![]() |
|
_…ـ- * الغناء وتحريك الشهوات * ـ-…_
إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوة ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور .
هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة النساء - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( المرأة ) التي يتشبّب بها في الغناء ، وكأن الوصل بها وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه .
حميد
عاشق العراق
7 - 2 - 2013
_…ـ- * كمال الجنين والأرواح * ـ-…_
كما أن الحق المتعال يوصل الجنين بمشيئته وفضله إلى كماله اللائق به ، فيصوّره في الأرحام كيف يشاء ،
ليخرجه من بطن أمه في أحسن تقويم فكذلك للحق مشيئته في إيصال ( الأرواح ) البسيطة إلى كمالها اللائق بها ،
لأنها نفحة من نفحاته ، أرسلها على هذا البدن الذي تولى تقويمه وتربيته .
إلا أن العبد بسوء اختياره ، لا يدع يد المشيئة الإلهية لأن تعمل أثرها بما تقتضيه الحكمة البالغة ، إذ : { مقتضى الحكمة والعناية ، إيصال كل ممكن لغاية }
فيعمل بسوء مخالفته على منع تلك الرعاية التي أخرجت منه بشراً سويا من أن توصله إلى ( كماله ) المنشود ،
فيكون مَثَله كمَثَل الجنين الذي آثر الإجهاض والسقوط من رحم أمه ، ليتحول إلى مضغة نتنة ، تلف كما تلف الثوب الخَـلِق ، فيرمى بها جانباً .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
_…ـ- * الارتياح بعد التفويض * ـ-…_
إن على العبد المتوكل الذي ( فوّض ) أمره إلى بديع السماوات الأرض ، أن يعيش حالة من ( الارتياح ) والطمأنينة بعد ذلك التفويض ، كالمظلوم الذي أوكل أمر خصمه إلى محامٍ خبير ، فكيف إذا أوكل أمره إلى السلطان الحاكم في الأمور كلها ؟!.
ولهذا عندما آثر أهل الكهف الاعتزال عمن يعبدون غير الله تعالى ، أمروا بأن يأووا إلى الكهف ، وما الكهف إلا تجويف في جبل لا مجال للعيش فيه ، إلا أن الحق المتعال يردف ذلك قائلاً :
{ ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا } .
وما حصل لهم من غرائب ما وقع في التاريخ ، إنما هو (ثمرة ) لهذا التفويض والتوكل على من بيده الأسباب كلها .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
_…ـ- * حلول الغضب * ـ-…_
إن الحق قد يغضب على عبد من العباد غضباً غير حالّ ، ( تدفعه ) التوبة والندامة .
فيكون مَثَل غضبه تعالى ، كسحابة عذابٍ أشرفت على قوم ثم رحلت عنهم ، ولكن ( تتابع ) الذنوب واستهزاء العبد - عملاً - بغضب الحق ، يوجب في بعض الحالات حلول الغضب على العبد ، كسحابة عذاب أفرغت ما في جوفها من العذاب .
وحينئذ لك أن تتصور حال هذا العبد البائس الذي يهدده الحق بقوله : { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى } .
وكيف يرجع العبد بعد هذا ( الـهُويّ ) القاتل ، إلى ما كان عليه قبل الهبوط ، بعد أن حرم فرصة التعالي بسوء اختياره ؟! .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
_…ـ- * موعد العفو العام * ـ-…_
إن يوم الجمعة وليلتها ، بمثابة موعد العفو العام الذي يصدره السلطان بين فترة وأخرى ، دفعاً ( لليأس ) من القلوب ، ودعوة ( للمتمردين ) الذين لا يجرأون على مواجهة الحق المتعال لقبح فعالهم .
وعليه فلا بد للعبد من أن يُهيّـئَ نفسه قبل يوم الجمعة وليلتها ، ليتعرّض لتلك النفحات الخاصة في ليلة الجمعة المتجلية عند السحر ، ولنفحات يومها المتجلية عند ساعة الغروب .
ومن هنا نجد كثيراً من الأدعية التي تبدأ من غروب شمس ليلة الجمعة ، وتنتهي عند غروب شمس يوم الجمعة .
وللشيطان سعيه في إلهاء العباد بين هذين الحـدّين ، والشاهد على ذلك ( تفرّغ ) الخلق للمعاصي في الفترة نفسها ، فيرتكبون فيها مالا يرتكبونه طوال أيام الأسبوع من الموبقات ، مفوّتين على أنفسهم هذه الفرصة من العفو التي لا تتاح لهم في كل وقت .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
_…ـ- * الموازنة في المستحبات * ـ-…_
قد يتفق ارتياح العبد إلى لون من ألوان الطاعة المستحبة ، ( فيستغرق ) فيها بما يقدمه على الواجبات من الطاعات ،
والحال أن على العبد الملتفت لنفسه أن يزن الأمور بموازينها ، ويستقرئ مقارنات الطاعات ومقدماتها بل لواحقها ، فكم من مستحب ( جـرّ ) عليه ضرراً بعنوان آخر لم يلتفت إليه ، أو لم يود الالتفات إليه .
ومعرفة ( مذاق ) الشارع في مجمل الشريعة ، ضرورية لعدم الوقوع في مثل هذه المخالفات التي قد لا يقصدها العبد ..
حميد
عاشق العراق
9 - 2 - 2013
_…ـ- * حصن الصلاة * ـ-…_
إن الالتزام بالصلوات الخمس وخاصة في ( أوقاتها ) ، وذلك في ( بيوت ) الله عزّ وجل ، وفي ضمن ( جماعة ) يقارنها شيء من ( الخشوع ) ، لمن أعظم موجبات حفظ العبد من الزلات .
فإن نفس الوقوف بين يدي الحق بشيء من التوجه والالتفات ، لمن موجبات تعالي النفس إلى رتبة لا يرى معها وقعاً للذائذ المحرمة في نفسه ، فضلاً عن المعاصي الخالية من تلك اللذائذ .
أضف إلى الحماية الإلهية المتحققة لمن دخل ساحة كبريائه ، وحلّ في بيت من بيوته ، واصطفّ في جماعة من الصالحين من بريته ، فإن كل ذلك من موجبات إمساك الحق بقلب العبد ، لئلا يهوي في أيدي الشياطين .
وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : { لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ، ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظائم } .
حميد
عاشق العراق
9 - 2 - 2013
_…ـ- * الموت أخو النوم * ـ-…_
إن مما يستحب على العبد في حال منامه ، أن يضطجع إلى جانبه الأيمن كهيئة المدفون ، مستقبلاً القبلة بمقاديم بدنه .
وفي هذا تذكير نافع للعبد بافتراض نفسه ( كالميت ) ، وخاصة أنه مقدم بعد قليل على ما يشبه الوفاة ، بل هو أخو الموت ، بل هو الموت الأصغر بعينه ،
ولهذا يشكر العبد ربه على نعمة الحياة الجديدة بعد الاستيقاظ قائلاً : { الحمد لله الذي أحياني بعد إذ أماتني وإليه النشور ، الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي لأحمده وأعبده } .
ومن المشاعر المؤثرة قبل النوم أن يقرأ أدعيته وكأنه ( مقبل ) على الموت حقيقة ، بل لعل الموت هو قَدَره في المنام كما قُدّر للكثيرين .
فيكون هذا الشعور أدعى للتوجه إلى الحق الذي لا تأخذه سِنَة ولا نوم ، بما يجـنّبه تلاعب الشياطين به في المنام .
حميد
عاشق العراق
9 - 2 - 2013
_…ـ- * الاختصاص بالبلاء والنعم * ـ-…_
إن اختصاص البعض بشيء من ( النعم ) ، قد يوجب له الاختصاص بشيء من ( البلاء )
فعلى أصحاب النعم في الفكر أو القلب أو البدن ، من استغلال تلك النعم في سبيل مرضاة الرب ، لئلا تسلب من جهة ، ولئلا توجب له البلاء من جهة أخرى ، كضريبةٍ لكفران تلك النعم .
وهذا ما يقتضيه العدل في خلقه ، إذ ما دامت الفرص وموجبات الرقيّ متفاوتة في العباد ، بحسب بلادهم وزمانهم ، فإن من الطبيعي إعادة ( الموازنة ) وتقريب الفرص بين العباد ، ببث بعض البلايا المتناسبة مع الفرص المتاحة .
هذا إضافة إلى التعويض بتيسير الحساب لمن حرم بعض النعم ، أو لم تُـتَح له الفرص المؤاتية .
حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2013
_…ـ-*الذكر بعد العبادة * ـ-…_
إن القرآن الكريم يتناول الذكر ومشتقاته في أكثر من مائتي آية ، مما يدل على أهمية التذكر في استقامة سلوك العبد ، إذ أن كل ( ماسوى ) الحق في حياته ، لهو عنصر ( غفلة ) وإلهاء له عن الحق ، وليس بعد الحق إلا الضلال .
ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يحث على الذكر في كل ( تقلبات ) العبد ، فتارة يطالب العباد بذكره في موسم طاعة كالحج ، وخاصة بعد الإفاضة من عرفات فيقول :
{ فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام }
وتارة في مواجهة العدو كقوله تعالى :
{ إذ لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً }
ويبلغ الأمر درجة من الأهمية ، نرى معها نبي اللهِ موسى ( عليهِ السلام ) يطلب شريكاً في أمره ، قبل التوجه إلى فرعون وملإه ، ويعلل ذلك بقوله :
{ كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا }
بما يفهم منه أن التسبيح والذكر الكثير من أولـيّات اهتمام الأنبياء في بدء رسالتهم بل في أثنائها ، مع ما فيها انشغال بمواجهة طواغيت عصورهم .
حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 0 والزوار 37) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |