والدور والمصاطب والغيطان والأسواق

- مشروعه الإبداعي الحقيقي بدأ برواية " أيام الإنسان السبعة ".

- كتابات عبد الحكيم قاسم تدور حول محور القرية : قريته " البندرة " التي كتبها بخصوصية شديدة في المذاق والطعم والنكهة إذا جاز لنا هذا التعبير ، ومن خلال إبداع عام لجيل الستينيات المتميز ، الذي تخصص بعض أفراد كتيبته في تناول القرية المصرية

- كتب قريته بتنوع وثراء ، وظل له ـ بينهم ـ صوته الخاص كماركة مسجلة تقترن باسمه ، صوت ملم بدقائق أمور القرية وأطوارها وحيواتها المختلفة ، وربما تأتى له ذلك لكونه يكتب بحب نادر عمن عرفهم من أهله وناسه .

- وكان عبد الحكيم أيضاً ـ في كل أعماله ـ مولعاً باللغة التي كان ينحت منها جملاً رصينة وجميلة في آن ، كلمات ينتقيها من المعجم تبدو عامية ولكنها فصيحة .

-ولكنه كان حريصاً في الوقت نفسه ألاَّ يسمح لجماليات اللغة التي عشقها أن تسطو منه علي المضمون فتهمشه أو ترهله أو تنفيه أو تبعده عن موقعه الذي يريده له وهو موقع القص ،

- ولم يلجأ للغموض أو الرمز ، ولم تغره محاولات التجديد

- روايته الأولى " أيام الإنسان السبعة " (8) والتي نُشرت عام 1968 م كانت عملاً مميزاً وفريداً في أدبنا العربي ، قال عنها صلاح عبد الصبور عندما قرأها : " أحسن كتاب قرأته في الخمس سنوات الماضية " ، وقال عنها " عبد المحسن طه بدر " : " إنها رواية تقدم لنا في جملتها رؤية متكاملة للقرية المصرية ، رؤية يلتحم فيها الذات والموضوع " .

-هذا ويعتقد عبد الحكيم قاسم أن شهرة هذه الرواية ترجع إلي حظها في أنها أولى رواياته التي نُشرت ، وأنه لو نُشرت له أية رواية أخرى مثل " محاولة للخروج " أو " قدر الغرف المقبضة " لكان قد تحقق لها نفس الشيء ، لقد كتبتها بحب شديد لشخوصها من الريف ، وقد عبرت بصدق عن هموم الفلاَّح ، ولقد ظلَّت شهرتها مع هذا تؤرقه ككاتب ، فهو يقول في موضع آخر : " أنا كتبت غيرها وأكتب غيرها وسأكتب غيرها ، فأنا في سباق مع أيام الإنسان السبعة حتى أكتب رواية تهزمها " .

- تنسج الرواية قصة الزيارة السنوية التي تقوم بها قريته لضريح سيدي أحمد البدوي في طنطا ، وتتناول عالم هذه القرية بكل دقائقه وتفاصيله وأسراره من خلال رؤية عميقة ، ورغم احتفال الرواية بهذه التفاصيل التي تبدو تقريرية تدنو من أرض الواقع ، إلاَّ أنها واقعية ذات نسيج خاص يتطلبه العمل الفني الذي كُتب بطريقة غنائية أقرب إلي الوجد ، يحوم حول الواقع ويعود إليه بقدر ما يتطلب العمل

- يقول عبد الحكيم : " كتبت رواية أيام الإنسان السبعة في السجن .. ثم كتبتها بعد ذلك ثلاث مرَّات حتى خرجت بالشكل الذي نُشرت به في عام 1968م ".
.

قديم 05-04-2014, 04:14 PM
المشاركة 1145
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ---الان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- تدور رواية أيام الانسان السبعة حول الطفل عبد العزيز الذي هو محور كل شيء حوله، في امتداد الدائرة الحياتية التي يتحرك فيها ضمن عائلة قروية، ينتمي عائلها إلى مجموعة صوفية، داخل القرية،

- أقول لو فعل النقاد ذلك لعرفوا أن الرواية هي من النوع الذي يسميه نقاد الرواية “رواية التكوين” وهي رواية لها مواصفات خاصة توجد في روايات عالمية شهيرة مثل “التربية العاطفية” للكاتب الفرنسى الشهير فلوبير،

- وهي رواية تتحدث عن بطل يقع في الحب للمرة الأولى، متنقلا ما بين عالم الطفولة إلى عالم المراهقة الذي لا ينتهي إلا عند مشارف الرجولة أو اكتمال الشباب.

-ويبدو أن المرحوم عبدالمحسن بدر عندما كتب عن رواية عبد الحكيم قاسم في كتابه “الروائي والأرض” الذي درس فيه “زينب” لهيكل، و”الأرض” و”الفلاح” للشرقاوي وختم برواية “أيام الإنسان السبعة” ووّجه الأنظار إلى علاقة الروائي بالقرية، وكيف اختلف جيل عن جيل في جعل القرية موضوعا روائيا هذا التركيز فيما يبدو جعل النقاد التالين يلتفتون إلى هذا الجانب، ومنهم تلميذي الدكتور محمد بدوي الذي كان مشغولا بأثر التغير الاجتماعي الاقتصادي على الرواية،

- ومضت الدراسات بعد ذلك في هذا الاتجاه الذي تابع فيه محمد بدوي وصف الرواية بأنها تدور حول مجموعة صوفية من المهمشين في القرية، إذا لم تخني الذاكرة ويبدو أن هذا الفهم دفع روائيا إلى التساؤل هل تدور الرواية حقا حول القرية؟

- والرواية تدور حقا حول القرية، لكن من خلال منظور محدد هو منظور الكاتب الذي يكتب عن طفولته ونشأته وتفتح وعيه بالعالم داخل قرية، ويتزايد تكون وعيه الديني من خلال المجموعة التي كان يقودها أبوه.

قديم 05-04-2014, 05:04 PM
المشاركة 1146
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ---الان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- من جانبه، قال الأديب خيري شلبي، مقرر لجنة القصة، إن قاسم كان صاحب أول تجربة حداثية رائدة في رواية الستينات،

- وذكر أن «أيام الإنسان السبعة» التي أصدرها صادفت حظا عاثرا، حيث تزامن صدورها مع رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح وما رافقها من دوي شديد، غطى على «أيام الإنسان السبعة» التي أسست لأدب جيل احتفى باللغة وحاول الخروج من أسر الواقعية التي كان يتزعمها نجيب محفوظ.

- وأشار شلبي إلى أن «أيام الإنسان السبعة» قامت على فكرة تفنيد الزمن كأوراق الكوتشينة بوصفه وعاء يختزن تاريخ الجوهر الإنساني،

- وقد استطاع كاتبها عبر أحداثها أن يستخلص تاريخ الريف المصري، ويعلي من قيمة الجانب الصوفي الذي يتميز به البشر هناك، ويعد من أكثر جوانب شخصية الإنسان المصري تجليا في حياته.

- وذكر خيري أن التركيبة الصوفية للإنسان الريفي لم يلتفت إليها كثيرون،

- وقال إن بطل القصة عبد العزيز ينمو من خلال ترتيب الأوراق اليومية، ويتطور ويكبر عن اليوم الذي سبقه من خلال رؤية خاصة للزمن اعتمدها قاسم.

- ولفت شلبي إلى تحرر قاسم مكن أسر لغة محفوظ عبر لغة عالية المقام، سهلة حملها الكثير من روح وجوهر الإنسان المصري، مشيرا إلى أنه كان يقرأها بصوت عال ليفكر في ما تحويه العبارات.

- وتحدث خيري عن أعمال أخرى لقاسم، مشيرا إلى أن رواية «أيام الإنسان السبعة» لا يمكن اعتبارها «بيضة الديك» التي اعتمد فيها على تقنية الزمن. واعترف خيري بأنه استفاد من رواية «أيام الإنسان السبعة» قدر استفادته من جميع الروايات التي قرأها لغيره من الأدباء.

- واعتبر الناقد عبد المنعم تليمة رواية «المهدي» لقاسم من أهم «المنتجات الفنية» التي يتجلى فيها النسيج القبطي المصري، بشكل فريد على مستوى الرؤية واللغة وتقنيات السرد.

- وقال الدكتور سامي سليمان إن الدراسات النقدية لرواية «أيام الإنسان السبعة» تجاوزت الثلاثين منذ صدورها حتى الآن، كانت أولاها دراسة للناقد صبري حافظ، وذكر أن كل هذه الدراسات أجمعت على أنها من العلامات الفارقة في الرواية العربية والمصرية بوصفها إيذانا بمولد جيل جديد يبدأ طريقا جديدا من طرائق التفكير الجمالي.

- وفي رأي الناقد يسري عبد الله، فإن الروائي عبد الحكيم قاسم جعل من المكان الروائي نقطة انطلاق للمكان الإبداعي بوصفه فضاء مسكونا بانفعالات الإنسان، وأن الزمان ممتد وموصول على المستوي الشعوري، لافتا إلى أن جذرا عميقا يربط بين ما فات وما هو آت.

- وذكر أن الزمن الجمالي للنص انتقائي الطابع منتخب، يحمل مؤشرين دالين عليه بوصفهما علامتين سرديتين مميزتين، تبرز الأولى خلال رصد قاسم سبعة مشاهد تشكل المتن السردي للرواية بوصفها مقاطع من الحياة وعلامات سردية دالة ترصد ملامح البشر في لحظات إنسانية قدمها الروائي برهافة تامة.

- أما الأخرى فيمكن ملاحظتها من خلال توظيف قاسم الدال لعناصر الثقافة الشعبية كالزار والحضرة والغناء الصوفي.

- وشدد الناقد جابر عصفور على أن «أيام الإنسان السبعة» رواية تكوين.

- وقال إن بطلها عبد العزيز هو نفسه كاتب الرواية، وقد حاول باختصار وصف عالم القرية من منظوره الحميم.

- وكشف عصفور أن عبد الحكيم قاسم كتبها في السجن عام 1969، وذكر أنه بعدما قرأها توجه بها إلى الدكتور عبد المحسن طه بدر، وأخبره بأنها تتضمن حساسية جديدة للنظر إلى الأرض والقرية، تكتمل في روايته الأخيرة «المهدي» التي كتبها في منفاه الإجباري بألمانيا، وكلتاهما تتحدث عن تغيرين متناقضين عميقين حدثا في الريف المصري.

- وقال القاص سعيد الكفراوي إن قاسم كان قليل الحظ في حياته وبعد مماته، رغم وجوده في مرحلة كان الناس فيها يعتبرون الكتابة سعيا للمعرفة ومجابهة للمظالم واختراقا للمألوف.

- وذكر أن لقاسم فضلا عليه، حيث نبهه إلى أن في الروح المصرية منطقة غامضة كشفها عبر إبداعاته الروائية والقصصية، تكمن في الوجل والهسيس والمصير والظلال والرؤى واللحظات النادرة.

- وهذه المنطقة دفعته إلى أن يكتب «طرف من خبر الآخر» و«ديوان الملحقات» و«أيام الإنسان السبعة» و«المهدي»، وغيرها من أعمال مهمة في الأدب العربي.

- وذكرت الناقدة أماني فؤاد أنها وجدت في مجموعته «ديوان الملحقات» تيمات لغوية تميز بها دون غيره من كتاب جيله، حيث استخدم ضمائر ومفردات كان يقصد بها أن يصنع لنفسه أسلوبا خاصا، مثل استخدامه لألفاظ شديدة الريفية لا يستطيع فهمها إلا من يعيشون في هذه المناطق.

- وأضافت أن اختياره الأسلوب المجازي كان فكرة مبتكرة ميزت أسلوبه الإبداعي عن غيره من أبناء جيله من الروائيين.

قديم 05-05-2014, 10:28 AM
المشاركة 1147
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

تابع ---
الان العناصر التي صنعت الروعه في رواية رقم - 50 - أيام الإنسان السبعة عبد الحكيم قاسم مصر

- في رواية "أيام الإنسان السبعة" يتوفر قاسم علي عالم خاص جدا، داخل البيئة الريفية هو عالم التصوف حيث "الحضرة" التي تقرأ فيها دلائل الخيرات وبردة البوصيري، وحيث حضور مولد السيد البدوي في طنطا.

- والرواية مقسمة إلي سبع لوحات بما يمتلك الرقم سبعة من دلالات أسطورية واجتماعية: الحضرة، الخبيز، السفر، الخدمة، الليلة الكبيرة، الوداع، والطريق.

-هي تقريبا رحلة الإنسان في حياة راكدة شقاؤها كبير ورضاها كثير مع ذلك، حيث تصنع الغبطة بأفراحها القليلة سيمفونية للبهجة تتردد أصداؤها علي مدي مئتي وخمسين صفحة.
- ليست لغة عبد الحكيم قاسم هي الخاصة فقط، وإنما وإحساسه بالجانب الروحي من حياة المجتمع الريفي المصري الذي لم يسبقه إليه أحد،

- أما الصور الشعرية فتفاجئ قارئ الرواية منذ المفتتح:" طول عمر الولد عبد العزيز وهو يحب صلاة المغرب، فهي تأتي في وقت يكون فيه النهار رقيقا، الشمس غاربة، والأضواء لينة، وربما حزينة قليلا، والأب الحاج كريم يقول في وقار وترتيل: المغرب جوهرة فالتقطوها..".

- علي هذا النحو الشاعري يبدأ الراوي متناوبا القص مع "الولد عبد العزيز" في سرد وقائع ليلة الحضرة، والتي تبدأ بعودة الحاج كريم من صلاة المغرب مبكرا ليجلس في شرفة الدوار، علي جبينه تراب من أثر السجود وفمه مشغول بالتسابيح في انتظار أصدقائه الذين يتوافدون واحدا بعد الآخر في ليلة للسمر يتثاءب فيها الوقت ويمد السلام جناحيه فوقها: وقت للرب ووقت لرواية الحكايات وربما النكت والنوادر، وجل أبطالها من الحاضرين. وذكرياتهم المشتركة في الغالب ذكريات من رحلة السنة الماضية إلي المولد، بما جري فيها من صلاة وإطعام للطعام وأخذ العهود من شيوخ الطريقة إلي وقائع السرقة أو التعرض لعملية نصب من أبناء المدينة وحتي الفسق والاختلاط بالغجريات.

- وفي عالم سكوني كذلك الذي يصفه عبدالحكيم قاسم تقوم اللغة وصورها الشعرية بالعبء الأكبر في الحكاية فتصبح حركة لف سيجارة أو إنضاج فنجان من القهوة، أو إشعال المصباح عملا كبيرا،

- بينما يمثل "يوم الخبيز" الذي يسبق السفر إلي طنطا نوعا من ملحمة، ابتداء من استيقاظ الزوجتين المبكر، مرورا بمعاينة درجة خجمر العجين وإحماء الفرن وما إلي ذلك من تفاصيل نري خلالها خلافا يمتد بطول العمر بين الحاج كريم وإحدي زوجتيه (أم عبدالعزيز) الزوج المتصوف يري أن تكثير القليل الذي يملكه لا يمر إلا عبر منحه للفقراء، والأم وزير الخزانة اليقظ، تعرف بالأرقام والأوزان حجم ما تبقي في مخازنها،

- لكن السلام الذي يهيمن علي الرواية كلها لا يستثني هذا الخلاف، الذي يظل قائما دون أن يكف الحاج كريم عن بذل ماله في سبيل الله ودون أن تعصاه زوجته أو تمتنع عن خبز الزوادة التي سيأخذها زادا لنفسه ولأصدقائه من أهل الطريق.

-عن اخبار الادب

قديم 05-06-2014, 05:42 PM
المشاركة 1148
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 51- طائر الحوم حليم بركات سوريا


- حليم بركات الروائي السوري , وعالم الاجتماع يقدم في روايته (طائر الحوم) مايشبه السيرة الذاتية متضمنة رحلة الآلام والآمال , ويبدو الماضي أمامنا وكأنه لايزال يتقد جمراً ..

- من جعبة تلك الأيام نتوقف عند لحظات لاتنسى, بل لنقل هي العمر كلّه منسكباً نحو القادم : تذكرت أنني في طفولتي دخلت فجأة كثافات غيوم سوداء تضيئها بروق وصواعق متكررة .. كان قد توفي والدي فجأة في الثلاثينات من عمره دون إرث من أي نوعٍ سوى بغلٍ كان يكاري عليه وبيت حجري دون غرف ترابي السطح .. فاضطرت أمي أن تنزح بنا أنا وأختي وأخي الى مدينة بيروت بعد أن جاهدت عبثاً في القرية مدّة سنة أو أكثر . عملت خبّازة على التنور (تلقى أجرها عدة أرغفة ساخنة ) وحصّآدة موسمية في مناطق نائية كان أهل القرية يسمونها (مشرّف) مازلت أحسّ بالجوع حين أتذكر أرغفة القمح الساخنة المخبوزة على التنور خصوصاً أننا بعد موت أبي كنا نضطر أحياناً أن نأكل خبز (المخلط) من قمح وذرة وشعير وهو خبز الفقراء.. نتقاسمها بعد أن نمعس رأس بصلة ورأس شنكليش نغمره بزيت الزيتون أحسّ الأن بالجوع مع أنني تناولت وجبة كبيرة منذ فترة قصيرة لمجرد تذكر الشنكليش والبصل والزيت , ومهما كان , كنّآ نقدر حياتنا ونتمتع بها. عدا جمال القرية وطيبة الناس فقد أُفلتنا فعلاً من قبضة الموت الذي قضى على أربعة أخوة وأخوات قبل أن يبلغوا الثانية أو الثالثة ثم قبض على أبى...

- يقول الراوي، وهو يلخص علاقته بالضيعة: "الضيعة وأناسها وينابيعها وتلالها وأوديتها وطيورها وطرقها وازدهارها وأشواكها وأحزانها وأفراحها شرشت في نفسي. لا أحد، لا شيء يقتلعها من نفسي. وكلما ذبلت شجرة حياتي، كلما نبتت شجرة أخرى من جذورها العميقة". أما عن اكتشاف الجنس الآخر، وبمقدار ما تختلس الفتيات النظر إلى الصبية وهم يسبحون في النهر عراة، فإن الصورة التي ترتسم في ذاكرة الفتيان أشد سطوعاً: "حين تسبح الفتيات في النهر بثناياهن وتبتل تلك الثياب، تبزغ خيرات الأرض فعلفه بضباب شفاف" فيتولد الحنين إلى الاكتشاف ويحلق الخيال وهو يصرخ: "ما أجمل غموض الجسد"، وهذا ما يجعل الالتقاء الالتحام يوماً، أمراً حقيقياً لأن "حدس الجسد لا يخون".

- "طائر لحوم" رواية متفردة بالغة الرقة والحساسية،

- إضافة إلى مرآتها في التصدي لعدد من القضايا الشائكة التي تكاد تكون حرمة.

- هذا عدا عن معمارها الفني الجديد والمتميز.

- وبقدر ما توغل هذه الرواية في الماضي. بحيث تبدو أقرب إلى سيرة الطفولة، فإنها شديدة الحضور من الراهن، في الهموم المعاصرة، كما لا تغفل عن التنبيه لأخطار المستقبل.

- لذلك ليس من السهل تصنيفها ضمن العناوين السائدة، أو حصرها في إطار ضيق، إنها تذكر وبوح وتأمل، وتصل في أحيان كثيرة إلى مستوى الشعر الخالص، دون أن تنسى خطها الدرامي الذي يجعلها إحدى أبرز الروايات التي صدرت في السنوات الأخيرة.

قديم 05-07-2014, 10:00 AM
المشاركة 1149
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 51- طائر الحوم حليم بركات سوريا


- الرواية تعد سيرةذاتية ( تحدث عنها الكثيرون باعجاب شديد وقلة من تمكنت من قراءتها لعدة اسباب تتعلقبانتقال الكتاب عبر اشواك الحدود العربية )

- وهذا النوع من الادب قليل جدا في ادبناالعربي أصلا ، ويعاني من احجام اعترافات المبدعين وتخوفهم من اظهار تجاربهم وحياتهملعيون الناس ،

- وقد تم طرح هذه الاشكالية للسير الذاتية في الكثير من وسائل الاعلامالمقروءة ولكن يبدو ان حياتنا العربية ما زالت تخاف البوح

- وانتشيت ايضا لأنيلمحت رائحة تأثر هذه الرواية وبتأثر مؤلفها بنيرودا ..

- وهكذا نجد انفسنا في دائرةالتأثر والتاثير .. ولذلك يصير الأدب انساني كوني بروح الانسان فيه

- كتاب يثيرالكثير من الموضوعات منها على سبيل المثال لا الحصر : غياب السير الذاتية كجنس ادبيابداعي ، معاناة المثقف العربي وتغييب دوره في حياتنا العربية

- اضافة الى الصراعالانساني مع الحياة والموت ، وكلاهما يتحولان الى رموز يومية تتنفس معنا

- في هذه الرواية يقدم لنا حليم بركات بأسلوب شاعري أخاذ ،تقريراً صادقاً عن حياته الشخصية

- ففي رواية قصيرة ذاتية ومركزة يستعيد بركات ماضيه كله ويزودنا بوثائق أصيلة عن رحلة حياة طويلة في الاقتلاع والحنين إلى الوطن والإغتراب والنفي الأبدي ، مما يجعل القارئ يلهث وراء الكاتب في رحلته القاسية والشديدة الانحدارات محاولاً أن يجد أجوبة لتلك الأسئلة الصعبة التي طرحتها الرواية .

- لكن تجربة الكاتب الشخصية سرعان ما تتحول إلى بيان عام أشمل يتجاوز واقع كاتبها لينسحب على المفكرين العرب الذين يعانون الاضهاد والنفي.

- يأتي كل هذا بأسلوب اعترافي يفصح عن تجارب شخصية غايةفي الخصوصية ويكشف بصراحة متناهية عن أفكار مغيبة في لا شعور الكاتب ويسلط الضوءعلى خمسين سنة من تاريخه وأحداث حياته .

- وبركات الذي هو داعية من دعاة التغيير السياسي والإجتماعيفي العالم العربي وعربي قومي معروف ، إذ يركز على حياته الشخصية ويعرضها أمامناعارية إنما يقوم من خلالها بكشف عري العالم أجمع وعري علاقاته في آن معاً .

-وفي كتابته المهووسة بحنين جارف لقريته وطفولته ووطنه وأبيه وأمه يسيطر اللاوعي واللاشعور على قلمه فيستحضر أحداثاً دفينه من الماضي ويستدعي أحلاماً وذكريات غيبهاالنسيان سابقة ومستترة في النماذج البدئية واللاوعي الجمعي للفرد والأمة على السواء

- فيكسر قشرة أسراره منذ الطفولة ويمليها في واقع راهن فتأتي في مشاهد ملونة ومأساويةمعاً .

-وقد قال فيها الروائي الكبير عبدالرحمن منيف إن هذه الرواية ” تذكر وبوحوتأمل .. وكتبت بدماء القلب ” .

- تبدأ بنقطة إرتجاع سينمائية وتنفتح على مشهد منالماضي هو ” الكفرون ” قرية الكاتب ومسقط رأسه إذ تظهر في السماء أسراب من طيورالحوم الوديعة الرائعة الجمال تتأمل رحيلها إلى مناطق دافئة بعد أن إنتهى موسم الصيف وبدأ فصل الخريف .

- وسرعان مايتحول هذا المشهد الهادئ الجميل إلى مشهد دموي إذ يطلق الصيادون الأشرار نيران بنادقهم فجأة على الطيور البريئة فتسقط مضرجةبجراحاتها بأجنحة مترنحة ويتناثر ريشها الأبيض والأسود فوق رؤوس الأشجار ثم يسقط في النهر حيث يمتزج ماؤه بالدماء .

- وأمام هذا المشهد يقف الطفل الراوي مراقباً بجزع وخوف الطيور الصامتة البريئة وهي تنتظر موتها البطئ . ومنذ هذه اللحظات يتوحد الطفل بطائر الحوم ليصبح عنده ، فيما بعد ، رمزاً للمفكر العربي المظهد ، المحاط بكل قوى الشر والطغيان ، الذي يدور إلى الأبد حول الكرة الأرضية ولا يجد مواطئا لقدمه ،باحثاً على الدوام عن الحرية والخلاص لنفسه ولأمته في آن معاً ، وناشداً الحلول لتناقضات الكون الحادة في الفرح والحزن ، في الفقر والغنى ، في الحب والكراهية ، في الشرق والغرب ، وفي البحث عن معنى الحياة والموت .

- بات الطفل الرواي الذي شهد عدوان الصيادين وشر الناس معذب روح الطفولة نتيجة الظلم والعدوان الممارس ضد الطيور والمنطبق على الأفرادوالمجتمعات والأمم . كما بات مشحوناً بكراهية شديدة لبشاعة هذا العالم ، الذي ينذرنفسه داعية للتمرد والحرية والثورة في كل مجالات الحياة ، على مستوى الفرد والمجتمع.

قديم 05-07-2014, 11:51 PM
المشاركة 1150
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 51- طائر الحوم حليم بركات سوريا

- حقيقة أن بركات يتصدى في روايته هذه لموضوعات صعبة ومعقدة وتنسحب بالتالي على الماضي والحاضر والمستقبل .

- وأبعد من هذا فانه يأخذ طريق الخلاص وذاك عن طريق مايقدمه الكاتب من رؤى وإضاءات تستشرف المستقبل .

- والواقع أن مثل هذه المواقف القومية ليست بالغريبة ولا بالجديدة . فسبق للشعراء والروائيين العرب أن حملوا أنفسهم مهمة تصوير وتأريخ ويلات شعوبهم بما فيها وقائع الظلم التي يعيشها شعب فلسطين ، ووقائع التعسف التي يقوم بها القادة العرب ضد شعوبهم ، وأوضاع التفتت والإنقسام في الأمة العربية .

- إلا أن بركات يخرج عن إطار مسؤوليته تجاه الوطن العربي ويتجاوزها إلى العالم كله إذ يتوحد بشعب افريقيا في جوعه وفقره ، وبأطفال اليابان في مأساتهم إثر ويلات القنبلة الذرية فيهيروشيما كما يتوحد بالأقلية السوداء في الولايات المتحدة في نضالها لإنهاء سياسيةالتميز العنصري .

- إنه باختصار يتوحد بكل الضعفاء والمقهورين والمظلومين في العالم وبكل العاجزين الذين لا صوت لهم .

- إن مثل هذا التوحد الإنساني مع المسحوقين ومثل هذا التعاطف الكوني معهم إنما يأخذ مثالية عالية مليئة بصيحات تبشرية متواصلة تحض على التمرد والرفض والمقاومة .

- وفي مشهد آخر يستعرض بركات ذكرى أليمة عصفت به وهو طفل حين يقف برعب وهول أمام فراش أبيه الذي كان يواجه الموت في آخر لحظات احتضاره ، فتأتي كلماته بالغة التأثير قوية ، خارقة للروح وباعثه على البكاء .

- ولا بد لنا أن نسجل هنا أنماكتبه بركات في هذا الصدد يعتبرمن أكثر الكتابات قوة وتأثيراً في الأدب العربي الحديث .

- إضافه إلى أن وصفه لشخصية أبيه ، هذه الشخصية التي طغت على الرواية وتسربت في ثناياهها ، تدخل وعي القارئ ولا تخرج منه . لقد رسم صورة رائعة ، صورة أب أصيل من أيام الدنيا الغابرة ، مثالي ، ذي وقار وذي هيبة يمضي عمره في خدمة زوجته وأولاده ، مجبول بالحب والتضحية

- وهذا الطفل الذي فقد أباه في الكفرون والذي شهد موته المفاجئ الأليم والذي فقد صورة المثال الأعلى ، والقدرة على الحياة ، هذا الطفل يكبر ثم يرحل إلى أمريكا ويصبح أستاذاً جامعياً .

- لكنه في البلد الذي هاجر إليه يعود لمواجهة الموت من جديد . هذه المرة يواجه موت أمه الطاعنة في السن ، إلّا أن التجربة هنا تختلف فهذه السيدة الفاضلة النبيلة والتي كان الكاتب قد أهداها أحد أعماله الروائية بالعبارة التالية ” إلى الملحمة التي كانت حياتها سلسلة عطاء ومحبة ” .هذه الأم هي مريضة الآن بأكثر من مرض ومصابة فوق ذلك بالنسيان وأمست في حالة فقدان وعي دائم وتتأرجح ما بين الحياة والموت .

- ومع تأرجحها المرير هذا يتأرجح الكاتب معها بين هذين العالمين .

- فالكاتب المعذب بعذابات أمه وآلامها يعيش من جديد تجربة موت أبيه ويقف ممزقاً وعاجزاً عن فعله أي شيئ إلا الدعاء لله أن يأخذ أمه إليه رأفة بها وبه ، وفي هذا المشهد يغوص الكاتب في معاني الموت والحياة ويطرح فيها أسئلة كونية وأن كانت كلماته في موت أبيه حادة ومؤثرة إلا أن كلماته في وصف صورة أمه القديسة لا تقل قوة وحساسية عنها بل تنحفر بعمق في وعي القارئ وتبقى خالدة .

- لاشئ يموت ولاشئ يتلاشى في ذاكرة الكاتب ، فها هو يستعيد مشهد آخر لشخصية من أيام طفولته تعمل أثراً في النفس لا يمحى . إذ كان في القرية شخص معتوه يدعى مخول ، كان غريباً ومشرداً وعجيب الخلقة . لا أحد يعرف من أين جاء أو أين ولد ، لذا كان عرضة مستمرة لتهكم أطفال القريةوإهاناتهم غير المحدودة ، يضحكون منه ويلاحقونه بالعصي والحجارة على مر السنين .

- ويأخذ المشهد بعداً مؤثراً حين يتذكر الكاتب أن أباه كان في إحدى الأمسيات يغني بصوته الدافئ أبيات العتابا بلحن عاطفي حزين ، وكان في الشارع وخلف الدار يقف مخول يجهش بالبكاء وتنهمر الدموع بمرارة على وجهه ،

- لقد اخترقت أبيات العتابا روح ذلك المعتوه وأثارت شواجنه الدفينة وعواطفه المقموعة في داخله .

- أزاء هذا المشهد يحدث وعي فجائي عند الطفل الراوي تجاه مخول ويتعاطف معه ، وينذر نفسه للدفاع عنه ضدأطفال القرية .

- ربما كانت أعظم خدمة قدمها بركات في روايته هذه هي تخليد قريته ومسقط راسه كفرون ، فهذه القريةالمغمورة الصغيرة في سوريا والتي لم يسمع بها كثيرون تصبح فجأة ذات شأن ومعروفة في العالم

- أن حب الكاتب الشديد لها واخلاصه الهائل لها ووصفه الحي لأشجارها وكرومهاوطرقها وأوديتها وأناسها والذي سيطر على الرواية كان ذا أهمية بالغة في تحويلها إلى مكان تاريخي ذي دلالة خاصة ، وفي جعلها بطلاً رئيسياً في الرواية .

- إنه لمن المفارقة أن نجدالكاتب يطلق لفظ حبيبتي على زوجته طوال الرواية ، إلا أنه لم يستطع ان يعطيها وصفاًغنياً أو رائعاً كما هو الحال في معظم شخصيات الرواية ، ونجد أن الحوار والجدالبينهما لم يكن إلا وسيلة وأداة فنية هدفها استدعاء الأحلام واستحضار ذكريات الماضيوأثارة التساؤلات حول المستقبل ، وعلى طوال الرواية بأسرها تبدو علاقته بها ، وكذلكعلاقتها به ، علاقة فكرية محورية المركز دون أن تكون علاقة حب حقيقي بين شريكين . إلا أن ” طائر الحوم ” تبقى واحدة من اقوى الروايات في الأدب العربي الحديث ومنأكثرها شفافية وحساسية . وهي في حقيقة صراحتها وأسلوبها الاعترافي نادرة ومميزة ،أنها رواية مليئة بالمشاعر وبالألتزام الحميمي وبروح المقاومة .

- انها حقاً بمثابة مرآة لروح هذا الكاتب

- وسجل حافل بتاريخه الشخصي ،

- وسجل تاريخي خالد لقرية كفرون ،

- إنها تبدوكشجرة علقت على أغصانها أحداث أجيال متعاقبة ،

- وأنها بحق إنجاز كبير آخر يضاف إلى أعمال هذا الروائي وشهادة ميلاد وجواز سفر .

- وتبقى الرواية إسهاماً قيماً وهاماً في الأدب . لقد جعلتناننظر إلى الأشياء بعين مختلفة وبطريقة مغايرة وفوق كل شيئ وفرت لنا فرصة لنتفحص حياة هذا الكاتب العربي .

- يقول الشاعر السوري شوقي بغدادي عن الرواية " إنها رواية تعصر القلب وتغسل الروح “


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 0 والزوار 35)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.