في ذلك النهار البائس لكز أحلامي اليأس فكفنتها واودعتها كهوف
النسيان..وتحت رصيف الخذيلة واريت أوجاعي الثرى!!
في ذلك النهار المشئوم قصم ظهر قلبي نكرانه...بعد أن زج بروحي في أتون
الوحشة بين سنديان عجزي ومطرقة جحوده..
أصبح إحساسي بإلحاده العاطفي نحوي يمزق نبض فضيلة الاحتواء الذي حلمت به !
تدركه لعنة العقوق فأجثو على ركبتي الليل وأغافلها بدعوة الغفران لخطاياه
المتكومة فوق جسده كزبد البحر!!
على رصيف عجزي وعبث القسوة بداخله تمطر غيمة المرارة لتنبت زهور الرحيل المر..
حرمني الدفء بأرذل العمر..وحدق بتفاصيل قلبي جبروته .. فرفضني وألقى بي
خارج أسوار بره !!
تركني أرتشف آهاتي الواحدة تلو الأخرى كل صباح ...ومشاهد السنين تمر
كشريط أسود أمام عيني ..
تلك السنين التي أسقيته فيها بعصارة روحي وصبري وخلاصة سعادتي..
مرت لتخنق أنفاس عاطفتي على ناصية الموت ....لتتمرغ حيرتي وخوفي في
وجع الاحتضار!
خبأت أغنياتي الحزينة بين ملابسي ..تلك الأغنيات التي طالما ترنمت بها من
أجله...
زج بي في هذا المكان البارد ..حتى لايسمع أنيني وصرخات وجعي فأقلق
راحته!!
هنا في هذا المكان يتكسر صمت الجدران ...وتتعالى شهقات الألم...وأغرق في
يم الحزن الموجع ...
هنا قال لي بدم بارد:أعذرني أبت فزوجتي ترفض وجودك!!
وبلا قدمين وقفت على صوت قرع حروفه المسمومة وصداها يتردد في أعماق
الفجيعة وفي رحم السكون!!
رحل ولساني يلهج بقوله تعالى (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) ودموعي
تتساقط كزخات المطر دون أن تجد
من يمسحها !!