أخي الشاعر الرقيق عبد السلام زريق
رحم الله خالدا وأمواتنا وأموات المسلمين الذين سبقونا ونسال الله ان يلحقنا بهم غير مفتونين وأن يحسن ختامنا.
أغبطك اخي الحبيب على إسعاف الشعر لك في مثل هذا المصاب الجلل فكان ان زفرت به شيئا مما اعتلج في صدرك حينها من لوعة وحرقة فاعقبك الله بعدها لا شك راحة وسكينة
فأنا منذ خمسة عشر عاما لم استطع ان أرثي والدي وكلما كتبت أبياتا فيه مزقتها لأني أراها دون العاطفة ولذلك لا زلت في لوعة عليه.
فقد الأحبة هو أكبر مصيبة في هذه الدنيا واوضح دليل على تفاهة نعيمها الزائل
فكما قال ابو العلاء:
إن حزنا في ساعة الموت أضعا=ف سرور في ساعة الميلادِ

وهو ما يجعل الدار الآخرة خيراً وأبقى لمن أيقن وعمل.
أعزيك وأعزي نفسي بقولك:
فقلتُ أفـي دار الكريم رحالُـهُ ؟
أيا ليتَ في دار الكريم رحاليـا!

خالص محبتي ودعائي
أخي العزيز

الحزن طاقة هائلة كثيرا ما تدفع الانسان للصمت او العجز عن الكتابة ولكن حينما يتمكن الشاعر من التعامل مع هذه الطاقة ويكتب قصيدة يبث فيها شجونه ويتعامل مع حقيقة الموت المؤلمة ويضنمها فلسفته ورؤيته حول الموت وبهذه القوة وهذا التصوير للحظات الفقد والالم وهذه المشاعر فهي شهادة له بأنه مقتدر على الصناعة الشعرية الفذة.