![]() |
|
|
كيفية الإستدلال بالقرآن والسنة وتطوير البحث العلمى العربي
للشاعر المصري العبقري هاشم الرفاعى قصيدة لاهبة محرقة بدأت بالبيت الآتى ..
ملكنا هذه الدنيا قرونا ×× وأخضعها جدود خالدونا ..
وسطرنا صحائف من ضياء ×× فما نسي الزمان ولا نسينا
حمــلناها سيوفًا لامعات ×× غداة الروع تـأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا ×× رأيت الهول والفتح المبينا
وللفنان المصري على الحجار قصيدة شهيرة غناها فى معرض لحن النهاية للمسلسل العربي " هارون الرشيد " وللأسف الشديد لم يمكننى معرفة القائل النابغ الذى ألف هذه الأبيات الرهيبة فى وقعها وتعبيرها .. لكنه بلا شك شاعرٌ تمزقت مشاعره بما كانت عليه الحضارة الإسلامية طيلة تسعة قرون ملكنا فيها الدنيا .. علما وعملا .. وما أصبحنا عليه الآن
يقول الشاعر مناديا بحرقة لمن ذكرته تاريخ العرب
أرجعى الأمس الخلى ×× ذكرينا واسألى ..
أين زرياب وأين الشعر ,.. أين الموصلي
أين ما كان لنــا ×× فى الزمان الأول
ثم يقول الشاعر النابغ ..
كانت الدنيا حكمها عربي ×× بكتاب الله أطهر الكتب
وطيلة التاريخ العربي النابغ الذى انتهى بنهاية العصر العباسي كان الحكم الرشيد حكم كتاب الله منهجا وفكرا .. وليس كما قال الجهلة حكما دينيا داعين إلى وجود حكم مدنى .. لأن تلك العصور جعلت كتاب الله قبلتها حيث قالت وعملت .. فكانت عصور الإبداع والفنون والعلم والأدب .. وحتى فى العصور التالية على عهد العباسيين وعصر الأمويين بالأندلس رأينا فى تلك العهود التى اكتسبت العظمة , مرجعية للقرآن عن طريقها نفضوا الخذلان فكانت البطولة فى قلب عهود التخاذل .. وهل ينسي التاريخ الجيش المصري بقيادة قطز وبيبرس مع المغول والصليبيين ؟! .. وهل ينسي التاريخ صفحات أسد الدين شيركوه ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي حتى آخر آيام المجد فى التاريخ الإسلامى .. يوم حرب رمضان والذى كان من أيام الله بالعودة إلى الله فكانت معجزة أكتوبر ..
ووالله ما هانت أمة من أمم العرب إلا بتركها لفكر القرآن والسنة ولا عرفت فى أيامها بطولة أو علما إلا بكتاب الله يستنهضون به التفرد الإسلامى والعربي فى شتى المجالات ..
فأين هى أيام التفكر .. أما آن لها أن تعود ؟!
أما آن لنبوءة رسول الله عليه الصلاة والسلام وضمانته لأمته أن تعود فى قوله " الخير فيّ وفى أمتى الى يوم القيامة " ؟!
ستكون مفاجأة للكثيرين لو علمنا أن عودتها وبأيدى الشعوب لا الحكام هى عودة سهلة ميسورة باستغلال الهمم الغالية التى نراها بادية فى العديدين من نجوم المسلمين ولا تحتاج إلا إلى التنسيق والتوجيه ..
وعن طريق التشبث والتفكر فى القرآن والسنة كما سنرى ..
فالهدف الذى نتمناه من زمن طويل عندما تفجر التطور والكشف العلمى وتتابع فى المائتى سنة الأخيرة على نحو بالغ السرعة ..
هنا نتمنى أن يوجد التنسيق المرتجى بين علماء العلم الكسبي وعلماء التفسير سعيا للربط بين ما دلنا عليه القرآن الكريم وبين ما تكشفه الحفريات والآثار والعلوم للوصول إلى نقطة التقاء بين قصة الخلق كما يعرفها القرآن مضغمة وبين ما تكشفه لنا البحوث المختلفة بالإضافة للكشف والربط بين حقائق التاريخ السحيق الواردة بالقرآن وبين الآثار والتاريخ الذى نكتشفه ونبحث عنه اليوم
ومن أوجه الغرابة أن البريطانيين لهم تجربة غريبة فى شأن اتخاذ المرجعيات عندما تقدم أحد ضباط المخابرات البحرية البريطانية فى الستينيات من القرن الماضي بدراسة بالغة الغرابة حول أوجه التطابق بين قصص الخيال العلمى التى كتبها عباقرة الخيال العلمى مثل جورج هربرت ويلز وجولى فيرن وبين الأحداث التى تحققت بعد ذلك وحملت نفس مضمون تلك القصص .. ودلل رجل المخابرات البريطانى على قوله بما حدث لأشهر السفن العملاقة فى القرن العشرين وهى " تيتانيك " والتى بلغت من قوتها أن قال أحد مالكيها أن تلك السفينة لا توجد قوة على الأرض تستطيع إغراقها بل إن الله نفسه إذا أراد إغراقها لن يستطيع ! .. وأبحرت السفينة فى طريقها إلى الولايات المتحدة من بريطانيا بحمولتها الضخمة لتغرق فى المحيط عقب اصطدامها بجبل جليدى .. وقد أشارت دراسة الضابط إلى أن هناك قصة شهيرة حكت عن سفينة بنفس مواصفات تيتانيك وتنبأ المؤلف فيها أنها كانت سفينة عملاقة غير مسبوقة واسمها " تيتان " وغرقت فى نهاية القصة بعد اصطدامها بجبل جليدى بالمحيط الأطلنطى !
وبغض النظر عن صحة ما قاله الضابط البريطانى من عدمه وأثار به اهتمام ومتابعة رؤسائه وبغض النظر عن كتاب المتنبئ الفرنسي نوسترادموس والذى خضع ولا زال يخضع لمرجعية العديد من العلماء فى محاولة استكناه أسراره ..
ألا يدفعنا هذا إلى سؤال منطقي بسيط .. فى ظل هذا التشبث الغربي بأوهامه ؟!
وهو عن سبب إهمالنا لمرجعية القرآن العبقرية والسنة الصحيحة المحسومة الصدق والتى تحوى إشارات كفيلة لو ـ وضعناها فى اعتبار البحث ـ أن نكتشف العشرات من الظواهر التى عليها حجب بالغة الكثافة من الغموض .. ومن باب أولى وقبل أن نعيب على علماء الغرب ألا يجب أن نعيب أولا على أنفسنا ونحن منذ عصور الإسلام الأولى نفتقد إلى العلماء والممولين وشباب الباحثين فى مجال التاريخ البشري والتاريخ الطبيعى الذين يستطيعون أن يغرقوا البحث خلف الربط الوثيق بين حقائق القرآن وما تحويه الحضارات والعهود القديمة لا سيما وأن بعض الأحاديث قد أشار إلى تفاصيل بالغة الأهمية حوت مواضع جغرافية وفلكية وحقائق علمية تشير إلى أماكن البحث المثلي ..
وإن كنا قد سلمنا للغرب فى استغلاله للثروات الطبيعية العامرة بها المنطقة العربية وهو يستغلها ويحصل عليها منا كمواد خام أولية ثم يعيد تصديرها إلينا بأضعاف مضاعفة من ثمنها على هيئة سلع .. فلا ينبغى أن نضحى بالكنوز العلمية القابعة فى معيارين هما وجود الأسرار العلمية العديدة بأرضنا بالإضافة إلى وجود المرجعية التى تحمل الدلالات الهادية لنا فى البحث مما يوفر علينا عشرات بل مئات السنين فى التوصل لتلك الحقائق وهو ما عاناه الغرب نظرا لانعدام مرجعيته ومصدره الدينى فوصلوا للإكتشافات الحديثة والملغزة بالكون بعد سنوات طوال ومصاريف باهظة وعهود طويلة من الجهل العقيم ..
فقد تخبط العلماء بالغرب حول كيفية بدء الكون لمدة تزيد على مائة عام بعد ظهور نظرية الإنفجار الكبير التى ظلت قيد التطبيق النظرى دون إثبات حتى أتى الأمريكان فى نهاية القرن العشرين وبعد التوصل إلى وسائل التصوير الاليكترونية بالغة التقدم ليثبتوا النظرية عمليا بتجربة أجراها علماء مركز الأبحاث العلمية بنيويورك
حيث استعان العلماء بآلات التصوير الدقيقة التى يمكنها التقاط بليار صورة " مليون مليون صورة " فى الثانية الواحدة ليتابعوا تجربة بالغة الدقة كانت فكرتها فى الإتيان بأربعة وعشرين أنبوب ضخم من أنانبيب الليزر ووجهوا تلك المدافع الليزرية بكامل طاقتها إلى بؤرة دقيقة حملت جسيمات من الوقود الذرى ..
فتسببت الطاقة المتولدة من تلك المدافع والتى تعادل طاقة الولايات المتحدة بأكملها فى حدوث انفجار ذرى ميكروسكوبي وارتفعت درجة الحرارة إلى معدل خرافي لم يبلغه بشري بلغ نحو مائة مليون درجة مئوية وهو ما يزيد على درجة الحرارة الكائنة بقلب الشمس ذاتها .. وكانت النتيجة كما رصدها التصوير الاليكترونى هى تولد شمس ميكروسكوبية فى قلب الأنبوب الإختبارى بعد فناء الجسيمات الذرية ..
وبهذا أثبت العلماء صحة مولد الكون من الانفجار الكبير بعد تلك التجربة التى أنفقت نحو 70 مليون دولار تقريبا ذهبت كلها فى لا زمان تقريبا " 1 / بليار من اللحظة " ..
وعندما هاجت الصحافة حول السفه العلمى جاءهم الرد الذى أخرسهم عندما كشفت الإحصائيات أن النساء تنفق نحو مليار دولار سنويا على أدوات الزينة وتنفق أمريكا نحو نصف مليار دولار على المخدرات كل عام فما الضير من إنفاق أضعاف ذلك على العلم والمعرفة ؟! ..
وهذه الهمة هى التى تتوافر بالغرب وتنعدم عندنا نحن بالرغم من وجود الأدلة الراشدة كما سبق القول والتى تعد كفيلة باختصار زمن البحث العلمى لدرجات عليا .. فلو توفرت الهداية الربانية بالغرب مثلا عند ظهور نظرية أصل الأنواع لتشارلز داروين لما استغرق إسقاطها السنوات الطوال ولو توافرت نفس الهداية ونفس القدرة على الإستنباط من القرآن الكريم لما ظل العلم الفلكى لمدة تزيد عن الخمسين عاما يعتقد بوجود ثمانية أو تسعة كواكب ولكان البحث قد اتجه على الفور للتنقيب عن احد عشر كوكبا ..
هذا هو الذى أعنيه بضرورة انتباه فئات العلماء والغيورين على الدين من المنظمات المدنية لا الحكومية المتجمده بالسلطة .. لأن العلماء والممولين الذين تتوافر فيهم الغيرة الدينية المحمودة للأسف الشديد يفتقدون إلى التوجه الفكرى السليم فى بناء حضارة الإسلام من جديد فلن أتحدث هنا عن مليارديرات العرب المتمركزين بمصر والخليج ينفقون الأموال فى شتى مصارف السفه كما أننى لن أتحدث عن العلماء النابغين المهاجرين بل سأقصر الحديث على أصحاب الأموال الذين توافرت فيهم النية والعلماء الذين توحدت فيهم العقيدة مع هدفهم العلمى بتمنية البلاد الإسلامية وإحياء الفكر الإسلامى
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإعجاز فى القرآن | سرالختم ميرغنى | منبر الحوارات الثقافية العامة | 6 | 07-07-2019 11:10 AM |
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم | ماجد جابر | منبر الحوارات الثقافية العامة | 11 | 06-10-2012 07:51 PM |
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ | أمل محمد | منبر الحوارات الثقافية العامة | 60 | 11-05-2011 09:16 AM |
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ | أمل محمد | منبر الحوارات الثقافية العامة | 670 | 11-01-2010 07:01 PM |
[ " الإعجاز العلمي في العنكبوت " .....] | حميد درويش عطية | منبر الحوارات الثقافية العامة | 5 | 08-30-2010 12:03 PM |