منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كم أوجعَ التجاهلُ قلبًا لم يُقصّر،
وكم أطفأَ من وهجِ شعورٍ كان بالأمسِ يُنير.
يأتي صامتًا، كريحٍ باردةٍ في ليلٍ طويل،
يقتلُ ببطءٍ، ويُخفي في الصمتِ آلافَ التآويل.
ليس كلُّ من تجاهلَ متكبّر،
ولا كلُّ من سكتَ كان في الرضى مُستبشر.
فبعضُ التجاهلِ حكمَةُ العارفين،
وسترُ النفسِ عن لغوِ المُتكلّفين.
هو غربالُ القلوبِ حين تمتحنُها المسافات،
وبه يُعرَفُ من يبقى على العهد، ومن تُسقطه اللحظات.
فلا تأسَ على من غابَ بوجهٍ بارِد،
فلعلَّ اللهَ يصونُك عن ودٍّ جامد،
وعن حوارٍ لا يُثمرُ إلا الوجع،
ويُبقيكَ في سكينةِ من عَلِمَ أن التجاهلَ أحيانًا فَنٌّ من النضج، لا مَخرج.
التجاهلُ لحنٌ خافتٌ يعزفه الغياب،
وصمتٌ يتدثّرُ بالكبرياء، ويُخفي في جوفه ألفَ عتاب.
يأتيك لا صاخبًا ولا مُعلَنًا،
بل كنسمةٍ تمرّ على جرحٍ لم يندمل، فتوقظه من سباته.
هو فنٌّ من فنونِ الانسحاب،
يُمارسه العقلُ حين يَخذلُه الحنين،
ويمارسه القلبُ حين يَفيضُ صبرًا ولا يجدُ المستحقّ.
في التجاهلِ نضجُ من أدرك أن الردَّ لا يُحيي ميتَ الإحساس،
وأنّ الكرامةَ حين تُهدَر، لا يجبرُها العناقُ ولا التماس.
فدعِ الغافلين في صمتِهم يتيهون،
ودَعِ الأيامَ تكشفُ من في الوصلِ يَصدق، ومن في الودّ يَهون.
فأجملُ الردودِ أحيانًا، أن تلوذَ بالصمت،
وتتركَ للتجاهلِ مهمةَ البيان.
في أوجِ الحنينِ تتلقفك رماحُ الظنون، لِتَهوي بك في قعرِ الحيرة، وفي قلبك لظى الشوقِ يحرقُ فيك أخضر الصبر.
ذلك الصبرُ الذي انطفأَ وهجُه، وما عادَ له وجودٌ بعدما أرهقَه طولُ الصدود.
في الحنينِ مرارةُ السُّكر، يَسقي القلبَ ألذَّ العذاب،
وفي الظنونِ رماحٌ تُصيبُ المخلصَ لأنه أحبَّ بصدقٍ لا يُجاب.
ما أقسى أن يُضحي الشوقُ جمرةً في فؤادٍ صامت،
وأن يُصبح الصبرُ رمادًا بعدما كان أخضر نابت.
لكنّ في انطفاءِ الوهجِ ضوءُ البصيرة،
وفي احتراقِ الصبرِ ميلادُ الفَهمِ لمن اعتبرَ المسيرة.
فليس الحنينُ ضعفًا، بل أثرُ إنسانٍ مرَّ من القلبِ وتركَ فيه وطنًا صغيرًا،
وليس الصبرُ غيابَ الشعور، بل سموُّ روحٍ تُدركُ أن كلَّ انتظارٍ مكتوبٌ بقدرٍ حكيمٍ لا يُؤخَّرُ ولا يُقدَّم
حياك الله أديبنا وشاعرنا المهاجر
قصائدك النثرية اليوم- كالمعتاد - أكثر من رائعة
ولأنها تستحق الاهتمام؛ عدلت نحو خمس كلمات
لعلك تعثر عليها أو يتسع الوقت لأدلك عليها
ولي شرف وجودكم هنا، معلمتي الكريمة. أما تلك الأخطاء، فستنـهك جياد حرصك لكثرتها، ولكثرتها يصعب عليّ الوقوف عليها. ليتني أبلغ من البلاغة منتهاها، ولكنها محاولات مبتدئ، وتواضع الحرف لضعف كاتبه. فالعذر يروى من نبع الاعتراف لا من مورد العتب.
دمتِ لهذا الصرح منارة فائدة ومشعل هداية ورفعة علم وغاية.
خمس مفردات في خمس مداخلات إبداعية مبهرة
لا تندرج تحت عنوان الكثرة، فقد يكون بعضها سهوًا
بسبب الانشغال بالفكرة، أو الانفعال بها، وكلنا نسهو
أما الكلمات فهي كالتالي:
م/ 391
آلافُ التأويل... الصحيح: التآويل/ جمع؛ مؤكد هو خطأ كيبوردي
392
الالتماس: هو طلب الشيء، .. ربما المقصود هنا هو: اللمس أو التَّماسّ
كأقرب معطوف في سياق مفردة العناق.. والله أعلم.
393
خضراء الصبر .. الصحيح أخضر الصبر، لأن المقصود باللون مذكر
394
-وأن يصبح الصبر رمادًا، بعدما كان خضراء نابت .. الصحيح أخضر كالسابق
-كل انتظار مكتوب بقدر حكيم لا يؤخَّر ولا يُسارع.. الصواب اشتقاقًا: ولا يُسرَّع
البطء عكسه السرعة .. والتأخير عكسه التقديم
فالصيغة الصحيحة المعتادة: لا يؤخَّر ولا يُقدَّم
حيث التضاد، وصيغة البناء على ما لم يُسمَّ فاعله
ولا نقول المبني للمجهول، لأن الله سبحانه هو الفاعل: المؤخِّرُ والمُقدِّم
هكذا كان يقول أسلافُنا تأدبًا مع جلال الله وعظمته.
قالت:
ثَمَّةُ جراحٍ تؤرّقني كل يوم، وندباتٌ محفورةٌ في الذاكرة. بداخلي أكوامٌ من الألم، بل شظايا من الأحزان تتفكك على هيئة دموع، كلما هدّتني الحياة! أبكي… والدموع تحكي مسافاتٍ وأميالًا، بُعدًا وبلدانًا… أيُّ وجعٍ هذا الذي يَرسي خيامه عليّ؟ فيرديني صريعةً كلما أردت الفرار! ضعيني بين خرائطه، وحِدت عن الطريق…
قلت:
أيُّ حزنٍ ينحت فيّ البؤس حتى حدّ التشبّع، وكأني بين صفحاته رواية. يكتب سطورها ببكاء الحروف، ويرقص على أعتاب الحنين، وعندما أبكي، يستيقظ النبض، وأتقيّأ الذكريات، وترتجف فرائصي، فلا أشعر إلا أنني في عالمٍ آخر.
قالت:
أحاول أن ألملم أشتات الواقع… قل أنه "هُدم". أمنياتٌ انتهت، وماضٍ رحل… ولا زلت أقف على أنغام الموت، أنتظره يومًا بعد يوم، عله يكتب لي شيئًا من "الراحة" من تعب الحياة.
قلت:
كم منا يستيقظ وينام على وقع الأحزان، والهمُّ فينا يطاول السماء؟ عند الصباح تشرق الشمس على يومٍ جديد، تبعث الدعوات إلى رب العالمين، وتنسكب الدموع على دفتر الأيام لتُبلّل أوراقنا القديمة، وتدخلنا في أتون الذكريات. حينها يموج في القلب داعي الحنين، نختبط في الأرض، والوهن في القلوب ينمو.
قالت:
أشتكي من الحزن وأبحث عن الخلاص، والجروح بداخلي عميقة بلا قرار، أخفي آثارها بابتسامةٍ عريضة، أحاول عبثًا إخفاءها، لأن العيون لا تعرف السكينة، وجموح المشاعر سبيل الهروب من دوامة العتاب، والقول بأن الأمر ذاك يُعاب.
قلت:
يريدوننا بشرًا بقلب كالحجر، دعواتهم مغلّفة بالإشفاق، فما عاد الحزن يجدي، ولا يعيد ما فات، تلك دعواتهم، والصدق في ثنايا الإخبار.
قالت:
تلك مرحلة طَوَتْها الأيام، وحملتها رياح الزمان، وما علينا غير فتح صفحة جديدة نستشرف بها نعمة الأمان…
قلت:
فالعمر يمضي، ورسائل انقضائه نراها في تعاقب الليل والنهار. فيا قلبي أبشر، فقد جاءك الاطمئنان، فغادر مواطن البلاء، وخلع رداء العناء، فالعمر إلى زوال، وأنعش القلب بالصفاء.
قالت:
وساير الأحزان بالصبر والسلوان، فما دام فرح، ولا حزن في قلب إنسان. أبرم اتفاقًا مع نفسي بأن أجعل من الأحزان محطةً لمراجعة الحساب، لأمضي بعدها بلا ارتياب. بتلك العبارة أنهي حزني، ومنها أبدأ حزني الذي أدور حول حِماه الذي لا أكاد أنهض منه حتى أعود لأسقط فيه من جديد!
قلت:
ليتنا نستطيع الهروب! ولّيت قلوبنا بلا مشاعر، ولّيت الدمع يتجمّد على حافة الذكريات. نعبث دومًا حول ماهية الأسباب، ونسأل: لماذا رحلوا؟ وكيف لقلوبنا أن تصبر؟ وكيف سنعيش؟ نساير الزمن كثيرًا، نمضي ونتناسى، وغالبًا ما ننكسر، نتعثّر ونَسقط عند أقرب كلمة، أو أقل حركة، أو حتى لقاء عيون. والمنكسر مجدافه يتيه ويضيع، وينغمس في أعماقٍ مُزرية، نبحث عن ذاتنا ولا نجدها، كانت، وكانت، وكانت غرقى، ولا نريد النجاة، ونفقد أنفسنا مرات ومرات، حتى البوح تعب حروفه، ولم تعد يداي قادرتين عليه، عسى الله أن يكتب لقلوبنا فرحًا قريبًا.
قالت:
سأستميح شعوري عذرًا كي أعاود تقييم ذاتي، أُطل من شرفات الماضي، أسرج بذلك فكري لأنهك جواد ذكرياتي، أستقصي مواطن اللقاء، حيث تلاقينا بعد إرهاق، بعدما تراكم على سطح القلب غبار الشوق، فتعلّق بذاك نبض يتحشرج في صدر الكون، ويعبث الوقت بعقارب الساعة.
قلت:
وقد تغشى واقعي سراب الأماني، فما زلت أسفّ قفار الرحيل حتى يسلمني العناء لسباتٍ عميق ليخفف عني تباريح السنين. هذيانٌ يُعمّق الجرح، ويُلهب الصدر الحزين، والشوق يبني سرداب الأنين، تركض الأمنيات تعانق المستحيل في عرف من أخضع قلبه لداعي العويل، فأسلم أمره لسجّان التيه.
طرائقٌ فيها يسري الهائمون على إيقاع عزف العاشقين، يبنون بها قصور الحالمين بفجر يجمع شتات قلوبهم لتسكن في ديار الآمنين.
يبكي، يشتكي، يتذمّر، يتبرّم، يعبس، يغضب، وفي نهاية أمره: ألمٌ ما زال متشبثًا به، وعنه لم ينجَل. فما يزال ذاك حال من أرهق جواد عزمه في ميدان الحزن، وظنّ أن الحل في رحيله عن الشهود، فكان الهروب إلى الأمام ليجد نفسه على ذلك الحال، يتعاقب عليه الليل والنهار، والشروق والغروب، مضمّخٌ بالأسى، يرعى النجوم، يرجي الأفول، آماله معلقة في مشانق اليأس، وقد وضع عنق الأمل في مقصلة القنوط، تسمع منه ذاك العويل وتنهدات السنين، تهرب منه العبر، وتزاحم الأفكار عقله، والحلول تراوده، غير أنه أودع كل ذلك في سرداب التسويف بعدما تجرد من الأخذ بالأسباب، ويبقى على حاله يعيش ويموت، ويُبعث عليه مرةً أخرى، عشقَ جلدَ الذات وآهات الليالي الطوال يجد في ذلك الواقع أنه قدر ليس منه وعنه مفر، فيعيش في أتونه، ليستجير به كالمستجير من النار بالرمضاء، بينما الحلّ شاهِر للعيان، لا يكلّفه إلا التفكر والجلوس مع النفس جلوس محاسبة وتقييم، ليعرف بذلك قبلته وموضع قدمه، أما ندب الحظ بالنواح فلن يقرب بعيدًا، ولن يعيد له حبيبًا.
قالت:
كلماتٌ أحيت بداخلي شيئًا جميلًا، قل أنها ذكرتني بنفسي القديمة، آه وما أجملها من أيام حين كنت لا أترك للحزن منفذًا، ولا لليأس مكانًا بين أضلعي. كانت حياةً رغم أنها جنونية، وفيها كثير من طول الأمل، إلا أنها كانت الأجمل بالنسبة لي، أحاول وأقسم جاهدة بذلك، ولكنني أسقط كم مرة أشرعت نوافذي وشممت هواء القرآن، وعند أول حركة للعاطفة أنهار بالبكاء، حتى عجزت حينها عن قراءة آية من كتاب الله ثلاث ليالٍ متتالية. كلما فتحت الصفحات تبللت بماء الندم والأحزان، ورغم ذلك تلك الليالي علمتني الكثير، وعلمتني كيف تسقط الدمعة من أجل الله، لا لغيره، ومن أجل الآخرة لا للدنيا.
قلت:
رغم الحزن نظل نتعلم، ونتعلم، ونبقى كلما عذّبنا جلد الذات نهرع لآياته، نُرمّم ما تهدّم من دواخلنا، ونلمّ أشتاتنا، وإلا كنت لا شيء يُذكر الآن، هباءً منثورًا.
قالت:
لكلماتك أصب خبيبات السكر في الحياة، أتوفر بالتفاؤل، وتشرق بسمتي من جديد، أدامك الله نبضًا زاهرًا لأحبابك.
قلت:
لطالما حلمت أن أكون خلقًا آخر: همسة بها حياة وحديث الروح من بعد أن نالها التهميش، حتى باتت تئن من رغبتها لتلك الجرعات التي تُحييها من رقدتها، وتعيد لها بسمتها وسعادتها. نصبنا جام الاهتمام بما يداعب القلب والأذهان، نسافر عبر الخيال، نُفرد شراع الأوهام، نركض خلف سراب يحسبه ماء ذلك الظمآن، تسير به الأقدام حيث تعاقب الأيام، وهو وسنان يطربه شدو ولهان، والقلب يُغرس فيه الأحزان، وأرى الجسد تفترسه الحمى والسهر، والحال يشكو جور إنسان، نصيح ونبكي من ضيق الحال، نصف أوضاعنا بأبشع الأوصاف، وبعد ذلك نلوم الأيام لما يجول ويعانيه الإنسان، يبحث عن السعادة في تفاهات الأشياء، نلوذ بمن يعز عليه امتلاك ما يعينه على بلواه، تُذاع لنا الحلول ويعلونا الذهول، ونحن ساهون واجمون، نريد الحلول من غير مجهود، والقلب من الخير كالعصف المأكول، وحب الشر لنا مجبول، يشقّ ضميرنا معول التذكير، ولا تزال قلوبنا أقسى من الجلمود.
هي:
لأجلك…
أترك الكلمات تموت بعد كتابتها؛
أقذفها بعيدًا، خاصة إن كانت موجعة.
نكتب لنُخرج الألم،
لكن الألم — يا صديقي — يعود ليرتفع فوق قلوبنا،
يطوف بها، ولا يزول…
تظل الذكرى مؤلمة مهما تلطّفت.
أكتب…
لكنّي أحاول ألّا أحبس نفسي
في قفص الشعور ذاته الذي يهجم بعد الكتابة.
الرحيل موجع،
وقد قلتُ لك من قبل:
نحن نعيش الوجع ذاته… نغرق في الشعور نفسه.
الحمد لله على كل حال.
وغوصي في الكتب، والخط، والتصميم،
وفي ما لا يُذكر من المشاغل،
مجرد محاولة للتناسي…
جرعة نسيان مؤقتة لا أكثر.
أنا مؤمنة أن الإبداع لا يجيء صدفة،
وأن الألم كثيرًا ما يكون بوابته.
أسأل الله أن يغرس حبَّه في قلوبنا،
لتشبع نفوسُنا طهرًا ونقاءً وعفّة.
الحمد لله… دائمًا.
وكن جميلًا وابتسم…
فهذه عبارة ترافقني صباحًا ومساء،
أردّدها… فأبتسم.
أما الراحلون…
فلا نملك إلا الدعاء لهم،
وأن تبقى ذكراهم في القلب.
---
هو:
أعرف ما تقولينه…
فالذكريات الموجعة لا تأتي وحدها؛
تفِد علينا كمن يغرس خنجر البَين
في قلبٍ مستهامٍ لم يبرأ…
فتسلب منه جَنانه — بفتح الجيم —
وتبقيه يقظًا على حرقةٍ لا تنطفئ.
ولا ينجو من ضجيج الذكرى
إلا من أدرك الحقيقة،
فاستيقظ عقله،
وخضع للرضا والتسليم…
هناك فقط يبدأ الشفاء.
نكتب…
فتتمايل الكلمات بين متناقضين،
تعايش حركة الحياة دون أن تحيد.
فالحياة — كما ترين —
تتأرجح بين:
أما الدموع…
فنستدعيها لتكون حبرًا،
ونكتب بها جراحًا لا تجف؛
فالحبر دمٌ سال من شريانٍ مثخنٍ بذكرى.
---
هي:
وقد أخذت بملاحظتك في أمر يُصفر ويُصفّق،
وكانت مسوّدة تصحيحٍ أثبتُّها…
فالشكر لك لا ينقطع.
---
هو:
وكم كانت تصلني لأجلك رسائل عتاب…
تربّت على كتفي،
تمسح دمعتي،
وتوبّخ ذلك السيل من الحزن الذي أبعثه.
وأنا — كما قلت دائمًا —
لست إلا رسول العاشقين:
أكتب بلسانهم،
أواسي وحشتهم،
أضمّد جراحهم،
أعرّف بهم،
وأحذّر السائرين في دروبهم.
أما أنا…
فعندي يقينٌ — لا يتزعزع بإذن الله —
أن الرزق، والأجل، والقلب
كلها مقسومة مكتوبة،
ولا لقاء ولا فراق
إلا وقد خُتم نصه ونُفّذ أمره.
وأقول لنفسي ولك:
إيّاك أن تُشرّعي قلبك لكل طارق؛
فالويلات تأتي ممن أُذن لهم بالدخول.
وإن كانت تلك تدابير سلامة،
فلن يسلم القلب — رغم التصاقه بالجسد —
من سهام الإعجاب،
ولا سلطان لنا عليه!
وفي النهاية…
الحبّ لا يتربع إلا لواحد،
ولا يستحق العرش إلا من كان له القلب أصلًا.
فلا تتعلّقي بوهم،
ولا تجعلي الحب في الظلال؛
دعيه في النور، واضحًا، نقيًّا.
ومن أراد الحلال…
فليطرق الباب.
أما الكلمات الرنانة…
فتأسر القلوب وتترك أصحابها أسرى الحروف بلا أمان.
ولا يستحق سكب الدموع
إلا ربٌّ عظيم،
جفّت العيون من حياء التقصير في حقه،
وقصرت الخطى عن نيل رضاه.
---
هي:
صدقت…
مع الله وحده يصفو الطريق.
هو:
ومعه وحده تطيب الخطى.
هما معًا:
كونوا مع الله دائمًا،
وادمنوا طرق بابه ومناجاته،
وذوبوا في محبته…
تنالوا قربه ومودته.