قديم 08-09-2025, 09:30 AM
المشاركة 311
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
صَعبٌ أن تُضيءَ في عُتمةٍ لا تُبصرُ ضوءَكْ،
أقسى أن تُنيرَ فلا يَرَوا إلا ظِلالَ حُجُبِهمْ!
تَحملُ عبءَ اليقينِ في ديارِ الجَهالةِ،
وتسيرُ ضدَّ التيارِ فَتُكسرُ أضلاعُ قاربِكَ!
* * *
كُلَّما ارتقيتَ جبلاً، أرسلوا حجارةَ السُّخريةْ،
كُلَّما ناجيتَ بالحِكمةِ، صاحوا: "هذا شَطَطٌ وَخُرافةْ!"
تُصارعُ الوَحلَ لِتُزهِرَ وَردةً،
فإذا بها تذوي بينَ أنيابِ العواصفِ!
* * *
تجرعُ كأسَ العزلةِ: رحيقُ المُخالفِ للمألوفْ،
وتحملُ جراحَ الغُربةِ: سِمَةُ العاقِلِ في زَمنِ الجَهْلِ!
حينَ يَنثني ظهرُكَ، تُدركُ أنَّ الزمنَ خانَكْ:
لحظةُ العودةِ ماتتْ، وبَقيتَ أسيرَ ميدانِ المعركةِ!
* * *
الهزيمةُ هنا ليستْ انكسارَ السَّيفِ،
بلْ انكسارَ الرُّوحِ بينَ أنقاضِ اليَأسِ!
الطعنةُ ليستْ من خَلفٍ، بلْ من صَدْرٍ ظننتَهُ حِصناً!
هذا الموتُ البطيءُ: ثمنٌ لفِكرٍ تجرَّأَ أنْ يَكون!
* * *
أنْ تُسَلِّمَ بالهزيمةِ: اعترافٌ بأنَّكَ حَاولْتَ،
ألا تُسلِّمَ: وَقوفٌ على حافةِ الهاويةِ!
هنا المفارقةُ:
الاستسلامُ نَصرٌ مَدفونٌ،
والمقاومةُ هزيمةٌ مُتوجةٌ!
* * *
فَخُّ المُثقفِ أنَّهُ يَرى المَصيرَ قبلَ وُقوعِهِ،
ويَسيرُ إليهَ بعينينِ مفتوحتين!
فإذا نجا مِنْ وَحلِ الجَهالةِ،
غَرِقَ في نهرِ الوَحدةِ!

قديم 08-09-2025, 08:33 PM
المشاركة 312
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ضاع الفكرُ بين خافقينْ
جزءٌ مني يُريدُ نهلةً
والآخرُ الخفيُّ يُحاربهْ
نفسٌ تشتهي الوصلَ شوقًا
ونفسٌ كالجدول تركضُ لمحاربهْ
كلٌّ يختال في مملكة الوجدِ
والضياعُ سلطانٌ يُناجيهْ

قديم 08-09-2025, 08:34 PM
المشاركة 313
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
نصفِي يُناجي: ها أنا ذا!
ونصفِي الخفيُّ يُحاور رغبتي
ضِعتُ بين نارين:
شوقٌ يُرنحني
وعقلٌ يرفض دفني في سجن رغبتي

قديم 08-26-2025, 10:20 PM
المشاركة 314
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
تتجافى جنوب الحروف فرقًا،
وتنهزم العزائم ألمًا،
وتنزاح الإرادة خوفًا...
سوابق التجارب أثخنت الهمم جرحًا...
وأشباح الماضي تتدافع قدمًا...
تباعد الزمان...
وتباعدت الأجساد...
وتقادمت الأحداث...
لم تشفع... ولم تداوِ الأدواء...

أيكون العيب فينا؟!
أيكون الحل بأيدينا؟!
أيكون الغوص في مآسينا يجعلنا
نقيم الطقوس في معابد ماضينا!

أوراد الخلاص نأتيها...
نصائح الشفاء تنادينا...
مآلات الهلاك تهادينا!

في تيه التخبط نسبح...
والسؤال عن الخلاص يطرح...
والنهاية... تجارب الماضين لنا تشرح!

قديم 08-26-2025, 10:21 PM
المشاركة 315
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
يا طيفَ الأحبةِ في خيالي،
كم يضجُّ القلبُ شوقًا في الليالي،
أهيمُ بنجمةٍ، وأسألُ القَمرَ:
متى يأذنُ الغيابُ بالزوالِ؟

تؤرجحني الذكرى على وترِ الحنين،
فأغدو طفلًا يركضُ صوبَ الحنين،
أبحثُ عن دفءِ صدرٍ طالَ افتقادي له،
وعن يدٍ كانت تمسحُ وجعي بلا أنين.

هناك... حيثُ العيونُ تبتسمُ قبلَ الشفاه،
وحيثُ الحديثُ صمتٌ... لكنه أقربُ للنجاة،
أحنُّ إلى موطنٍ ليسَ في الأرضِ... بل في الوجدان،
إلى لحظةٍ تمحو الغربةَ، وتغسلُ القلبَ من الأشجان.

فيا نسيمَ المساء، إن مررتَ بهم،
أخبرهم أنني ما زلتُ أحلمُ كلَّ فجرٍ بهم،
وأن العودةَ وإن طالت، قدرٌ لا مفرَّ منه،
فالقلوبُ إن اشتاقت، دلتها الأيامُ على طريقِ السكن.

قديم 08-26-2025, 10:24 PM
المشاركة 316
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
عِنْدَمَا يَصِيرُ النُّقَاءُ قَفَصًا
كُلَّمَا اشْتَدَّ البَيَاضُ..
رَأَى الظِّلَّ خَطِيئَةً!
سَقَطَتْ مِنسَأَتِي..
لَمْ تَكْسِرْهَا الأَيْدِي..
إِنَّمَا اِنْكَسَرَتْ حِينَ لَمْ تَحْتَمِلْ ثِقَلَ السَّمَاءِ!
***
(1)
مَاذَا يَفْعَلُ المَاءُ إذَا تَجَمَّدَ؟
يُحَوِّلُ نُقَاءَهُ إلَى سَيْفٍ..
يَقْطَعُ مَجْرَاهُ بِنَفْسِهِ..
هَكَذَا الطُّهْرُ المُطْلَقُ:
صَمْتٌ يَقْتُلُ الأَنْهَارَ فِي أَعْمَاقِنَا..
***
(2)
كُنْتُ أَحْمِلُ مِفْتَاحَ الجِنَانِ..
فَلَمَّا صَرَخُوا: "المَطَارِدُ تَدَنِّسُ الحَقِيقَةَ!"
رَمَيْتُهُ فِي البِحَارِ..
غَرِقَ المِفْتَاحُ..
وَبَقِيَتِ الأَبْوَابُ تَصْرُخُ:
"أَيْنَ الحَمَاقَةُ؟ أَلَيْسَ النُّورُ يُوَلِّدُ الظِّلَّ؟!"
------------
(3)
فِي مُتْحَفِ التَّطَهُّرِ:
هَذِهِ عَظْمَةٌ مِنْ ظَهْرِي..
تُمْسِكُهَا يَدٌ مِنْ خَزَفٍ..
كَتَبُوا تَحْتَهَا:
"انْكَسَرَتْ حِينَ أَرَادَتْ أَنْ تَمْسَحَ الغُبَارَ عَنِ المَرَايَا"..
أَتُرَاهُمْ يَفْهَمُونَ أَنَّ المَرَايَا لَا تُنْظَفُ..
إِلَّا بِأَنْ تَتَشَظَّى؟
_________
(4)
لَيْسَ الخَطَرُ فِي أَنْ تَأْكُلَ الذِّئَابُ لَحْمِي..
الخَطَرُ أَنْ أَصِيرَ ذِئْبًا..
أَمْضَغُ أَضْلَاعِي خَوْفًا مِنْ أَنْ تَلْتَوِثَ بِرُوحِي!
مَتَى يَفْهَمُ المُتَطَهِّرُونَ أَنَّ:
الحَيَاةَ غَيْمَةٌ تَمْطُرُ طِينًا.. لَيْسَ بَرَدًا نَقِيًّا؟
_______________
الخَاتِمَةُ
لَا تَلُومُوا المِنسَأَةَ..
فَالَّذِينَ اِحْتَرَقُوا بِشَمْسِ نَقَائِهِمْ
لَمْ يَكُونُوا يَحْمِلُونَ عَصًا..
إِنَّمَا كَانُوا يَحْمِلُونَ مِرْآةً..
رَأَوْا فِيهَا وَجْهَ الأَرْضِ..
فَظَنُّوهُ شَائِبَةً فِي السَّمَاءِ!
_________________
الخاطرةُ تَعْبَثُ بالسُّؤالِ:
أَلَيْسَ النقاءُ المُفرطُ انتحارًا للروح؟!

قديم 08-26-2025, 10:25 PM
المشاركة 317
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ألا تعرفُ..؟
أنَّ كِياني طَرْقٌ على بابِكْ؟
أدقُّ كَمَا يدقُّ اللحنُ في أوتارِهِ..
ويَخْفِقُ كَمَا يخفقُ الحُلمُ في عُمرِ الغُروبِ..
حتَّى صِرْتُ أسمعُ صَوتَ العَطَشِ..
فِي كُلِّ ارْتِجَافَةٍ تَتَسَرَّبُ مِنْ أَصَابِعِي..
كَأنَّنِي نَدًى يَخَافُ أَنْ تُطْبِقَ الزَّهْرَةُ جُفُونَها..
قَبْلَ أنْ يَلْثمَها!
ألا تعرفُ..؟
أنَّ البُعْدَ عَنْكِ..
لَمْ يَكُنْ إلاَّ رَكْضًا نَحْوَ غُيُوبِكْ؟
أطوي المَسَافَاتِ..
كَمَا يَطْوِي الشِّتاءُ صَدَاهُ..
حِينَ يُنَادِيهِ الرَّبِيعُ..
فَيَعُودُ شَذًا يَتَعَلَّقُ بِأَجْنِحَةِ الرِّيحِ..
وَيَغْسِلُ آثَارَ الْبَرْدِ!
ألا تعرفُ..؟
أنَّك صِرْتَ فِي دَاخِلِي..
مثلما يَتَسَرْبَلُ الْمَطَرُ بِذَاكِرَةِ الطِّيْنِ..
حَتَّى إِذَا جَفَّتْ أَرْضُ الْعُمُرِ..
بَقِيَ فِيهَا اخْضِرَارُكْ؟
مثلما يَبْقَى الْجَمَالُ فِي وَرْدَةٍ..
حِينَ تَذْبُلُ..
وَيَبْقَى الْعِطْرُ سِرًّا يُنَادِي:
أَنَا لَمْ أَرْحَلْ بَعْدُ»..
---
وَسَطَ هَذَا الْعَطَشِ الْمُقَدَّسِ..
لَوْ تَدري:
أَنَّنِي أَصْبَحْتُ أَرْهَبُ الْفَرَاغَ..
فَمَا الْعَدَمُ إلاَّ حُضُورٌ لِغَيَابِكْ..
وَمَا الظَّلامُ إلاَّ نُورٌ يَنْتَظِرُ عَوْدَتَكْ!

قديم 08-26-2025, 10:26 PM
المشاركة 318
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
لا تزال الحروفُ تراوحُ مكانَها،
والبوحُ يختبئ خلفَ أستارِ الخجل...
والعجزُ باتَ سيّدَ الموقفِ،
ينثرُ صمتَه على سُطورِ الأمل!
تبقى خُطىً خجلى،
تترددُ بينَ ماضٍ يأبى الرحيل،
وحاضرٍ يُقاسي من الترحالِ الطويل...
وقلوبٌ تتفطّر شوقًا،
تذوبُ لهفةً، وتشتعلُ وجْدًا،
كأنَّها عاشت الدهرَ انتظارًا،
وانتهى الانتظارُ إلى لا شيء!
ومشاعرُ تكتوي صبابةً،
تُغنّي لذكرى، وتنوحُ على غدٍ مجهول،
تتعلّقُ بطيفٍ، وتخشى الفقدَ بلا حلول!
نسير نحو المجهول...
نُلقي بأنفسنا في لجّةِ الصمتِ المملوءِ بالحكايات،
نُخفي جُرحَنا خلفَ أقنعةٍ بالية،
نُرجي بها إشباعَ لهفةٍ،
ونرتجي من ضبابِها كرمَ صدفةٍ،
علّ الحظَّ يحنو، أو الرحمةَ تمطرُ دونَ موعد!
وباتَ القدرُ شمّاعةَ العاجزين،
نُعلّقُ عليه خيباتِنا،
ونُحمّله أوزارَنا،
ونُواسي به خذلانَ من أحببناهم،
كأنَّ القَدرَ من كسرَنا، لا مَن خذلَنا!
يا لوجعِ القلوبِ حينَ تُحبُّ بصِدق،
ولا تلقى إلّا المدى البعيد،
وحينَ تُنادي، ولا يُجابُ النداء،
وتنتظرُ، ولا يعودُ الرجاء!
فيا ليلَ الحائرين،
وياسَفرَ التائهين،
ويا أنينَ العاشقين،
أما آنَ للقلوبِ أن تستريح؟
أما آنَ للمشاعرِ أن تهدأ؟
أما آنَ لِحبرِ الصبرِ أن يجف؟

قديم 08-27-2025, 07:37 AM
المشاركة 319
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
يا صاحِ، اسمع لنداء الحكمة إذا تجلّت، وتأمّل في مَصارع من استكبر وتجبّر، فما سقط جبارٌ إلا بعد عُلوٍ غرّه، ولا طغى طاغٍ إلا وسُلِبَ ملكه حين توهّم أن الدهر خادمه.

أين من قال: "أنا ربكم الأعلى"؟ خرّ صريعاً في البحر، لا مَن أنقذه، ولا مَن عنه دافع.
أين من تجبّر في الأرض، يُحكِّم السيف في رقاب الضعفاء؟ باتت قصورهم أطلالاً، وعروشهم غباراً، ونُقِشت أسماؤهم في سجلّات الهالكين.

والمظلوم؟
والله ما خاب من رفع يديه إلى السماء يشكو بثّه وحزنه، وما ضاع دمعٌ سُكِبَ في ظلمة القهر، بل جُمِعَ عند الحقّ وادّخر، حتى إذا شاء العزيز المنتقم، جاءه النصر على قدر، لا يُبطئ إذا حان، ولا يخطئ حين يُقَدَّر.

الحياةُ دارُ ابتلاء، تكسِر ثم تجبُر، تُدهِش ثم تُعلِّم، تُسقِطُك لترفعك، وتريك في الناس صنفين: من صَبر فظفر، ومن بغى فاندحر.
والحوادث؟
هي المِحكّ، هي التي تَعرِض الوجوه على مرآة الصدق، فتُميّز بين الطيّب والخبيث، وبين من زُيِّن له غروره، ومن صقلته نيران المحن فصار كالذهب، لا يزيده اللهب إلا لمعانًا.

فلا تحزن إن تهاويتَ يومًا، فإن السقوط لا يُهين إلا من قبِل الهوان، وكم من عثرة كانت بداية مجد، وكم من جَلدٍ على الابتلاء ختم بنصرٍ لا يخطر على بال.

تأمّل، واذكر:
كم من جبارٍ طغى، فصار حديث العابرين، وكم من مظلومٍ بكى، فصار علَماً في جبين المنتصرين.

قديم 08-27-2025, 07:38 AM
المشاركة 320
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
بارقةُ الأملِ يا صاحِ، لا تغيبُ عن سماءِ الصابرين، وإن حجبتها غيومُ الهموم حيناً، فإنها لا تموت، بل تختبئُ لتعود أبهى وأقوى.

فاسمع:
إذا ضاقت بك السُبل، وتكالبت عليك الخطوب، فاذكر أن الفجر لا يولد إلا بعد أظلم ساعات الليل، وأن الجَمر لا يُنضِج الذهب إلا إذا اشتدّت ناره.

ولك في يوسفَ مثلٌ، رُميَ في الجُبّ، وبِيعَ بثمنٍ بخس، وسُجِن مظلوماً… ثم خرج عزيزاً، يُؤتمن على خزائن الأرض.
ولك في موسى نَجاة، شُقَّ له البحرُ، وهو المُلاحق، لأنه قال: "كلا إن معي ربي سيهدين."
ولك في الحبيبِ محمد ﷺ صبرٌ، أوذي، وهُجِّر، وقُوتِل… ثم عاد إلى مكةَ فاتحًا، رحيمًا، عزيزًا لا كبر فيه.

فيا أيها المنكسر،
لا تظن أن جُرحك عبث، ولا أن دمعك ضياع…
ربما تُهيَّأ الآن لرفعةٍ لا تَخطرُ لك على بال، ولعلّك تُصقل لتكون من أولي العزم، ممن تصنعهم الشدائد لا الراحة.

وقل لنفسك إذا ادلهمّت:
إنّ الذي كتب الحزن، هو نفسه الذي وعد بالفرج، وإن الذي أمهلك في البلاء، يدّخر لك نصرًا لا يخيب.

فابسم، وإن ثقل الفؤاد،
فما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأمل…
وما أقربَ الفرج لمن عَلِم أن الله لا يُخيب من رجاه.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.