قديم 11-11-2016, 06:08 PM
المشاركة 51
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_17571.pdf

الاستشراف في الرواية العربية

قديم 11-11-2016, 07:24 PM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أنت هنا: الرئيسية اسرار وحقائق كل الرجل الذي رأى الغد . . !
الرجل الذي رأى الغد . . !
Ammar Alsamer
منذ 2 سنه تقريبا

0 تعليقات
شاركه غرد جوجل+


(انصح الجميع بقرائتها تنباً بكل احداث العالم منها هتلر واسرائيل والعراق)

بعد انتهاء الثورة الكبرى بأربعة أيام
سيقوم ثلاثة سكارى بنبش قبري
سيصيبهم الهلع عندما يروا آخر نبوءاتي ويفرون
ستطاردهم الشرطة فتقتل اثنين ويصاب الثالث بالجنون
كان هذا نص آخر نبوءات (ميشيل نوستراداموس)

أشهر عراف في تاريخ البشرية..
والذي أوصى بدفنها معه عند وفاته عام 1566م..
وقد تحققت تلك النبوءة بحذافيرها عقب انتهاء الثورة الفرنسية بأربعة أيام بالضبط..
كان ذلك عام 1799م..أي بعد وفاة (نوستراداموس) ب233 سنة ..
ليس هذا فحسب..
بل لقد تنبأ الرجل بعدد ضخم من النبوءات التي تحققت أيضا بحذافيرها بعد وفاته بقرون..
فهل اطلع الرجل الغيب ورأى الغد بالفعل؟؟
أم أنه كان مجرد أفاق مدعي؟؟
هذا ما ستجيب عنه السطور القادمة...



نوستراداموس .. الرجل الذي رأى الغد

بداية دعوني أعرفكم بالرجل عن قرب :



ولد ميشيل دي نوستردام*
أو كما تنطق باللاتينية ( نوستراداموس) -
في الرابع عشر من ديسمبر عام 1503م في (سان ريمي دي بروفانس)
في جنوب فرنسا..
ولم تكن أسرته تنتمي إلى سلسلة الأطباء(اليهود الإيطاليين) الشهيرة التي تعمل في بلاطي الملك (رينيه) وابنه- كما كان يعتقد العامة- إنما كانت أسرة عادية من المناطق الريفية التي تحيط بمدينة (أفينيون).
في عام 1512م تخلت الأسرة عن ديانة اليهودية واعتنقت العقيدة الكاثوليكية وكان (نوستراداموس) حينها يناهز التاسعة من عمره
كان لوالديه 5 أطفال وكان (نوستراداموس) أكبرهم..ومنذ صغره ظهرت عليه إمارات الذكاء الحاد فشمله والداه بعناية خاصة وعهدا به لجده (جان)(Jean) ليتولى تعليمه..
فعلمه اللاتينية واليونانية والعبرية وأصول الرياضيات وعلم الفلك والتنجيم الذي كان (نوستراداموس) يسميه (العلم السماوي)..
بعدها توفي جده فعاد لوالديه الذين عهدا به لجده الآخر لمواصلة تعليمه..ثم أرسلاه إلى مدينة (أفينيون) للدراسة..
ومنذ صغره برع في علم الفلك والتنجيم وأيد نظرية(ديفيد كوبرنيكوس) حول كروية الأرض ودورانها حول الشمس وذلك قبل 100 عام من ظهور (جاليليو) نفسه..مما جعله عرضة للاتهام بالهرطقة..فخاف عليه والداه وأرسلاه إلى مدينة (مونبلييه) لدراسة الطب عام 1522م وكان عمره آنذاك 19 عاما


وكما هو متوقع برع في الطب واستطاع أن يبتكر العديد من الوصفات الطبية الجديدة والمتفردة (التي احتواها كتابه الذي أصدره فيما بعد عام 1552م) وذلك في مواجهة الطاعون الأسود الذي كان متفشيا في (أوروبا) قاطبة في تلك الآونة والذي أودى بحياة ملايين البشر آنذاك..
ذاع صيته بين الناس فتنقل بين العديد من المدن ليواجه المرض فيها مثل (ناربورن) و (كاركاسون) و (تولوز) و (بوردو) ثم عاد إلى مسقط رأسه في (أفينيون)..وطوال تلك الفترة لم يتقاض فرنكا واحدا من أي مريض عالجه بل كان يغدق عطاياه على الفقراء منهم..ما جعله محبوبا بين الناس مكروها بين زملائه..
وبعد 4 سنوات من الترحال عاد إلى (مونبلييه) ونال الدكتوراه عام 1529م ..وكان يواجه صعوبات في شرح طرقه الجديدة في العلاج ورفضه الطرق القديمة مما جلب عليه المزيد من العداوات من أساتذته..خاصة مع نجاحه في إثبات صواب طرقه تلك..ما حدا به لجولة جديدة من الترحال..


أختطف الطاعون زوجته واطفاله

وبينما كان في (تولوز) يمارس عمله إذ سمع به(جوليوس سيزار سكاليجر) (Julius-Cesar scaligere) أحد أشهر فلاسفة (أوروبا) في عصره..فدعاه للإقامة في بيته في مدينة (آجن)..ولبى طبيبنا الدعوة واستقر هناك فتزوج من شابة حسناء من الطبقة الراقية اسمها (ماري جورج) وأنجب منها طفلين..
ولوهلة بدا أن الاستقرار قد عرف أخيرا طريقه إليه..
ولكن هيهات..فقد كان للقدر رأي آخر..رأي قاس إن شئتم الدقة...
إذ أصيبت زوجته وطفليه بالطاعون وسرعان ما اختطفهم الموت جميعا..
بعد ذلك دخل في مشاكل قضائية مع أهل زوجته الراحلة بخصوص المهر الذي طالبوه به..فأعطاه لهم..
ثم تزوج من أرملة في العقد الخامس من العمر سرعان ما أصابها الطاعون واختطفها الموت هي الأخرى بعد عام من الزواج
بعدها تزوج للمرة الثالثة من شابة حسناء هذه المرة..ويا لسخرية القدر..فقد أصيبت كسابقتيها بالطاعون واختطفها الموت بعد شهرين من الزواج..
عندها شعر (نوستراداموس) أنه نحس..وخاصة بعد أن بدأت العائلات تتهرب من تزويج بناتهن له فقرر الكف عن الزواج بل والكف عن ممارسة الطب كليا بعد أن عجز عن إنقاذ زوجاته مما جعله يفقد الثقة في نفسه من الأساس..
كانت القشة التي قصمت ظهره اتهامه بالهرطقة عام 1538م..*

حيث كان قد أبدى ملحوظة دون قصد قبل ذلك بسنين حين علق على عامل يقوم بصب تمثال برونزي للعذراء بأنه إنما كان يصنع الشياطين.. ومع أنه كان يقصد ما يفتقر إليه التمثال من عنصر جمالي إلا أن تلك الملحوظة نقلت للسلطات..
وهكذا أرسلت محكمة التفتيش في (تولوز) في طلبه.. فشرع (نوستراداموس) في الترحال من جديد مبتعداً قدر الإمكان عن سلطات الكنيسة على مدى السنوات الست التالية..
حيث ذهب إلى (إيطاليا) وزار (لورين) و (فينيسيا) و (باليرمو) في (صقلية)..
وهناك كتب أول كتبه (رسالة في الغيبيات) (Traite des Fardmens)..

كذلك بدأ بترجمة (الهورابولو) Horapollo)) التي كتبها (فيليبوس) (Philippus) من الإغريقية إلى الفرنسية وهي مجموعة من الرسائل في الأخلاق والفلسفة.. إلا أن الجدير بالذكر أن الحكايات التي تتحدث عن قدراته على التنبؤ بالظهور في تلك الأيام..
ففي أحد الأيام رأى راهباً شاباً كان يعمل مربياً للخنازير يمر به في الشارع، فركع أمامه مباشرة وناداه ب (قداستكم)..

وقد أصبح ذلك الشاب الذي يدعى (فيليتش بيرتي) (Felice Peretti) البابا (سيكستوس الخامس)(Sextus V) بابا (الفاتيكان) عام 1585م بعد وفاة (نوستراداموس) ب19 عاما..


عمل في بلاط كاترين ملكة فرنسا
في عام 1550م عاد (نوستراداموس) إلى (فرنسا) ودعي إلى بلاط الملكة(كاترين) بعد أن ذاعت شهرته..
وهناك رأى صبيا من الحاشية فدعاه إليه وطلب رؤية ظهره عاريا إلا أن الصبي استحيا وهرب فتوجه (نوستراداموس) في اليوم التالي لرؤيته وهو نائم.. ثم أعلن بعد ذلك أن هذا الصبي سيكون في يوم من الأيام ملكاً على (فرنسا) على الرغم من أن (كاترين) كان لها ولدان على قيد الحياة..
وكان ذلك الصبي هو (هنري النافاري)(Henri of Navarre) الذي أصبح فيما بعد الملك (هنري الرابع)..
بعدها انتقل (نوستراداموس) للعيش في مدينة (صالون) و أنتج تقويما سنويا عام 1550م ..
وفي أحد الأيام دعي إلى الغداء فقال لصاحب الدعوة :
لديك خنزيران أحدهما أبيض والآخر أسود وستذبح لنا الأبيض ونأكله في حين سيختطف الذئب الخنزير الأسود
فعمد صاحب الدعوة إلى خادمه وأمره بذبح الخنزير الأسود وطهيه لهم..ولما حضر الطعام قال (نوستراداموس) :
ألم أقل لك أنك ستطعمنا الخنزير الأبيض؟
فقال صاحب الدعوة : بل هو الأسود
فأصر كل منهما على كلامه واستدعى صاحب الدعوة خادمه الذي اعترف بأنه بعدما ذبح الخنزير الأسود تشاغل عنه بتحضير آنية الطهي فاختطفه الذئب فاضطر لذبح الخنزير الأبيض وتقديمه لهم..
كان (نوستراداموس) في البداية لا يؤمن بقدراته ولا يثق بها كما يقول عن نفسه..فقد تنبأ بأحداث كثيرة في عصره ولكنه لم يقم بالتصريح بها بل انتظر مترقبا إلى أن حدثت بالفعل..
بعدها شيئا فشيئا آمن بقدراته وزادت ثقته في نفسه مع ذيوع شهرته لدرجة أنه ما ترك بيتا زاره في (أوروبا) كلها إلا وترك فيه ورقة تحتوي على الأحداث المستقبلية التي ستحدث لأهل ذلك البيت!!
كان يجلس في غرفة مظلمة يحملق في كوب من الماء لدقائق..يقول بعدها إن سطح الماء يتحول بسرعة إلى صفحة متحركة يرى عليها كل ما سيحدث للشخص المنشود لعشرات السنين القادمة!!
وكالعادة أبى القدر أن يعرف (نوستراداموس) معنى الاستقرار..
ففي عام 1554م تعرضت (بروفانس) لأسوأ فيضانات في تاريخها وضرب (الطاعون) (مرسيليا) بشراسة فانتقل (نوستراداموس) إليها وقرر العودة لممارسة الطب ومواجهة الطاعون..وكان يعمل بدون توقف في الوقت الذي هرب فيه الأطباء..

ثم عاد في نفس السنة بعد انحسار الوباء إلى بلدة (صالون) وقرر الاستقرار بها بقية حياته..
حيث تزوج أرملة ثرية اسمها (آن بونسار جيميل) (Anne Ponsart Gemelle) وقطن في منزلها في ( بلاس دي لا بواسونيري) poissonnerie) Place de la) -وما زال هذا المنزل موجودا حتى اليوم-
حيث حول الغرفة العلوية منه إلى غرفة مطالعة..واعتزل الناس تقريبا بقية حياته..
وفي هذه الغرفة ألف كتابه (التكهنات) (La Prognostications)*
ثم شرع في كتابة تحفته وموضوع مقالنا اليوم (التنبؤات) The prophecies))..
بدأ النقرس الذي كان يعاني منه يتحول إلى داء الاستسقاء فأدرك بوصفه طبيباً أن نهايته أصبحت وشيكة.. فكتب وصيته في السابع عشر من يونيو عام1566م ..
وفي الأول من يوليو أرسل في طلب القس المحلي ليجري له الطقوس الأخيرة.. ووجدت جثته في صباح اليوم التالي كما توقع بنفسه.. بل إنه أخبر القس قبل وفاته بأن من سيقومان بدفنه أحدهما سيموت في نفس اليوم في حين يصاب الثاني بالجنون..وقد حدث هذا بالفعل...
وترك مبلغاً كبيراً من المال علاوة على ممتلكات عينية أخرى..
وعندما توفي دفن واقفاً في أحد جدران (كنيسة كورديلييه) في بلدة (صالون).. وقد أعيد دفن جثته إبان الثورة في (كنيسة سان لوران) في مدينة (صالون) أيضا ..وبقي هناك حتى يومنا هذا..
.................................................. ....................
الآن وقد تعرفنا على صاحب الكتاب..آن لنا أن نتعرف على الكتاب ذاته :


كتاب نوستراداموس
الكتاب يحتوي على مقطوعات شعرية رباعية..
ويتألف من أجزاء كل جزء سماه (نوستراداموس) (قرن)..والاسم ليس له علاقة ب100 سنة ولكن لأنه يتكون من 100 مقطوعة شعرية..
وكان (نوستراداموس) ينتوي كتابة 10 قرون بحيث تكون المحصلة النهائية 1000 مقطوعة شعرية..
ولكن لسبب ما توقفت المقطوعات في (القرن السابع) رغم أن هناك دلالات في أوراقه تشير إلى أنه كان بصدد إضافة القرنين ال11 و ال12 إلا أن موته حال دون ذلك..
كما يحتوي الكتاب على مقطوعات سداسية سماها (نوستراداموس) (الإنذارات)
المقطوعات كتبت بأسلوب غامض يسميه المختصون (الجناس التصحيفي) فمثلا :
1- قام بتغيير حرف أو حرفين في الكلمات..فقد ورد في رباعياته ذكر (هتلر) باسم (هسلر) و (هيستر)
أو استعمال أسماء قديمة للإشارة لأسماء أخرى :
فمثلا رمز إلى نيويورك بالمدينة الجديد ورمز إلى أميركا بإسبانيا (حيث لم تكن أميركا توجد في زمانه و قد اكتشفها البحارة الأسبان (كولومبس) و(فيسبوتشي) في حين رمز إلى العراق ببابل ورمز إلى إيران بالفرس وإلى إسرائيل بالدولة الجديدة وإلى مصر ب(ميتلين)..
أما المسلمين فقد ورد ذكرهم في 110 رباعية وبأسماء مختلفة مثل :
الإسماعيليين والمحمديين والبرابرة والأندلسيين (المور)*
2- الكتابة بعدة لغات في الجملة الواحدة..فكان يكتب بالفرنسية واللاتينية واليونانية والإيطالية..
3- كما عمد إلى البعد عن التسلسل الزمني في تنبؤاته حتى يستعصي فهمها على العامة..
وقد قام (نوستراداموس) بذلك متعمدا وذلك تجنبا لاتهامه بالهرطقة والشعوذة
وقد نشر الكتاب لأول مرة عام 1555م ولم يكن قد اكتمل بعد حيث تضمن القرون الثلاثة الأولى وجزء يسير من القرن الرابع..
في ذلك الزمان كان امتلاك الكتب ترفا مقصورا على النبلاء فأحدث كتابه هذا دويا لدرجة جعلت الملكة (كاترين) تستدعيه ليكون بجانبها أثناء الثورة ويخبرها بمكان زوجها وأولادها طيلة الوقت..كذلك طالبته برسم طالع أولادها السبعة وكان كل ما صارحها به هو أن جميع أولادها سيصيرون ملوكا ولكنه لم يشأ أن يصارحها بالكوارث التي ستحل بهم
وتم طبع الكتاب منذ صدوره لآلاف المرات ..
والطبعات القديمة من الكتاب موجودة في مكتبات المتاحف الأوربية بشكل واسع .. و يوجد عدد منها في مكتبة المتحف البريطاني و(اللوفر) الفرنسي ..
و أقدم نسخة يمكن العثور عليها يعود تاريخ طبعها إلى سنة 1589 و هي موجودة في )متحف اللوفر) في (فرنسا) تحت رقم 324/1606 بحسب فهارس مكتبة المتحف.
و هناك نسخة أخرى طبعت في) فرنسا) أيضا سنة 1650م موجودة أيضا في (اللوفر) تحت رقم 20.de.1481*
و نسخة ثالثة طبعت سنة 1668 تحت رقم 2009.de.20*
كما توجد هناك أقدم ترجمة للكتاب إلى اللغة الإنجليزية صدرت سنة 1672 و طبعت في (لندن) موجودة في المتحف البريطاني رقمها 718.1.16 و قام بترجمتها و التعليق عليها طبيب اسمه) ثيوفلس دي جارنسير) (Theophilus de Garencieres)
وقد أثار الكتاب منذ صدوره وحتى الآن الكثير من المعارك الكلامية ما بين مؤيد ومعارض له..وبدوري هنا سأقوم بعرض وجهة نظر وبراهين كل طرف من الطرفين دون تدخل مني لترجيح رأي أحدهما على الآخر تاركا الحكم في النهاية لكم أنتم..فهيا بنا نبدأ..
.................................................. ..............
يقول المؤيدون :

إن هناك ملكة يمتلكها الناس كلهم ولكن بدرجات متفاوتة..تلك الملكة تسمى (الاستبصار)(Foresight)..
وتلك الملكة تظهر في قدرة الشخص على التنبؤ بأحداث مستقبلية ستحدث خلال ساعات أو سنوات – كل حسب مقدرته - والتاريخ ملئ بأحداث مشابهة جمة أذكر منها:


فيرن جون .. سبق عصره برواياته
وكذلك الروائي (جول فيرن) (1828-1905) الذي عرف عنه سعة الخيال والفنتازيا ورؤيته لأحداث المستقبل.. فهو مثلا أول من تنبأ بالصعود إلى القمر واختراع الليزر والغوص لأعماق المحيطات واستكشاف الفضاء، واختراع المنطاد والارتفاع به لحدود الغلاف الجوي.. بل إن له روايات وأفكارا لم يستطع العلم اللحاق بها حتى اليوم رسام عهد النهضة الإيطالي (ليوناردو دافنشي) (1452-1519) الذي رسم الطائرات قبل اختراعها بقرون..
مثل الحفر حتى مركز الأرض واختراع مادة مضادة للجاذبية والسفر عبر الزمن، وبناء مدن في قيعان البحار ...*
والعجيب أن معظم روايات (فيرن) تطابقت بدقة مع الواقع.. ففي روايته (رحلة من الأرض إلى القمر) مثلا رأى أن الأمريكان هم الأقدر على هذا الانجاز ورشح (فلوريدا) مكانا لإطلاق الصاروخ.. وتحديدا موقع الإطلاق الفعلي المشهور في قاعدة (كيب كيندي)..
أما روايته (خمسة أسابيع في بالون) فتحققت على يد المخترع السويسري (بيكارد) الذي ارتفع إلى حدود الغلاف الجوى ببالون هليوم مغلق..
أما فكرة الليزر فقد تنبأ بها في روايته الشيقة (الشعاع الأخضر)..*
في حين يعترف مخترع الغواصة الحديثة (سيمون ليل) انه اقتبس فكرة اختراع الغواصة من رواية (فيرن) المشهورة (20ألف فرسخ تحت الماء)*
تلك القدرة كما نرى متوفرة في كل الناس وليست قاصرة على طبقة بعينها..ولكن هناك من ينميها ويعتني بها وهناك من يهملها نتيجة مشاغل الحياة فتضمحل ولكنها أبدا لا تختفي..
إن (نوستراداموس) ببساطة رجل امتلك قوى روحية عظيمة استطاع أن ينميها ويعتني بها مما مكنه من استشراف المستقبل واستقراء الغيب..


علمه جده اسرار سحر الكابالا
كما أن الباحث المدقق سيجد أن أسلوب تربية (نوستراداموس) أمكنه من إتقان علم التنجيم منذ صغره بل وبرع فيه..
وإضافة إلى كل ذلك ممارسته السحر والشعوذة ولكن ليس على المشاع بل تطويعها لخدمة الخير كما اعترف هو نفسه..حيث علمه جده أسرار سحر اليهود العتيد (الكابالا)..
وبهذا يرى المؤيدون أن الرجل كان صادقا مع نفسه ومع الناس حين شرح كيفية حدوث التنبؤات..
فهو يرى أنه يمتلك طاقة غير محدودة وهبها الله له ويجب عليه استخدامها في الخير ليحافظ عليها..
كذلك هو يعترف بكونه عرافا ولكنها عرافة قائمة على النور الإلهي وليس السحر الأسود الذي نهى عنه الكتاب المقدس..
وبناء على تلك المنحة الإلهية فنبوءاته ستتحقق بحذافيرها..أما ما لم يتحقق منها فهو ببساطة مدسوس عليه..
ومصداقا لهذا الرأي أقول إن تلك التنبؤات قد حدثت بالفعل وبحذافيرها بصورة أدهشت كل البشر على مر الأزمنة حتى ارتفعوا بنوستراداموس لمصاف القديسين والأنبياء الذين لا ينطقون عن الهوى بل بالوحي الإلهي
.................................................. ...................


نوستراداموس .. يستكشف المستقبل

في هاتين الرباعيتين يصف (نوستراداموس) طريقته في العرافة بدقة ويعترف ضمنيا بممارسة السحر..
حيث يجلس بالليل وحيدا في غرفته..وأمامه إناء نحاسي فيه ماء محمول على حامل صغير ثلاثي الأرجل..يحدق في الماء فتصير الصورة ضبابية ..يسمع صوتا ويرى إشراقا ونورا ربانيا..ثم تبدأ الأحداث المستقبلية في الظهور..
يشعر بالخوف ويرتجف فيضع عصاه في قلب الماء ويرش الماء على أطراف ثوبه وقدميه ليهدأ..ثم يقوم ليكتب ما رآه...
يقول (نوستراداموس) :
(إنني أمتلك موهبة..هذه الموهبة هي قوة تملأ جسدي كله..تهزني بعنف..أسمع أصوات وأرى نورا..
لا أدري إن كنت أنا الذي أرى أو أن أحدا يرى بي أو يرى لي؟..
لا أدري إن كنت أنا الذي يسمع الأصوات أو أن قوة أخرى هي التي تسمع لي أو تسمعني..
ثم يجري كل شيء أمام عيني على سطح الماء..بل إنه في بعض الأحيان تتكرر الصورة الواحدة مئات المرات..)
ويقول في رسالة أرسلها إلى ابنه (قيصر)(Cesar) :
(قبل كل شيء تجنب الباطل .. ذلك السحر المقيت الذي استنكره الكتاب المقدس..واستثن فقط استعمال التنجيم المرخص به لأنني بواسطته وبمساعدة الوحي الإلهي والحسابات المستمرة لحركات النجوم أمكنني وضع نبوءاتي..
وخشية من أن تدان هذه المعارف الخفية أو تتهم بسوء فإنني لم أرغب في أن أجعل مضمونها المرعب الرهيب مكشوفا أو معلوما..وكذلك خوفا من أن تكتشف تلك الكتب التي أخفيت لقرون عديدة وما قد ينجم من أضرار جمة إذا أسيء استخدامها فإنني عمدت إلى إحراقها..حتى لا تغري أحدا باستعمال السحر الخفي..فبها الصيغة الكاملة لتحويل التراب إلى ذهب ...
أما بخصوص الإدراك الناتج عن مراقبة النجوم والكواكب فيجب عليك الالتزام بالأماكن التي تتناسب مع التشكيلات الكوكبية وتحاشى أي تصورات تنبع عن الهوى..وبحكمك الصائب ستبصر المستقبل بوضوح..
وبالإلهام فإن النجوم سوف تعطيك خصائصها الكامنة..وتلك هي القوة التي تمكنك من احتواء الماضي والحاضر والمستقبل ورؤيتهم جميعا..
وأخيرا اعلم أنه هناك عنصران يكونان عقلية العراف :
الأول عندما يملأ الضياء الرباني روحه فينور بصيرته
والثاني الإيحاءات الإلهامية التي تتيح له التنبؤ..
وهذه الإيحاءات جزء من اللانهائية الإلهية..وهي موهبة طبيعية يهبها الله العظيم للعراف فتكون له طاقة ونور يبصر بهما .. ومثل هذا النور يكون له فعالية وأثر عظيم لا يقل وضوحا عن الطبيعة نفسها)
.................................................. .............................


جان جاك روسو
والآن هاكم بعض الأمثلة من رباعياته التي تحققت بالفعل :
1- في رسالته إلى الملك (هنري الثاني) ملك (فرنسا) أشار وبدقة إلى خطورة سنة 1792م وأنها ستشهد أحداثا جسام تغير وجه (فرنسا) (وكان من النادر أن يحدد تاريخا في نبوءاته).
وبالفعل كانت هذه هي سنة إعلان الجمهورية في (فرنسا) وبداية عصر سلطة الكنيسة في (أوروبا) قاطبة مع ما صاحبها من قلاقل وثورات شعبية في البداية..
2- كتب في رسالة لولده (قيصر) قائلا :
( أنه بحسب العلامات السماوية فإن العصر الذهبي سوف يعود بعد فترة اضطرابات ستقلب كل شيء و التي ستأتي من لحظة كتابتي لهذا بعد 177 سنة و ثلاثة أشهر و أحد عشر يوماً و التي ستجلب معها فساد الأفكار و الأخلاق و الحروب و المجاعات الطويلة)..*
و قد كتب رسالته هذه في مارس من سنة 1555 حسب التاريخ المذكور في ذيلها.. فإذا أضفنا إليها عدد السنوات التي ذكرها فإن النتيجة ستكون 1732 و هي السنة التي وصل فيها (جان جاك روسو) إلى (باريس)
وها هو يصف بدقة في رباعياته ما حدث بالتفصيل :القرن الأول – الرباعيات 4و5و6و7

سوف يتوج في العالم شخص ملكا
حياته والسلم غير طويلين
في هذا الوقت ستضيع سفينة البابوية
وستتعرض لأعظم الأذى
.................................................. .......

سينساقون وراء حرب متطاولة
وسيتعرض الريف لأخطر الاضطرابات
وسينشب النزاع الأعظم في المدينة والريف
وستمتحن قلوب كاركاسون و ناربون
.................................................. .......
سيكون مركز رافينا مهجورا
عندما تسقط أجنحة عند أقدامه
الاثنان اللذان من بريسه سيكونان قد وضعا دستورا
لثورين و فيرتشيللي اللتين سيدوسهما الفرنسيون بالأقدام
.................................................. ...........
وصل بعد فوات الأوان فقد نفذ الحكم
كانت الريح ضدهم رسائل اعترضت الطريق
كان المتآمرون أربعة عشر تجمعهم عصبة
روسو سيتعهد هذه الأعمال
.................................................. ..........
هنا يقول بوضوح إن الحروب والاضطرابات واضطهاد الكنيسة سيميزون عصر آخر ملوك (فرنسا) (لويس السادس عشر) ثم سيثور عليه البسطاء والفلاحين (ثورة الرعاع) كما سماها وسيحاول بمعونة مستشاريه وضع دستور جديد ولكن يكون الأوان قد فات ويصل المتآمرون إلى القصر ويتم إعدامه هو وزوجته (ماري أنطوانيت) ويدوسهما الفرنسيون بالأقدام
لاحظوا هنا أنه ذكر (روسو) بالاسم..كما ذكر (باريس) باسم (برسيه) وأيضا ذكر أن المتآمرون كانوا 14 وبالفعل كان زعماء الثورة الفرنسية 14
و الجدير بالذكر أن (روسو) هو صاحب نظرية العقد الاجتماعي المعروفة و التي تشكل إلى قدرٍ كبير أساس و فلسفة نظام الدولة الأوربية الحديثة ..و قد أثرت كتاباته و أفكاره تأثيراً واسعاً و عميقاً على(أوروبا) في السياسة و الاجتماع و التعليم حتى أن المبادئ و الأفكار التي جاء بها في روايته المعروفة باسم (إيميل) كانت هي الأساس في وضع المنهج التربوي القائم في مدارس الدول الأوربية إلى يومنا هذا و صياغة مبادئه..
كما أنه يعتبر فيلسوف و ملهم الثورة الفرنسية ..
.................................................. .................
4- القرن الأول – الرباعية 36

سيتغلب الأسد الصغير على الأسد الكبير
في ميدان القتال وفى ميدان فردى
سيفقأ عينه وهما في قفصهما الذهبي
جرحان في مكان واحد ثم يموت ميتة قاسية


هنري الثاني قتل اثناء مبارزة مع قائد حسره
تحققت تلك النبوءة بالنص .. تزوجت ابنة (هنري الثاني) في صيف عام 1559 من (فيليب الثاني) الأسباني وتزوجت (ماجريت) أخت (هنري الثاني) من أمير (سوفوي) وتضمنت احتفالات العريسين اللذين تما زفافهما في آن واحد مصارعة الفرسان..حيث امتطى (هنري الثاني) جواده ضد (جابريل دي لورجيس) أمير (مونتوجمري) وعجز عن إسقاطه عن فرسه وظل يحاول حتى انتصر وانهزم أمير (مونتوجمري) وحينما تصارعا أرضا اصطدما ببعضهما اصطداما رهيبا فاخترقت شوكة (جابرييل) جمجمة (هنري) بعدما اخترقت خوذته فأصيب في رأسه وفوق العين اليمني إصابتان وصلتا إلى المخ فدخل في غيبوبة وبعد عشرة أيام لقي حتفه. .. ومن المهم معرفة أن الملك الفرنسي كان له رمز أسد على درعه الذهبي .. أما قائد الحرس فقد كان علمه يحمل رمز شبل صغير قوي .. وكان أيضا يرتدي درعا – قفصا – ذهبيا ..

قديم 11-11-2016, 07:26 PM
المشاركة 53
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
4- القرن الثاني – الرباعية 2

سوف يكبد القائد الأزرق القائد الأبيض
خسارة بالقدر الذي فعلته فيهما فرنسا من خير
موت من الهوائي العظيم المتدلي من الغصن
عندما يسأل الملك كم من رجاله وقع في الأسر

في سنة 1649 كان الكاردينال (مازاران) متسلطاً على القصر الملكي، ولم يستطع خصومه أن ينالوا منه شيئاً لكنهم اهتدوا إلى كتاب (نوستراداموس) (النبوءات) وراحوا ينشرون ما توقعه (نوستراداموس) للكاردينال
وبالفعل تحطمت أعصاب الكاردينال وراح يجمع الكتاب من كل مكان ولكن خصومه بدؤوا في إرساله إليه على شكل خطابات .. وكانوا أحياناً يضعونه في سلال الفاكهة ويعلقونه على الأشجار ويضعونه على المقاعد في الكنيسة وفي النهاية تحققت كل نبوءات الرجل ضد الكاردينال وتمكن خصومه من هزيمته..
.................................................. ..........
5- القرن الأول – الرباعية 60

سيولد إمبراطور قرب إيطاليا*
سيكلف الإمبراطورية غاليا جدا
سيقول حلفاؤه عندما يرونه*
انه جزار أكثر من كونه أميرا

هذه الرباعية تشير إلى ميلاد (نابليون بونابرت) الإمبراطور الذي ولد في جزيرة) كورسيكا) .. ويكلف الإمبراطورية ( فرنسا) الكثير من الرجال والأموال ..
.................................................. ...........


تنبأ بهزيمة نابليون
6-القرن الثاني – الرباعية 86

يتحطم الأسطول قرب البحر الأدرياتيكي*
ترتعد الأرض وتقذف في الهواء وتسقط مرة أخرى
تهتز مصر ويزداد المسلمون*
ويرسل الرسول لكي ينادي بالاستسلام

وكان تفسير هذه الرباعيه واقعا تحقق على ارض (مصر) .
حملة (فرنسا) على مصر بقيادة (نابليون) .. هزيمة الأسطول الفرنسي من الأسطول الإنجليزي في البحر الإدرياتيكي .. احتلال (مصر) وهزيمة المماليك ... ثم فشل (نابليون) في احتلال (عكا) والعودة إلى (مصر) والفشل مرة أخرى ثم إلى (فرنسا …( ثم النفي إلى (سانت هيلانة (
يقول المؤرخون أن الإمبراطورة (جوزفين) هي التي أعطت نسخة من هذا الكتاب لزوجها (نابليون) وهي التي أشارت إلى مواقعه العسكرية وإلى زحفه على (روسيا) وانسحابه منها وعندما أشارت إلى موقعة (ووترلو) وانهزامه المؤكد أمسك الكتاب وأحرقه فورا
وربما كان هذا الكتاب هو الوحيد الذي أفزع (نابليون)
حيث عرف أن (نوستراداموس) قد تنبأ بقيام الثورة الفرنسية .. وبإعدام زعمائها .. وهو أيضاً الذي تنبأ بنفيه إلى جزيرة (سانت هيلانة(.
وبعد هزيمة (نابليون) عاد الناس إلى الكتاب يقلبون فيه.. وضاقت العائلات المالكة بهذا الكتاب وأخفوه بل إن أحد الأمراء أصدر كتاباً مزوراً وجعل هذا الكتاب بشكل رباعيات.. لكن الناس لم تنخدع بهذه الطبعة الزائفة..
.................................................. .............................
7-القرن التاسع – الرباعية 55

إن حربا مخيفة تدار في الغرب*
وفي السنة التالية سيأتي مرض ساري رهيب جدا*
بحيث سيهاجم الصغار و الكبار*
حينما تكون النار و الدم و الحرب و الطيران في فرنسا

هنا يصف الحرب العالمية الأولى و انتشار وباء الطاعون ولقد أدى هذا المرض إلى موت خمسة عشر مليون شخص في سنة 1918م.. ويصف حالة (فرنسا) أثناء الحرب
.................................................. .........................
8- القرن الثالث – الرباعية 16

الشخص العظيم الذي سيولد لفيرونا وفيتشنزا
والذي يحمل لقبا حقيرا جدا*
هو الذي سيريد الإنتقام في فينيسيا
سيوقع به رجل يقوم على الحراسة والإشارة

ولد (موسوليني) شمال (إيطاليا) في منطقة ريفية بين (فيرونا) و (فيتشنزا) لأسرة ريفية بسيطة وكان يحمل لقبا حقيرا هو (موسوليني) ومعناها صانع القماش ..... وانتهى الأمر بإعدامه هو وعشيقته على يد الثوار الذين انقلبوا عليه بعدما خانه حراسه ورجاله..
.................................................. ....................


تنبأ بولادة وظهور هتلر
9-القرن الثاني – الرباعية 63

في أعماق أوروبا الغربية*
سوف يولد طفل في أسره فقيرة
سوف يفتن الكثير من الشعوب بكلامه
وستكبر سمعته أكثر في مملكة الشرق

يتحدث هنا عن مولد (هتلر) ونشأته الوضيعة قبل أن يؤسس حزب(الرايخ الثالث) النازي ويصير الفوهرر العظيم..ثم يصير رئيسا لألمانيا ويتسبب في الحرب العالمية الثانية التي يؤيده فيها دول الشرق للتخلص من الاحتلال الإنجليزي..
.................................................. ..............................
10- القرن الثالث – الرباعية 58

بالقرب من الراين سيولد قائد عظيم*
للشعب في شمال الألب وسيأتي*
متأخرا ليدافع عن نفسه ضد روسيا
و هنغاريا و سيكون مصيره مجهولاً

هنا يصف أيضا ولادة (هتلر) و حربه ضد (روسيا) و (هنغاريا)(المجر) وكيف أن مصيره مازال مجهولا ..
و مسألة موته أو انتحاره مازالت مثاراً للعديد من الشكوك..ولم يعثر بعد على جثته حيث أثبت تحليل الحمض النووي أخيرا أن بقايا الجثة المحترقة التي عثر عليها ليست له ولكن تم التكتم على الأمر..
.................................................. ............
11-القرن الثاني – الرباعية 6

قـــرب الميناء وفي مدينتين*
ستحدث كارثتان لم ير التاريخ لهما مثيلا*
جوع..نار..طاعون في الداخل ..ناس يهربون خارجا بفعل السيف
سوف يبكون من اجل الحصول على مساعدة الله العظيم الأبدي

الرباعيه تحكي مأساة (هيروشيما) و(ناجازاكي) حين ألقت عليهما الطائرات الأمريكية القنابل النووية.. كلا المدينتين على البحر .. الناجون من المأساة كانوا سود الوجوه ومشوهين من الإشعاعات فبدوا أشبه بمصابي الطاعون..ثم شردوا وأبعدوا عن المدن بسبب الحرب والدمار..
.................................................. ...................
12-القرن الثاني – الرباعية 24

البهائم التي يدفعها الجوع ستعبر الأنهار*
الجزء الأعظم من ساحة المعركة سيكون ضد هسلر*
سيجر القائد العظيم في قفص حديدي*
عندما لا يراعي ابن ألمانيا أي قانون

يتحدث هنا بوضوح عن هزيمة (هتلر) ونهايته بانتحاره وقد ذكر اسمه بوضوح وإن استبدل حرف التاء بالسين من أسلوب التصحيف كما أسلفت
والثابت تاريخيا أنه كان لدى زوجة وزير الإعلام الألماني (جوبلز)نسخة من الكتاب كانت تتصفحه ليلا عندما هزت زوجها بعنف ليصحو وصاحت به أن :اقرأ*
وأدنت المصباح منه وأشارت إلى بعض الرباعيات .. وكانت الرباعيات تتحدث عن هجوم (هتلر)..وزحفه على (روسيا) وعودته مهزوما
وكان (هتلر) يعتمد على أحد العرافين .. وكانت وزارة الإعلام تستخدم المنجمين الذين يكتبون (حظك اليوم) في الصحف في نشرات الوزارة الدعائية للحرب وقوة (ألمانيا) وانتصارها الوشيك..وكان أشهرهم منجم يدعى (كرافت)..وبدأت الطائرات الألمانية تلقي بنبوءات (كرافت) المضادة لنبوءات (نوستراداموس) وأيضا نبوءات (نوستراداموس) التي تتحدث عن انتصار الألمان على الإنجليز والفرنسيين في كل الأراضي التي هاجمتها (ألمانيا) .. وخصوصاً في (فرنسا).ولكن الكميات الأكبر والأضخم هي التي ألقت بها على (إنجلترا)..
في وثائق الحرب العالمية الثانية تكلفت الحكومة البريطانية ربع مليون جنيه إسترليني لتقاوم نبوءات (نوستراداموس)وذلك بأن تنشر نبوءات مضادة لنفس الرجل وآخرين من علماء التنجيم وقراء الكف وكل ذلك ثابت في سجلات المخابرات البريطانية
بل إن المخابرات البريطانية روت قصة حرب الأعصاب التي سلطوها على (هتلر) نفسه عندما حاولوا تجنيد (كرافت) نفسه للعمل كجاسوس لصالحهم ونجحت المخابرات البريطانية في أن تجعل (كرافت) يتنبأ لهتلر بالفشل في وقت مبكر.. وقد غضب عليه (هتلر) ثم عاد فاسترضاه..
.................................................. ....................
13-القرن الثاني – السداسية19

قادمون جدد سيبنون مدنا بلا دفاعات
و يحتلون أماكن غير قابلة للسكن*
بسعادة يضعون أيديهم على الحقول*
و المنازل و الأرض و المدن
فيما بعد سيكون في هذه الأرض

المجاعات و الأمراض و الحروب التي تستمر وقتا طويلاً
يصف هنا عودة اليهود إلى فلسطين واحتلالها ويشير إلى الحروب التي ستحدث عندها وما تجلبه من دمار و أمراض على شعوب المنطقة..ونلاحظ هنا أنها سداسية من الإنذارات التي ربط حدوثها بإرهاصات آخر الزمان..
.................................................. ..............
14-القرن الثالث – الرباعية 97

بقانون جديد أراضي جديدة*
ستحتل في سوريا و الأردن*
و فلسطين وستتقوض القوة العربية*
وستنهار عند الانقلاب الصيفي 12 حزيران

يصف هنا حرب 5 يونيو 1967م و احتلال (إسرائيل) للجولان و قطاع غزة و الضفة الغربية و سيناء وقد استمرت تلك الحرب ستة أيام كما هو معروف وانتهت صبيحة يوم 12 يونيو (حزيران)..والمقصود بالقوة العربية (مصر) التي كانت قوة لا يستهان بها في المنطقة قبل تلك الحرب..ونلاحظ هنا تصريحه بأسماء (سوريا) و(الأردن) و(فلسطين) ولم تكن تلك الدول بمسمياتها تلك على عهده بل كانت تعرف ب(الشام)
ولقد قامت (إسرائيل) منذ عام 1948م وحتى حرب 1967م بنشر وتدعيم هاتين الرباعيتين للتبشير كذبا بانتصار اليهود والقضاء على العرب وتحقيق حلم (إسرائيل الكبرى) من الفرات إلى النيل..
.................................................. ...............
15-القرن الأول – الرباعية 26

الرجل العظيم*
في أعظم دولة*
تصرعه صاعقة في عز الظهر*
وأخوه بعد ذلك

هنا يصف مقتل الرئيس الأميركي (جون كينيدي) الذي توفي متأثرا بطلق ناري أطلقه عليه (لي هارفي أوزوالد) ظهيرة يوم 22 أكتوبر عام 1963م أثناء مرور موكبه ثم وفاة شقيقه (روبرت) من بعده بنفس الطريقة
.................................................. .................
16- القرن الرابع – السداسية 31

السلالة التي واجهت المخاطر*
و المجازفات التي لم تخسر أبدا*
حربا في بلد قريب*
من فكرة المسيحية عند المغادرة
ستفاجأ بعمل غريب تقوم به مصر
أما شعب مصر فسيكون مبتهجا بهذا الإنجاز

يصف هنا حرب أكتوبر 1973.. والهجوم المصري على (إسرائيل) وفرح الشعب المصري والعربي بالنصر في هذه الحرب..وأكثر ما ميز تلك الحرب هو الهجوم المصري المفاجئ على (إسرائيل) والذي لم يكن أحد يتوقعه (كما أشار (نوستراداموس))..والسلالة يقصد بها معشر يهود الذين كانوا يحرمون الاختلاط مع غيرهم من معتنقي الديانات الأخرى بزعمهم أنهم (شعب الله المختار) ولا يجوز تدنيسه بنطفة دنيئة..
ومعروف أن اليهود واجهوا الفظائع من القتل والتشريد والتنكيل بهم طيلة وجودهم على مر الزمان..منذ أيام الفراعنة مرورا ب(نبوخذ نصر) وحتى (هتلر)..
ونلاحظ هنا أن هذه سداسية أيضا وهي من الإنذارات التي يعتبرها (نوستراداموس) مقدمة لأحداث جسام تفضي إلى نهاية العالم وقيام الساعة كما أسلفت..كما نلاحظ ذكره ل(مصر) بالاسم الصريح
.................................................. ....................
17- القرن الأول – الرباعية 70

ثورة وحرب و مجاعة لن تتوقف في إيران*
,التعصب الديني سيخون الشاه*
الذي ستبدأ نهايته في فرنسا*
على يد رجل دين معتصم في معزل

يصف هنا قيام الثورة الإسلامية في (إيران) و وجود الإمام (آية الله الخميني) في (فرنسا) ثم عودته على رأس الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بشاه (إيران) عام 1978م..ونلاحظ هنا ذكره (إيران) بالاسم الصريح
.................................................. ...................
18- القرن الثالث – الرباعية 41

الملك العجوز يطرد خارج مملكته*
سوف يذهب لالتماس العون من أهالي الشرق
ولخوفه من الصلبان فإنه سيطوي رايته
سوف يسافر إلى مصر بطريق البر والبحر

يصف هنا ما حدث للشاه (محمد رضا بهلوي) الذي خشي على وطنه من ويلات حرب أهلية مع الإسلاميين بقيادة (الخميني) وخشي من تدخل الغرب فآثر التنازل عن العرش والاتجاه إلى (مصر) ليعيش بها ما بقي من حياته لاجئا سياسيا ويدفن هناك..
.................................................. .........
19- القرن السابع – الرباعية 22

سيهاجم العراقيون حلفاء أسبانيا
بينما الناس أما يمتعون أنفسهم*
أو يتضاحكون أو يأكلون أو نيام
البابا سيهرب قرب الرون ثم احتلال إيطاليا والفاتيكان

يصف هنا الاحتلال العراقي للكويت و يصف أن الاحتلال سيكون ليلا لأن الناس تكون حينها أما تلهو أو تتسامر أو نيام..ونلاحظ ذكره للعراقيين بالاسم الصريح كما ذكر (الرون) ويقصد بها (الروم) بأسلوب التصحيف كما أسلفت..والمعروف أن (أوروبا) القديمة - ومن بعدها (أمريكا) (نتيجة هجرة الأوروبيين إليها)- كانت تطلق عليها اسم (الروم) نسبة إلى (روما) التي كانت عاصمة الحضارة والثقافة والدين في (أوروبا) ولفظة (الروم) موجودة في الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم..
و لقد وصف الكويتيون بحلفاء (أسبانيا) لأن (أمريكا( اكتشفها الأسبان و كانت مستعمرة أسبانية كما أسلفت..*
و اليــهود والمسيحيون دائما يطــلقون على الأنبياء أو رجال الدين اسم ( الملك) وهنا قام (نوستراداموس) بعكس التسمية و أطلق على أمير (الكويت) اسم البابا. و احتلال (إيطاليا) و (الفاتيكان) يقصد به احتلال القوات الأوروبية والأمريكية للسعودية حيث أن (إيطاليا) تشابه (السعودية) لأن فيها (الفاتيكان) و في (السعودية) توجد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين..وقد احتلت قوات التحالف بالفعل شرق (السعودية) وجزء من شمالها لبدء الهجمات على (العراق) منها أثناء الحرب
.................................................. ................
20- القرن الثاني – الرباعية 89

سوف يصبح القائدان الكبيران صديقان في يوم من الأيام
ستبدو قوتهما العظيمة متنامية*
ستكون الأرض الجديدة في ذروة قوتها
وسوف يصل العدد إلى رجل الدم

هذه الرباعية تشير إلى تحالف (بريطانيا) مع الأرض الجديدة (أمريكا) التي لم تكن موجودة على زمن (نوستراداموس) وبلوغ (أمريكا) أوج قوتها ...
رجل الدم في آخر النبوءة يعني بها (المسيح الدجال) وهو ما كان موجودا في نصوص العهد القديم ....
وبداية علامات خروجه عندما تتحكم (أمريكا) بمصير البشر
.................................................. ..................
21- القرن الرابع – الرباعية 11

سوف يدخل شرير بغيض سيء الصيت
يستبد بأهل ما بين النهرين
كل الأصدقاء تصنعهم السيدة الزانية
الأرض توقع الرهبة .. وسوداء المظهر

يتحدث هنا عن حاكم سيء الصيت ينكل بأهل مابين النهرين ويقصد (صدام حسين)..
السيدة الزانية كناية عن (أمريكا) كما وصفت في نبوءات التوراة.. و كان يشير إلى الحلفاء الذين تجمعهم (أمريكا) في حلف لقتال (العراق) وهي مشهورة بكنية (بلاد ما بين النهرين) ويقصد بهما (دجلة) و (الفرات)..
وبالطبع من كثرة القصف والقتل والتخريب وتناثر الجثث ستصير الأرض سوداء المظهر تثير الرعب في الأنفس*
.................................................. ............................*
22- القرن السابع – الرباعية 9

سوف يأتي ملك أوروبا مثل الدولفين
يرافقه أولئك الذين من الشمال*
سيقود جيشا كبيرا من الحمر والبيض*
سيتوجهون لمقاتلة ملك بابل

هذه رباعية أخرى تتحدث عن تحالف (أمريكا) مع (أوروبا) وقيادتها جيش من العرب (الحمر) والأوروبيين (البيض) لقتال (العراق)..وهي واضحة ولا تحتاج إلى تفسير..ومعروف أن (بابل) هي (العراق) بالطبع
.................................................. ................


هجمات سبتمبر
23- القرن الأول – الرباعية 66

نار مزلزل الأرض من مركز الأرض*
سوف تسبب هزات حول المدينة الجديدة
ستتحارب صخرتان عظيمتان مدة طويلة*
ثم ستضفي أريثوزا لونا أحمر على نهر جديد

تشير الرباعية إلى حدوث هزة عنيفة وانفجار هائل وضخم في مدينة (نيويورك) التي اسماها المدينة الجديدة وهي إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر1999م.. ستبدأ دولتان الحرب في آخر المطاف ..
يقول المفسرون (أريثوزا) هي الحورية الإغريقية التي تقول الأساطير أنها تحولت إلى جدول..
واسمها مشتق من (إريز) إله الحرب الإغريقي للولايات المتحدة الأمريكية ، أو ربما يكون النهر الأحمر الجديد هو الدم..
أما مزلزل الأرض فهو الاسم الذي يطلق على (نبتون) إله الحرب عند الإغريق..
أي أن أحداث 11 سبتمبر تلك ستفضي إلى دخول (الولايات المتحدة الأمريكية) في حروب عديدة ولمدد طويلة (أفغانستان) ثم (العراق) - والله أعلم بالتالي- ..
في النص الأصلي للنبوءة توجد كلمة (Tour) أي البرج وهو ما حدث يوم 11 سبتمبر حيث انهار البرجان ..
( النص الأصلي للرباعية محفوظ في مكتبة الكونجرس )
.................................................. .................
24- القرن الأول – الرباعية 97

سوف تحترق السماء في خمس وأربعين درجة
يدنو الحريق من المدينة العظيمة الجديدة
يقفز اللهب الكبير المنتشر إلى الأعلى مباشرة
عندما يريدون الحصول على دليل من نور مندين

هذه رباعية أخرى تتحدث عن الهجمات الإرهابية على برجي التجارة العالميين في (نيويورك)
الشطر الأول يشير إلى حدوث حريق هائل على خط العرض 45 في المدينة الجديده وهو موقع ( نيويورك) الجغرافي بالفعل...*
الرباعية السابقة حددت مكان وتفاصيل الحدث دون ذكر الوقت أيضا حيث كان من النادر أن يحدد (نوستراداموس) وقت الأحداث في رباعياته..
وهذا ما حدث عندما ضربت الطائرات الأبراج .. فارتفع اللهب مباشرة إلى الأعلى
.................................................. ....................................
وختاما يقول المؤيدون لنوستراداموس والمؤمنون به أن الرباعية الشهيرة التي تتحدث عن نشوب الحرب العالمية الثالثة وفناء العالم بحلول شهر يوليو 1999م ما هي إلا رباعية زائفة ومدسوسة عليه كما أسلفت..
تقول الرباعية :

في السنة 1999 وسبعة أشهر*
من السماء سوف يأتي ملك الرعب العظيم*
سيعيد إلى الحياة ملك ( أونكوموا) العظيم*
قبل ذلك وبعده ستسود الحرب كما يشاء لها الحظ

ودليلهم على ذلك أن (نوستراداموس) قد حدد نهاية العالم بنفسه بحلول عام 3797م
.................................................. ....................................

في المقال القادم إن شاء الله سنعرض أقوال المشككين في نبوءات (نوستراداموس) ونعرض دلائلهم ونفندها سويا..وسنعرف المزيد عن علم الفلك والتنجيم..
كما سنعرض بعضا من نبوءات الرجل التي تتحدث بالتفصيل عن أحداث آخر الزمان وكيفية فناء العالم وقيام الساعة..
ولكن هذا مقال آخر إن شاء الله
نهاية الجزء الأول

قديم 11-12-2016, 12:53 PM
المشاركة 54
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مثال على قدرة المبدع على التنبؤ:

'مسيرة الأكفان': رواية لم تنشر للراحل محمد عبد السلام العمري تنبأت بثورة الشباب في مصر



2011-07-11



مسيرة الأكفان

بقلم: محمد عبد السلام العمري

احملوا الأكفان، شعار غير مسبوق، تجمعت حوله جماهير الشعب عن بكرة أبيها، مؤيدة، هل أجبروا الشعب على حمل كفنه، أو أن الموت تساوى مع الحياة عند الناس، فخرجوا رافعين أكفانهم؟ لبسوا ملابس الإحرام البيضاء، الشعب بكل فئاته، خرج إلى الشوارع منذ صباح اليوم، عارفـا أن يوم موتهم طويل، تداخل الليل بالنهار، يحمل كل واحد كفنه، صائحـا: احملوا الأكفان، يمد كل فرد يديه أمامه، في وضع أفقى متواز، واضعا كفنه عليهما.
احتشادات متنوعة مجتاحة من كل اتجاه، سمة الحشود البياض، خرجت المظاهرات، معبرة عن التمرد على القهر، والأوضاع القائمة، وكان الجوع الدائم قد عض البطون، فوضح المتظاهرون هكذا، هياكل عظمية.
بدأت أحداث شغب حاملي الأكفان بالهتافات المعادية، متقدمين إلى مناطق منع الأمن وجود المظاهرات فيها، معبرين تعبيرا دقيقا، عن رغبة مجنونة في الموت، اجتاحت الشعب، اشتعلت المظاهرات أخذت تطوف العاصمة، رأى البعض أنها جديرة بالتأييد، بالأسلوب نفسه، انضموا إليها، حاملين أكفانهم، التي بدت في الأوان الأخير ملازمة للشخصية المصرية أينما رحلت.
رددت المظاهرات هتافات عدائية ضد الأجهزة والقائمين على أمور الوطن، بدت واضحة حتى هذه اللحظة سمة التحضر والتنوع على المتظاهرين؛ حتى لا يعطوا الأجهزة الأمنية فرصة التصادم معهم، لم يتلفوا المنشآت، لم يحرقوا السيارات، تجمعاتهم الكثيرة في أنحاء متفرقة من العاصمة، بعض المدن، عطلت المواصلات العامة والخاصة، استعانوا بالأشجار والأحجار؛ لحماية أنفسهم من هجمة الأمن الشرسة، المتوقعة، التحموا بالشوارع، وأشعلوها، هتافـا مقاومة، وقد انضمت المظاهرات إلى بعضها، والتحمت، فأضحت العاصمة هديرا جارفًا من الهتافات والعداءات للحكم، متماسكة الالتحام، الرؤوس بالنسبة إلى الناظر من أعلى شوارع أسفلتية أفقية.
تنطلق الحجارة من أكفانهم، تأتى أصوات ميكروفونات التحذير من مناطق متفرقة، متفهمة، داعية، منذرة، متوعدة، تسللت إلى الصفوف شراذم من الغوغاء، ضعاف النفوس، المخربين، جابت الشوارع والميادين الفرعية، والرئيسة، وقد أصر المتظاهرون على استمرار الشغب المتواصل؛ إذ في لحظة إنارة أيقنوا أن الحياة والموت متساويان، وأن لا فرق، وقد نالت مباني أقسام الشرطة بالذات ورجالها القسط الأوفر من الهجوم.
نتج عن ذلك وقوع حوادث حريق، وإتلاف وتعد، قاوموهم باستدعاء فريق استخدام طلقات الرش في الهواء، القنابل المسيلة للدموع.
تتطاير الأكفان في الهواء؛ جراء الاختناق، مستنجدة بمسامها التي تخترق قدرا من الهواء النقي والأكسجين، معترضة على طريقة الخنق المستحدثة هذه، تتساقط من عليائها، من أعلى شظايا طلقات الرش، لكنها الأكفان تأخذهم، تحرضهم، تساعدهم على اختراق جموع أبناء الوطن وحشوده، حاملي الأكفان.
استعدوا للموت استعدادا يليق بشعب عريق؛ فقام كل واحد بطريقته الخاصة، باختراع الوشم اللائق به، والمريح وتصميمه وتنفيذه، وشم أحدهم اسمه بين الكتفين، ثم أضاف إليه رقم قسيمة الزواج، آخر سهلت له إحدى شركات المحمول رقما متطابقا، مع رقم لوحة سيارته، منهم من وشم عضوه، آخر وشم باطن قدمه، تشابهت الوشمات كثيرا؛ حيث ملايين الشعب بدأت بنقش الأوشام؛ فتعددت عناوين المنازل على أجساد البعض، مفكرا في تلك اللحظة، التي تعاقبت فيها طلقات الرش، أن يضيف هواتف أخرى لعدد من الأصدقاء والأقارب، ربما على السواعد والأقدام.
بثت ظاهرة الجثث مجهولة الهوية الرعب في أرجاء الوطن، دفعت الشعب إلى البحث عن وسائل تمكن ذويهم من التعرف على جثثهم.
وقد أتقنوا نقش الوشم على الجسد عندما كانوا نزلاء سجون زاهي بدران مسؤول أمن الوطن، مارسوا النقش من باب الهواية، وتزجية الوقت، وخدمة الأصدقاء، وعندما انتشرت هواية نقش الأجساد، أصبحت هناك أيدٍ عاملة متخصصة، بعد أن كانت عاطلة، احترفت المهنة، تزاحموا، وقفوا طوابير طويلة، من دون أن يعرفوا الأسباب، كعادة المصريين، ارتعدوا من فرق الموت الخاطفة، ومن المصير الذي انتهى إليه البعض.
ترددت الأنباء عن الجثث المجهولة التي ملأت شوارع القاهرة، والمدن المصرية الأخرى، يتم العثور عليها يوميـا عقب صلاة الفجر، يجدونها مشوهة، ممثلاً بها؛ فلجأوا إلى النقش التعريفي. عارفين أن هذا النقش لن ينفع إذا أرادوا تشويه الجثة وإحراقها.
استسلم المصريون للأمر الواقع مع حوادث الموت، مجهولة المصدر؛ باعتبارها أمرا محتوما، فظهرت موضة بين المتخصصين موازية لحوادث الموت، على مستويات اجتماعية متعددة، حكومية، دينية، قبلية نتجت عن تأثير موجات العنف والقتل، المتبادل على الهوية الوطنية.
في أوان آخر، لاحظوا ارتفاع مستويات التشويه؛ نتيجة استحداث أجهزة التعذيب؛ إذ ظهرت جثث عليها آثار الحرق بحامض النتريك، على الوجوه تحديدا.
وقف الشعب طوابير طويلة عديدة أمام مشارح المستشفيات العامة والخاصة، كأول خطوة تسبق البحث في مراكز الشرطة، فيما نجحت طريقة الوشم على الجسد، في تمييز بعض الأهالي لضحاياهم من بين مئات الجثث الملقاة في زوايا مشارح المستشفيات، قررت الحكومة تنفيذ مشروع توسعتها عدة مرات عن سعتها الحالية.
اتخذت خطوات سياسية وأمنية لتحد من نفوذ فرق الموت الحكومية، غير المرصودة، غير المعروف مركزها، لم يكن أحد يعرف لمن تتبع؟ استعاروا أسلوب التعرف على الهوية من عصابات العالم المنظمة، المتخصصة، معاينة بعض الجثث أثبتت وجود نسق معين للوشم، سواء في اختيار المكان والخط، أو في الشكل المنقوش.
الإبر والرماد والألوان الخضراء والحمراء حسب طلبات الشعب هي وسيلة الوشم وسمته، كما أن البعض وشم جسده ببرج حظه، فظهرت العقارب، العذراء، الجوزاء، الحملان، الأسود، وغيرها من الأوشام، مثل الطيور والنساء العاريات، والأخرى محجبات ومنتقبات.
طلب البعض كتابة الرسائل الوشمية التي تفيد بأنه إنسان مسالم، ليس له في أي أحزاب سياسية، أو معتقدات دينية، غير مشاغب بالمرة، يرغب في المشي على الحائط، أو داخله إن أمكن، يرغب في سلام دائم.
وهكذا بدت عدوى الموت في الانتشار، عندما تمشي في شارع ما أو تقود سيارتك في شارع آخر، تجد الجثث المشوهة الملقاة على جانبي الطريق، إلى الدرجة التي لاحظ فيها أحد أصحاب السيارات، جثثـا ممدة بالتوازي على الطريق الدائري، بدءا من المنيب حتى مسكنه عندما نزل في التجمع الأول بالقاهرة الجديدة ، وعندما ركن سيارته وجد جثثا في الجراج، وأخرى على باب فيلته، وأينما تكن تظهر الجثث، وقد انتشرت الروائح متنوعة الكراهة.
سمة الجثامين التشوه، في مكان ما من جسده، هناك مجزرة، تبدو أحيانا غير واضحة، وأخرى ظاهرة للعيان، كسحق الجماجم، وقطع الرقاب، الكلاب دائمة تنهش الجثث، تتناوبها واحدا إثر آخر، وبدا أن لكل جثة عدة كلاب، تتناطح، و'تهوهو'، وتقاتل في التمزيق، والنهب والقطع، تمزق الملابس والأجساد وتنهش، تسيل الدماء من أشلائها، وعندما تبدو أنها تناولت القدر الكافي، تتأنى ثم ترفع رأسها، تهزها شمالا ويمينـا، ثم تتقمص زئيرا، وعواء المنتصرين، مستعدة لنهش جديد.
لقد تعددت الأسباب التي جعلت اجتماعات الحكومة من الأهمية بمكان، آخر من يعلم دائما، وآخر من يحضر، وآخر من يتفاعل، ثم تشكل اللجان عديمة الفائدة، وقد حملوا المواطنين تبعات الأخطاء المتعددة، والمتكررة.
بدا أن الشعب لديه رغبة عنيفة في الموت، يتحين الفرص ليخلق جو الموت المناسب، يتحركون في كل مكان مستعدين له بحمل الأكفان، التي ظهرت واضحة أعلى قطارات السكك الحديد، بكثرة غير متعارف عليها، يتسلقون سطوح القطارات، يعبثون بأجهزة الربط، بسبب غلق الجزرة المتصلة بقوة الفرامل، من خلال كومبروسر الهواء، من الجرار إلى العربات، يؤدي إلى فصل الهواء بين الجرار والعربات، اندفاع رهيب، يخرج الجرار من مساره ، يرتطم بالأسوار، والمحلات والأسواق ، والعمارات، تأتي الأوناش، وعربات الإسعاف متأخرة، كتل الأهالي المتوجسة، الملتاثة، تحيط بالمكان، يعيقون حركة الإسعافات، مثل انهيار العمارات، سمتها تكدس الموتى والجرحى، تضيع هوية البعض، يدفنون بمدافن الصدقة التي امتلأت عن آخرها.
عجز الوطن عن التخلص من موتاه، أو الوصول إلى اتفاق معهم، يطاردهم ويطردهم؛ مما حفز الموتى على التضامن مع حملة الأكفان، خرجوا من مقابرهم، متبرعين بأكفانهم للموتى الذين ليس لديهم المقدرة على شرائها. أوقدوا شموعا في القبور لاستقبال القادمين، وقد عرفوا سر الموت، فما ان يرقد الإنسان ، حتى يبدأ التراب في احتوائه داخل الأرض من جديد؛ فمنذ لحظة ولادته من بطن أمه، تبدأ قوة الأرض وجذبها تعمل عملها فيه.
والحال هكذا، تزايد بلا حدود إلى درجة الازدحام، الضرب والمضايقات، السحل والسحق، أعطى هذا معنى واحدا، فهمه كل من شارك في مسيرة الأكفان، هذه التي تتجه إلى قبلة الوطن، من كل اتجاه، خروج تلقائي هكذا بالفطرة، من دون أي تخطيط، مطالبهم تعددت، تمس عناصر الحياة كاملة، وكما كانت الأجساد موشومة بعلامات وأرقام ورموز، وشموا الأكفان بما هو متعارف عليه من مطالبهم، نقلتها الفضائيات، وبدا أن ليس لتلك الفضائيات من عمل إلا نقل مسيرة الأكفان هذه، غير المتعارف عليها في أي وطن من أوطان العالم، المعنى العميق لها، أنه ليس بعد الموت ذنب؛ إذ ان برامج كاملة ومتعددة، ومتنوعة، في قنوات فضائية عديدة خصصت أوقات بثها المباشر بالكامل لتصوير مسيرة الأكفان هذه، والنعوش المصاحبة لها، وصلاة الجناز، وسرادقات العزاء، وبدا أن جنازات النجوم، سرادقات عزائهم أصبحت مادة تلفزيونية، تسعى إليها برامج الكلام الممنظرة، اليومية كجزء من متابعاتها المستمرة للأحداث، وكتوثيق يهم الجماهير كافة.
تطورت عملية النقل المباشر بتصوير لقطات من عملية الدفن الأخيرة، داخل المقابر من دون مراعاة لحرمة تلك اللحظات المؤلمة والخاصة، وحرمة المقابر بشكل عام، وقد أضاف إلى كل ذلك نوعـا جديدا من حلقات الجنازات، والبكاء على الراحلين، والعويل، والألم، يشاهدها الناس حصريـّا، كما يشاهدون الأفلام والمسرحيات، نقلت إحدى الفضائيات المتخصصة جنازة كتاب، تم تشييد ماكيت له، وتكفينه، ووضعه أمام إحدى دور النشر، وقد وضعت نشرة بجانبه توضح أنه بالإضافة إلى معاناة سوق الكتب من عدم إقبال القارئ المفترض، وفي سياق هذه المنظومة الاقتصادية المعرفية المتداخلة مع إيقاع سريع لعصر المعلومات، أدركت دور النشر عمق الأزمة، وشدة تعقيدها؛ ولذا تخيلنا الحال كما تشاهدون.
انتشرت الصرخة، حتى في السجون، لقد قرر المسجونون في كل أنحاء سجون الوطن تقديم أكفانهم، وأكفان عائلاتهم إلى مكتب النائب العام، في ظاهرة احتجاجية على استمرار حبسهم، طلب أحدهم، قلدوه فيما بعد، من أفراد أسرته شراء كفن، وإيداعه داخل أمانات السجن المحبوس فيه حاليـًّا، على خلفية الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال فترة سجنه؛ بما يشير إلى أن الزعيم ينتظر الموت على طريقة الأفيال.
ô
استحدث الموتى صرخة مقاومة جديدة احتجاجا على ما آل إليه حال الوطن؛ ظهر منها أن الموتى يلفون الحواري، وداير الناحية في القرى، يلقون نظرة الوداع على الدنيا قبل مغادرتها، كأنهم يلوحون التلويحة الأخيرة للأحباء الحاملين أكفانهم، وبدا أن هناك أكثر من موجة أموات تقوم باللفة الأخيرة.
جئ بالقرابين الذهبية، تتمايل النعوش، تقفز إلى الأمام، متقبلة الموت بصدور رحبة، ساعية جريًا إليه، فرحة به، من شدة جريها تسقط النعوش بقوة على الأرض، تنفتح، تتهادى الجثث متدحرجة إلى الخارج، جارية، طائرة، ثم تندفع في ألحادها، بسرعة صاروخية، مستقرة آمنة.
فرض موت أبناء الوطن جماعيـّا طقوسـا جديدة للأعياد، جاعلة من زيارة القبور الاحتفال الأكبر؛ حيث استقبلت المقابر أعدادا قياسية هذا العام، ولم يتسع الوقت للأقارب والمعارف لوداعهم.
القاهرة، مدينة نصر
26 من إبريــــل 2003
فجر الاثنين 7 من ديسمبر 2009
الفصل الأخير من رواية 'مسيرة الأكفان' للمبدع الراحل محمد عبد السلام العمري. قيد الطبع.

المصدر القدس العربي :
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\11qpt893.htm&arc=data\2011\0 7\07-11\11qpt893.htm

ملاحظة : لم اعثر على سيرة ذاتية تفصيلية للكاتب ولذلك وحيث انه امتلك مثل هذه القدرة الفذة على الاستشراف والتنبؤ يمكنني القول انه حتما عاش يتيما مما أدى إلى تنشيط عقله الباطن الذي هو مصدر مثل هذه القدرة الاستشرافية كونه ينتمي إلى عالم اللامادة حيث ينتفي الزمان والمكان ويصبحان في لحظة واحدة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نبوءات الشعراء والأدباء : دراسة معمقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلقة عمرو بن كلثوم أسامة المهدي منبر ديوان العرب 7 12-30-2019 11:23 AM
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى كاملة ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 12-05-2019 10:49 PM
ظلم الأدب والأدباء سليّم السوطاني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 01-02-2016 05:51 PM
فضآءآت معلقة علي مشارف النبض محمد الشيخ مرغني محمد منبر البوح الهادئ 4 09-01-2015 09:11 PM
سألت سائلة من هو عمر في معلقة عنترة؟ ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 03-20-2013 02:19 AM

الساعة الآن 10:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.