لأول مرةً أحتال على ذاكرتي , ولقد نجحت ..
عندما وهبتك اسماً جديداً في هاتفي ,
مُنذ أن أستبدلته وأنا أراك في الهجرة , في هيئة غياب ,
ويوم تتوارى شمسه خلف غيوم تأبى أن تمطر .
ولأول مرة أتأمل القمر دون أن أحاكي نظرتي بدندنة أسمك الأول
ودون ندائك في حالة مُتيم حتى يكاد القمر بلون وجهك .
عشرون ليلة مرت
وأنا أستطلع قائمة ذاكرتي الهاتفية بقليلٍ من ارتياح
لا أجدك وأنساك في مسمى الهجرة الحديث ,
لم يعد يهم أن استيقظ مبكراً لأطرز لك رسالة صباحية
وأبعثها لك بعد أن أقبّلها ,
أو أن أغفو على مكتبي لأنتظرها منك
أو أن أعلق قلبي بينك وبين نهاية النهار الشاق .
لقد هدأت انتظاراً وسكنت من لهفة
بل لقد خلعتك مع معطفي الشتوي وعلقتك في زاوية بعيدة
أتذكرك على مضض في شيء أبيض
أحقن شوقي دقيقة ليلية على شفا فجر
وأختلق صباحا ربيعيا ينبسط في حضن صيف شهي .
سلمى ,