![]() |
|
المشاركات 1,595 |
+التقييم 0.35 |
تاريخ التسجيل Dec 2012 |
الاقامة |
رقم العضوية 11770 |
المعرفة كظاهرة اجتماعية
يتناول علماء الاجتماع المعرفة كما يتناولون بقية الظواهر الاجتماعية ، كالانتحار و العزوبة وغيرها مسلحين بمناهجهم الوصفية والتجريبية و القراءات الانتروبولوجية في دراستهم للظاهرة المعرفية .
تكاد تكون مدارس علم الاجتماع في تناولها للمعرفة تقف على اعتبارها انعكاسا للهيئة الاجتماعية و ظروفها وشروطها .
فسبينسر هاربرت ذو النظرة التطورية للمعرفة يرى سر خضوع الفرد للجماعة في المفاهيم الفطرية "المنقولة بواسطة الوراثة" ، رغم كونها مع الاوائل كانت مكتسبة . و دوركايم يرى أن العقل مجتمعي ، والفرد لا يمكن أن يفكر خارج ما تريده الجماعة . كما لو نظرنا إلى النقد الماركسي أو حتى عند البراغماتية الأمريكية ، فالعقل في الأخير تكيّفي فجون ديوي يقول ، لا يفكر الفرد إلا عند الضرورة " كالكوارث مثلا " بينما يرى ماركس أن كل المعارف مجرد بناء فوقي ناجم عن بناء تحتي تحكمه علاقات الإنتاج المادية و الصراع الطبقي ، فيرى أن القانون مثلا صنيعة برجوازية ، و أضاف أن غاية ما وصل إليه الفلاسفة قبله هو تفسير العالم ، و جاء بنظريته النقدية كي يغير العالم ، لكن في قراءة مغايرة لما قدمه ماركس ذهب الفيلسوف نيتشه إلى أن القانون ما هو إلا صنيعة الطبقات الدنيا لتحمي نفسها من الطبقات السائدة التي تملك القوة ، فالعالم لايحكمه إلا قانون القوة " السوبيرمان " ، و عكس ديوي يرى راسل أن الحضارة " المعرفة " بنت الكسل و الترف ، سواء تعلق الأمر بالإنتاج الأدبي أو الموسيقي أو غيره .
لكن بعيدا عن الفلسفة الغربية تقدم الفلسفة الشرقة رؤية أكثر واقعية ، سواء في جانبها الفردي الذي تمثله الطاوية " لاوتسو " أو الجانب الاجتماعي عند كونفوشيوس ، فالطاوية ترى أن غاية المعرفة هي الوصول إلى تناغم طاو الشخص " الإنسان " مع طاو الطبيعة "الكون" وهي نوع من "التربية الروحية "، التي تستند إلى الطبيعة الخيرة للإنسان ، فالإنسان كلما سعى إلى التناغم مع منطق الكون كلما تحرر ، وأصبح سعيدا أي عارفا " نوع من العرفان عند الصوفية " و في نفس الطريق إلى حد ما يذهب الهنادكة مع اختلاف في الأوصول العقدية وشبه توافق في الأصول الفلسفية .
كونفوشيوس رغم كونه يرى في لاوتسو حكيما غير أنه لا يطمئن إلى الرهان المطلق على الطبيعة الخيرة للإنسان بل يرى التربية و مأسسة الفعل التربوي و نقل المعرفة من مجرد فكر إلى ممارسة هو المعرفة الحقيقية ، فكل معرفة مجردة هكذا لاتقدم إضافة حقيقية ما لم تتحول إلى عمل و ممارسة يستفيد منها المجتمع .
هذه المقالة مجرد شذرات حول النظرة الاجتماعية للمعرفة قبل الدخول إلى نظرية المعرفة و كيف تناولها الفكر الغربي .
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقالات في المعرفة : العقلانيون | ياسر علي | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 2 | 10-03-2015 09:17 PM |
مقالات في المعرفة : الحسيون | ياسر علي | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 2 | 07-12-2015 04:30 PM |
مقالات في المعرفة : نظرية المعرفة | ياسر علي | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 0 | 07-04-2015 07:57 PM |
مقالات في المعرفة : المعلم أرسطو | ياسر علي | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 0 | 07-02-2015 05:52 PM |
مقالات في المعرفة : سقراط المعرفة | ياسر علي | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 0 | 06-30-2015 04:57 PM |