« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
المشاركات 41 |
+التقييم 0.01 |
تاريخ التسجيل Feb 2013 |
الاقامة |
رقم العضوية 11940 |
[justify]أقيم مع عائلتى فى بيت فى مدينة على أطراف أحدى المحافظات ، تبعد عن قلب المحافظة ما يقرب من عشرين كيلو متر ، فى يوم الأثنين أعتاد المجئ من جلستى مع صديقى الذى أجلس معه فى متجر خاصة والده بجوار بيته ، حيث أن منزله يبعد مسافة تقترب من الأثنين كيلو متر ، أسيرها وسط طريق حفته الأشجار من الجانبين و غالبا ما أسير منفردا فى هذا الطريق ، لا أرى أى شخص ، حيث أن عدد سكان تلك المدينه لا يبلغ الألف نسمه ، حيث أنها تتكون من أربع مستعمرات ، شرقية و هى التى اقيم فيها وبها عدد عشرون مبنى كل مبنى يحتوى على ثمانى شقق ، أما الغربية و هى التى يسكن بها صديقى ففيها عدد سبعون منزل ارضى ، و أما عن الشمالية ففيها عدد ثلاثون مبنى كل منهم يحتوى على ثمانى شقق ، و الجنوبية فهى شركة يعمل بها اغلب سكان هذه المنطقة السكنية ، و يعمل على حراستها حارسان ليلا ، حال هذه المدينة فى الليل الصمت و الصمت فقط ، أما عنى فأنا طالب فى الجامعه و صديقى كذلك ، فى يوم الأثنين أى منذ يومين ، خرجت من منزلى الساعة الخامسة مساءا و ذهبت إلى صديقى كعادتى ، و صلت منزله قرب الساعه السادسه ، تحدثنا و جلست معه حتى الساعه الحادية عشرة و النصف حيث خرجت من منزله عائدا إلى منزلى ، و أنا أسير فى هذا الطريق الذى حفته الأشجار من كلا جنبيه ، رأيت فتاه ملقاة على وجهها و لا تتحرك ، فحاولت أن أنهضها بصوتى دون لمسها على الإطلاق فلم أستطع ذلك ، و تجمد الدم فى عروقى حينما رأيت على الأرض دما يسيل ، كان أقرب من أستنجد بهم الحارسان ، و ذلك بعد أن أدخلت يدى فى جيبى لجلب الهاتف الجوال ، فلم أجده ، و كأنه يوم الحظ خاصتى ، فركضت إلى الحارسان - وهما الأقرب - لأجدهما يغطان فى نوما عميق ، و لكن لفت أنتباهى و أنا أركض بكل ما أتيت من قوه و أنظر إلى الأرض شكل الأرض التى يتضح عليها أن سياره قد أستدارت أكثر من مرة هنا ، و للعلم أنى قد سمعت ، و أنا أسير قبل أن أرى تلك الفتاه ، صوت ضجيج بعيد لم أميزه ، نعود إلى الحرسان بعد أن أوقظتهما و أتوا معى بسرعه ، حاولنا رفع الفتاه و لكن دون أن نلمسها بأيدينا كما أشار علينا أحد الحارسان و هو عريف شرطة فى الأساس ، و لكن كان الأمر قد أنتهى و أنتقلت الفتاه إلى الرفيق الأعلى ، أتى أحدهم بغطاء و غطها ، و ذهب الأخر ليخبر قسم الشرطه الذى هو موجود فى الجانب الشرقى من المدينه و هو ليس قسم بل صورة لقسم قد ينفع فى مثل ذلك الحال ، أتى ضابط القسم الذى لم يبلغ الخامسه و العشرون ومعه عريف فى العشرين من عمره ليتفقدوا الأمر ، و أبلغ ذلك الضابط قسم المحافظة و ما هى إلا نصف ساعة أو أقل إلا و قد أتت سيارتان شرطة بهما ما يقرب من عشرة عساكر، و أخرى صغيرة فارهة بعض الشئ بها ضابط يظهر عليه سمات مكانة عاليه ، أتى إلى ليسألنى عما قد حدث بعد أن أخبره الضابط الأخر أنى من رأيت الفتاه ، فأجبته بكل ما قد حدث ، أبلغنى أن أتى غدا للقسم المركزى فى المحافظة ، ليأخذ الأقوال خاصتى فى محضر رسمى و ذلك بالطبع بعد أن تفقد بطاقة تعريفى الشخصية ، و أنتهى الأمر ، و لكن هناك أمر غريب أشعر به تلك الفتاه قد رأيتها من قبل أين و متى ؟ لا أعلم ، ولكن أتذكرها جيدا قد رأيتها ، هذا ما كان يسطر على خلال سيرى فى طريقى إلى المنزل ، قبل أن تأتى سيارة سوداء كبيرة بعض الشئ و قفت أمامى ، خرج منها أربعة رجال و وقفوا أمامى و لضخامتهم قررت أن أستغل جسدى الذى هو أصغر من أجسادهم و كذلك أستغل مهارتى الخاصه فى الركض ، الذى لم أقم به إلا مرة أو مرتين شهريا ، فحاولت الركض و الإختباء و لكن بعد أن أختبئت خلف مبنى قريب فى ظلام دامس ، فوجئت بخطوات تأتى تتلمس الأرض من خلفى ، فأدرت و جهى ، لأجده أحد الرجال ، و لكن و أنا أحاول لكمه بصورة أو أخرى ، و لا أستطيع فعل ذلك بالطبع ، أتت ضربة أفقدتنى و عى فى الحال . [/justify] | ||
[justify][justify]أود أن تكون البداية نالت قدرا من إعجابكم ، فأنا لست من أبدع سطورها بل طارق - طارق جمال محمود - هذا هو البطل الحقيقى ، الذى سنعيش معه بين ثنايا أحداثها ، أراد أن يبدأ قصته هو بذاته ، وقد كان ، من الأن فصاعدا ، سيكون معكم صديقى - قلمى ملازمى - يطلق العنان لحبره ليفترش الورقة و يلتحف بالإبداع الذى لا يعرف له حد ، لكى لا نبعثر ما تبقى فى ثنايا العقول ، لقد قرعت الطبول ، و دقت الأجراس ، و عُزف اللحن الهادئ الرقيق الحزين ليسيطر على الأحداث و يخبئ فى أنغامه الأحساس بكل ما فيه من شئ نعلمه ولا نعلمه ، فى ظلمة سادها السواد ، و سواد ساده الجهل ، عاد ما تبقى لصاحبنا من عقل ، ليشعر بحركة سريعه و كأنه جالس فى سيارة - وهو الحق - و لكن صديقنا لا يرى ذلك فلقد حزموا بصره عن نور الحياه ، و ها هو ذا صوت غليظ يتحدث بتهديد و وعيد ، ما هذا أنهم يحدثونه عن حادثة الأمس التى وقعت فى منتصف الطريق ، الفتاه ، و لكن ماذا يريد هؤلاء ، إذن فهم يخيفونه حتى لا ينطق بما رأى ، و لكن ما الذى رأه و لم يخبرنا به ، أنتهى الأمر بأن ألقاه الرجال الذين رأهم بالأمس القريب البعيد ، خارج السيارة ، وتركوه منكبا على الأرض و أنطلقت السيارة ، ماهى إلا ثوان معدودة إلا و أطلق السراح لعينيه تجول بين أرجاء المكان الذى غمرت صفرته سواد عينيه الذى لا يكاد يميز أى شئ مما وقع له ، فالعين تتأرجح بلا رؤية و تتمايل بلا تمييز ، دقيقة أو أكثر قدرة العين أستردتها ، فالسؤال الأن أين هو ، رأى على مسافة ليست بالبعيدة ولا كذلك القريبة مبنى صغير ، فسار متخبطا مثقلا على قدميه ، إلى أن وصل بين حالة و أخرى إلى الأستراحة ، نعم هى أستراحة متوسطة الحال فى وسط الصحراء ، أوقفنى أيها القارئ و إسألنى سؤال مهم ، ألا لهذا الشاب أهلا يريدون أن يعرفو أن جرفه شاطئ الدنيا منذ ليلة كاملة باتها خارج أطاره اليومى ؟ ، نعم هذه اول كذبة أوقعنا فيها فى كلامه الاول ، أنه قال أنه يعيش بين عائلته ، ولكن الحقيقة أن عائلته المكونة من ثلاثة أفراد هو رابعهم - أب و أم و أخت - تقيم فى دولة خليجية حيث البحث عن المال و الوضع الإجتماعى المرموق ، و أما هو فلا يتلاقى معهم سوى ثلاثة أشهر من كل عام حين يذهب لهم - عطلة الدراسة - أو يأتوا له حين يسمح العمل بإجازة ، نعود له حيث يقف على باب الإستراحة ، ويحك يا فتى أدخل ، ألا ترى القراء يرون ما أنت فاعله ، ليدخل إذن ، فجلس و جلسنا معه حيث أنه يتطلع بالمكان ، إلى أن أتى له رجل و سأله عما يريد ، فطلب طعام ، فأتى له الطعام محمولا ، وكأنها وليمة الشبع بعد جوع أبرح البطن أملها أنتظارا ، ليجد طعاما لا يرضى به من لا يجد الطعام ، ولكنه أكل بل لا أملئ بطنه ، أنتهى من وليمته المجنى عليها التى خرت صريعة بين يديه ، عاد له الرجل طالب المال ، فنظر له و بدء يسرد خطوط الدهشة و البلاهة ، و بدأت نظرات الرجل له تتغير و تتبدل نحو امرا لا يحمد عقباه ، و لكن الكفوف و الأيدى المفرودة بين طيات البنطال ، ها هى ذا أصطدمت بشئ ، حافظة نقود ، أحل الأمر العسير بفرج يسير ، نعم ، حافظة النقود بها ثلاث أوراق كلا منهم تعادل فى قيمتها مائة ورقة مما يدعونه الجنيه - الا حسرة عليك ، و عزاء من قلوبنا لك فيك - ، أعطى للرجل ورقة وما هى إلا دقائق و عاد بالباقى ، و خرج صديقنا لصفرة الصحراء مرة أخرى ، ليبدأ فى التفكير بشأن ما قدم له من حال ، بدء فى التفكير أنه يجب أن يوقف سيارة ، فأخذ يشاور لكل سائق ملاكى كان او أجرة دون جدوى ، و هى ساعة ونصف مدة أنتظاره - ما أقلها فى مكان كهذا - ، سيارة ها هى ذا و أخيرا أحدهم قد مس قلبه إحساس بالإنسانية الغائبة أجزاءها عن قلوب الكثيرون - أى يعيش القلب بلا أحساس ، أنه مات و إن قالوا عاش - وقف ، رجل قد شاخ به الزمان و طبع فوق جبينه بصامته ، ركب السيارة لتنطلق ، و أول سؤال إلى أين ؟ ، فتوقف الشاب و كأن الكلام قد مات و أنتعش فى قبرا قد دفن فى أعماق أحشاءه ، فأعاد الرجل ، و لمرة أخرى غاب الجواب دون حضور ، فسأل أخر ألا تعلم إلى أين ؟ ، فبنظرة بلهاء عاثرة أجابه ، و أستشفها الرجل ، إذن لا تعلم ، و لكن سريعا ما رد صديقنا أقرب مكان به ناس ، فصمت الرجل و الفتى و لكن الرجل بدء ينتابه شعورا بالقلق ، من هذا الفتى ؟ ، سائق على الطريق أبلغ سائقنا بأن الطريق قد أمتلكته و أزدانت به فى الأمام لجنة شرطية للتفتيش ، فطلب من صاحبنا إخراج بطاقته و أظهارها ، فبدء بإخراج حافظته فلم يجد أى شئ حيال ذلك ، أحدكم يسأل أينها إذن ، ألم يخرجها للضابط ليلة أمس ، لا هذا ما قاله هو فى حديثه الماضى و لكن الضابط بعد أن قرأها أخذها حتى يضمن أنه سيأتى له القسم المركزى غدا ، و لكن القضية هنا أنه لا يعرف أسمه و لا إلى أين ذهب ، السؤال ما الذى حدث له ؟ ، فعندما أخبر السائق إنه لا يمتلك بطاقة ، أطلق العنان لقدمه لتصطدم بمكابح السيارة لتقف و قفة خطرة و بسرعه ، و نظر له فى حمق ، لا تعرف إلى أين أنت ذاهب و لا تمتلك بطاقة لنعرفك و أياك ألا يفعلوا فسيأخذوك بلا رجعه ، فبادر صديقنا إذن أنزلنى هنا لأرى ما سأفعل ، و لكن إلى هنا أنتهى وقتنا هذه الليلة سنعود لا تدعوه شريدا وحيدا ، حاولوا أن تكونوا معه فى كل ليلة تواسوا له حزنه و تجففوا له دمعه ، بقيتم له أخوه و أياى ، و بقى لكم اخا و كذلك أود .[/justify][/justify] | ||
[justify] [justify]مالك السيارة و كأن الإنسانية لا تفارق قلبه الذى طغى على جوانبه العطف - ألا عشنا أناس و كفى - ، رفض نزول الشاب ، و أخبره بأن اللجان لا تدقق فى تفتيش السيارات الملاكى ، و لكن يجب ألا تظهر عليك أى ملامح من الخوف و الإضطراب ، فأبدى الشاب ترحبيه بتلك الفكرة ، و لكن هل كلام العجوز سيكون صائب ، و ينطوى هذه الخدعه و تمر على ضابط الشرطة فى الكمين ، تطوى السيارة أمتار الطريق مقتربة من نقطة التفتيش المنصوبة أركانها فى منتصف الطريق ، و ها هى ذا نقطة التفتيش ساكنة سكون الصياد المنتظر فريسته على أحر من الجمر، أقتربت السيارة و توقفت حيث أمامها العديد من السيارات ، أغلب سيارات الملاكى تمر بلا أدنى تفتيش ، وهذا إن دل يدل على صحة كلام الرجل ، نعم إذن أتى صديقنا و معه الرجل داخل هذه البوتقة الحديدية ، ليسأل الضابط الرخص ، فيسلمها له الرجل و بعد أن يقرأها ، تتحرك السيارة أراها قادمه من بعيد و بها الشاب ، لا لحظة أنى لا أره فى داخلها ، لا قد خانتنى عيني بل أنه موجود داخلها ، إذن قد مرت بسلام هذه المره ، و مرت السيارة و لكن إلى أين أين هذه السيارة ستسكن ليهبط من أحشائها صديقنا ، أين طريقه ؟ ، و هذا ما كان يجول فى خاطر الرجل ، دقائق و بدأت تبدو على ملامح الرجل علامات المرض ، نعم علامات المرض ، فهو يحك صدره كثيرا ، فيساله الشاب عن إن كان يعانى المرض ، فقال له لا أنه أمر بسيط ، حساسية فى الصدر و سيقف عند أقرب صيدلية ليأتى بالدواء ، ولكن الشاب لاحظ أن علامات المرض قد طغت علا ملامح وجهه و حركات أطرافه ، و للمعرفة ليس أكثر ، شعوره بالمرض هو من جعله يقف للشاب و يأخذه فى طريقه حتى يجده بجانبه عند مرضه فيساعده ، و لذلك فعل فى المرة الثانية ، و خاض مغامرة خروجه من النقطة ، ولكن الحق يقال الرجل تبدو عليه ملامح الطيبة ، و لكن لا مانع من القليل من المصلحة ، دقائق و بدء الرجل لا يستطيع التحكم فى عجلة القيادة ، فأوقفها - هذه المركبة - ، و طلب الشاب أن يقود بديلا عنه ، فسأله إن كنت تعرف أم لا ، فرد على سؤاله بسؤال أكثر واقعية ألدينا خيار ؟ ، فأستبدلا الأماكن ، و المهم أن فى النهاية قاد صديقنا السيارة ، فهو يمتلك مركبة موجوده امام منزله الغائب عن أفكاره الواهية فى داخل جمجمته المتصلبة عن ذكريات عاشها و أنخرط داخلها ، سار الأثنين دون أى أستوقاف مطلقا دخلا المدينة و سارا ، بلا جلب الدواء ، فسيذهب صديقنا بالرجل إلى بيته الذى يصف له طريقة خطوة خطوة ، دون جلب الدواء ، و بذلك مرت ساعة إلا قليل من الدقائق و وصل صديقنا و معه الرجل الذى لا يعرف أحدهما أسم الأخر حتى الان ، أخرجه من السيارة كانت الساعة الثالثة عصرا ، و أدخله المنزل بعد أن أغلق أقفلها ، وسارا سويا رجلنا مرتكز على صديقنا على الدرج صاعدين إلى الدور الرابع ، فتح الرجل باب منزله مستندا على الشاب ، و دخلا المنزل ، ليجدا طفلين شبيهين لدرجة لا تتخيلها ، فطلب منهما الرجل الدواء ، فأحضرها و أجباه - بابا - أى أن هذا الرجل والدهما ، فسألهما الشاب أنتم توأم ؟ ، فأجاباه نعم ، فسألهما عن سنتهما الدراسية ليخبراه أنهما فى الثانية الأعدادية ، فبهذا تعرف الشاب على أول أفراد هذا البيت و هما حسن و حسين ، فسأل هنا عن اسم الرجل ، فأجابه بنظرة باسمة ، ماذا ؟ ، فضحك الشاب بأبتسامة رقيقة ، فأجابه الرجل أسمى بدوى عبدالله ، فسأل الرجل أبناه عن أخوهما الأكبر خالد ، ألم يأتى من مدرسته ؟ ، فأجابه أنه أتى و سار لموعد الدرس الأن - فهو طالب فى الثانية الثانوية العامة - ، و سأل الشاب الولدين ، بعد ذهاب الرجل إلى حجرته ليقم بتديل ملابسه و غسل وجهه ، سألهما ألكم أخوة أخرون ؟ ، فأجابه أختنا الكبرى هدى ، وهى فى السنة الثالثة من كلية الإعلام ، فأتى الرجل بعدها للشاب ، فطلب الشاب الرحيل و لكن الرجل رفض ذلك و بعد معاناه ، أقنع الرجل الشاب أن يجلس و يبيت هذه الليلة و يرحل غدا فإن الليل قد نثر خيوطه السوداء الداكنه و إنه لا علم طريقه فكيف سيسير ؟ ، جلس صاحبنا و لكن رفض تغير ثيابه ظل بهم ، رغم أن الرجل أتى له بملابس مما لديه و كذلك مما لدى أبنه الأكبر ، أتت الفتاه و أتى الأخ الأكبر ، و تعرفا عليه ، و عندما دخل هو ليفترش الأرض رافضا كذلك النوم بجانب خالد على سريره مناصفة ، حتى لا يضايقه ، قص الوالد قصة هذا الشاب على مسامع أبنائه الساكنه المندهشة و الواهيه ، حتى يعرف كلا منهم كيف سيعامله ، و كذلك أخبرهم بأنه سيجعله يعمل بالمتجر الخاص بهم فى أسفل المبنى - أرضى - الذى هو ملكهم المكون من تسعة أدوار كلها إيجار ماعدا الدور الرابع خاص بهم ، المسيرة تطول و صديقنا لازالت تتخبط به الدنيا لتوقعه بالرجل الغير مناسب ، هذا الرجل طيب و متدين و جيد كإنسان ، و لكنه تاجر يعمل فى الأثاث و البضائع المنزليه و الخضروات ، و له أعداء كثر لما له من ضمير بعض الشئ بينهم ، و هذا الرجل قد يوقع بصديقنا فى مشاكل ليس به يد فيها ، فأخر رجل عمل بائعا فى المتجر ، عنى الأمرين من الكسور و التشوهات التى حدثت له بعد أن هجم عليه رجال رجلين أعمال أخرين من الملاك يريدان أن يهددوا بدوى ، و لكن الأمر يمكن أن يحل كله ، إذا رفض صاحبنا هذه المهنه و هذا أمر ليس له جانب من الحدوث ، حيث أنه يحتاج للمال الأن ، و كان الله فى عونه ، لا تغيبوا عنه أنه فى أزمه ليس لها مثيل ، إلى كل من رأه ، نداء إلى كل من يعرفه ، أخبره أن أسمه طارق و أنه طالب فى كلية الهندسة قسم قوى و الات ، و لكن إذا لم تصلوا فلايزال غائب عن دنياه دون حضور ، و لازال يشتاق إلى أسمه الغائب عن كشف الحضور كذلك ، و لازال يشتاق إلى جدران ألمته سنينا و هو يعرفها ، تذكرة -إن كانت فى محالها أثنيتم ، و إن لم تكن لا تسيؤا ، فلا أعتادها منكم - ، الفتاة و الجريمة ألاتزال فى الذاكرة ، أم سرتم على نفس نهج صديقنا ، دمتم له أخوه ، كما دام لكم أخا .[/justify] |
||
أهلا بك أخي أحمد .. جميلة هي مشاركتك الأولى في منبر القصة .. بإنتظار مصير ذو الذاكرة الضائعة .. ! سجلني متابعة لك .. مودتي . |
||
لازال حسام على خليل – ينظر صديقنا طبقا لموعدهما صباح اليوم ، و ها هو ذا الليل قد نصب خيمته ليسدل أغطيتة السوداء حاجبا شمس النهار التى أبت الظهور فى حضوره ، خرج من بيت عمله ليركب سيارة الأمس التى رأينها سويا فى الحادث ، و يبدأ فى السير متجها إلى المنزل الموجود عنوانه بين سطورة بطاقة صديقنا الغائب ، و ما هى إلا نصف ساعة وقد وصل ، ليدق جرس الباب ، و ظل يفعل ذلك مرة تلو الأخرى و لكن لا أمل فى الرد فإن المنزل فارغ ، لتخرج علياء نورالدين ، و هى فتاه قد تجاوزت الثلاثين من عمرها تعيش مع والدتها السيدة جليلة هلال فى هذا المنزل بعد أن فارق أبيها الحياة ، و كانوا يمثلون لـطارق العائلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فسألته عما يريد فأجابها شاب يدعى طارق ، ألا يقطن هنا ؟ ، فأجابته نعم ولكن لماذا ؟ ، فقص عليها ما جرى ليلة الأمس من حادث ، فبدت عليها علامات الدهشة و أخبرته أنها لم تره منذ الساعة السادسة حين ذهب لصديق له فى الناحية الغربية من المدينة ، فسألها إن كانت تعلم من هو و أين منزله فأجابته ، فذهب له مسرعا ، و عادت هى سريعا إلى حجرتها لجلب هاتفها لتقوم بالإتصال بصديقنا الغائب ، و لكن للأسف بدت عليها علامات الحزن و الأسى و الرعب ، عندما سمعت صوت جرس هاتفه يقرع داخل منزله . وصل الضابط حسام إلى كريم إبراهيم علام صديق صديقنا ، فلم يجده حيث أنه خرج منذ قليل ، فقام الضابط بإيقافها – سيارته – ثم جلس بلا حراك ، أما عن كريم فكان فى طريق إلى طارق لأنه لم يأت الجامعه اليوم و كذلك لم يهاتفه على الإطلاق و هذا أمر غريب ، و عندما و صل و صعد الدرج فوجئ بعلياء واقفة على وجهها رسمت علامات الخوف ، فألقى السلام عليها و سألها ماذا حدث ، فأخبرته بما حدث و أن الضابط قد ذهب ليلقاه فى منزله ، فأخبرها كريم أنه سمع حقا بموضوع الحادث الذى وقع ليلة امس ، و لكن القضية اين ذهب طارق ؟، فتحدثت قائله أيكون ؟ ، و قبل إتمام كلامها أجاب صديقه لا ، أنعلم من هو جيدا و نقل ذلك ، سأحدث أحدى صديقاتى لتحاول أن تعرف ماذا حدث فهى صحفية و خطيبها ضابط ؟ ، فأخبرها بأن تخبره فى حالة حضور اى جديد ، و ذهب ليلحق بالضابط ، فوصل بيته فوجد الضابط ينتظره داخل سيارة الشرطة التى جلس فيها وحيدا ، فالقى السلام عليه و طلب منه الدخول لمنزله و لكن الضابط رفض ذلك مطلقا ، نزل الضابط من السيارة و بدأ فى إتمام الأسلة لصديقنا عن ليلة الأمس وحال هذا الشاب فى هذه الليلة و بعد أن أتم كريم إجاباته التى تفيد بأن الامر كان على ما يرام و طبيعى جدا ، أنهى الضابط أسئلته بسؤال مهم أيكون له يد فى تلك الجريمة النكراء ؟ ، فأجابه طارق لا ، و لكن الواقع أن اليقين من خلال إحساسى يسكن مشاعرى و يطمئنها و لكن الواقع أنى لا أعلم أى شئ عن هذا ، فأنتهى الحوار إلى ذلك الحد و ذهب الضابط راكبا سيارته منطلقا . أما صديقنا من كثرة ما كان بباله من تفكير أرتمى على فرشته و خر صريعا بين يدى الإرهاق ليغيب الوعى عنه نائما ، و لازالت الأسرة تتم حديثها الذى تركناه نحن ليلة أمس ، رفضت الفتاه – هدى – منطق والدها فى إشغال الشاب فى المتجر و أن ما حدث لـجلال - الرجل الذى كان من قبله - قد يحدث له ، و لكن الوالد أبدى أن جلال ما هى إلا أيام قد تبلغ أسبوعا على الأكثر و يعود لمكانه و هو سيقف معه يساعده ، فبعد مناقشة دامت ما يقرب من ساعة أتفقا أن يعمل و لكن يبدأ العمل فى حالة رجوع جلال - البائع القديم - . مرت تلك الليلة بكل ما تحمله من متاعب و أستيقظ الجميع و لكن هناك من لم يغمض له جفن – علياء ، كريم ، حسام ، و هدى - ، علياء لا تعلم مصير الفتى الغائب ، أما كريم فصديق عمره الوحيد غائب منذ ليلة دون أن يحدثه و هاتفه قد نساه فى منزله ، و أما عن الضابط فهو مشغول بأمر القضية و كذلك الشاب الذى ظن أنه مفتاح الحل قد غاب بلا حضور – فأين ذهب ؟ - ، و لكن لماذا هدى لم يغمض لها جفن ؟ ، و فيما تفكر ، إذن فهى لها علاقة بـ ......... ، لا سنكمل غدا ، صرتم بألف خير ، دمتم له أحباء و دام لكم صديقا ، تابعوه أنه يحتاج لكم من بعد ربه . |
||
اليوم بدأت الكتابة ، بصورة مختلفة بعض الشئ ، سؤالا راودنى بلا أدنى مقدمات ، ألا يوجد جانب فلسفى فى حياة هذا الشاب - غريب الأطوار - ؟ ، ألا نلقى الضوء عن حياته التى عشها قبل هذه الأحداث الشريدة ، يا لركاكة الأسلوب ، يا لبعد المعنى ، لا أستطيع ... نعم إنه العجز عن التعبير بل عن مجرد الكلام ، لا أجد تعبير أستطيع أن أصف به ما يجول من فكر داخل أحشاء عقلى المظلمة أركانه ، أتعلمن لا أعرف هل فى حياتنا ما نفخر به ؟ ، ألا فى حياتنا ما نحبه ؟ ، هل فقدنا لكل ما بين جوانح عقولنا من أحساس ؟ هل فقدنا ما بين قلوبنا من فكر ؟ .. رحمة فى بعض من الأمر ، لا أعلم و لكن كلا منا له و عليه ، تخيل أنك أنت من غاب عنه واقعه ، ليظهر له أمر جديد ، حياة جديدة معروضة عليك ، بلا أى ذكريات بلا أى خوف بلا أى سوء ، صفحة غلقت بكل ما فيها و ما تحمله من ألام و أفراح ، لتبدأ بحبر قلمك خط أول الخطوط فى صفحة بيضاء ناصعة البياض ، دائما ما يتمناه البعض فرصة ، فما أجملها من واحدة ! ، اليوم لا حديث لك عنه أم ماذا عزيزى كاتب الكلمات و سارد السطور ؟ ، أعرف أننى أستطردت كثيرا فى كلام ممل بعض الشئ، و لكن لا أعلم لماذا دائما لانحب واقعنا و ننطوى تحت رداء الخيال لنعيش بين أركان أفكارا خادعه خداعة مع من نحب و مع من نختار حيث نريد المكوث و السكون و الأبداية السعيدة الواهمة ، ألا نختار الخيال ؟ ، ألا فى الواقع مرارة ؟ ، إننا و الله من صنع مرارة الواقع لا هو ، و كما قال الشافعى : نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزمننا عيبا سونا – رحمك الله يا إمام ، و تعزينا أيها الزمان لما فينا - . وا أحر قلباه ممن قلبه شبم ... و من بجسمى وحالى عنده سقم - رحم الله المتنبى و سيف الدولة الحمدانى - ، هذه الكلمات التى أستيقظت عليها مسامع صاحبنا ، حيث أن خالد فى الصف الثانى الثانوى ، وهذا النص من مقرر النصوص لمادة اللغة العربية ، و كأن صديقنا له حث أدبى عال فأنظر لما أبداه على ملامحه دون أن ينطق ، و كأن ما يجول بين خواطره ، أننى أين ممن له شبم بقلبه و من له بجسمه سقم ؟ ، و نظر إلى خالد ، و لكن خالد و كانه شعر بالذنب ، فأعتذر له عن الأزعاج ، ولكن الفتى أبداه إعتزاره هو عما سببه من فوضى فى أركان المنزل ، ولكن خالد أستوقفه بأنه دائما ما كان يريد أن يكون له أخا أكبر منه سنا و هذا حلم قد تم تحقيقه على يدك بأمر من الله ، و أنظروا معى بدأ الحديث يأخذ جانب من الإنسانية ، أعتدال جسد صديقنا مستندا على الجدار ، و أستدار خالد بكرسيه ناحيته ، ليبدوا حدثيا إنسانيا أخاذ ، يسأله خالد ألا تتذكر أى شئ عن حياتك السابقه ، فيجيب لا ، فيكمل خالد حديثه كيف لنا بين عشية و ضحها أن ننسى أناسا أحببنا ودهم ، و بين هذه المحبة تجدد لقائهم ، هل نستطيع أن نمحو عقولنا من كل ما فيها ؟، فهنا بدأ صديقنا ينظر له بأشد نظرات التأمل الحزينة الخانقة ، و تكاد عينيه تغرورق بدموع منسكبة من عينيه متهللة لإطلاق سراحها من سجن أفكاره المظلم ، و صمت خالد فجأة و نظر له و قال لا أحب أن أراك هكذا ، بل سأكون معك أساعدك إلى أن تلتقى بمن غاب عنك و أوجعته بغيابك عنه ، فبدأ صديقنا بمسح عينيه من دموع كادت أن تتدفق ، و أبدى شكره عن كل شعور طيب و لكنه سيرحل اليوم إلى حيث يشاء به الله ، فأكمل خالد كلامه بالله عليك لا تحمرنى من شعورا أردت عيشه ، حالما به أعواما مضت و أعواما أخرى ستأتى ، فى وسط هذا الحديث ، فتح الباب ، و إذ بها هدى ، تخبر أخاه بأن الطعام مجهز على الطاولة ، و لكنها ترى ظهرة الموجه ناحية الباب و ترى أمام التائه - كما أطلقت عليه - جالس على الأرض مسندا ظهره إلى الجدار ، فسألت بضحكة إذن فإنى قطعت حديثا تمنيت أن اعيشه منذ البداية ، فأخبرها اخاه بأنه يريد أن يذهب ، فقالت له دع هذه الأفكار تنجو من سجن رأسك لتغادر بلا رجعه ، أنت ستظل هنا حتى يعود لك ماضيك بكل ما يحمله من متاعب ليلقى بها على عاتقك بلا رحمه ، فأبدى صديقنا الشكر لكنه بداخله كان قد نوى الرحيل على الأكثر بعض لحظات من الأن ، فسألته من بعد عن حياته ألا يتذكر منها أى شئ ، فأبدى أنه لا يتذكر أى شئ ، و إذ بأخيها يطلق كلماته حيث قال ، فى يدك اليمين خاتم ، إذن قد تكون لديك خطيبة ، ألا تتذكرها أيضا ، فأجابه و هو ينظر لخاتمه و يحركه إستدارة وبعد حينا من الصمت قال : لا لم أتذكر أى شئ ، خالد إذن فهيا بنا لتناول الطعام ، قبل أن يخر صريعا بين يدى حسن و حسين و إبتسامة جميلة هادئه على محياه . هناك بعض الأمور المفقودة بين سلاسل هذه القصة ، الأمر الأول منها " هل الرجال الذين أختطفوه يعرفونه أم فعلوا ذلك لمجرد حضوره حين وقعت جريمة هم – على أغلب الظن من دبرها ؟ " ، الأمر الثانى " هل هم حقا من دبروا الجريمة ؟ " ، الأمر الثالث " هل هو له علاقة من قريب أو من بعيد بتلك الفتاه المجنى عليها ؟ " الأمر الرابع " هل هذا الرجل الذى يأويه فى كنفه – عطفا – رأه بمحض المصادفه أم عن ترتيبا و إعداد ؟ " ، الأمر الخامس " ما علاقة أبنة هذا الرجل – هدى – بهذا الفتى و ماذا تعرف عنه و تخفيه ؟ " ، أما الأمر الرابع " أيكون لأحد الأفراد دور غير مفهوم بلا أى ظهور ؟ " ، الأمر الأخير و الأهم و الأشمل " هل حقا فقد صديقنا الذاكرة أم يدعى ذلك لشئ يجول فى خواطره ؟ " ، قد لا .. بل نعم ... إذن فلتكن . الضابط فى مكتبه ، جالسا على مقعده ، و ها هو جرس الهانف يضرب بصوته العالى أرجاء المكان ، لينتبه له بعد وقت ، إذن فد كان مستغرقا فى تفكير بعيد الأمد ، فإذا به الضابط على معاونه فى القضية ، يخبره بأنهم قد عرفوا بيانات المجنى عليها ، و إذ بالضابط ينتفض من مقعده و يهب واقفا و علامات الدهشة الفادحة تنتشر بين أركان وجهه ، فالسؤال ماذا سمع ؟ ، ماذا قال له على ؟ ، أو بمعنى أدق و أكثر واقعيه " من هى ؟ " ، " من هى ؟ " . إلى هنا أنتهى اللقاء الذى - لا نرغب فى لأن ينقطع ، و كذلك نتمنى أن يكون الأحسا من جانبكم - بكم اليوم ، لازال الكثير ينتطرنا و أياكم ، نجولفى الحلقة القادمة بين أحداث جديده فأرتقبوها ، شكرا على حسن المدوامه ، وكالعاده دام لكم صديقا و أخا و أياى ، و دمتم له و لى كذلك ، لقاءنا قريب فأنتظرونا . |
||
اليوم ليس كأى يوم أحداثنا غريبه و عجيبة و ستتعقد الخيوط أكثر و أكثر بين أيدينا ، فتابعوا معى فأنى أحتاج الكثير من الساعدة ، حتى أستطع حل عقد قصة لا أعلم لمدها حد ، اليوم ثانى أيام صديقنا بعد الحادثه المشهودة و إختطافه .. للتذكرة فقط . علياء جالسه فى منزل ما ، و بجوارها نساء كثيرات الجميع يجلس على المقاعد ليست هذه فقط ملحوظتى على هذا المشهد لا بل هناك أخرى يا هذا السواد المسيطر على المشهد فجميعهن ، يكتسون اللون الأسود ، أماتت السيدة والدة علياء ، يا لغبائى ، أتموت والدتها و تنصب العزاء فى منزل أخر ، بالطبع لم تكن هى من ماتت ، و أَضف إلى ذلك أنها جالسه هناك فى أخر الحجرة و بجوارها إمرأة قد كسا عينيها الإحمرار التام من كثرة النحيب ، من يا ترى من مات ؟ ، ألا تعلمون ؟ ، إذن فلينتهى هذا المشهد الحزين الصامت ، إلى أن أن يكسر صمته صوت نحيب تلك المرأة التى لا نعلم من هى . حسام جالس على أحدى أطراف مركب شراعيه فى وسط النيل ، وكالعادة تائه فى بحر أفكاره الذى لا تعرف له أى حدود ، و من الطرف الأخر رجل يجلس ، من ملابسه أستنتجت أنه عامل المركب – المركبى - ، إذن فإن الأمر إزداد سوءا بمعرفته بيانات المجنى عليها ، يجب أن نعلم من تكون إذن ، و لكن من سيخبرنا ؟ . أعلم أن الأمر بات مملا ، كثرة الأشخاص و الأحداث و غموض العديد منها بل كلها ، الأسئله التى ترواد أذهانكم ، كل هذا جعل الأمر يؤل إلى أمر ممل كثيرا ، ولكن حتى نكشف الستار عن بعض الأمور ، الأمر له جانبين أساسيين ، الأول هو الجريمة التى وقعت فى منتصف الطريق ، و الثانى هو فقد ذاكرة الشاب المدعو طارق ، ما علاقة الأمور ببعضها ؟ ، كيف كانت حياة هذا الشاب ؟ ، هل حقا كل ما يحدث حقيقى أم مرتب من قبل شخصا ما ؟ . هشام محمود ضابط بالمباحث أقرب أصدقاء حسام توفى إلى رحمة الله منذ يومين فى أحدى مهماته التى قضها فى صعيد مصر ، حزن عليه كثيرا ، و لا زالت العيون تأبى الصمت فلازالت تتحدث بلغة لا يعرفها إلاه ، الرعاية لأمه و أخته الصغيرة – تسع سنوات – و خطيبته ، حتى يعود ، هذا أخر ما طلبه هشام من حسام ، و لكن هل حسام وافى بالوعد أم لا ؟ . الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، أذان العصر ، طارق يطلب من الرجل الرحيل عن منزله ، و لكن الرجل يأبى ذلك ، فأبدى صديقنا أنه يحتاج لمال و كذلك لا يصح أن يجلس فى بيت لعائله و خصوصا أن لديهم فتاه فى مثل هذا السن ، رغبة الشاب كانت قد أستنفذت الأمد و الرجل كان متمسك به لدرجه لا تتخيلوها ، يا لهذه الطيبه ! ، وعرض على الفتى العمل فى المتجر ،و لكن الفتى كان له وجهة نظر فى هذا الأمر ، فأبدى أن إحتياجه للمال صحيح جدا و حق ،و لكن أيضا هو يحتاج أن يعمل فى مكان يراه فيه أكبر عدد من الناس حتى تصبح هناك فرص أكثر ليعرفه أحدهم ، و بهذا بات كل محاولات الرجل بالفشل ، و فى النهاية طلب الرجل من صديقنا أمر أخير أن يجلس ليوم واحد و يغادر غدا ، و بعد إلحاح وافق الشاب ، و لكن ما هذا الطلب الغريب ، يوم .. إن فى الأمر لغرابة ! . هدى فى الجامعه مع صديقتها ولاء ، أنهم يتحدثون عن شخص ما ، تذكرت أمر ليلة أمس قبل أن تنام كانت تحدث هذه الفتاه عن شخص ما ، لقد وصلت فى الوقت المناسب إذن .. حسنا لنرى ماذا تقول ؟، فتسألها صديقتها إن كان يعلم أم لا ، فأجابتها على الأرجح لا ، فسألتها أخر : أستتركيه ؟ ، فأجابتها هى : بالطبع لا ، أخبرتها بأن وقت الرحيل الى المنزل قد حان ، إذن إنتهى الحوار ، يالكم من فتاتين ، أنا لم أفهم أدنى شئ ، من هذا من تحدثوا فى أمره ؟ ، أيكون ... ..... ، ولكن كيف ؟ ، لا ، بالطبع لا ، أبتعدى أيتها الأفكار الواهمة . هناك رجلان يتحدثان على أحدى المراكب – يخت – فى البحر الأحمر ، هل تعتقد أنه سيتحدث ؟ ، فأجابه الأخر: لا بعد ما فعلناه ، أين تركته ؟ ، تركته فى الطريق الصحراوى بين القاهرة و الإسكندريه ، هل كان معه مال للعوده ؟ ، نعم كان معه ، إذا تحدث بأى أمر سأقتله .. هذا ما تحدث به هذا الرجل ، رجل غريب الأطوار يذكرنى برجال الأعمال الذين ينهبون خيرات أوطاننا ليس الكل بل الأغلب ، أعلم أن أحدكم يؤكد و يقول : إن كان بإستطاعتى جلب الملايين كما يفعلون لما قلت هذا ، أى إنه حقد لا أكثر ، لا عزيزى ، هناك رجال و سارقين ، فإن أراد أى منا نهج الحرام طريقا سيكسب العديد و العديد من المال .. ولكن عزيزى سيذهب أدراج الرياح ، أياكم و الحرام إن فيه سخط من الله ، و البطن الذى تمتلأ مما حرم الله ، فحقت عليها النار ، كما فى حديثه – صلى الله عليه وسلم - ، نعود لهذا الرجل .. جوفه المليئ و وزنه الذى يبلغ أكثر من مائة كيلو جرام ، و كذلك قامته التى لا تكاد تظهر بين أجسام من يدفع لهم مقابل حراسته ، حقا .. أستوقفنى .. سؤال : لماذا وجب على كل من ذاع صيته أن يكن له رجال لحمايته ، أهو الخوف من الشهرة ؟ ، أعتقد أنه لا يوجد أحد يصيب من يحب على الأطلاق ، بعيدا عن الشهرة و كل هذا .. رجال السلطة فى البلاد العريبه ، دائما ما تجد للرئيس حراسه ، و للوزير كذلك و للمحافظ فى بعض الدول ، و الأمراء فى دول أخرى ، لماذا دائما ما يخاف رجال السلطة على أرواحهم هكذا ، أحدكم يرد متسرعا .. أن الدولة تخشى أن يندس أحد بين الناس ليغتال أحدهم ، أنت واهم أخى ، الأمر كله لله ، ( عدلت ... فأمنت ... فنمت ) كلمات قالها عجمى فى سيدنا عمر بن الخطاب ، قد أكون فى كلماتى السابقة أخصصت أناس عن غيرهم فى حديثى ، أرجوكم لا تتهمونى بالعنصرية ، فهى ثقافة أحبها .. لا بل اعشقها بكل ما أملك من مشاعر فياضة بداخلى .. قد أكن تطرقت لأمور بعيدة بعض الشئ تُأخذ على لا لى ، و لكن إنها عادتى .. دائما ما أسير بلى بوصلة أفكار و أترك قلمى يمرح ليفقذ هنا و هناك دون أى قيود .. فأعذرونى .... أخر ما أود قوله : أنى علمت من هذا الحديث الذى لم أكمل لكم باقيه أن صديقنا مراقب من هؤلاء الرجال . شخص ما جالس على مقعد أمامه مكتب باهظ ثمنه ، و ها هو يتحدث لشخص ما على هاتفه ، لا تخف يا بنى ، لا يستطيع أحد أن يقترب منك ، و لكن تبدو عليه ملامح الرعب ... من هذا و إلى من يتحدث ؟ . صديقنا قرر الخضوع لأمر الرجل الذى طلب منه أن يجلس حتى نهاية هذا اليوم فقط ، و يغادر فى اليوم التالى ، و لكن .. فضولا لا أكثر .. سأله : لماذا ؟ ، فقام الرجل واقفا ، ليغلق الباب ، و يقول لصديقنا ، سأروى لك القصة من البداية و حتى النهاية . اليوم نكتفى بهذا القدر .. دمتم له أصدقاء ، ودام لكم أخا و صديقا كريما ، سلمتم .. أعذرونى إن أطلت عليكم هذه المرة سنكمل فى وقت لاحق ..... فتعقبوا أثار قصته . |
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شمس منتصف الليل | أ محمد احمد | منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير | 0 | 07-09-2023 01:31 AM |
بعد منتصف العمر | اعزاز العدناني | منبر البوح الهادئ | 0 | 03-02-2022 01:56 AM |
بعد منتصف الليل .. ( مقالات ملفقة 26 \ 2) | محمد فتحي المقداد | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 0 | 09-06-2014 08:51 PM |
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل | جاك عفيف الكوسا | منبر البوح الهادئ | 1 | 09-08-2012 08:08 AM |
هلوسات بعد منتصف العقل | دنيا أحمد | منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | 3 | 02-15-2011 04:23 AM |