احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2776
 
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية

محمد بوثران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
90

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2013

الاقامة

رقم العضوية
11909
11-27-2020, 04:35 PM
المشاركة 1
11-27-2020, 04:35 PM
المشاركة 1
افتراضي بين أول امرأة وأول قصيدة

(القصة الواقعية لقصيدة الغزل الأولى)


يحبُّ الناس معرفة البدايات البسيطة دائما، ربما ليقتبسوا منها أملا صغيرا يؤنسون به طريقهم الموحشة، أو لمجرّد التسليّة حين يعيشون حياة الآخرين وهم متكّئون على أريكة مريحة دون أن يغادروا غرفة نومهم الدافئة.
لم أعرف الشعر في سن مبكرة كما يدّعي أغلب الشعراء ليبدووا مدهشين منذ الولادة، ولم أكن لأفرّق بينه وبين النثر إلا حين درسته في المدرسة، فعرفتُ أوزانه وقوافيه والكتابة العروضية المملّة التي تجعل استنتاج بحر القصيدة أصعب من حل معادلة رياضية بمجهولين، وعرفتُ وقتذاك شابةً جميلة، أو لنقل طفلة بمصطلح أكثر تحديدا، فقد كنتُ طفلا أنا الآخر، طفلا بقلب كهلٍ ينبض بتسارعٍ حين تمرّ أمامه سيدة المقام التي حدثتكم عنها، وكان اسمها.. دعونا من الاسم فليس مهمّا لهذه الدرجة، لها عيون عسليّة واسعة وهذا ما يهمّ فعلا، ولأني أحب التحديات الكبرى فقد قررتُ أن أصبح شاعرا لأطوّقها بقصائدي العصماء وأسحرها بقصائدي التي يبدأ كل بيتٍ منها بحرف من اسمها، وقد قرأت لاحقا أنّ ابن زيدون كان يفعل هذا لمحبوبته، لكنني لم أكن ابن زيدون أبدا، كنت ذلك الشاب الخجول الذي يدسّ الرسالة المكتوبة بخطٍّ رديء في درج طاولتها ويخرج سريعا كي لا يُمسك بالجرم المشهود فيصبح أضحوكة عصره رغم أن جميع التلاميذ يفعلون هذا دون أن يصرّح أحدهم لأقرب المقربين منه، ولم أكن أفصح عن اسمي، كنتُ أجد متعة كبيرة في إثارة فضولها لمعرفة مرسل الرسائل الغرامية المشفّرة، وكانت أغلب الظن تجد متعتها في إطلاع زميلاتها على الرسالة لتثير غيرتهنّ ولتبدو معشوقة الشاعر الغامض الذي يحتلّ كرسيها وقت الاستراحة مستدلا عليه بقلبه.. أقصد بدخوله كل حصة ليبحث عن كرسيّ شاغر أو قلم سبورة لأستاذة التاريخ التي لا تكتب على السبورة إطلاقا.
كنتُ أكتب شعرا رديئا، أغلبه اقتباسات من القصائد المشهورة للشعراء العذريين، مع كسور عروضية لا تنتهي، فأنت لا تهتدي للشعر فيها إلا من خلال الرويّ الذي أحاول أن أحافظ على حركته الإعرابية على حساب دروس النحو المعقدة التي لم أكن أفقه فيها حرفا، لكنني كنت أكتب مشاعر صادقةً على الأرجح، أكتب عما أحسه دون تكلُّف ولا محاولة تجميلٍ لواقع لم يكن يوما جميلا.. أكتب بقلم رديء على ورقة مقتصّة من دفتر الدروس، عن مشاعر لا أفهم منها سوى أنها تسبب لي الأرق كل ليلة.
كان لها شعرٌ طويل كذيل حصانٍ بربريٍّ يسابق الريح في ركضه، لذلك أكتب لها على البحر الطويل، وحين أعجز عن إيجاد قافية مناسبة أبدأ في البحث عن أية كلمة تنتهي بحرف الروي الذي استعملته وإن لم تكن لها علاقة بالكلام الذي سبقها، فقد كنت أحسب أن الوزن هو جوهر الشعر، وأنه سيجعل تلك الطلاسم تتوّجني ملكا على قلبها.
درستُ عاما واحدا بالثانوية تلك، وبعدها افتتحوا ثانوية قريبة من البيت فنُقلتُ إليها، وبسبب هذا النقل الاضطراري كان عليّ أن أبحث عن ملهمة أخرى أكتب لها الشعر، وكان شرطي الوحيد أن يكون لون عينيها عسليا، وشعرها طويلا وأسود كذيل حصان بربريٍّ يسابق الريح، ليس لأنها صفاتُ الأنثى التي أبحث عنها في أحلام يقظتي، إنما لأستطيع أن أدس في درج طاولتها رسائلي القديمة، دون أن أكون مضطرا للكتابة لها من جديد.



أنا لا أحدْ
ألف روح وهذا الجسدْ
قديم 11-27-2020, 07:24 PM
المشاركة 2
سالم الجابري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة
جزيت الجنة أخي محمد

ربما أكثرنا مر بتجارب مشابهة، وهي تجارب لها طعمها المميز الذي لن يتكرر.

قديم 11-27-2020, 08:01 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة

(القصة الواقعية لقصيدة الغزل الأولى)


يحبُّ الناس معرفة البدايات البسيطة دائما، ربما ليقتبسوا منها أملا صغيرا يؤنسون به طريقهم الموحشة، أو لمجرّد التسليّة حين يعيشون حياة الآخرين وهم متكّئون على أريكة مريحة دون أن يغادروا غرفة نومهم الدافئة.
لم أعرف الشعر في سن مبكرة كما يدّعي أغلب الشعراء ليبدووا مدهشين منذ الولادة، ولم أكن لأفرّق بينه وبين النثر إلا حين درسته في المدرسة، فعرفتُ أوزانه وقوافيه والكتابة العروضية المملّة التي تجعل استنتاج بحر القصيدة أصعب من حل معادلة رياضية بمجهولين، وعرفتُ وقتذاك شابةً جميلة، أو لنقل طفلة بمصطلح أكثر تحديدا، فقد كنتُ طفلا أنا الآخر، طفلا بقلب كهلٍ ينبض بتسارعٍ حين تمرّ أمامه سيدة المقام التي حدثتكم عنها، وكان اسمها.. دعونا من الاسم فليس مهمّا لهذه الدرجة، لها عيون عسليّة واسعة وهذا ما يهمّ فعلا، ولأني أحب التحديات الكبرى فقد قررتُ أن أصبح شاعرا لأطوّقها بقصائدي العصماء وأسحرها بقصائدي التي يبدأ كل بيتٍ منها بحرف من اسمها، وقد قرأت لاحقا أنّ ابن زيدون كان يفعل هذا لمحبوبته، لكنني لم أكن ابن زيدون أبدا، كنت ذلك الشاب الخجول الذي يدسّ الرسالة المكتوبة بخطٍّ رديء في درج طاولتها ويخرج سريعا كي لا يُمسك بالجرم المشهود فيصبح أضحوكة عصره رغم أن جميع التلاميذ يفعلون هذا دون أن يصرّح أحدهم لأقرب المقربين منه، ولم أكن أفصح عن اسمي، كنتُ أجد متعة كبيرة في إثارة فضولها لمعرفة مرسل الرسائل الغرامية المشفّرة، وكانت أغلب الظن تجد متعتها في إطلاع زميلاتها على الرسالة لتثير غيرتهنّ ولتبدو معشوقة الشاعر الغامض الذي يحتلّ كرسيها وقت الاستراحة مستدلا عليه بقلبه.. أقصد بدخوله كل حصة ليبحث عن كرسيّ شاغر أو قلم سبورة لأستاذة التاريخ التي لا تكتب على السبورة إطلاقا.
كنتُ أكتب شعرا رديئا، أغلبه اقتباسات من القصائد المشهورة للشعراء العذريين، مع كسور عروضية لا تنتهي، فأنت لا تهتدي للشعر فيها إلا من خلال الرويّ الذي أحاول أن أحافظ على حركته الإعرابية على حساب دروس النحو المعقدة التي لم أكن أفقه فيها حرفا، لكنني كنت أكتب مشاعر صادقةً على الأرجح، أكتب عما أحسه دون تكلُّف ولا محاولة تجميلٍ لواقع لم يكن يوما جميلا.. أكتب بقلم رديء على ورقة مقتصّة من دفتر الدروس، عن مشاعر لا أفهم منها سوى أنها تسبب لي الأرق كل ليلة.
كان لها شعرٌ طويل كذيل حصانٍ بربريٍّ يسابق الريح في ركضه، لذلك أكتب لها على البحر الطويل، وحين أعجز عن إيجاد قافية مناسبة أبدأ في البحث عن أية كلمة تنتهي بحرف الروي الذي استعملته وإن لم تكن لها علاقة بالكلام الذي سبقها، فقد كنت أحسب أن الوزن هو جوهر الشعر، وأنه سيجعل تلك الطلاسم تتوّجني ملكا على قلبها.
درستُ عاما واحدا بالثانوية تلك، وبعدها افتتحوا ثانوية قريبة من البيت فنُقلتُ إليها، وبسبب هذا النقل الاضطراري كان عليّ أن أبحث عن ملهمة أخرى أكتب لها الشعر، وكان شرطي الوحيد أن يكون لون عينيها عسليا، وشعرها طويلا وأسود كذيل حصان بربريٍّ يسابق الريح، ليس لأنها صفاتُ الأنثى التي أبحث عنها في أحلام يقظتي، إنما لأستطيع أن أدس في درج طاولتها رسائلي القديمة، دون أن أكون مضطرا للكتابة لها من جديد.

هههههه
أيها الشاعر الكسول
تريد إذاً فتاة ذات شعر طويل وعيون عسلية
لكي تبعث لها بقصائدك القديمة
يا لها من بدايات شقية لكنها جميلة وصادقة
كنت هنا أستمتع بحكاية أول بيت وأول امرأة
أعجبني التصميم في أن تصبح شاعراً
فماذا عنك اليوم ؟ هل صرت شاعراً أم لا ؟

تحية ... ناريمان

قديم 11-28-2020, 01:11 AM
المشاركة 4
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة
جزيت الجنة أخي محمد

ربما أكثرنا مر بتجارب مشابهة، وهي تجارب لها طعمها المميز الذي لن يتكرر.
شكرا لتفاعلك صديقي، تقبل تحياتي الخالصة.

أنا لا أحدْ
ألف روح وهذا الجسدْ
قديم 11-28-2020, 01:13 AM
المشاركة 5
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة
هههههه
أيها الشاعر الكسول
تريد إذاً فتاة ذات شعر طويل وعيون عسلية
لكي تبعث لها بقصائدك القديمة
يا لها من بدايات شقية لكنها جميلة وصادقة
كنت هنا أستمتع بحكاية أول بيت وأول امرأة
أعجبني التصميم في أن تصبح شاعراً
فماذا عنك اليوم ؟ هل صرت شاعراً أم لا ؟

تحية ... ناريمان
البدايات دائما لها طعمها المميز، وذكرياتها التي لا تُنسى، أما اليوم فلا أبحث في العيون بل القلوب، وأما الشعر فأترك الإجابة معلقة لأثير فضولك في اكتشاف الحقيقة، وأنتظر أن تتوصلي إليها قريبا.
تقبلوا تحياتي الخالصة.

أنا لا أحدْ
ألف روح وهذا الجسدْ
قديم 11-28-2020, 08:53 AM
المشاركة 6
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة
بين أول امرأة وأول قصيدة
وسرد مختصر و مفرح نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عشت الواقع
وغرقت بإبداعكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كل ألوان العدسات
متوفرة في السوقنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 11-28-2020, 03:48 PM
المشاركة 7
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بين أول امرأة وأول قصيدة
بين أول امرأة وأول قصيدة
وسرد مختصر و مفرح نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عشت الواقع
وغرقت بإبداعكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كل ألوان العدسات
متوفرة في السوقنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم تعد العيون مُلهمة منذ اتخترعوا العدسات اللاصقة، ولم تعد الفتيات تحفلن بقصيدة تحمل أسماءهن، تغير كل شيء.

كل التحية لك.

أنا لا أحدْ
ألف روح وهذا الجسدْ

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بين أول امرأة وأول قصيدة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إلى امرأة من مطر رشيد الميموني منبر البوح الهادئ 4 09-11-2020 09:49 AM
امرأة إلا ربع ... زياد عموري منبر البوح الهادئ 6 04-02-2012 05:39 PM
امرأة / قصيدة سالم رزقي منبر البوح الهادئ 16 03-23-2011 06:10 PM
قصيدة .. امرأة المرآة جان بيار دوبريه رقية صالح منبر الآداب العالمية. 4 03-10-2011 08:49 PM

الساعة الآن 02:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.