رثاءٌ أم هِجاء...
رِثاءٌ أم هِجاء؟...
يَغار الليل مِن وَضَح النّهارِ،
وَ يُخجلني لدى نومي دِثاري.
ويغشاني حياءٌ من غَدائي...
و أهلي دون أكلٍ في البراري.
يلوذ القطّ من بردٍ بحضني...
و نفس الحضن لا يُؤوي صغاري.
يُزلزلني تخيّلُهم بقفرٍ...
من الآكام، من أثر الدّمار...
فتلتهمُ الكآبة نبضَ روحي،
وطعمُ الأمن يجنح للفرار...
أبِيتُ الليل مُنقبِضا حزينا...
كوابيس الأسى تغزو مداري...
ضجيج الحزن يضغطني بٍعنفٍ...
كضغط النَّار في قِدر البخار...
ألا تلقَوْن ما ألقى؟ أجيبوا ...
ألا تخشون من خزيٍ وعارِ؟
جسور الجوّ، هل ضاقتْ سماها؟
أمِ انهدمت مساراتُ المطار؟...
(إذا بلغ الفطامَ لكم رضيعٌ)
أترضون اندثاره في الصّحاري؟
أفي القنوات مشيخةٌ وفتوى؟
وفي وقت الشدائد كالجواري؟
ولو كنّا مساميرا بعرشٍ...
لَرُصّعنا بياقوت البحار ...
ولو كنّا دجاجًا لانتُشلنا...
وفزنا في المداجن باعتبار ...
أُخُوَّتُنا بدينِ الله صارت
مزيجًا من سراب وانكسار ...
بَسوسٌ تدحَسُ الغبْراءَ دحْسًا
لِنشر الحقد في كلّ الدّيار ...
صلاحُ الدينِ، مُعتصمٌ، رَشيدٌ...
تولّوا ... فانجرفنا للحقار...
لقد انتزعت القلم من بين أصابعي وتوقفت عن الكتابة لكي لا أتورّط في الهجاء...
محمد نجيب بلحاج حسين
الميدة - تونس
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 02-25-2023 الساعة 10:19 AM
سبب آخر: التشكيل