ثلاثة مجالس منزوعة الرحمة
***********************
حسام الدين ريشو
******************

كان من منح جائحة كورونا التي أتاحتها للناس إلا من ابى أن يختلوا بأنفسهم يتفكرون ويتدبرون فيما حدث وهل لسلوكهم في الحياة علاقة به أو لا.
وكان لمثلي مع طول الوقت أن يعود لقراءة بعض كتبه التي انقضى أمد بعيد منذ قراءتها للمرة الأولى
استوقفني في أحدها قول الفضيل ابن عياض رضي الله عنه:
(رحمة الله مصروفة عن ثلاثة مجالس:
مجلس ذكر الدنيا
ومجلس الضحك
ومجلس الغيبة)
انتابني البكاء وأنا أسأل نفسي:
اذا ذهبت الرحمة فماذا يبقى إلا العذاب ومن فينا يتحمل العذاب مع ضعفنا البشري والإنساني وماذا إذا كنا من مريدي هذه المجالس كلها واجتمعنا على موائدها؟
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وهل هناك طريق أو سبيل للنجاة من ذلك سوى ذكر الله والانشغال به وبما خلقنا له قلبا وقالبا مع نزع الغل والحسد والكراهية والغفلة من قلوبنا.
فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح كلها والجسد كله وإذا فسد فسدت الجوارح والجسد كله
كيف استدرجتنا الدنيا لهذا المصير وهي كما قال سيدي ومولاي الإمام علي كرم الله وجهه:
(الدنيا والآخرة ضرتان بقدر ماترضي إحداها تسخط الأخرى )
ثم لماذا لم نفكر في سبب خلق الله سبحانه وتعالى اللسان واحدا والقلب واحدا دون بقية الجوارح؟
أليس في ذلك إشارة إلى كون؛
اللسان واحد كي نذكر به الواحد جل جلاله
والقلب واحد كي لا يسكن به إلا الواحد سبحانه وتعالى
اللهم
إنا نسألك أن تأخذ بأيدينا من الضلال إلى الرشد وان تباعد بيننا يااله الفضل وبين ماينزع رحمتك عنا من مجالس الدنيا واللهو والضحك والغيبة والوباء والبلاء والداء والضيق والنكد
وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وآله رحمة الله للعالمين والمبلغ عن ربه وربنا الواحد الأحد. آمين
********************
حسام الدين ريشو