الفعلُ الثلاثيُّ الأبعـــــــــاد
الفعلُ الثلاثيُّ الأبعـــــــــاد
هل سمعتم بفعل في اللغة العربية ثلاثيِّ الأبعاد ؟!
قال تعالى: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} لا عظمة فوق عظمة لغة القرآن، الفعل (أجاء) فعل يحمل ثلاثة معانٍ في قمة الدهشة.
الأول: جاءها وقت الولادة.
الثاني: (فاجأها)؛ لأنها لم تكن تُصدّق.
الثالث : ألجأها (جعلها تلجأ إلى جذع النخلة).
(جاءها، فاجأها، ألجأها) في فعل واحد، والسبب في ذلك هو دخول ألف التعدية على الفعل (جاء)،
البعض يفهم أجاءها بمعنى جاءها، وهذا خطأ؛ لأن جاء فلان، أي: باختياره ورضاه ، إنما أجاءه أي جئ به رغما عنه بدون إرادته.
فكأن المخاض هو الذي ألجأها إلى جذع النخلة، وحملها على الذهاب إلى هذا المكان البعيد رغما عنها.
استوقفني في الآية أيضا جملة
{ياليتني مت قبل هذا}، ولم تكن تعلم أن في بطنها نبيًّا من أنبياء الله،
هكذا بعض المحن تحمل المنح.
فلو تحققت أمنيتها؛ لما كانت أم المسيح، ولا كانت آية للعالمين؛
لنعلم أن أمنياتنا ليست هي الخير دائما، بل الخير فيما قضاه الله لنا.
ثم استوقفني بعدها قوله تعالى:{فكلي واشربي وقري عينا}،
في قمة الضعف وقمة الألم وقمة الحزن، وخوفها من مواجهة الناس، ينهاها عن الحزن،
لا وأيضا تأكل وتشرب وتنام -رغم الموقف الصعب، والتهمة الشنيعة التي ستواجهها-؛
لنتعلم جميعا أن نسعد ونعيش حياتنا العادية، مهما كان حجم الهموم والابتلاءات، ولا نرهق أنفسنا بالتفكير،
فالله عنده حسن التدبير.
رزقنا الله وإياكم فهم كتاب الله الكريم، وجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
منقول
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 08-21-2023 الساعة 02:44 AM
سبب آخر: التنسيق