أمر يفهمه الكثير من العامة ولن نخوض به مطولا .. إذ تُعتبر الأسرة من الأركان الهامة في تكوين أي مجتمعٍ إنساني قوي ، وقد تميزت مجتمعاتنا الإسلامية والعربية بروابِط أسرية عميقة كانت تفتقدها معظم المجتمعات المعاصرة الحديثة ؛ فتكوين شخصية الفرد المسلم كانت تتجذر منذ صغره، فإذا كانت تربيته سليمة والبيئة التي تربى فيها معافاة من المشاكِل والتفسخ العائلي , يخرج الفرد طبيعيّاً محباّ للحياة الاجتماعية، بينما البيئة التي تفتقر إلى التربية الإسلامية فإنّ أفرادها في الغالب يُعانون من مشاكِل في التواصُل مع الآخرين والهروب من معاناتهم بإحدى طرق الإدمان حتى يتحولوا بميولهم إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية

على كل حال ليس هذا لب موضوعنا , فقط أردت التذكير بنشأة الشخص السوي في النطاق العائلي والإجتماعي .. بسبب ظهور كثيرٍ من الظواهر السلبية في كل ركن من أركان المجتمع , فمثلا من أسوأ مظاهر هذا الوقت , هو ادعاء الجميع بلا استثناء بأنه الأعلم بين الناس والأفضل والأكثر مثالية , وتطورا وتحضرا
قبل سنوات فقط وبالتحديد مع بداية الألفية الجديدة كانت الدنيا رائعة وكانت مجتمعاتنا بخير .. خلال هذه الأعوام قفزنا قفزة هائلة إلى حفرة عميقة أهم صفاتها :
الجهل والظلم والتفكك الإجتماعي وانحدار الثقافة والتباهي المريض بكل ما يخالف قيمنا وديننا وعاداتنا المجتمعية .. سؤال طرحته علي صديقة لي حرت له جوابا .. فلم أجد له إجابة شافية مقنعة , والسؤال هو :
كيف انزلقنا إلى عالم لا يهمنا ولا يعنينا دون أن نجد ما يردعنا أو يوقظنا من غفلتنا ؟؟
بثينة صالح