[tabletext="width:80%;background-color:skyblue;"]
متى يا شامُ ينقشعُ الضّبابُ 
وتُشرقُ شمسُ صُبحِكِ والهضابُ 
*** 
ويرقصُ يومُنا في العمرِ عيداً 
إذا شرُفتْ منازلهَا الكَعابُ 
*** 
 ويمتشقُ الحسامُ خصورَ عزٍ 
فأسلستْ الأعنةُ والصِّعابُ 
*** 
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا 
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ 
*** 
غداً يا شامُ من بردى شرابي 
فقد نضبتْ ضروعٌ واحتلابُ 
*** 
متى يا شامُ نجترحُ الحكايا 
جُنونٌ سُؤلُ  حبِّك والجوابُ 
*** 
نزلتُ على الفراتِ أقيمُ عُرساً 
ويُرقصني الجنونُ والاطِّرابُ 
*** 
دمشقُ إذا رقصتُ بثوبِ حُرًّ 
فذاكَ لِحُجَّّتي رقصَ التُّرابُ 
*** 
ألا وهمتْ كلابٌ في أسودٍ 
ونبحُ الكلبِ في الزأرِ انتحابُ 
*** 
زئيرُ أسودنا في صرعِ كلبٍ 
وإن لبستْ دروعَ الكلبِ غابُ 
*** 
يجيءُ البأسُ فينا كفُّ سيفِ 
إذا شوقُ المهندَةِ الرِّقابُ 
*** 
فأقبلْ يا حسامُ على نفوسٍ 
يسابقُ في جهنَّمها العذابُ 
*** 
ألا إنَّ الكلابَ عدتْ علينا 
وألسنَ في تأمُّرها الخطابُ 
*** 
وألبستْ البراقعُ عينَ غدرٍ 
وأهولُ منه ما تُخفي الثيابُ 
*** 
فكنتمْ للتتارِ أكفَّ عونِ 
وأنتمْ للصليبيينَ بابُ 
*** 
وكنتمْ للأعادي حلفَ خزيٍ 
فرنسا كنتمُ ولها الحجابُ 
*** 
أبعد الليلِ إلا كسرُ قيدٍ 
وينتصرُ الأحبةُ والصِّحابُ 
*** 
وهذا الذلُّ لا يمضي بِحُرٍ 
فطعمُ الموتِ أهونُ والشّرابُ 
*** 
ويجثمُ فوقَ صدركِ زعمُ أُسْدٍ 
وقد جثمتْ علوجٌ والكلابُ 
*** 
خذي دمَنا لفجركِ طوقَ مجدٍ 
فقد صدرت شيوخٌ والشَّبابُ 
*** 
ذرينا نسطرُ التاريخَ سفراً 
إذا نهضتْ نجودٌ واعترابُ 
*** 
نفوسٌ للوغى نزلتْ ليوثاً 
فأرعدتْ البوارقُ والسَّحابُ 
 *** 
زرعنا بالدماءِ لنا دروبا 
فأورقَ في الرِّمالِ بها السَّرابُ 
***   
سئمنا الذُّلَّ في أكنافِ بعثٍ 
وبوقُ الغربِ ما نعقَ الغرابُ 
*** 
طعنتمْ دينَنا بسيوفِ غربٍ 
وصِلُّكُمُ  نما في الغدرِ نابُ 
*** 
وهذا الحزبُ ما نسجتْ بميشو 
خيوطُ الغدرِ ألبسَها الثيابُ 
*** 
إذا هتفتْ بدارٍ بوقُ بومٍ 
فأوَّلُ ما يحلُّ هو الخرابُ  
*** 
كفانا من هرائكمُ التغني 
ببعثٍ أوهم العطشَ اليبابُ 
*** 
فأضحى الحسنُ بعد الشؤمِ قبحاً 
ومخلبُ غدركمْ  هذا الكِذابُ 
*** 
فشامُ الخدِّ في الحسناءِ حسنٌ 
وشؤمُ الغدرِ أنتمْ والذِّئابُ  
*** 
 بطولةُ ما بطشتمْ في عبادٍ 
فأوغلتْ الأسنةُ والحرابُ 
*** 
وذي الجولانُ ترسفُ في إسارٍ 
لإسرائيلَ ما عبرَ الذبابُ 
*** 
دمشقُ يبيعكُ السمسارُ سُحتا 
ويزعمُ أنهُ أسدٌ ضِرابُ 
*** 
فلا أنسى حَماةَ الشامِ ذخراً 
وهل ينسى المحبُّ لها الإيابُ؟ 
*** 
وقد جاءتْ تُدوالُها الليالي 
إذا نبحتْ بأبطحها كِلابُ 
*** 
فأقبلَ بعدَ ليلكِ فجرُصبحٍ 
وماذا بعدهُ إلا الذَّهابُ 
 *** 
إذا هدرتْ نواعيرٌ بصيفي 
فيروي صاديَ الشَّوقِ القُّرابُ 
*** 
سئمنا زعمكمْ والذَّبحُ فينا 
فأينَ لشيمةِ الأُسدِ انتسابُ 
*** 
إذا ما الأُسدُ حلَّت في مُقامٍ 
رأيتَ نَجادةً وندا عُبابُ 
*** 
لئنْ ذبحوا بحمزةَ طهرَ طفلٍ 
فأيُّ بطولةٍ ما قد أصابوا؟ 
*** 
حميةُ ثورةٍ في أُسدِ درعا 
وأنفسُ إنْ تذودَ بها غِضابُ 
*** 
وما لبِستْ جيادٌ طوقَ حمصٍ 
وسَمْتُ الحسنِ أن تجلو رقابُ 
*** 
إذا عصفتْ بغدرٍ نارُ زحفٍ 
فإنَّ الجبنَ أوَّلهُ ارتيابُ 
*** 
فإدلبُ والنُّجومُ لها وطاءٌ 
فأكرمْ بالنِّعالِ لها الرِّكابُ 
*** 
شياطينُ الغوايةِ ما أضلُّوا 
فيقفوا السالكينَ بها سرابُ 
*** 
بديرِ الزورِ قد ألفيتُ قوماً 
إذا حملوا كأنَّهمُ الشَّهابُ 
*** 
عرانينُ الأنوفِ لشمُّ صيدٌ 
إذا وردوا حياضَ الموتِ آبوا 
 
وما برقتْ سيوفٌ نوءَ هطلٍ 
كذا الشَّهباءُ تهطلُ والسَّحابُ 
*** 
أرى الباغينَ قد ولُّوا لواذا 
فأينَ البيدُ تهربُ والشِّعابُ 
*** 
فأطلقْ للعنانِ لها الخزايا 
وأطلقَ للدروبِ لها النِّشابُ 
*** 
تكعُّ عنِ النِّضالِ لهُ الأيادي 
فأزهى بالجسومِ لها الخِضابُ 
*** 
ميامينُ الشآمِ ليوثُ غوثٍ 
تسيرُ على الجمارِ ولا تهابُ 
*** 
لئنْ أغرى عدوّاً بابُ عمروٍ 
فآيُ المدِّ أن يتلوا انقلابُ 
***  
 
تولى فيكِ هذا الذِّئبُ قاضٍ 
يسابقُ حكمُهُ الذّبحَ اغتصابُ 
*** 
فأينَ الأُسدُ فيكمْ آلَ كلبٍ 
وأنَّ القُربَ في الأهلِ اغترابُ 
*** 
إذا ورثَ الجنونُ رؤوسَ قومٍ 
فأوَّلُ ذاهبِ العقلِ الصّوابُ 
*** 
جلونا أمرَنا للفجرِ نصراً  
ويتلو سفرَنا هذا الكتابُ 
  | [/tabletext]