احصائيات

الردود
0

المشاهدات
36
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,506

+التقييم
0.63

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
اليوم, 04:57 AM
المشاركة 1
اليوم, 04:57 AM
المشاركة 1
افتراضي خزامة
بسم الله الرحمن الرحيم






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





في ذاكرة التراث السعودي الحديث، تبرز قصة الناقة خزامة بوصفها واحدة من أكثر القصص تأثيرًا وشهرة في عالم الإبل. لم تكن خزامة مجرد ناقة جميلة، بل تحولت إلى رمز استثنائي للجمال الأصيل، ومرجع يُستشهد به في مسابقات مزايين الإبل، حتى بعد نفوقها وتحنيطها. وقد اجتمع في سيرتها الجمال النادر، والإنجازات المتكررة، والقيمة المعنوية العالية التي جعلت اسمها حاضرًا في وجدان عشّاق الإبل داخل المملكة وخارجها.
وُلدت خزامة ضمن سلالة معروفة بنقائها، ونشأت في بيئة حاضنة للإبل الأصيلة، حيث حظيت بعناية فائقة منذ صغرها. ومع مرور الوقت، بدأت ملامح تميّزها تظهر بوضوح؛ من تناسق الرأس، وطول الرقبة، واتساع الصدر، إلى نعومة الوبر وتوازن الجسد العام. هذه الصفات جعلتها محط أنظار ملاك الإبل وخبراء التحكيم، ومهّدت لها طريق المنافسات الكبرى.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



دخلت خزامة عالم مزايين الإبل بقوة، وسرعان ما فرضت اسمها في أقوى الميادين. فقد حققت المراكز الأولى في أكثر من نسخة من مسابقات جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، سواء في موقع أم رقيبة سابقًا أو في ميادين الصياهد لاحقًا، وهي من أرفع المسابقات وأشدها تنافسًا في المملكة. تميزت خزامة خصوصًا في فئة الفرديات، حيث تُقيَّم الناقة وحدها بدقة عالية تشمل أدق تفاصيل الجمال والهيئة. ولم يكن فوزها مرة واحدة، بل تكرر عبر مواسم مختلفة، ما جعلها تُلقّب بين المهتمين بـ“ملكة الجمال”.
هذه الانتصارات المتتالية رفعت من مكانة خزامة وقيمتها السوقية إلى مستويات غير مسبوقة؛ إذ قُدِّرت قيمتها بمبالغ ضخمة وصلت إلى عشرات الملايين من الريالات، وتلقت عروض شراء كبيرة، إلا أن مالكها تمسّك بها ورفض التفريط فيها، إدراكًا لقيمتها المعنوية والتاريخية قبل أي اعتبار مادي.
في عام 2018، تعرّضت خزامة لمضاعفات صحية أثناء ولادة متعسّرة أدت إلى نفوقها، في حادثة شكّلت صدمة كبيرة لمحبي الإبل ومتابعي أخبار المزايين. غير أن نهاية حياتها لم تكن نهاية قصتها؛ إذ تقرر تحنيطها تخليدًا لجمالها وتاريخها الحافل، في خطوة نادرة وغير مألوفة في عالم الإبل. وجاء هذا القرار بدعم من القائمين على الفعاليات التراثية، ليبقى نموذجها حاضرًا أمام الأجيال.
بعد تحنيطها، عُرضت خزامة ضمن فعاليات ومعارض مرتبطة بتراث الإبل، من أبرزها معارض تقام على هامش مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، حيث أصبحت محطة جذب للزوار والمهتمين. يقف الزائر أمامها اليوم لا بوصفها ناقة محنطة فحسب، بل كمرجع حيّ يشرح للعين المجردة معنى الجمال في الإبل العربية الأصيلة، ويجسّد المعايير التي طالما تحدث عنها المحكّمون في ساحات المنافسة.
تمثل قصة خزامة خلاصة العلاقة العميقة بين الإنسان السعودي وإبله؛ علاقة تقوم على التقدير والاعتزاز والوفاء. فقد جمعت بين المجد في حياتها، والخلود بعد رحيلها، لتبقى واحدة من أشهر النياق في تاريخ المملكة الحديث، ودليلًا على المكانة الرفيعة التي تحتلها الإبل في الثقافة والتراث السعودي.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.