وانتفضتِ في وجهي باكيةً ...
وقلتِ أنكِ لن تثقي بي مجدداً ...
وأني لم أعد أملك من أمرك شيئاً ...
فما عدت الرجل الغامض بالنسبة لكِ ...
حاولتُ كثيراً تهدئتكِ ...
لكنكِ كنتِ عصيّةً على التهدئة ...
كما كنتِ عصيّةً على قلبي ...
أخبرتني بعد بكاءٍ طويل ...
أنكِ انتظرتِ مني كل شيء ...
وأني المسؤول عن فتح جرحٍ تعبتِ في إغلاقه ...
وأني القاتل الذي امتهن قتل العاشقات...
أقسمتِ بشتى الأيمان ...
أنكِ انتظرتِ اعترافي طويلاً ...
حين كنتُ أجهد بإبلاغك حماقاتي قبلك ...
وأنكِ استرقتِ من الصبر كل شيء ...
عندما كنتِ أحكيكِ حكاياتي ...
يا امرأةً لا تعرف غير العشق ...
ولا تؤمن بغير العشق ...
كيف ستصدقين أني أحبكِ هكذا أكثر ...؟
وأني لن أعير مشاعري للريح التي تنتظرين ...
فليس ذنبي إن كنتُ بهذا الحمق ...
وليس ذنبي أن تكون كلماتي بستين وجهاً ...
أنا رجلٌ يعيش على الورق ...
نصفه حبر ...
ونصفه أرق ...
لا يملك من الدنيا شيئاً ...
زاده الشكوى ...
وسريره الكلمات ...
لن ينفع أن أحبكِ كما تريدين ...
ولن ينفع أن أغوص في حلمٍ لم أحلم به ...
لأني كنتُ بكل هذا القبح ...
ولأني آثرتُ الصمت والصلاة ...
أن أكون مخطئاً ...
وأن أكون سيء الظن ...
لكني لم أعرف أن أكون إلا أنا ...
رجلٌ لا يعرف الحب ...
رجلٌ لا يؤمن بالحب ...
برغم كل ما التصق بي من اتهامات ...
وبرغم كل الاستجوابات ...
ثبتت براءتي من كل تهم الحب ...
وثبت تورطي في ادعاء الحب ...
أعتذر سيدتي ...
لأني لم أكن من تظنين ...
أعتذر سيدتي ...
لأني تسببت بكل هذا الألم ...
حينها ...
كفكفتِ بقايا دموعكِ ...
وقلتِ ...
ومن تظن نفسك لترفض حبي ...؟
ومن قال لك أصلاً أني أحببتك ...؟
أنا كنت أحاول أن أواسيكَ لوحدتك ...
كنت أشفق عليك ...
قلتِ كل ما شئتِ ...
ومضيتِ ...
تحاولين القول بأنكِ لم تكترثِ ...
مع أن دمعكِ قال أكثر من ذلك ...
وأثبتَ أنكِ أنثى ...
ترفض أن تنحني ...