اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر

الاستاذ يحيى خان

أسعدني أن أشاهد المقابلة بخصوص عناصر الجودة الشاملة في صناعة الرواية ولي بعض الأسئلة والملاحظات التي أرجو أن تتقبلها، خاصة انك تؤكد على دور المتلقي في صناعة الجودة الشاملة:

- لماذا اقتصرت العناصر على ثلاث وهي ( المؤلف، والناشر، والقارئ) ...ألا ترى بأن ( للنقاد صاحب الخبرة والمعرفة) دور أكثر أهمية من دور القارئ وهم الأقدر على إبراز عناصر القوة والضعف في الرواية، فربما تجعله مربع الجودة الشاملة إذا!.

- ثم إلا ترى بأن المثقف الخبير أو تحديدا هنا الروائيين المعاصرين إلا يجب أن يكون لهم دور في تقييم العمل الفني؟ خاصة الروائي الذي يمارس النقد أيضا ولا شك أن رأيه سيكون أعلى قيمة من رأي الناقد غير الممارس لكتابة الرواية.

- ثم أليس من المفروض أن يكون دور للأكاديميين في صناعة الجودة الشاملة. إلا ترى بأن الجامعات لها دور مهم في زيادة انتشار الكتاب، ووضعه تحت الدراسة والبحث والتمحيص وبما يساهم في زيادة الجودة ؟

- هل في عصر الانترنت يمكن فعلا توقع أن يكون للقارئ دور في هذه العملية؟ وهل يوجد قارئ أصلا؟

- ثم ما هي الغاية من هذا الطرح؟ أليست الغاية زيادة الانتشار؟ إذا أليست الغاية زيادة عدد القراء؟ فكيف نتوقع أن يكون للقارئ دور؟ ذلك ربما يعني أن الجودة يجب أن تقتصر على المؤلف والناشر، يضاف إليها الخطة التسويقية الجيدة. صحيح أن وسائل الاتصال أصبحت قادرة على توفير إمكانية تفاعل القارئ من المؤلف لكن كم من القراء سيكون لديه الاستعداد للتعليق على ما قرأ إلا إذا كان الموضوع جدلي وفيه إثارة على شاكلة رواية بنات الرياض أو مقالات عبد الباري عطوان؟!

- في حالة لجوء الشركات لتطبيق معايير الجودة الشاملة لإنجاح منتج معين كما ورد في المقابلة يتم اخذ متطلبات الزبون ( المستفيد من الخدمة ) في الاعتبار وذلك كونه جزء من العملية ولكن من منطلق ما يخدم الشركة المنتجة، لكن هل يمكن النظر إلى القارئ بنفس الطريقة؟ وما هي مصلحة القاريء في تحقيق مصلحة المؤلف؟ إلا يوجد فرق بين زبون البضاعة التجارية والمتلقي؟ ثم ألا تظل الجهة المعنية في تطبيق معايير الجودة الشاملة هي الشركة صاحبة المنتج؟ إذا ألا يعني هذا بأن الجودة الشاملة هي معايير مطلوبة من المؤلف فقط ( بصفته صاحب المصلحة ) وبنسبة 99% والباقي من الناشر ربما.... فحتى الغلاف للرواية وتصميمه وجودة الطباعة هي موضوعات يقرر فيها المؤلف وليس أي احد آخر.

سوف أعود أن شاء الله لطرح مزيد من الأسئلة أو الملاحظات.

السلام عليكم ..
ما شاء الله تبارك الله .. أسئلة احترافية فعلاً أستاذ أيوب، ووجهة نظر قيمة أقدرها كثيراً .. جزاك الله خير على متابعة لقائي التلفزيوني وتقديم رأيك هنا ..
لن أتمكن من الإجابة على جميع النقاط التي طرحتها، فأنا في رحلة عمل إلى سنغافورة، لكن سأحاول تلخيص فكرة مثلث نجاح الكتاب وعلاقته بالجودة الشاملة، فقد يساعد ذلك على توضيح الموضوع والفكرة بشكل أكبر ..
الناقد الجاد له دور كبير في مثلث نجاح الكتاب، ولكني أرى أنه يدخل ضمن ضلع "القارئ" لأنه لن يتمكن من تقديم نقده دون أن يقرأ الكتاب، إذاً هو في النهاية قارئ. وضلع القارئ يشمل جميع القراء بمختلف خبراتهم واحترافياتهم في الساحة الثقافية .. بما في ذلك الاكاديميين في الجامعات، وأي شخص يرغب في خدمة الرواية لسبب أو آخر لابد وأن يكون قارئاً لها كي يستطيع المشاركة في هذا النجاح والانتشار .. إذاً هو قارئ.
مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في الانتاج الروائي لا يقتصر فقط على الجودة العينية للكتاب (على الرغم من أن الجودة العينية هي أحد العوامل)، لكن المقصود هنا هو إدارة الانتاج بكامل جوانبه، ليصل إلى جودة شاملة في جميع عناصره، فهذا يعني شمولاً أكثر وأكبر من الجودة العينية المنوطة بدار النشر من حيث جودة الطباعة والورق والغلاف وما إلى ذلك .. الجودة الشاملة التي أدعو لتطبيقها هي تطبيق للعديد من العناصر الخاصة بالجودة الشاملة، لانجاح العلاقة بين أطراف المثلث، وبالتالي زيادة فرصة نجاح وانتشار الكتاب .. ومن أهم العناصر: التواصل الفعال والعمل بروح الفريق .. بغض النظر عن المستفيد الأكبر من النجاح (سواء كان المؤلف أو دار النشر)، فإن زيادة قوة ترابط المثلث مفيد حتى للقارئ على المدى البعيد.
لا أرى ترابطاً بين عصر الانترنت والقارئ .. فالانترنت سهلت التواصل بين الناس، لكن من يحب القراءة الورقية موجود ولله الحمد .. المشكلة الوحيدة هي أن الانترنت شغلت حيزاً كبيراً من وقت الناس مما طغى بعض الشيء على وقت القراءة ..
زيادة عدد القراء مرتبطة أيضاً بالقارئ نفسه .. هو يستطيع أن يجذب عدداً كبيراً من أصدقائه ومعارفة لقراءة كتاب أو رواية أعجبته، وبهذا يكون قد ساعد في الانتشار وزيادة عدد القراء .. ويكون بذلك قد أدى دوراً في مثلث النجاح وفي الجودة الشاملة من حيث تواصله الفعال مع القراء الآخرين وكذلك العمل بروح الفريق مع المؤلف ودار النشر للمساعدة في انتشار الكتاب ..

تقول "مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في الانتاج الروائي لا يقتصر فقط على الجودة العينية للكتاب (على الرغم من أن الجودة العينية هي أحد العوامل)، لكن المقصود هنا هو إدارة الانتاج بكامل جوانبه، ليصل إلى جودة شاملة في جميع عناصره، فهذا يعني شمولاً أكثر وأكبر من الجودة العينية المنوطة بدار النشر من حيث جودة الطباعة والورق والغلاف وما إلى ذلك ..

الجودة الشاملة التي أدعو لتطبيقها هي تطبيق للعديد من العناصر الخاصة بالجودة الشاملة، لانجاح العلاقة بين أطراف المثلث، وبالتالي زيادة فرصة نجاح وانتشار الكتاب .. ومن أهم العناصر: التواصل الفعال والعمل بروح الفريق .. بغض النظر عن المستفيد الأكبر من النجاح (سواء كان المؤلف أو دار النشر)، فإن زيادة قوة ترابط المثلث مفيد حتى للقارئ على المدى البعيد.".

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر

الاستاذ المهندس يحيى خان

تقول "مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في الانتاج الروائي لا يقتصر فقط على الجودة العينية للكتاب (على الرغم من أن الجودة العينية هي أحد العوامل)، لكن المقصود هنا هو إدارة الانتاج بكامل جوانبه، ليصل إلى جودة شاملة في جميع عناصره، فهذا يعني شمولاً أكثر وأكبر من الجودة العينية المنوطة بدار النشر من حيث جودة الطباعة والورق والغلاف وما إلى ذلك ..

الجودة الشاملة التي أدعو لتطبيقها هي تطبيق للعديد من العناصر الخاصة بالجودة الشاملة، لانجاح العلاقة بين أطراف المثلث، وبالتالي زيادة فرصة نجاح وانتشار الكتاب .. ومن أهم العناصر: التواصل الفعال والعمل بروح الفريق .. بغض النظر عن المستفيد الأكبر من النجاح (سواء كان المؤلف أو دار النشر)، فإن زيادة قوة ترابط المثلث مفيد حتى للقارئ على المدى البعيد.".

- طبعا هذا يوضح بشكل جلي المفهوم . لكن يظل السؤال هل فعلا ان أطراف المثلث الاخرى معنية بجودة الكتاب وزيادة انتشاره؟ وهذا هو مربط الفرص. هو حتما مشروع ثقافي مهم وربما يخدم المصلحة الوطنية للدولة التي تريد ان تشجع الكتاب والقراءة لكنني ما زلت ارى بأنه من الصعب توقع تفاعل اضلاع المثلث الاخرى القاريء والناشر بنفس درجة المؤلف. فالمشروع في النهاية يخدم المؤلف.

يسعدني استمرارية الحوار والنقاش معك أستاذ أيوب ..
باختصار شديد: مثلث نجاح الكتاب يقدم فائدة مباشرة للمؤلف ودار النشر على حد سواء لأن زيادة الشهرة وانتشار الكتاب وزيادة المبيعات وكل ذلك يعود بشكل مباشر على المؤلف ودار النشر .. لكن لو تمعنا جيداً في الفكرة على المدى الطويل، فإن القارئ سيحصل على فوائد أيضاً من حيث حصوله على كتب ذات جودة عالية فيها مردود جيد للمبلغ الذي دفعه، وأيضاً عندما يساعد المؤلف الجديد على الساحة بتقديم انطباعاته وملاحظاته وانتقاداته البناءة فأنه سيحصل على كتب تواكب تطلعاته في المستقبل ..
إذاً .. فكرة مثلث نجاح الكتاب تخدم جميع الأطراف ولكن بنسب متفاوتة وعلى فترات زمنية مختلفة ..
وفقنا الله جميعاً ..
يحيى ..

السلام عليكم ..
سأحاول الإجابة على السؤال الرابع .. وأعتذر عن التأخر مرة أخرى ..
ج4: ظروف العائلة الاقتصادية كانت فوق المعدل بقليل .. لم نكن أغنياء بشكل ملحوظ .. ولا فقراء ولله الحمد .. في ذلك الوقت كان والدي يعمل ضابطاً في أمن الدولة، لكنه ترك العمل بعد ولادتي بعام أو اثنين .. فأخذ يعتني بشؤون واحتياجات العائلة عن طريق الخروج لقضائها على فترتين: صباحية ومسائية .. لم يكن مزاجياً ، بل كان حريصاً على النظام اليومي للعائلة وعلى اتباع جميع أفرادها لهذا النظام متأثراً بالخدمة العسكرية .. كان عمره عند ولادتي ما يقرب من أربعين عاماً ..
والدتي لم تكن تعمل .. وكما ذكرت من قبل .. فقد حصلت على الشهادة الثانوية بالانتساب وقضت وقتها كله في البيت معنا .. منحتنا الحنان ، والرعاية ، لكن دون تفاعل عميق مع طفولتنا ..

وللحديث بقية قريباً مع السؤال الخامس بإذن الله ..
يحيى ..

يسعدنا ان نستمع لباقي الاجابات نحن بانتظارك او ان تعطينا سيرتك الذاتية كاملة مع التركيز على احداث الطفولة .

ج6: أنا حالياً متزوج ولله الحمد .. لكنها ليست تجربتي الأولى في الحياة الزوجية .. فقد تزوجت لأول مرة لمدة ثلاثة أعوام لم أرزق فيها بأطفال .. وحصل الانفصال .. ثم تزوجت من ابنة عمي عام 2002م ، ورزقني الله أربعة أبناء حتى الآن .. ياسر وأحمد وعمر ومحمد .. حفظهم الله وأصلحهم .. زوجتي اسمها (رندة) .. تخرجت من عشرة أعوام بكالوريوس علوم .. لكنها لم تعمل حتى أراد لها الله هذا العام أن تنضم إلى الإداريات في إحدى مدارس ادارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية من المملكة ..
لا أدري ما المقصود بالحوادث الصادمة هنا .. لكن هناك صدمة تعرضت لها عام 2005م أثناء تواجدي خارج المملكة في رحلة عمل .. ولكن لا أستطيع التصريح بها هنا لأنها مستخدمة في روايتي (بين جدران الكهف) ، وأرغب أن تبقى مفاجأة للقراء هناك ..

وللحديث بقية ..
يحيى ..

الاستاذ المهندس يحيى خان

اشكرك على عودتك وبانتظار المزيد.
شوقتني لقراءة روايتك "بين جدران الكهف" ارى بأنك تسن اختيار اسماء رواياتك.