احصائيات

الردود
0

المشاهدات
40
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
1,825

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
يوم أمس, 09:42 AM
المشاركة 1
يوم أمس, 09:42 AM
المشاركة 1
افتراضي *رحلــة المعراج* حديث يستحق القراءة

*رحلـــــــــــــــــــــــــة المعراج*
*تأملات رقمية في السرعة والمسافة*
*من المسلّم به عند كل مسلم، أن حادثة الإسراء والمعراج، الحادثة المعجزة، جزء من سيرة المصطفى ، .. والتكذيب بها كفر بالقرآن والسنة، حيث إن حادثة الإسراء والمعراج تعتبر منعطفاً كبيراً ومهماً في سيرة المجتبى ..
رحلة المعراج هي رحلة فريدة في تاريخ البشر، وهي رحلة جمعت أفضل البشر مع أفضل الملائكة ليعرج به إلى أين ؟ .. وأي طريق سلكوا ؟ .. وأي وسيلة ركبوا ؟.. وأي سرعة بلغوا ؟ "اللهم إني آمنت بالله رباً .. وبالإسلام ديناً .. وبمحمد رسولاً ونبياً ... وأن الإسراء حق و أن المعراج حق فاحشرني مع المؤمنين" ، قصة المعراج قصة عجيبة، وهي أغرب ما روي من السيرة النبوية، لأنها قصة معجزة وخارقة لنواميس الكون قاطبة، ربطت الأرض بالسماء، و الأحياء بالأموات، والقريب بالبعيد، والإنسان بالملائكة، والحاضر بالماضي، والحاضر بالمستقبل، بل لقد ربطت بين الدنيا والآخرة، وهي لم تحدث لأحد من قبله ، بل ولم يزعم أو يتجاسر أحد من الدجالين، أنه عُرج به كما عُرج بمحمد عليه الصلاة والسلام، حادثة فريدة غريبة في زمانها ومكانها وفصولها، حتى دفعت قريشاً للتكذيب دون تردد، بل وحتى لو حصلت في عصرنا هذا عصر النانو والذرة، لكذّب بها أكثر أهل الأرض، إلا من فتح الله عليه ووهبه الفكر والبصيرة، وقصة المعراج ... بأي سرعة تمت؟ .. وأي مسافة قطعت؟ .. سؤالان محيران !! .. قال تعالى " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" فدعونا نتفكر ونتأمل ونتدبر جانباً من جوانب القصة عن السرعة والمسافة، دعونا الآن نسافر خارج النظام الشمسي إلى أقرب نجم إلينا وهو نجم ألفاقنطورسAlpha Centauri ، حيث يبعد حوالي 4.24 سنة ضوئية.. ونلاحظ أننا استخدمنا السنة الضوئية كوحدة قياس، بدلاً من الكيلومتر وذلك لصعوبة استخدام الوحدة التقليدية لقياس المسافات بين النجوم، وذلك لبعد المسافات بيننا وبين النجوم، وعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نعبّرعن المسافة بيننا وبين نجم الفاقنطورس بالكيلومتر فإن المسافة تعادل أكثر من 40 ترليون كم ( أي 40 مليون مليون مليون كم "فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ" ويعتبر نجم الفاقنطورس نجماً مغموراً وغير مشهور وغير مرئي بالعين المجردة، لأنه من القدر الحادي عشر، لذا لنقيس المسافة بيننا وبين نجم لامع مشهور نجم الشعرى اليمانيةSirius "وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى"، حيث تصل المسافة بين الأرض وبينه إلى 8.6 سنة ضوئية، أي حوالي 81 ترليون كم، وجدلاً لو سافر الإنسان لهذا النجم بسرعة المكوك الفضائي، لاحتاج إلى 102432514102 سنة أي 102 بليون سنة لبلوغ الشعرى اليمانية !! .. فأي مسافة هذه؟ وأي بعد هذا؟ وأي نظام يحيطنا؟ وأي سماء تظلنا؟ فسبحان "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" والله أكبر ، لنترك نجم الشعرى اليمانية (لأنه نجم قريب نسبياً!)، وسنضرب مثلاً بعنقود الثريا المشهور(Pleiades) حيث يبعد عن الأرض 440 سنة ضوئية، مما يعني أن ما نشاهده من الضوء الواصل منها عمره 440 سنة، أي أنه شَعَّ قبل 440 سنة، وأستمر مسافراً بسرعة الضوء إلى الأفاق حتى وصل إلى أبصارنا، ليقطع في مساره مسافة4162 ترليون كم، فسبحان من له "مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ، لنقفز وندع نجوم مجرتنا مجرة التبانة ،Milky way ونرى أي المجرات أقرب إلينا فنجد أنها مجرة المرأة المسلسلة Andromeda Galaxy ، وهي المجرة الوحيدة المشاهدة بالعين المجردة، وتبعد عن نظامنا الشمسي حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، بعبارة أخرى أنت تشاهد حدثاً حصل في الماضي البعيد جداً، أي أنه حدث قبل 2.5 مليون سنة، ثم سار بسرعة الضوء ليقطع مسافة قدرها 23 كدريليون كم (أي مليار مليون مليار كم) ، وهذه المسافة ، التي لا يمكن للعقل أن يستوعبها، لا تمثل إلا جارة قريبة لمجرتنا فكيف إذا تحدثنا عن مجرات تبعد عنا بليون سنة ضوئية مثلاً ، سبحانه "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" .. فلا إله إلا الله والله أكبر (اللهم إني أُشهدك أني آمنت بك رباً .. وبالإسلام ديناً .. وبمحمد نبياً ورسولا .. وأن السموات السبع حق، فاحشرني مع المؤمنين) ، وهذه الأبعاد الفلكية لا تمثل إلا جانباً من المسافات البينية بيننا وبين المجرات التي تعج بها السماء الدنيا حيث يقدر علماء الفلك عددها حوالي 100 بليون مجرة تسبح في بحر السماء الدنيا لوحدها ، فكيف بالسماء الثانية وما فوقها !!
ونعود إلى سؤال قصة المعراج العجيبة بأي سرعة حدثت ؟؟ .. تدبر معي الإعجاز الإلهي في ضوء ما سلف، فلو كانت رحلة المعراج بأقصى سرعة عرفها البشر وهي سرعة الضوء لاستغرقت رحلة المعراج 440 سنة لبلوغ نجم الثريا فقط ! .. فإن أرادوا زيارة مجرة المرأة المسلسلة لاستغرقت الرحلة 2.5 مليون سنة ليبلغوها!! .. فكيف إذا سافروا إلى أبعد مما يبصرون إذن لاحتاج الأمر إلى بليون سنة!! . وكل ذلك في بحر السماء الدنيا فقط .. فكيف إذا سافروا إلى ما لا يبصرون "فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ "، والعلم والعلماء لا يعلمون حدود وأطراف السماء الدنيا فضلاً عن غيرها، وبالتالي لا يعلمون عن بعد السماء الثانية كيف هو؟ .. فإذا وقف العلماء حائرين مما أبصروه في آفاقهم الدنيا، فكيف الحال في ما لم يبصروه في السماء الثانية وما فوقها ، أي بُعد نتحدث عنه؟ وأي سنين يحتاجه الضوء ليصل إلينا وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ"، ويكمن السؤال الكبير الذي يحوي التفكر والتدبر والتأمل في خلق الله عز وجل، بأي سرعة عُرج به ؟ ، حتى تجاوز السماء الدنيا بأقمارها وكواكبها ونجومها ومجراتها وسدمها وما نعلم وما لانعلم من خلق الله فيها !! .. بأي سرعة مذهلة معجزة اختصرت بلايين السنين في لحظات كلمح البصر وإذا به عند أبيه آدم عليه السلام في السماء الدنيا، وبلمح البصر وإذا المصطفى في السماء الثانية عند أخيه عيسى ويحي عليهم السلام ، ولحظات ليقطع السماء الثانية إلى الثالثة عند أخيه يوسف عليه السلام !! .. وهكذا حتى وصل إلى السماء السابعة عند أبيه إبراهيم عليهما السلام، الله أكبر ، وصل الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى نقطة كونية لم يبلغها بشر من قبله ، وسار بسرعات وقطع مسافات لا تستوعبها العقول ، ولا يصلح معها وحدة قياس مسافة ولا سرعة، ولكن الأمر كله بيد الله ، الله أكبر بأي سرعة عُرج بحبيبنا ؟ .. فلا سرعة الضوء تجدي ولا سرعة تباعد المجرات عن بعضها يغني ، ولكنها سرعة من يقول للشيء كن فيكون ، إنها سرعة من يدبر الأمر في السموات والأرض ، إنها سرعة تتوقف كل النواميس الطبيعية أمامها وتتلاشى كل المعادلات الرياضية حيالها! .. إنها سرعة "وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ثم لما بلغ المصطفى السماء السابعة، واطلع على البيت المعمور فيها، أُذن له أن يرقى ويصعد إلى مكان قَصُرَ عليه وحده دون جبريل "لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِناَ"، وقد خرج عن حدود ونطاق الكون الدنيوي المحكوم بنواميس دنيوية ، خرج إلى عالم آخر لم يطّلع عليه أحد من البشر قاطبة .
صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله.
---------------------------------------

أحمد فؤاد صوفي - نقل من قبلي بتصرف
"عن مقال د. عبد الله المسند ، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم - قسم الجغرافيا"




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: *رحلــة المعراج* حديث يستحق القراءة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هذا الصلف الذي يستحق الشجب والإدانة ؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 03-24-2016 02:26 PM
لا شيء يستحق زينب بركات منبر البوح الهادئ 5 10-08-2013 09:10 PM
القراءة عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-17-2011 11:13 PM

الساعة الآن 12:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.