قديم 01-04-2014, 01:39 PM
المشاركة 1081
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوري لبنان


- لقد تمثلت استراتيجية الياس خوريفي "باب الشمس"، بجعل الحكايات تنداح في دوائر (ولنتذكر كلام د. خليل عن الحكاياتالتي يزيحها من حوله ليتمكن من الرؤية والفهم)، في عدم السماح لأية حكاية منالحكايات بتبوء مركز الصدارة في السرد.

- وعلى الرغم من أن حكاية يونس ونهيلة تشكلالحكاية الإطارية في العمل فانها لا تتفوق على الحكايات الأخرى من حيث مركزيتها،وهي مثلها مثل حكايات د. خليل وأمه وجدته، وأم حسن ودنيا وعدنان أبو عودة وشمسوأهالي الغابسية والكويكات..الخ،

- تنويع على الحكايات التي لا عد لها لفلسطينيينتشردوا وعذبوا وماتوا وأصبحوا بلا مستقبل، وهم لذلك يعيشون في الحكاية وللحكاية،يجترون ماضيهم ويسقون صورته ماء (كما كانت تفعل جدة د.خليل اذ تسقي صورة والدهالميت بالملعقة على جدار بيتها في شاتيلا) عل ذلك لماضي ينهض من جديد ويحتلالحاضر.

- قام الياس خوري بتذويب حكاية يونس في حكايات لآخرين عبر عمليةالتقطيع التي خلصت الرواية من لإملال وجعلت القاريء ينشد الى خيوط الحكاية لتي لاتكتمل إلا بموت يونس الأسري في نهاية "باب الشمس" بعيدا عن أرضه وأبنائه وأحفاده.

- يستخدم الكاتب حكايات سمعها من عشرات من أهالي مخيمات برجالبراجنة وشاتيلا ومار الياس وعين الحلوة، كما يعود الى الوثائق التاريخية والكتبوالمقالات التي تروي تاريخ فلسطين وتسجل وقائع الزمان الفلسطيني الحديث.

قديم 01-05-2014, 01:15 PM
المشاركة 1082
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوريلبنان


- اعتبر بعض النقاد رواية باب الشمس نقلة نوعية كبرى في الحقل الروائي بأسره في حين اعتبرها الكاتب نفسه المنعطف الأكبر في تاريخه الروائي.

- تلك الرواية التي بناها من مجموعة حكايات متجاورة ومتقاطعة تشدنا إلى مأساة الواقع الفلسطيني، وعنف التاريخ الذي كتب حكاية الفلسطيني بحروف من دم، إنها حكاية فلسطين الكبرى، التي تتناسل منها عشرات الحكايات.

- لكن المهم في هذه الرواية ليس هذا التاريخ وأحداثه وحسب -كما تشير الباحثة-، بل الأسلوب الروائي، وطريقة سرد الحكايات التي يتوالد بعضها من بعض، والنصوص الحاضرة فيها والغائبة، التي تغري بدراستها وتبيان دورها في تشكيل المعنى العام للرواية.

- "باب الشمس" خاضت غمار التجريب الذي أتاح لها تأسيس نفسها ضمن قوانين التناص، فهي لم تكن ذاتا مستقلة أو مادة موحدة، بل كانت سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى قادمة ومقتبسة من أجناس أدبية مختلفة ومن حقول ثقافية متنوعة، لكل جنس نظامه وبنيته وشفراته الخاصة، التي تختلف بها عن الآخر. لكن رغم ذلك بقي النص الروائي هو الفضاء الذي تحاورت فيه تلك النصوص. وبهذا غدت "باب الشمس" حوار نصوص وأجناس ولغات، ترجعنا بطريقة مختلفة إلى بحر لانهائي هو ( المكتوب من قبل، محققة قول باختين "لا خطاب خارج خطاب الآخر".

قديم 01-06-2014, 01:02 PM
المشاركة 1083
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوري لبنان

- يعتقد البعض ان سر الروعة يكمن في نضج تجربة الروائي وسيطرته على أدواته؟

- والبعض الاخر يعتقد ان السر يكمن في مضنونها الذي يقارب مأساة الواقع الفلسطيني، وحكاية فلسطين الكبرى التي تتناسل منها عشرات الحكايات؟!
- ويعتقد البعض الاخر أن الشهرة التي حظيت بها رواية "باب الشمس" ليست مرتبطة بمضمونها، ومقاربتها لتاريخ النكبة الفلسطينية فحسب، على أهمية هذه المسألة، بل ترتبط أيضاً بقيمتها الفنية والأسلوبية، بشهادة بعض نقّاد الأدب، حيث اعتبرها البعض "نقلة نوعية في الحقل الروائي بأسره" واعتبرها الكاتب ذاته "المنعطف الأكبر في تاريخه الروائي".

- فهي على صعيد المعمار الفني تنهض على بناء مجموعة حكايات متجاورة ومتقاطعة، تشدّنا إلى مأساة الواقع الفلسطيني، وعنف التاريخ الذي كتب حكاية الفلسطيني بحروف من الدم الذي سال بغزارة وما زال، عبر تاريخ هذه المأساة.

- بيد أن المهم ليس التاريخ وأحداثه فحسب، بل الأسلوب الفني الذي اعتمده الكاتب ويمكن تلخيصه بـ
1. تعدّد الرواة.
2. تداخل الحكايات.
3. التكرار.
4. أسلوب النفي.
5. التشابه بين السارد والراوئي.
6. اللعب الروائي.
7. انشطار الذات.
8. تداخل ضمائر السرد...الخ.

- مثلاً استخدام تقنية تعدّد الرواة أو الأصوات..داخل الرواية، سمحت للكاتب بتوزيع الحقائق التي يرغب بمقاربتها، والشغل عليها بشكلٍ مراوغ، الأمر الذي أتاح له أن يجعل فن القص شكلاً من أشكال البوح غير المباشر أو الفج، وبالتالي فتح الفضاء الروائي أمام إشباع أخلاقية القارئ بإسناد القص إلى عملية التخييل لا إلى الواقع،

- كما سمح بتقويض سلطة الراوي العليم، العارف بكل الأحداث بشكلٍ مسبق.

- من جهة أخرى فرضت تقنية الرواية وطريقة بنائها على الكاتب استخدامه تداخل الحكايات والتكرار بهدف تشكيك القارئ في الواقع، أو في المحتوى الحقيقي لحدث بعينه، والتكرار على مستوى اللفظة، أو الجملة، جاء لتنمية الثراء الإيقاعي للرواية، وليشكّل نوعاً من الترابط بين حلقاتها، أو كلازمة سردية تمهّد للانتقال من محور إلى آخر، أو كأداة للتذكير بماضي الشخصية (يونس، نهيلة، خليل، شمس...)

- هذا الأسلوب الفني الذي اتبعه إلياس خوري، مكّنه من تحقيق الوعي بواقع الحكاية التي يرويها، دون الإدّعاء بكتابتها، وذلك من خلال توليد الالتباس بين الحقيقي والمتخيّل، والتشابه بين السارد والروائي، لأن ثمة أفكار وآراء يكررها السارد، حتى يبدو مختلفاً بين حكاية وأخرى، الأمر الذي يؤكد أن الكاتب تؤرقه على طول الخط فكرة القص والسرد، إذ على الرغم من بساطة سارديه، واختلاف مستوياتهم التعليمية كانوا ينطقون بما ينطق به الكاتب نفسه، ومن الطبيعي أن الغاية من وراء ذلك، رغبة الكاتب في أن يبثّ بعض آرائه ومفاهيمه، من خلال تخفيه خلف شخصياته الروائية.

- كذلك يمكن القول: أن "اللعب الروائي وانشطار الذات" يشكّلان مظهرين أسلوبيين لافتين في رواية "باب الشمس" وهدف الكاتب من وراء ذلك الكشف عن التناقض بين العالم الداخل والخارجي لشخصياته الروائية.

- اشتغل بعض النقّاد على مسألة التناص في رواية "باب الشمس" مع نصوص أخرى مقتبسة من أجناس أدبية مختلفة، ومن حقول ثقافية متنوعة، وهذا ما أضاف لنصّه الكثير من الثراء الأدبي والمعرفي، إذ لكل جنس نظامه وبنيته وشيفراته الخاصة، وخوض "باب الشمس" غمار التجريب أتاح لها تأسيس نفسها ضمن قوانين التناص كما تقول الباحثة أمل أبو حنيش "فهي لم تكن ذاتاً مستقلة، أو مادة موحّدة، بل كانت سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى... وبالتالي غدت حوار نصوص وأجناس ولغات"

- يقول الياس خوري: استغرقت مني كتابة رواية باب الشمس سبع سنوات... كنت خلالها أقعد أنا ويونس ونهيلة وخليل وشمس...أرّخت لنكبة فلسطين، ولم أؤرّخ للحرب اللبنانية... أنا كتبت بالحرب وليس عن الحرب..

- وبالتالي أمام هذه الغزارة البحثية والمعرفية والتقنية والإبداعية تطمح باب الشمس إلى خلق خطاب جديد قائم على المغايرة للخطابات السردية ذات الحبكة التقليدية، والكتابات ذات الصبغة الوثائقية المباشرة، الملتزمة بالتراتبية الزمنية، وقد نجحت في تحقيق طموحاتها تلك.

- تقتضي الموضوعية الإشارة إلى أن أسلوب إلياس خوري في معظم رواياته متسق، ويصعب الفصل على مستوى المعمار الأسلوبي بين نصوصه الروائية، إلا أن "باب الشمس"، كانت المنعطف الأهم بينها.

- وبالتأكيد لعب مضمونها في مقاربة المأساة الفلسطينية دوراً مهماً في هذا الزخم والضوء الذي حظيت به، دون أن يعني ذلك، بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية أسلوبها وبنائها الفني، أو التقليل من أهمية نصوصه الروائية الأخرى، وإن حظيت باب الشمس دون غيرها بالقسط الأهم من الشهرة والأضواء.

- وقد أضاف دون شك، الناشطون الفلسطينيون والدوليون في بنائهم لقرية "باب الشمس" قيمة رمزية ودلالية ونضالية وإنسانية جديدة ومضيئة لهذه الرواية، حيث بات الواقع يتماهى مع التخييل الروائي، وبات الخيال الروائي وكأنه يمتزج بالواقع، وهذا أقصى ما يمكن أن يحلم به أي مبدع، أو كاتب روائي حينما يشهد هذا الإلهام الذي بعثه نصّه في نفوس أجيال من المناضلين، حيث يغدو الواقع خيالاً ..والخيال واقعاً!

قديم 01-13-2014, 11:33 AM
المشاركة 1084
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم-43- الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان


- في روايته هذه استطاع "سهيل إدريس" أن يجعل النفس الإنسانية مسرحاً لصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضاً.

- إن عنوان الرواية هو الحي اللاتيني، وهو عنوان كلاسيكي صيغ في تركيب وصفي اسمي، خبره المتن الروائي ككل.

- ويشير العنوان إلى المكون المكاني الذي تجري فيه الأحداث الرئيسة في الرواية.

- والحي اللاتيني حي الطلبة الذين يأتون إلى فرنسا من كل أصقاع العالم لطلب العلم ومتابعة الدراسات العليا الجامعية قصد تحضير شهادة الليسانس أو الدكتوراه, ويحاذي هذا الفضاء العلمي جامعة السوربون بباريس.

- كما أن هذا المكان يأوي الطلبة المغتربين بفنادقه ومطاعمه ويتحول إلى أندية للنقاش السياسي والاجتماعي والفكري أو ملتقى إنساني وحضاري متنوع لتعدد مشارب الطلبة على المستوى اللغوي والعقائدي، وفضاء رومانسي وغرامي يؤثث العلاقات بين الجنسين، كما يشكل صورة واضحة للعلاقة بين الشرق والغرب.

- يمكن إدراج هذه الرواية ضمن الرواية الحضارية التي تصور العلاقة الجدلية بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب.

- أي أن الرواية الحضارية هي التي تصورالعلاقة بين الأنا والآخر أو اللقاء الحضاري بين الشرق بعاداته ودياناته ومعطياته الروحية وبين الغرب بمعطياته المادية والعلمية والتكنولوجية.

- وقد تكون هذه العلاقة بين الأنا والآخر علاقة إيجابية قائمة على التواصل والتعايش والحوار والتكامل والأخوة والاحترام، وقد تكون العلاقة مبنية على الصراع الجدلي والعدوان والكراهية والصدام.

- والحي اللاتيني رواية من هذه الروايات الحضارية التي تعقد مقارنة حضارية بين الشرق والغرب.

- كما يمكن اعتبارها كذلك سيرة ذاتية للمؤلف الدكتور سهيل إدريس لتطابق أحداث الرواية مع سيرة الكاتب من الناحية العلمية والاجتماعية والهوية الثقافية والأدبية...

- ويمكن اعتبارها سيرة ذهنية على غرار سيرة عبد الله العروي أوراق والأيام لطه حسين وحياتي لأحمد أمين... ما دامت تركز على المعطى العلمي والثقافي وما حصله البطل من شواهد علمية وما قرأه من كتب وما قام به من علاقاتغرامية وثقافية وإنسانية.

قديم 01-14-2014, 05:05 AM
المشاركة 1085
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذه نزهة الفلاح

املي ان يستفيد من هذه الدراسة المعمقة الشباب الطامح لكتابة نثرية متميزة فلا شك ان التعرف على اساليب الكتابة لدى اصحاب اعظم 100 رواية عربية يكون له دور مهم في عملية التحفيز وامتلاك ادوات الكتابة الرائعة؟
أكيد أستاذي الكريم، هو حقا كنز لمن يطمح للإبداع والتفوق والتميز في المجال
جزاك الله كل خير وتقبل منك


قديم 01-15-2014, 09:15 AM
المشاركة 1086
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذه نزهة الفلاح

هذا هو الامل..نريد ان نصل من خلال ما نتعلمه من منابر الى العالمية في التأليف.

قديم 01-15-2014, 09:19 AM
المشاركة 1087
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم-43- الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان

- للحي اللاتيني معمار روائي يذكرنا بالأبحاث الأكاديمية والرسائل والأطروحات الجامعية، إذ قسم الكاتب روايته إلى ثلاثة أقسام وتمهيد وخاتمة على غرار المصنفات والدراسات الأدبية والنقدية والفكرية.

- وهذا المعمار كان لا يستعمل بكثرة في الإبداع سواء أكان شعرا أم رواية أم قصة.

- وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تأثر الكاتب سهيل إدريس ببحوثه ودراساته الأدبية والنقدية والمترجمات التي كان ينجزها.

- و يتكون كل قسم من مجموعة من الفصول المرقمة دون أن يسميها فصولا. ويمكن توضيح المعمار الروائي على الطريقة التالية:
تمهيد: ثلاث صفحات تقريبا.
القسم الأول: 12 فصلا أو مبحثا قصصيا.
القسم الثاني: 11فصلا أو مبحثا روائيا أو قصصيا.
القسم الثالث: 11 فصلا أو مبحثا روائيا أوقصصيا.
الخاتمة: ثلاث صفحات تقريبا.

- يلاحظ أن الكاتب أحسن تقسيم روايته لوجود تعادل وتواز كمي بين الأقسام و بشكل نسبي بين المباحث والفصول.

- في الغلاف الخارجي الخلفي لرواية الحي اللاتيني مجموعة من الكلمات الانطباعية والآراء النقدية التي تقيم الرواية وتنقدها، وكلها تصب في تقريضها ومدح صاحبها على ما حققه من روعة فنية فيها.

- تصور هذه الرواية العلاقة بين الشرق والغرب من خلال المرأة باعتبارها هي المحك الأساسي لهذه العلاقة والرمز الإنساني الذي سيحكم على هذا التواصل الحضاري بين الأنا والآخر.

- فبطل الحي اللاتيني هو الأنا أو الشرق، وجانين مونترو هي بمثابة رمز للآخر أو الغرب.

- يبدأ الكاتب باستهلال روائي يحدد الشخصيات المحورية في الرواية: البطل وعدنان وصبحي الذين غادروا لبنان متجهين إلى فرنسا منأجل استكمال دراساتهم العليا وتحضير الدكتوراه، وكل هذا على نفقة وزارة المعارف اللبنانية.

- بيد أن الشخصية الدينامية هي شخصية البطل التي استقر بها المقام بعد وصولها إلى باريس في الحي اللاتيني لتكون قريبة من جامعة السوربون.

قديم 01-16-2014, 10:07 AM
المشاركة 1088
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم-43- الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان

-لقد وظف الكاتب سهيل إدريس مجموعة من الشخصيات التي تتقابل فضائيا وحضاريا( الشرقالغرب)، وجنسيا( الذكورة العربية≠ الأنوثة الغربية)، ولونيا( الأسمر العربيالغربية الشقراء) لرصد التفاوت الحضاري والاختلاف الوجودي بين البيئة العربيةالمكبلة بأغلال الحرمان والمنع والكبت والشذوذ والعقد والخلفيات المسبقة والعاداتوالتقاليد المحافظة الموبوءة والبيئة الغربية التي تتسم بالتحرر والانعتاق والعلموالإقبال على الحياة ولو في ثوبها المادياللاخلاقي.

-وإذاكانت مجموعة من الروايات العربية روايات أفضية ومكانية مثل: روايات نجيب محفوظ( زقاق المدق)، وعبد الرحمن الشرقاوي( الأرض)، ومحمد عزالدين التازي( المباءة- المغارات...)، فإن رواية سهيل إدريس على الرغم من عنوانها المكاني لهي روايةالشخصية لاسيما الشخصية النموذجية( بطل الحي اللاتيني) التي تعيش مصيرا وجوديا منخلال ثنائية الحرية والمسؤولية، الحرية في إثبات وجودها والارتواء من لذات الحياةوالاستمتاع بمباهج الدنيا ومعاقرة الخمرة والإشباع الجنسي، والمسؤولية التي تكمن فيالثورة على الحرمان والتقاليد البالية والعادات المستنبتة في الشرق والرغبة فيالنضال الوطني والقومي لتحرير الإنسان العربي من موروثات التخلف وقيود الكبتوالإحجام والانطواء النفسي حتى تصبح الذات العربية قادرة على الإبداع والابتكار فيمجتمع يقدس المرأة ويحررها إلى جانب الرجل حتى تساهم في العطاء والبناء الحضاري علىغرار المرأة الغربية.

-لقد خلق الكاتب شخصية مركزية وهي البطل واستتبعها بشخصيات ثانويةتابعة لها مثل صبحي وعدنان وربيع وفؤاد وأحمد.

-تتسم هذه الشخصية بالفرديةوالتشبعبالفكر الوجودي الذي اكتسبه في جامعة السوربون لاسيما أن هذه الفترة كانت فترةالفلسفة الوجودية التي دعا إليها كل من سارتر وسيمون دوبوبفوار وألبير كامو، إذ قالسارتر: إن الإنسان في هذه الحياة كممثل يؤدي دوره ثم ينتهي وجوديا، لذلك دعا إلىحياة العبث واللاجدوى تحت شعار: افعل ما تشاء، حيث تشاء، ومتى تشاء. ( حرية الفعل،حرية المكان، حرية الزمان). كما أن فلسفة سارتر تنبني على مرتكزين أساسيين هما: الحرية والمسؤولية.

-ويلاحظ أن شخصية بطل الحي اللاتيني شخصية تعبر عن المؤلف الواقعي: الدكتور سهيل إدريس مما يعطي لهذه الرواية بعدا أطوبيوغرافيا( سيرة ذاتية)؛ لأنالكاتب يرسم هذه الشخصية حسب قناعاته وأفكاره ومبادئه التي يؤمن بها حتى تتبدى لناشخصية نموذجية ومثالية بالمقارنة مع عدنان المتعصب دينيا وصبحي المستهتر أخلاقياوربيع التونسي المتطرف في مواقفه الوطنية والسياسية وفؤاد الملتزم بالدفاع عن قضاياالوطن والأمة حيث تخلى عن عشيقته فرانسواز لاصطدام مواقفهما تجاه فرنسا وبطشهاالاستعماري.

-ويجمع فؤاد بين هموم المرأة الجنسية والهموم الثقافية والفكريةوالنضالية، بينما يظل بطل الحي اللاتيني بطلا معتدلا في أفكاره ووطنيته ومواقفهتجاه الوطن والأمة والآخر لا يتشنج ولا يتعصب كالآخرين، فلسفته الوجودية متوازنة،وهذا ما يشير غليه كذلك الدكتور إبراهيم السعافين:"

-فالشخصية المركزية هي الفكرةالمثالية، والشخصيات الأخرى إما عوامل كشف عن الشخصية المركزية وتعديل سلوكهاوتسويغ له، وإما تبع لها تدور في فلكها، وتنطق باسمها، فوق أنها تلقي الضوء عليها،وتكشف عن أبعادها.

-وشخصية بطل الحي اللاتيني قد اختارت النوع الأول من الشخصياتالثانوية حيث تبدو شخصيته قائمة على الاعتدال، فهو معتدل في فكره و معتقده، معتدلفي نزواته، معتدل في وطنيته، وحتى يلقى المؤلف الضوء على هذه القضايا، لجأ إلىتوظيف الشخصيات الثانوية التي تعد نماذج ابتدعها فكر المؤلف، لتحدد " نموذج" الشخصية المركزية.

-وأما ما نسمعه على ألسنة جانين أو فرانسواز أو غيرهما فإنهمحاولة لكشف بعد جديد من شخصية البطل، في الوقت الذي لانحس فيه بوجود هذه الشخصياتفي الواقع أو نكاد. فهي- على أي حال- شخصيات كسيحة شوهاء أشبه بنماذج لفكرة جبريةفي رأس المؤلف. الأمر الذي أدى أحيانا إلى أن تظهر النرجسية بوضوح فيما أضفتهالشخصيات الثانوية إلى الشخصية المركزية" النموذج" على نحو ما ورد في رسالة جانينالأخيرة إلى بطل الحي اللاتيني التي أشرنا إليها في حديثنا عن الأحداث والعقدة".

-وحتى على مستوى الشخصيات النسوية نجد تقابلابينها: فجانين مونترو عشيقة البطل هي شخصية نموذجية تدافع عن العرب، وتقدر الحبوالمسؤولية، وفية وصادقة في عواطفها ومبادئها، تضحي بكل ما لديها من أجل الآخرين. أما فرانسواز حبيبة فؤاد فكانت مثقفة وواعية ذوقها الفني رفيع بيد أنها كانت عنصريةتدافع عن فرنسا الاستعمارية. أما مارغريت والأخريات كمرأة الرصيف وفتاة السينما فهينماذج وجودية مستهترة وعبثية غير صادقة ووفية، فواحدة تدعي أنها شاعرة، والأخرىتسرق نقودا من البطل، وأخرى تعد ولاتفي. أما هند في الشرق فهي نموذج للمرأة العربيةالخائفة على شرفها وعفتها وجسدها ترتعد من وجود الرجل وتعطي ألف حساب للمعتقداتوالأنظمة الاجتماعية الموروثة حتى تحافظ على نفسها ووجودها بين أسرتهاومجتمعها.

-شخصية البطل أتتلتعبر عن فكر المؤلف مما جعلها تتميز بالفردية والنرجسية؛ لأن الشخصيات الأخرى كلهاتدور في فلكها وترغب في اصطحابها ومعاشرتها على الرغم من انطوائيتها وعزلتهاواحترامها لحريتها المقننة التي ترتبط بالمسؤولية. كما يمكن لنا أن نرصد مسارات فيهذه الشخصية النامية الديناميكية:
مسار الإخفاقوالعبث والملل واليأس واللاجدوى والاغتراب الذاتي والمكاني؛
مسار التحرر الوجودي عن طريق التمركز الذاتي والإشباع الجنسي والارتواءالثقافي والفني؛
مسار النقد الذاتي وتحملالمسؤولية الوجودية والوطنية والقومية.
-ويمكنكذلك أن نضع تصنيفا للشخصيات في الرواية بهذا الشكل:
شخصيات وجودية عابثة ( صبحي- عدنان- أحمد....)؛
شخصيات وجودية متوازنة( البطل، وفؤاد)؛
شخصيات محافظة ( الأم، ناهدة، هدى، الأهل فيلبنان....)؛
شخصيات نسوية زائفة( مارغريت،ليليان، فتاة الرصيف، فتاة السينما...)،
شخصياتنسوية عنصرية( فرانسواز، امرأة مطعم لوي جران التي وصفت الإنسان العربيبالمتوحش)
شخصيات إنسانية ضحية الظروف ولهاموقف: ( جانين مونترو- تيريز

-ونستغرب أن يكونبطل سهيل إدريس بدون اسم علم يحمله، إذ تركه مجهولا لتعبر عنه ملامحه وأفعالهوالقيم التي يؤمن بها.

-وما الجدوى من اسم علم في عالم يتناطح فيه الصراع ويبرز فيهالشر وتنعدم فيه الحرية .

- يقول سهيل إدريس عن بطله:" ولكن من حسن حظ بطل الحياللاتيني أن قام عشرات من الدارسين يتعاطفون معه، محللين سلوكه بين الوقائعوالأحداث، ويربطونه بوضع الإنسان العربي، المحروم المقموع، جنسيا وفكريا واجتماعيا،الذي يذهب ليلتمس الحرية في فترة من الاغتراب المؤقت، حتى إذا أاشبع هذه الرغبةالمقموعة والتي كانت تكبت معظم طاقاته الإنسانية والإبداعية، بدأ يعي ذاته ويستكملمختلف أبعادها، ويوظف طاقته في خدمة قومه الذين يعود إليهم. لقد ارتكب هذا الإنسانكثيرا من الآثام والأخطاء، لأنه كان يعتقد أن الحرية بلا ثمن. ولكنه حين أرادالتكفير عن خطئه، أثبت أنه أصبح يعي مسؤوليته وأنه مدعو لتوظيفها في خدمة قضاياهالمصيرية."

-وهكذا نخلص إلى أن شخصية البطل اللاتيني شخصية وجودية متوازنة على الرغممن تناقضاتها، وقد اهتدت في الأخير إلى خلاصها المسؤول أخلاقيا ومصيريا ووجودياووطنيا وحضاريا.

قديم 01-16-2014, 02:11 PM
المشاركة 1089
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم-43- الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان

-نقصد بالفضاء الروائي المكان وزمانالقصة في ترابطهما الجدلي والفني والسردي. فأحداث الرواية تقترن بفضاءين متناقضين: فرنسا ولبنان، وهما يشيران إلى التفاوت الحضاري بين فضاء روحاني وفضاء مادي. فلبنانبالنسبة لبطل الحي اللاتيني فضاء الحرمان والكبت والقهر والعادات المحافظة أمافرنسا فهو فضاء التحرر والانعتاق الوجودي.

-ويبقى الحي اللاتيني هو الفضاء الأساسيفي الرواية لأبعاده التربوية والإنسانية كما أنه ملاذ للمحرومين جنسيا وعاطفيا.

-وتتقابل كذلك باريس الحرية مع بيروت التقاليد والمحافظة لتشكل شخصية البطل فيصراعها الذاتي والموضوعي.

-أما زمان القصة، فإنكان غير محدد بشكل جلي ولكن يمكن أن نموقع القصة في فترة ما بين الأربعينيات والخمسينيات لانتشار الفكر الوجودي وإقبال الشباب على كهوف سان جيرمان لإثبات وجودهمالجنسي والمصيري والتحرر من قيود العقل وأنظمة المنطق، والإشارة إلى خضوع الوطنالعربي للاستعمار.

- يتسم الوصف عند سهيل إدريس بالإيجاز والاختصار؛ والسبب في ذلك أنالرواية تنبني على الأحداث ووظائف الشخصيات مما أثر علىالوصف.

-ولقد اهتم سهيل إدريس بوصف الشخصياتفوصفها وصفا بيانيا رائعا فيه سحر أخاذ كوصفه لفتاة السينما:" واسترخى في مقعدهسعيدا كالطفل، فرحا بقرب هذه الفتاة التي يشعر بنكهة الفتوة تفيض من أردانها. كانتترتدي بنطلونا طويلا مرسلا في وحشية لذيذة، دون ما تفنن. أما وجهها، فلم ير إلاالجانب الأيمن منه: وجه طفل تبرق فيه عين زرقاء، وشفتان تلتمعان بحمرة شفافة تحييهابسمة ساذجة".

-إن هذا الوصف يعتمد فيه الكاتب على الأوصاف والنعوت والتشبيهوالاستعارات المجازية لتزيين الموصوف وتجميله.

-وقد يركز الكاتب على الوصف الخارجيالفيزيائي بطريقة موجزة ومختصرةتخالف طريقة المدرسة الواقعية التي تعتمد على التفصيل والإسهاب والإستقصاء كما عندنجيب محفوظ وعبد الكريم غلاب ومبارك ربيع:" فلم يقتنع عدنان ولم يشأ أن يمضي فيالنقاش. وما لبثوا أن طرقوا باب منزل في ضاحية " فانسين" أخذوا عنوانه من أحدالمكاتب، ففتحت لهم سيدة لا يبدو أنها تتعدى الثلاثين من عمرها، ممشوقة الجسم،سمراء الوجه، ذات سحر وإغراء. وقد استقبلتهم باسمة مرحبة وأدخلتهم غرفة مؤثثة نظيفةطلبت ثمانية آلاف فرنك أجرا شهريا لها.".

-كما وصف الكاتب الفضاء بأشيائه كوصفهلغرفة جانين بعد سأمها الوجودي وضياعها النهائي: "ويدخل، فيغلق الباب، ويراها تخلعسترتها وترمي بها على سرير منخفض صغير قائم في الزاوية. وإذ ذاك رأى ثيابها. كانتترتدي مثل اللباس الذي رآه في " برغولا". وأجال بصره في الغرفة. إنها نصف غرفتي،نصف غرفتها في " ليغران زوم". وبالقرب من السرير، كانت تقوم طاولة قصيرة القوائم. وفي الزاوية المقابلة أريكة ذات مرفقين، أتجه إليها متمهلا، فانخسفت به حيناقتعدها" .

-ويلاحظ على وصف الأشياء الإيجاز بالمقارنة مع روايات بلزاك أو فلوبير؛والسبب في ذلك يعود إلى افتقار غرفة جانين إلى الأثاث لفقرها وعوزها.

-ووصف الكاتببعض الأمكنة إيجازا واختصارا:"على أنه ما عتم أن ضاق بغرفته نفسها، فغادرها عندالغروب إلى ساحة الأوبرا وفي نيته أن يشاهد واجهات المخازن المزدانة لمناسبةالميلاد، بكل رائع فتان من المعروضات. وقد ظل ساعة ينتقل أمام الحوانيت المضاءة،حتى أسلمته قدماه إلى جادة " الشانزليزيه"، وكان قد اجتازها مرة من أدناها إلىأقصاها، فاستشعر لذلك لذة غريبة.".

-يستند الكاتب فيتقديمه للحبكة السردية إلى الرؤية من الخلف أو التبئير الصفري لاعتماد الكاتب علىضمير الغياب والراوي الواحد الموضوعي الذي تنازل إلى درجة الصفر لكسب الحياد وعدمالتدخل في الأحداث.

-وتتسم معرفة الراوي بكونها معرفة شاملة ومطلقة تتعدى ما هو خارجيعلى ما هو داخلي كأنه الإله الخفي، ويعني هذا أن السارد يتوارى وراء ضمير الغائبليقدم وجهة نظره ورؤيته للعالم والكون والإنسان.

-وإليكم مقطعا سرديا يحدد لنا هذهالرؤية المطلقة التي تدخل الرواية ضمن زمرة الروايات الكلاسيكية التقليدية:"وأغضتجانين مونترو، فأدرك هو أن نظرته المحددة قد آذتها. والحق أنه لم تكن له في ذلكحيلة، فقد كان في عينيها الزرقاوان صفاء لم يعهده في عينين قبلهما. وكان يحس، وهوينظر فيهما، أن نظراته تستحم في مياهها الدافئة، بالرغم من أنها نظرات خاطفة هاربة،بل من أجل ذلك بالذات. وقد شعر بهذا منذ التقت عيناه بعيني جانين للمرة الأولى،فكان كل همه بعد هذا النظر الهارب، ويثبته في نظره، حتى يتاح له أن يسبر أغواره. وكان الفتاة إذ أغضت، قد أدركت ذلك، فصرفت عنه هذا النظر الذي يود أن يحتفظبأسراره".

- وللسارد وظائف يقوم بها في هذا النص كوظيفة السرد والتعليق وتقديمالأحداث والتنسيق بين الشخصيات والتأثير في المتلقي من خلال الوظيفة الانفعالية،بالإضافة إلى الوظيقة الإيديولوجية التي تكمن في تقديم الفلسفة الوجودية والدفاععنها في هذا النص الروائي كأطروحة فكرية للاختبار والتمحيص.

-وظف الكاتبنسقا زمنيا كلاسيكيا متناميا ومتسلسلا في تطوره السردي والكرونولوجي المتعاقب، إذانطلق من الحاضر إلى المستقبل أو من لحظة الوصول إلى باريس إلى لحظة العودة إلىبيروت بعد حصوله على شهادة الدكتوراه كأن الزمن السردي في النص زمن دائري: بيروت- باريس- بيروت. وعلى الرغم من تسلسل الأحداث منطقيا وسببيا وكرونولوجيا فهناكانحرافات زمنية إما: إلى الماضي لاسترجاعه" فلاش باك"أثناء تذكره للبنان وناهدةوأسرته وأصدقائه وإما في استشراف للمستقبل لما ينتظره من طموح وتطلع علمي ونضالي أولقاء غرامي ورومانسي.

قديم 01-19-2014, 01:15 PM
المشاركة 1090
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم-43- الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان

-استعمل الكاتب في صياغته الفنية لمتنهالروائي على السرد ، ولكن لم يكتف بهذه الطريقة الأحادية في التعبير بل وظف الحوارللتعبير عن مواقف الشخصيات واستنطاق وجهات نظرهم ومنظوراتهم الإيديولوجية.

-كما شغلالأسلوب غير المباشر الحر الذي يختلط فيه كلام السارد والشخصية والذي يتحول في عدةمقاطع نصية إلى منولوج أو مناجاة تعبر عن الصراع الداخلي والتمزق النفسي:"

-أما لغة الرواية السردية فهي لغة بيانية وإنشائية تذكرنا بلغة الرافعيوطه حسين والمنفلوطي، تمتاز بنصاعة التعبير وسلاسة الألفاظ والتعابير الموحيةوالصور البلاغية الرائعة في الجودة والانتقاء، كما أنها لغة شاعرية في التشخيص،ثرية في تراكيبها ومعاجمها.

-ومن حقولها الدلالية نجد: حقل السفر- حقل الذات- حقلالجنس- حقل العلم- حقل الحب- حقل النضال.

-أماالخطابات التي تتضمنها الرواية فنذكر الخطاب الفلسفي" الوجودية"، والخطاب الأدبي" الشعر العربي الحديث"، والخطاب الديني" تصورات عدنان"، والخطاب السياسي" تصوراتفؤاد"...

-وبناء على ما سلف يمكن القول: إن الحياللاتيني رواية كلاسيكية في أسلوبها وبيانية في لغتها الأدبية على غرار رواية زينبلمحمد حسين هيكل أو عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم.

-تندرج رواية الحي اللاتيني لسهيلإدريس ضمن الروايات الوجودية التي ترتكز على مقومين أساسيين وهما: الحريةوالمسؤولية.

-أي أن هذه الرواية تصور عبث الشخصيات وقلقها ومللها وتحررها من القيودالاجتماعية والأخلاقية بحثا عن ذواتهم. ولكن تبقى الحرية عند البعض فوضى واستهتارمثل: صبحي وعدنان، وعند البعض الآخر مسؤولية كفؤاد وبطل الرواية."

-إن تعبير الحياللاتيني عن الفكر الوجودي الذي التزم به المؤلف، لا تقل أهمية عن المضامين العديدةالأخرى التي ناقشتها الرواية من خلال اللقاء المتعدد الآثار بين الشرق والغرب، إنلم تكن تلك المضامين نابعة أصلا من موقف عام أملاه هذا الفكر في نظرته إلى الإنسانوالواقع وحركة الحياة.

-وهكذا كان الفكر أبرز ما يسم رواية الحي اللاتيني التي تعدبداية انفتاح المؤلف " البطل"على الفكر الغربي بصورة مباشرة، ويتضح ذلك بصورة خاصةفي قضايا المرأة والالتزام الوطني والقومي والسياسي، والمفارقة بين الموقفالثقافي والموقف الاستعماري فيالحضارة الأوربية."


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 0 والزوار 42)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.