المحترمة جليلة ماجد، أهل الله عليك طلعة العيد بجميل اليمن وكامل الصحة..
إنه الوجه البشري، وما أدراك ما الوجه البشري حين تلطمه العوادي.. مرآة صادقة تختزن كل ضروب النفاق والاستهتار، وما تلبث تنفجر فتتطاير الشظايا محدثة ندوبا وكلوما في النفس لا تندمل..
نصوص على قصرها انبثقت منها بؤرة (الوجه) أزالت الأقنعة، وأشاعت غسيلا لم تحتمله النفس البشرية بعد أن فات الأوان..
عبارات لا تعدم تكثيفا ناهضا على الرمز وسائر ضروب المجاز، فتشكلت صورة أدبية ذات طبيعة نفسية يسمها الارتجاج..
تشكرين يا جليلة على هذا الإبداع الراقي..
محمد غالمي
روائي

كثيرة هي الأقنعة التي تغزو الوجه العربي وليس لديه قدرة كافية للخلاص منها وعلى رأسها قناع النفاق ، وكل منا لوجلس أمام المرآة ولولبضع دقائق وصارح نفسة من خلال شيء من حوار وفعل ذلك كل يوم لوجد صفاء يجلو النفس من كل شوائبها . دام قلمك مبدعا أخاذا .
تقديري واجلالي واحترامي .

[justify] [/justify][justify]
بــِــلا وَجـــــه!!






(1)

يُبلّلُ أصابعَهُ بلُعَابهِ الساخن ..
يمسك قشور وَجهه
يريد إلْصاقها برأسه...
يزيدُ لهَاثه ..
وجههُ يرفضُ الرجوع للعفونة ِ!!
يرتعِد ..
يُزبـِد ..
يقع على الإسفِلت ..
بلا وَجه!

(2)

تنظر إلى أخادِيد ٍ مرسومةِ ببشاعة على وجههِا العاري من مَساحيق الزيْف ..
وجهها الذي كان أمانيّ العُشّاق ..
أضحى مسكناً للهَرَم و العَجز ...
تلطخ أنفها برذاذٍ خفيف..
تصبغ شفتيها بأحمر صارخ !
تبتسم فتكتشِف اختِفاء لؤلؤها !!
- أين طقم الأسنان اللعين ؟؟

(3)

يَنظرُ إلى انعِكاسٍ غريب ليسَ له حَتما !!
يضحك الوجه بشراسة له
فيرى الكذب قد احتله/ نحْتاً!

(4)

نفخت شفتها
ملأت خدها
جدَعت أنفها

ثم قهقهت فرِحة باسم الحُمْق!

(5)

عِندما أنظُرُ للمرآة ..
لا أرى سوى انعِكاسك مطبوعا فيها!
أيُّ احتلالٍ كامِلٍ تمَارِسُهُ عليّ ؟؟؟

(6)

استغرَب نظرات الناس التي تُلاحِقه !
تخّزه في وجهه ..
اقترب من المرآة ..
رأى أن على كتفه ستة من الوجوه !!
صرخ فيها:
- لا أنافق !!
و لكنّي أستَعيش!

هامِش :
صديقي انظر جيداً في انعِكاساتك !!
ليست كلها أنت!
.
.
.

نُشر هذا النص بمجلة روح للأدب الإماراتي العدد الثاني 2011
[/justify]