قديم يوم أمس, 09:49 PM
المشاركة 361
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أسمعُ في حرفك صمتَ الجراحْ
وحكايةَ قلبٍ أرهقهُ الكفاحْ

لا تُخبئْ أشلاءَكَ المُنهَكةْ
في أعذارِ مَنْ باعَ قلبَكَ بُرْهَةْ

مُذْ قررتَ أن تُولدَ من جَمرِكْ
وتمزّقَ حائطَ سرابِ العَهدِ
لم يعدْ سوى الطُّرقِ..
والريحِ في الفلاةِ
تمحو خُطاكَ..
وتلملمُ دربَكَ شمسُ غدِ

قديم يوم أمس, 09:50 PM
المشاركة 362
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
نُلَمِّلُ أجداثَ الماضي...
وَنَسيرُ عَكْسَ التيّارِ المُوازي...
وَنُنادي مِنْ بَعيدٍ في فَلاةٍ شَحَّ فيها المُجيبُ!

قديم يوم أمس, 09:51 PM
المشاركة 363
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
وَأَمَامَ مَوْجِ البُحُورِ الَّتِي تَحْمِلُنِي
أَنْظُرُ.. أَرَى بَوْصَلَةَ الوَجْدِ تُنْبِئُنِي:
لَنْ تَطُولَ المَسَافَاتُ بَيْنَ الحَنَايَا وَحَنَايَاكْ
سَوْفَ تَلْتَقِي القُلُوبُ.. فَجْأَةً.. عِنْدَمَا تَمْتَلِكُ العِنَايَاكْ .

قديم يوم أمس, 09:54 PM
المشاركة 364
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
وَلِتلكمُ الريحُ التي
كشفتْ عُرْيَ الزَّيْفِ في وضحِ النهارْ،
ومزّقتْ سِتْرَ الخداعِ،
وقطّعتْ وَريدَ وجهٍ كان يبتسمُ…
وفي فمهِ سُمُّ القرارْ.

طالَتْ أيّامٌ،
فتناسلتْ أعوامُها المُرَّة،
ولا ملامحَ للغدرِ على الوجوهِ،
سوى ابتسامةٍ صفراءَ…
تُخفي خلفها خناجرًا سوداءَ،
وأضغانًا عششتْ
في قلبِ إنسانٍ بلا أوتارْ.

يتحيّنُ الفرصَ،
يراقبُ الغفلةَ…
يُبقي الخلاصَ مُكبَّلَ اليدين،
ويُنْبِتُ في فمِ العدلِ ألفَ مِزمارْ،
لكنه لا يُغنّي،
بل ينفخُ في جمرِ الألمِ،
وينتظرُ موعدَ التأبينِ
ليجهّزَ مَراسمَ الرحيل…
لمن كانَ يظنُّ النجاةَ اختيارْ.

أهكذا تُولدُ الحكايا؟
من رحمِ ريحٍ لا تملكُ بيتًا،
ولا ذاكرةً تأوي إليها؟
أهكذا تُكْتَبُ النهايةُ،
في صفحةٍ نُسيتْ على قارعةِ الانتظارْ؟

لكنّ للريحِ ذاكرة،
تحملُ أنينَ الجدرانِ،
وصوتَ العيونِ التي لم تَبُحْ،
وتاريخَ الأيادي التي امتدتْ
لا للمصافحة،
بل لتُسقطَ الستارْ.

ومع هذا...
ففي الريحِ بُشرى لمن صبر،
وفي انكشافِ الزيفِ نورٌ،
وفي انكسارِ الثقةِ ولادةُ بصيرة،
فما من ريحٍ تشتدُّ إلا لتُمهّد للسكينة،
وما من خيبةٍ،
إلا وتُغلقُ بابًا… لتفتحَ ألفَ دارْ.

قديم يوم أمس, 09:55 PM
المشاركة 365
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
انطفأتُ
كأنّي آخرُ شرارةٍ
في مدافنِ البوح
أعانقُ رمادَ صمتي
وأستدرجُ من وجعي
بقايا صلاةٍ مؤجلة...

أتمددُ على هامشِ الوقت
كظلٍّ فقد جدارَه
أعبرني كأنني غريبٌ
في جسدٍ يشبهني
وأوشّحُ خرائبي
بوجهكِ…
كأنكِ المعنى
الذي نسيه الحرف

قديم يوم أمس, 09:55 PM
المشاركة 366
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أهوي في داخلي
كمن ينقّب عن ضوءٍ
في نفقٍ نسيته الشمس...

كلما حاولتُ أن أرفع رأسي
وجدتُ فوقي سقفًا من الذكريات
منخفضًا…
قاسيًا…
كأنه يُعيدني إلى الأرض
كلّما همستُ للسماء بشيءٍ من حلم.

أنا لا أهرب،
لكنّني أشيح بقلبي
عن كل ما يشبهكِ…
لأنّني لا أقوى
أن أراكِ
في وجهٍ لا يعرفني.

كلماتي؟
مبلّلة بالخذلان،
ومخطوطة على جدرانٍ
لم يقرأها أحد.

أحاول أن أنسى
لكنّ التفاصيل تعرف اسمي جيدًا،
وتناديني
كلّما ظننتُ أنّي عبرت.

أكتبكِ،
ليس لأنكِ تعنين النهاية،
بل لأنكِ
ما زلتِ العنوان
الذي يبدأ به كلّ وجعي.

قديم يوم أمس, 09:56 PM
المشاركة 367
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
كم رددتُ بناني عن لفظ الحرف في كل مرة، إذ كانت الكلمات تمضي كالسهام، وإن كانت نيتها سلامًا، فكم من كلمةٍ خرجت من القلب، فزلّت على اللسان، ففُهِمت على غير وجهها، وحُمِّلت ما لا تحتمل، فكان الندم يأتيني لاحقًا، كضيف ثقيل لا يغادر.
خشيت دومًا أن يُؤوّل حديثي على غير ما أردت، وأن يُقرأ قلبي بعيون لا ترى نبضه كما هو، فيُكتب علينا جُرم لم نقترفه، وتُنسب إلينا خطيئة لم تكن يومًا منّا، فيكون العقاب قطيعة، ويكون ثمنها فقدان من نحب، على شيء لم يكن سوى سوء فهم.

فكم من عاشق افترق، وما كان الذنب إلا همسة لم تُفهم، أو نظرة أُوّلت، أو كلمة سكنت بين السطور فأيقظت نارًا ما قصدنا إشعالها، فينتهي الوصل، لا لأن الحب انطفأ، بل لأن المعنى انكسر.
فاخترت الصمت، لا ضعفًا، بل حذرًا، وجعلته جوابي الوحيد على ما يأتيني من رسائل، وإن كانت روحي تشتعل شوقًا، وإن كان القلب ينزف القاني من التحنان، ويئن من وطأة الحنين.


أتعلم؟
ليس كل من سكت فارغًا، وليس كل من مضى ناسيًا.
أحيانًا نصمت لأننا نخاف أن تُسقِط الكلمات ما تبقّى، وأحيانًا نرحل لأننا نحب، لا لأننا مللنا.
فدعني أختبئ خلف السطور، وأكتم صدري عن كل ما يُقال، علّ الصمت يحميني، وعلّه يُبقي بيننا شيئًا لا ينكسر، شيئًا يُشبه الحنين حين يخنقنا ولا يقتلنا.

قديم يوم أمس, 09:58 PM
المشاركة 368
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أنا لستُ عينًا تُبصِر،
بل قلبًا يستشفُّ النور من بين ظلال الحيرة،
أشبه بندفةِ ضوءٍ تسقط في عمقِ ليلٍ دامس،
فتُوقِظ في الروحِ خريطةً لا يعرفها إلّا السائرون نحوي
بنور اليقين.

تسألون: من أنا؟!
أنا نورُ الساري في دياجير الحيرة...
وكهفُ أسرارِ الوجودِ الكثيرة...
وشمسُ الحقيقةِ في مجرّاتِ الكونِ الوسيعة...
وغيثُ الحياةِ للأرضِ القَفِيرة...
وطِبُّ القلوبِ المريضة...
وملاذُ اللاجئِ من العذاباتِ المريرة...

فهل عرفتني؟!

فتِّشْ في جيوبِ الحياة...
واستحضرْ وجوهَ المارّين...
واستنطِقْ حروفَ الكاتبين...
وحَرِّكْ مشاعرَ العاشقين...
وطَبْطِبْ على قلوبِ المكلومين...

ستجدني بين حرفِ العلّة،
وبين ضميرِ المتكلم،
وبين المبنيّ للمجهول...
كائنًا لا يتحرّك،
بعد أن جُرِّدَ من معناه،
فبات كريشةٍ تتقاذفها الرِّيح،
فتهوي بها في بئرٍ عميق...

فلا تسأل عن اسمي،
فأنا اسمٌ بلا صوت، وصوتٌ بلا لحن،
أنا ظلُّ الحقيقةِ حين تغيب،
وصرخةُ المعنى حين يصمتُ كل شيء.

أنا لستُ من هذا الطين وحده،
بل من سرِّ النفخةِ الأولى،
من صمتِ المعنى حين يفيض الكلام،
ومن وجعِ السؤال حين يعجز الجواب...

أنا أثرُ النورِ في أزقةِ العتمة،
والوَصلُ حين تنقطع السُّبُل،
أنا نبضُ الفكرة في صدرِ متأمِّل،
ووميضُ البصيرة في عينِ حائر.

أنا همسةُ الأمل في أذنِ اليائس،
وسجدةُ الروح في محراب الإدراك،
أنا الحكاية التي لا تُروى،
لكنها تعيش في كلّ سطر، وكلّ صمت.

فتِّش عني في شهقةِ الولادة،
في دمعةِ العارف،
في نشوةِ القصيدة،
وفي صمتِ المريد...

ستجدني نائمًا في جفنِ المعنى،
أرتِّب للفجرِ مواعيدَ قيامه،
وأجفّفُ دمعَ الليلِ حين يطول...

أنا لستُ وصفًا يُقال،
ولا حدًّا يُرسم،
أنا المَعبر،
والمعنى،
والحكاية التي ترويك... دون أن تنتهي.

قديم يوم أمس, 10:00 PM
المشاركة 369
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أتراه قولًا يُصيب الحقيقة؟!
بأنَّ الصدى مُحالٌ أن يُولَدَ من سكون!
فهأنذا أُصغي إليه في عمق نفسي،
حين يصمت الوجود.

ومن قال إنَّ الجُرح لا يُزهِر؟!
فقد رأيت من أليم الألم تُكتب القصائد، بها تُواسي المنكوبين.

لي مِعطفٌ نُسِجَ كي يكون سترًا،
يَقيني سهمَ الفقدِ طُرًّا.

وكم حفرتُ في أرض الغياب قبرًا،
لأدفن فيه قلبًا لطالما نبض قهرًا،
كي أعيشَ باقيَ العمرِ رَشَدًا،
وأطوي منه صفحة الأنين.

فليت لي قلبًا يلفحه شذى الأمل،
فأعيش في جنة النعيم.

قديم يوم أمس, 10:02 PM
المشاركة 370
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
وفي قلبي جمرُ الجوى فُرقةٌ،
وذاك الشوقُ زادَ من جذوةِ الوجعِ،
أسير في بيداء العمرِ حاملًا شعلةَ النورِ، وفي أصلها جذوةٌ من نارٍ تحرقُ خضراءَ الأملِ.

ما وجدتُ غيرَ حرفِ الألمِ يتصدرُ صفحتي،
وكأن حروفَ الفرحِ انعتقت من ربقةِ الإحساسِ،
تنثرُ الأحلامُ في ليلِ الصمتِ الموحشِ،
وترسمُ في الفضاءِ نجومًا من أشجانِ،
تتراقصُ كخفقاتِ القلبِ بين همساتِ الريحِ،
وترسلُ أنغامَ الفرحِ في أوتارِ الوجدانِ.

فكيف السبيلُ إلى ضياءٍ بعدَ عتمةِ الليالي،
وأين المدى حين يغيبُ الأملُ عن الآمالي؟
أمضي وأحملُ فوقَ الكتفينِ أثقالَ الهمومِ،
وفي الروحِ شعلةٌ لا تخبو، رغمَ العتمةِ واللومِ،
تتحدى الصعابَ، تسيرُ نحوَ فجرٍ جديدٍ،
تزرعُ في القلبِ بذورَ العزِّ والعزيمةِ

فمهما طالَ الطريقُ وطالَ النوى،
يبقى النورُ في جوفِ الروحِ، والأملُ لا يموتُ.

ويا قلبُ لا تبكِ على ما قد فات،
فالدهرُ يمضي والآمالُ تنتظرُ الصفاء،
والحلمُ في أعماقنا منارةٌ تُضيءُ دربنا،
تسقي النبضَ عشقًا، وتنشرُ فينا ضياء.

فمن رحمِ الألمِ يولدُ الوجدُ عذبًا،
ومن عمقِ الظلامِ تشرقُ شمسُ الصفاء،
فاصبرْ على قسوةِ الأيامِ وجراحِها،
فكلُّ جرحٍ يحملُ في طيّاته البقاء،
والصبرُ مفتاحُ الفرجِ والنجاة،
والحبُّ بذرةٌ في القلبِ لن تذبلَ مهما غابَ النورُ وأطبقتْ السماء.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 1 والزوار 21)
مُهاجر

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.