1) تشارلز السادس – ملك فرنسا الذي قاتل الجن

تشارلز السادس بدأ حياته ملكًا محبوبًا وهادئًا، لكن إصابة نفسية مباغتة قلبت حكمه رأسًا على عقب، ففي أحد الأيام وبينما كان في رحلة مع جيشه توقف فجأة وصرخ بأن الشياطين تهاجمه وبدأ يطعن الهواء بسيفه أمام جنوده المذهولين، ومنذ تلك اللحظة لم يعد العقل الذي عرفه الناس، إذ عاش نوبات هلع شديدة وفقدان ذاكرة يجعله ينسى اسمه ومكان وجوده وسبب الحكم نفسه، ووصل لمرحلة يعتقد فيها أنه مصنوع من الزجاج ويخاف أن ينكسر بمجرد اللمس، فيجلس على كرسيّه منكمشًا ويرفض الحركة، ما جعل مملكته تدخل في فوضى وصراعات لأن ملكها يعيش حروبًا لا يراها أحد غيره.

⸻

2) هنري الرابع البروسّي – الملك الذي يسمع الهمسات

هنري الرابع عاش حياته بين قوة سياسية ضخمة وانهيار نفسي مرعب، فبعد وفاة والده بدأ يسمع همسات مجهولة في الليل تحذّره من المقربين وتطالبه بضرب أعداء لا وجود لهم إلا في مخيلته، وصار يجلس في غرفته يدير الدولة بناءً على نصائح كيانات لا يراها أحد، ويطرد وزراءه لأنه يعتقد أنهم يتآمرون عليه، وتحوّلت الفترة الأخيرة من حكمه إلى فوضى عارمة لأن الجنون كان يتغلغل في قراراته الحربية والسياسية، حتى صارت المملكة تُدار من عقل يركّز على أصوات لا يسمعها غيره.

⸻

3) فيليب الخامس الإسباني – الملك الذي تحدث مع الأرواح

فيليب الخامس كان حاكمًا حساسًا بطبيعته، ومع تراكم الضغوط بدأ يدخل في حالة عقلية غريبة حيث يجلس منفردًا في غرفته المظلمة ويتحدث مع “أرواح” غير مرئية، ويجيبها وكأنه يسمع ردودها، وسمع وزراؤه مرارًا حوارات كاملة يخوضها بلا شريك، ثم تطور الأمر حتى رفض ارتداء الملابس النظيفة أو لمس أي إنسان بحجة أن التلامس يطفئ حياته، وأصبح أسيرًا لسريره لا يخرج منه بينما تُدار الدولة باسمه فقط، وكأن ملكًا منقطعًا عن العالم ما زال يملك الختم لكنه فقد كل وعي به.

⸻

4) نيرون – القيصر الذي أحرق روما ليغنّي

نيرون هو تجسيد الجنون المطلق المُسلّح بالقوة، فقد أشعل الحريق الشهير الذي دمّر نصف روما ثم وقف يشاهد النيران من شرفته وهو يعزف ويغني وكأن المدينة مسرحه الخاص، وكان يقتل كل من يزعجه بما في ذلك أمه وزوجته، ويجبر الشعب على حضور حفلاته الطويلة التي كان يعتقد أنها أعظم فن في التاريخ، ويمارس الشك المرضي بكل من حوله، وانهار حكمه عندما ثار الناس عليه، فأطلق عبارته الشهيرة “يا للخسارة! فنان عظيم سيموت” قبل أن ينهي حياته بنفسه.

⸻

5) كاليغولا – الإمبراطور الذي جعل حصانه وزيراً

كاليغولا عاش انفلاتًا عقليًا تامًا جعله يحكم روما كما لو كانت لعبة، فقرر أن حصانه إنسيتاتوس يستحق منصب القنصل ووضعه في قصر رخامي كامل، وأمر جنوده أن يهاجموا البحر ويعودوا بالأصداف كغنائم حرب، وكان يقتل أي شخص لو مزاجه تعكّر، ويطلب من الناس السجود له لأنه يؤمن بأنه إله وليس مجرد إمبراطور، ومع الوقت صار الخوف يسكن كل من يعمل معه لأن قراراته العشوائية كانت كافية لتهدم حياة أي شخص ولتقود روما إلى الجنون معه.

⸻

6) قستنطين العاشر – الملك المهووس بالسموم

قستنطين العاشر عاش رعبًا نفسيًا من الاغتيالات، فحوّل حياته إلى معمل سموم ضخم، فكان يتذوّق طعامه بنفسه ثلاث مرات قبل الأكل ويجري تجارب سمّية على السجناء ليرى تأثير كل نوع، ويشرب جرعات صغيرة من السم يوميًا معتقدًا أنها ستمنحه مناعة، ومع مرور الوقت أصبح جسده مرهقًا منهكًا ومريضًا بسبب التراكم السام الذي أنهك أعضائه، وانتهى حكمه كرجل خائف من الهواء لكنه يبتلع السم بيده، في مفارقة تشرح حالة ملك فقد توازنه النفسي تمامًا.

⸻

7) لودفيغ الثاني – الملك الحالم الذي هرب إلى الخيال

لودفيغ الثاني لم يكن عنيفًا ولا شريرًا، لكنه كان غارقًا في عالم الخيال أكثر من الواقع، فصرف ثروات ضخمة على بناء قلاع أسطورية تشبه قصص الأميرات، ورفض حضور الاجتماعات الحكومية أو التعامل مع وزرائه، وكان يقضي ليالي طويلة في الغابات يغني لنفسه ويعيش في عالم صنعه خياله، ولم يعد يدرك مشاكل الدولة ولا أهمية الحكم، فاعتبره مستشاروه غير قادر على القيادة وتم عزله، لأنه ببساطة اختار العيش في حلم دائم بدل مواجهة العالم الحقيقي.

⸻

8) إيفان الرهيب – القيصر الذي قتل ابنه بنوبة غضب

إيفان الرهيب واحد من أكثر الشخصيات قسوة في التاريخ، فقد كان يدخل نوبات غضب عنيفة يفقد فيها السيطرة على نفسه ويقتل الناس بيده ويعذب أعداءه بأساليب بشعة، وفي أحد لحظات جنونه ضرب ابنه الوحيد بعصا ثقيلة على رأسه فقتله دون قصد، ثم جلس يبكي فوق جثته أيامًا لكنه لم يستطع إيقاف نوبات غضبه بعدها، فصار حكمه سلسلة من الدماء والقرارات الانتقامية التي زرعت الرعب في روسيا وجعلت اسمه مرادفًا للعنف المجنون.

⸻

9) جوهان المجنون – ملك يعيش في خوف دائم

جوهان المجنون لم يكن عنيفًا بل كان أسير خوف داخلي يطارده في كل لحظة، فكان ينهار إذا سمع خطوات خلفه ويصرخ إذا اقترب أحد منه، ويرفض ركوب الخيل لأنه يؤمن أن الأرض “تتكلم”، ويمشي داخل القصر مشوشًا كطفل تائه، وقد أصبحت الدولة تُدار بلا وجود فعلي له لأن الوزراء رأوا أنه غير قادر على التماسك العاطفي أو العقلي، فعاش ملكًا بالاسم لكنه في الحقيقة محاصر داخل خوف لا يفهمه أحد.

⸻

10) نصر بن أحمد الساماني – الملك الذي يدور حول نفسه

نصر بن أحمد الساماني كان يعاني حالة غريبة جعلته يقضي ساعات يوميًا يدور حول نفسه بلا توقف، ويقول إنه كلما دار أكثر زادت حكمته وقربه من الحقيقة، وكان يجبر وزراءه على انتظاره حتى ينتهي من الدوران قبل أي قرار، ويرفض النوم قبل أن “يدوّر” وقتًا معيّنًا، ومع مرور الأيام أصبحت حالته أكثر غرابة وابتعد عن مهام الحكم، فتحولت دولته إلى لعبة تتأثر بمزاج ملك يجد راحته في الدوران المستمر بدل إدارة البلاد