احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3019
 
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إمتنان محمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2018

الاقامة

رقم العضوية
15674
04-28-2019, 07:06 PM
المشاركة 1
04-28-2019, 07:06 PM
المشاركة 1
افتراضي الفصل الأول (متفكك)
“ لو كان عدد أكبر من الناس متبرعین بالأعضاء, فالتفكیك لم یكن سیحدث
أبدا”
_ الأدمیرال


"قانون الحیاة"
الحرب الأھلیة الثانیة.. تعرف أیضا بحرب "ھیرتلاند", كانت صراع طویل و دموى على قضیھ واحده فقط.
لإنھاء الحرب, مجموعة من التعدیلات الدستوریة عُرفت بقانون الحیاة تم تمریرھا
تلك التعدیلات أرضت جیوش كلا من “أنصار الحیاة” و “أنصار الاختیار”.

ینص قانون الحیاة على :
الحیاة الإنسانیة لا یتم مسھا منذ لحظة الحمل حتى وصول الطفل لعمر الثالثة
عشر.لكن, بین أعمار الثالثة عشر و الثامنة عشر, الوالد قد یختار أن"یقتل" طفلھ بأثر رجعى .. بشرط ألا تنتھى حیاة ذلك الطفل حرفیا.
العملیة التى ینتھى بھا الطفل و مع ذلك یبق حیا تسمى التفكیك.
التفكیك, الآن..ھو سلوك شائع و مقبول فى المجتمع.

الثلاث نسخ
”أنا لم أكن سأصبح ذات أھمیه على أیه حال,لكن الآن.. من وجھه نظر
إحصائیه.., فیوجد فرصة أكبر أن جزء منى سیتجه لیصبح عظیما فى مكان ما
فى العالم .فأنا أُفضل أن أكون عظیما جزئیا على أن أكون عدیم الجدوى كلیا”!..
_سامسون وارد

( كونر )
“یوجد أماكن تستطیع الذھاب إلیھا”, تُخبره (آریانا) ,
“و شخص فى ذكائك لدیھ فرصھ جیدة للنجاه حتى الثامنة عشر”!
كونر لیس متأكد تماما, لكن النظر إلى عینى آریانا یجعل شكوكه تذھب بعیدا.. و
إن كان للحظه.
عیناھا بلون البنفسج بخطوط رصاصیه.. یالھا من عبدة للموضة ! دائما تحصل على أحدث حقن الصبغات ما أن تكون صیحه.
كونر لم یكن یوما كذلك... دائما أبقى عیناه باللون الذى جاءا به.. البنى.
حتى أنه لم یحصل على وشوم,كالتى یحصل علیھا العدید من أطفال تلك الأیام
فى صغرھم!...
اللون الوحید الذى على بشرته ھو السمار الذى تأخذة من شمس الصیف, لكن
الآن, فى نوفمبر.. تلك السمره اختفت منذ أمد.
یحاول ألا یُفكر فى حقیقھ أنه لن یرى ذلك الصیف مجددا,على الأقل لیس ك"كونر لاستر" .. مازال لا یصدق أن حیاته تُسرق منه فى عمر السادسة عشر!..
عینى آریانا البنفسجیه تلمع بامتلائھما بالدموع.. التى تنسال على خدیھا
حینما ترمش .
"كونر, أنا أسفه جدا"...و تحضنه...
للحظه یبدو كل شئ بخیر, كأنھما وحدھما على الأرض, لتلك اللحظه شعر كونر بأنه لا یُقھر, لا یُمس..لكنھا تتركه.
تمر اللحظه,و العالم یعود من حوله!..

مره أخرى یشعر بطنین الطریق السریع أسفلھم, بینما تمر السیارات.. غیر مدركه أو مھتمه بوجوده ھناك! مره أخرى ھو فقط فتى مؤَشر, ینقصه أسبوع,..على التفكك.
تلك الأشیاء الناعمه الملیئه بالأمل التى تقولھا آریانا لا تساعد الآن, بالكاد یسمعھا
من اندفاع السیارات.
ھذا المكان الذى یختبئان فیه من العالم, ھو أحد تلك الأماكن الخطیره التى تجعل
البالغین یھزو رؤوسھم, ممتنین أن أبنائھم لیسو أغبیاء بما یكفى لیتسكعو على
حافه معبر على الطریق سریع.!
لكونر, الأمر لیس متعلق بالغباء, أو حتى التمرد..الأمر یتعلق بالشعور بالحیاة,
فالجلوس على تلك الحافه, مختبئا وراء إشاره الخروج ھو أكثر مكان یشعر فیه
بالراحه ..
بالتأكید,خطوه واحده خاطئه و یصبح مقتولا على الطریق.
لكن بالنسبه لكونر.. الحیاة على الحافه, ھى الوطن.
لم یُحضر أى فتیات أخریات ھنا, مع أنه لم یخبر آریانا بذلك.
یغلق عینیه, لیشعر بتذبذبات الطریق, كأنھا تنبض فى عروقه.. كجزء منه.
كان ھذا المكان دوما مكان جید للھرب من شجاراته مع والدیه, أو حینما یشعر
انه یغلى..
لكن الآن, كونر یتعدى الغلیان, یتعدى حتى الشجار مع والده أو والدته!
لا یوجد ما یتشاجر حوله ,لقد وقع والدیه الأمر .. انھا صفقه منتھیه!
“یجب أن نھرب” تقول آریانا:“ لقد سئمت كل شئ أیضا, عائلتى, المدرسة.. كل
شئ, قد أصبح آوول* ولا أنظر خلفى أبدا”
كونر یتمسك بالفكره, فكره أنه سیصبح آوول وحده ترعبه!, ھو قد یصطنع
خارجیا واجھه قویه... قد یتصرف كفتى سئ فى المدرسه.. لكن الھروب وحده؟
لا یعلم حتى إن كان یمتلك الشجاعھ ؟ !
لكن لو أتت آریانا فھذا مختلف, ھذا لیس .. وحده.
"ھل تعنین ذلك؟", آریانا تنظر إلیه بعینیھا الساحرتان,
”بالتأكید, بالتأكید أعنى ذلك, ممكن أن أترك ھذا المكان, لو طلبت منى ذلك”
كونر یعلم ان ھذا شئ مھم, الھرب مع متفكك... ھذا التزام, حقیقه أنھا قد تفعلها تحركه بما یفوق الوصف, یُقبلھا..
و بالرغم من كل شئ یحدث فى حیاته, كونر یشعر فجأه أنه أكثر إنسان محظوظا فى العالم..
تبتسم فى وجھه:" آوول... ماذا تعنى على أیھ حال؟"
"انھ مصطلح عسكرى قدیم او شئ مشابھ," یقول كونر:" انھا تعنى غائب بدون
عذر”
فكرت آریانا فى الأمر,”ھمم بل أقرب الى عائش دون محاضرات”
أخذ كونر بیدھا, و حاول بصعوبه ألا یضغط علیھا بشده...قالت أنھا ستذھب لو
طلب منھا!..
فقط الآن أدرك انه لم یطلب منھا بعد..
"ھلا أتیتى معى ,آریانا؟"
تبتسم آریانا و تومئ : “بالتأكید, بالتأكید سأفعل.”
__________________________________________________ _____

والدى آریانا لا یعجبھم كونر, (عرفنا دائما أنھ سیكون متفكك ) , یكاد یسمعھم
یقولون ذلك, (كان یجب علیك البقاء بعیدا عن ذاك الفتى ,فتى لاستر!) فهو لم یكن یوما (كونر) لدیھم, كان دائما (فتى لاستر).
لأنھ كان یدخل و یخرج من المدارس التأدیبیھ یعتقدوا أن لدیھم الحق فى الحكم
علیھ..مع ذلك, حینما یمشى معھا تلك الظھیره... یقف بمسافھ عن باب منزلھا,
مختبئا خلف شجره بینما تدخل.قبل أن یتجھ للمنزل, یفكر كیف أن الاختباء سیصبح منذ الآن, طریقھ للحیاة لكلیھما.
_________________________________________
(المنزل)

كونر یتسائل كیف یمكن أن یطلق على ھذا المكان الذى یعیش فیھ " منزل" ؟,
فى حین أنھم على وشك طرده, لیس فقط من المكان الذى ینام فیھ, لكن أیضا من
قلوب ھؤلاء اللذین من المفترض أن یحبوه!
والده یجلس على كرسى, یشاھد الأخبار بینما یدخل كونر: مرحبا, والدى..
یشیر والده إلى بعض المذابح العشوائیھ فى الأخبار: “المصفقون مجددا.”
”ماذا ضربو ھذه المره؟”
“ لقد فجرو أسطول بحرى قدیم شمال مول آكرون”
“ھممم” یقول كونر:” و تعتقد أنھ سیكون لدیھم ذوق أفضل”
“لا أجد ذلك طریفا”!
والدى كونر لا یعلمان بمعرفتھ أنھ سیصبح متفكك ,لم یكن من المفترض أن
یكتشف... لكن كونر كان دائما جید فى تحرى الأسرار.
منذ ثلاثھ أسابیع, بینما كان یبحث عن دباسھ فى مكتب والده وجد تذاكر طیران
للباھاماس, سیذھبون لرحلھ عائلیھ فى عید الشكر..لكن,یوجد مشكلھ واحده!
وجد فقط ثلاث تذاكر,والده, والدتھ, أخیھ الصغیر ..
لا یوجد تذكره له!
فى بادئ الأمر اعتقد ان التذكره فى مكان آخر, لكن كلما فكر فى الأمر , كلما بدا
الأمر خاطئا!
لذا بدأ كونر بالتعمق فى البحث بینما والدیھ خارج المنزل, و وجده,أمر التفكیك.
تم توقیعھ بالطریقھ الثلاثیھ القدیمھ,
النسخھ البیضاء كانت مختفیھ بالفعل.. مع السلطات,
النسخھ الصفراء ستصاحب كونر للنھایھ ,
و النسخھ الوردیه ستبقى مع والدیھ كدلیل على ما فعلاه ..
ربما سیبروزوھا و یعلقوھا بجانب صورتھ فى الصف الأول!
التاریخ على الورقھ كان الیوم الذى یسبق رحلھ الباھاماس, سیكون فى طریقھ
لیتفكك, و ھم سیذھبو فى رحلھ لیشعرو بالتحسن بخصوص ھذا الأمر!..
عدم عدالھ الموضوع جعل كونر یرید أن یكسر شیئا .. جعلھ یرید أن یكسر العدید من الأشیاء ..لكن لم یفعل! لمره, تحكم بأعصابھ,
و بجانب بعض القتالات المدرسیھ التى لم تكن خطأه ..
أبقى مشاعره مخفیھ .. أبقى ما عرفھ لنفسھ.

الجمیع یعلم أن أمر الفك غیر رجعى..فالصراخ و الشجار لن یغیروا شئ! علاوه على ذلك.. فقد وجد فى معرفھ سر والدیه سُلطه ما .
الآن الضربات التى یستطیع أن یوجھھا لھم أكثر فعالیھ بكثیر.
مثل الیوم الذى أحضر ورود لوالدتھ, و بكت لساعات..
مثل درجه جيد جدا التى حصل علیھا فى امتحان العلوم, أفضل علامھ حصل
علیھا فى العلوم, أعطاھا لوالده, الذى نظر إلیھا و اختفى اللون من وجھھ.
“أترى یا والدى, درجاتى تتحسن, فى نھایھ الفصل الدراسى قد أستطیع أن أرفع
علاماتى الى الامتياز
بعد مرور ساعھ, كان والده جالسا على كرسى ممسكا بورقھ الاختبار, محدقا فى
الحائط, بوجھ خالِ من التعابیر!..

حافز كونر كان بسیط: اجعلھم یعانوا,اعلِمھم لبقیھ حیاتھم مدى فظاعھ الخطأ
الذى ارتكبوه.
لكن , لم یكن ھناك حلاوه لانتقامھ...
الآن...بعد ثلاثھ أسابیع من تذكیرھم بما فعلوه, لم یشعر بالتحسن أبدا.
رغما عن نفسھ, بدأ یشعر بالسوء على والدیھ, و ھو یكره شعوره بتلك الطریقھ.
"ھل فوتَ العشاء؟"
والده لا ینظر بعیده عن التلفاز:” تركت أمك طبقا لك ”
یتجھ كونر للمطبخ, و فى منتصف طریقھ یسمع : “كونر”
یلتفت لیرى والده ینظر إلیھ,لا ینظر فقط بل یحدق...
(سیقول لى الآن) یفكر كونر,(سیقول لى أنھم وقعو الأمر, و ینھارو بكاءا,
و سیبدأ فى التحدث عن مدى أسفھ لھذا الأمر كلھ)
إن فعل, كونر ربما یقبل اعتذاره, ربما حتى یسامحھ !

ثم یخبره انھ لا یخطط أن یكون موجودا ھنا حین تصل شرطھ الأحداث لیأخذوه بعیدا..
لكن فى النھایھ, كل ما قالھ والده ھو :”ھل أوصدت الباب حین دخلت؟”
“سأفعل الآن”
و ذھب كونر لیوصد الباب, ثم ذھب لغرفتھ.
لیس جائعا بعد الآن لأیا ما كان الذى تركتھ لھ والدتھ....

فى الثانیھ صباحا اكتسى كونر بالسواد, و ملأ حقیبھ ظھرة بالأشیاء المھمھ
بالنسبھ لھ, مازال لدیھ مساحھ لثلاث غیارات أخرى ,..
یجد الأمر مذھل,حین یأتى الأمر لذلك ,كیف أن أشیاء قلیلھ فقط تستحق الأخذ.

ذكریات غالبا ...
تذكارات بالوقت قبل أن تصبح الأمور بھذا السوء بینھ و بین والدیھ, بینھ و بین بقیھ العالم!
استرق النظر الى غرفھ أخیھ, و فكر فى إیقاظھ لیقول وداعا ثم عدل عن ذلك ,
لیست فكرة جیدة.
بصمت تسلل خلال اللیل, لا یستطیع أخذ دراجتھ,لأنھ أوصلھا بجھاز تعقب.
فھو لم یحسب للحظھ أن سارق دراجتھ قد یكون ھو..مع ذلك فآریانا لدیھا دراجات لكلیھما.
منزل آریانا یبعد عشرون دقیقھ مشیا لو أخذ الطریق المعتاد .
أحیاء ضواحى أوھیو لا تملك شوارع فى خطوط مستقیمھ,لذا یأخذ الطریق المباشر, عبر الغابة و یصل ھناك فى عشر دقائق.
الأنوار فى منزلھا مطفأه.. ھو توقع ذلك, سیكون مثیر للریبھ لو بقت مستیقظھ
طوال اللیل,الأفضل أن تدعى انھا نائمھ, حتى لا تثیر الشكوك!
یحافظ على المسافھ بینھ و بین المنزل..
فناء المنزل و الشرفھ الأمامیھ مزودین بأضواء حساسھ للحركھ تضئ حینما
یتحرك أى شئ فى مداھا,غرضھا أن تخیف الحیوانات البریھ و المجرمین ,
والدى آریانا مقتنعین أن كونر من ضمن الفصیلتین.
یُخرج ھاتفھ و یطلب الرقم المألوف لدیھ .
من حیث یقف فى الظلال, فى طرف فناء المنزل الخلفى, یستطیع سماع ھاتفھا

یرن فى غرفتھا بالدور العلوى.
یغلق الخط بسرعھ و یغوص أبعد فى الظلال, خوفا أن یكون والدیھا ینظران من
نافذتھما
)فى ماذا تفكر؟ آریانا كان یجب أن تترك ھاتفھا على وضع الاھتزاز(!..
یتحرك بحركھ قوسیھ واسعھ حول طرف الفناء الخلفى, واسعھ بما یكفى حتى لا
تثیر الأضواء, بالرغم من إضاءه أحد الأضواء حین یدوس على الشرفھ
الأمامیھ..فقط غرفھ نوم آریانا تواجھ ھذا المكان
تأتى للباب بعد عده دقائق, فاتحھ إیاه لیس واسعا بما یكفى لتخرج ولا لیدخل
كونر...
"مرحبا, ھل انتى مستعده؟" یسأل كونر ,
من الواضح انھا غیر مستعده, ترتدى رداء فوق بیجاما من الستان ,
"أنتى لم تنسى.. ألیس كذلك؟”
“لا, لا, لم أنس”
“اذا فلتسرعى, كلما أسرعنا بالخروج من ھنا كلما كنا فى وضع متقدم قبل أن
یعرف أحد باختفائنا”..
“كونر.. “ تقول آریانا:”الأمر أنھ,”...
و الحقیقھ تكمن ھنا مباشرة,فى صوتھا, فى الطریقھ التى تجد بھا الصعوبھ حتى
فى نطق اسمھ.
رجفھ الاعتذار تتعلق فى الھواء كالصدى, لیس علیھا أن تقول أى شئ بعد
ذلك,لأنھ یعلم!,لكن یتركھا تقولھا على أیھ حال, لأنھ یرى كیف أن الأمر صعب
علیھا, و ھو یریده أن یكون كذلك, یریدة أن یكون..أصعب شئ تفعلھ فى حیاتھا.
“كونر, أنا حقا أرید الذھاب, حقا.. لكنھ فقط وقت سئ بالنسبھ لى, اختى
ستتزوج, و انت تعلم انھا اختارتنى لأكون وصیفتھا .. ثم ھنالك المدرسھ”
“انتى تكرھى المدرسھ, قلتى انك ستتركى الدراسھ حین تصبحى فى السادسھ
عشر”
“تجریب شئ أخر, یوجد فرق”
“اذا, لن تأتى ؟”
“أرید ذلك, حقا أرید أن آتى معك... لكن لا أستطیع”
“ “اذا فكل شئ تكلمنا عنھ كان مجرد كذب
“لا” قالت آریانا:” لقد كان حلم.. و الواقع وقف فى طریقنا, ھذا كل ما فى الأمر ,
و الھرب بعیدا لا یحل شئ”!..
“ الھرب بعیدا ھو الوسیلھ الوحیده لإنقاذ حیاتى” و یخفض صوتھ ھمسا.., “أنا
على وشك أن التفكك فى حالھ نسیتى الأمر”.
تلمس خده بلطف: “أنا أعلم , لكن أنا لا”!...
یضئ نور أعلى الدرج, و غریزیا تغلق آریانا الباب مسافھ بضع بوصات..
"آرى؟" یسمع كونر والدتھا تقول:" ما الأمر؟ ماذا تفعلین عند الباب؟ ,"
یبتعد كونر عن مسار رؤیتھا, و تلتفت آریانا و تنظر لأعلى السلالم,
"لا شئ یا أمى, اعتقدت أنى رأیت قیوط* من نافذتى و أردت أن أتأكد أن القطط
لیست بالخارج, ".
“القطط بالأعلى عزیزتى ,اغلقى الباب و ارجعى للنوم”
“اذا أنا قیوط !”, یقول كونر
“ششش, تقول آریانا بینما تغلق الباب تاركھ فتحھ ضئیلھ, و كل ما یستطیع رؤیتھ
ھو زاویھ وجھھا و عین بنفسجیھ واحده,“
“سوف تھرب, أنا أعلم أنك ستفعل, اتصل بى عندما تكون فى مكان آمن.”
ثم تغلق الباب.

یقف كونر لأطول وقت, حتى تنطفئ أضواء حساسات الحركھ..فكونھ وحیدا لم
یكن جزءا من خطتھ, لكن أدرك انھ كان یجب أن یكون !
فمنذ اللحظھ التى وقَع والدیھ تلك الأوراق,
كونر كان وحیدا.

لا یستطیع أن یستقل القطار, ولا الحافلھ,بالتأكید لدیھ ما یكفى من المال,
لكن لا شئ سیتحرك قبل الصباح, و حینھا.. سیبحثوا عنھ فى كل الأماكن
المحتملھ.
فالھاربون من التفكیك شائعین جدا فى تلك الأیام, لدرجھ أنھم خصصو فرق
كاملھ من شرطھ الأحداث مختصھ فقط بإیجادھم .
فالشرطھ حولت الأمر إلى فن!
ھو یعلم أنھ سیقدر أن یختفى فى المدینھ, یوجد العدید و العدید من الأوجھ ,
أنت لا ترى نفس الوجھ مرتین.!
و یعلم أنھ قد یختفى فى الریف أیضا, حیث الناس قلھ و متباعدین عن بعضھم.
قد یُنشئ ملجأ فى حظیره قدیمھ ولا أحد سیفكر بالنظر.
لكن حینھا أدرك كونر شیئا ,
الشرطھ بالتأكید فكرت فى تلك الأمور, بل من المحتمل أنھم جعلو كل الحظائر
القدیمھ كأفخاخ الفئران, تصطاد الأطفال شاكلتھ..
أو ربما ھو فقط یعانى من الشك المفرط!
لا, كونر یعلم أن موقفھ یستدعى الحذر, لیس فقط اللیلھ.. لكن للسنتان القادمتان ,!و ما أن یصبح فى الثامنھ عشر, فلا منزل لدیھ ..
بالتأكید یمكنھم حبسھ فى السجن , لكن لا یستطیعو تفكیكھ.
النجاه لتلك الفتره ھى الخدعھ...

بالقرب من الطریق السریع یوجد استراحھ تقف فیھا الشاحنات طوال اللیل..
ھناك حیث یذھب كونر.
یحسب أنھ سیستطیع أن ینسل فى صندوق احد الشاحنات ذات الثمانیة عشر
عجلھ, لكن سرعان ما یدرك أن سائقى الشاحنات یبقو صنادیقھم مقفولھ.
یشتم نفسھ لعدم تفكیره مسبقا ملیا ووضع ذلك فى الحسبان!..
فالتفكیر مسبقا لم یكن یوما أحد نقاط قوه كونر, لو كان, فغالبا لم یكن سیدخل فى
المواقف العدیده التى أصابتھ كالطاعون على مدار السنوات السابقھ ..
مواقف جعلتھ یحصل على تصنیفات ك" مضطرب" و " فى خطر", و أخیرا
التصنیف النھائى .. متفكك!
یوجد حوالى عشرون شاحنھ مصفوفھ, و عشاء مُضاء بقوه حیث یتناول الطعام
دستھ من سائقي الشاحنات.
انھا الثالثھ و النصف صباحا ,
فالسائقون على ما یبدو لدیھم ساعتھم البیولوجیھ الخاصھ!.
كونر یشاھد و ینتظر,ثم على حوالى الساعھ الرابعھ إلا ربع ..
دخلت سیارة دوریھ بصمت فى موقف الشاحنات.
لا أنوار.. لا صافره انذار ..
ببطئ تلف الموقف كسمكھ قرش تستعد للھجوم.
كونر یعتقد أن بإمكانھ الاختباء.. ھذا حتى یرى سیاره دوریھ أخرى تركن..
یوجد أضواء عدیده فى الموقف, فلا یمكن لكونر أن یختبئ فى الظلال ,
و لا یستطیع أن یفر دون أن یتم رؤیتھ فى ضوء القمر الساطع!
سیاره دوریھ تقترب من نھایھ الموقف...
بعد ثانیھ مصابیحھا الأمامیھ ستكون على كونر,
یتدحرج أسفل أحد الشاحنات.. و یدعو ألا تكون الشرطھ قد لمحتھ,
یشاھد بینما عجلات سیاره الدوریھ تدور ببطء و تتجاوزه .

على الناحیھ الأخرى من الشاحنھ ذات الثمانیھ عشر عجلھ, سیاره الدوریھ الثانیھ
تمر فى الاتجاه المعاكس ,
(ربما ھذا تحقق روتینى), یفكر كونر, ( ربما ھم لا یبحثو عنى), كلما یفكر فى
الأمر,كلما أقنع نفسھ أنھ صحیح.
لا یمكن أن یعلموا أنھ قد ذھب بالفعل ,!
والده ینام كجذع شجره, و والدتھ لا تطمئن علیھ فى اللیل بعد الآن.
مع ذلك, فسیارات الشرطھ تدور...
من موقعھ أسفل الشاحنھ, كونر یرى باب السائق لشاحنھ أخرى یُفتح.. لا, انھ
لیس باب السائق,انھ باب غرفھ النوم الصغیره وراء كابینھ السائق..
و یخرج السائق, یتمدد, و یتجھ ناحیھ حمامات الموقف, تاركا الباب مفتوحا!
یتخذ كونر قرار فى أقل من اللحظھ, و یسرع كالطلقھ من مكان اختبائھ,
نحو تلك الشاحنھ..

تنزلق الحصوات الناعمھ تحت قدمیھ بینما یركض, لم یعد یعرف أین توجد سیاره الشرطھ, لكن لا یھم..
لقد ألزم نفسھ بتلك القرارات, و یجب أن یعرف نھایتھا!
بینما یقترب من الباب, یرى مصابیح أمامیھ تدور, على وشك أن تلتفت نحوه,
یفتح باب غرفھ نوم السائق ,
یسرع بنفسھ فى الداخل ,
و یسحب الباب وراءه...
یجلس على سریر_لیس أكبر من سریر أطفال_ و یلتقط أنفاسھ ..
ما ھى خطوتھ التالیھ؟
سیعود السائق ,...
كونر لدیھ خمس دقائق إن كان محظوظا ,
و دقیقھ واحده إن لم یكن!..
ینظر أسفل السریر, یوجد مساحھ ھناك حیث یمكنھ الاختباء, لكنھا محجوزه
بحقیبتین ضد المطر ممتلئتان بالملابس .. یمكن أن یسحبھم, یحشر نفسھ و
یعیدھم لوضعھم أمامھ.. السائق لن یعرف أنھ ھناك! .
لكن قبل حتى أن یحرك الحقیبھ الأولى, ینفتح الباب...
كونر یقف ھناك .. غیر قادر على التصرف بینما یمد السائق یده للوصول
لمعطفھ.. و یراه.
"ووه, من أنت؟ و ماذا تفعل ھنا فى شاحنتى بحق الجحیم؟ ,"
سیاره شرطھ تحركت ببطء خلف السائق,
“أرجوك”, یقول كونر بصوت حاد كالذى كان لدیھ قبل أن ینضج صوتھ..
"أرجوك لا تخبر أحد, یجب أن أخرج من ھذا المكان ,"

یفتح حقیبتھ , و یتحسس بداخلھا, و یسحب رزمھ من النقود من محفظتھ
”أترید نقود؟ لدى نقود, سأعطیك كل ما لدى”...
“لا أرید نقودك”, یقول السائق.
“حسنا... ماذا اذا ؟” !
حتى فى الضوء الخافت... فلابد أن السائق یستطیع رؤیھ الذعر فى عینى
كونر, لكنھ لا یقول شیئا!..
“أرجوك”, یقول كونر مجددا, “سأفعل أى شئ تریده ..”
ینظر إلیھ السائق بصمت للحظھ أخرى..
"أھذا صحیح؟" یقول أخیرا... ثم یخطو بالداخل و یغلق الباب وراءه ..
أغلق كونر عینیھ, لا یملك الجرأه على التفكیر فى ما ورط نفسھ للتو!..

یجلس السائق بجانبھ," ما اسمك؟, "
"كونر" ...ثم یدرك متأخرا, كان یجب أن یقول اسما مزیفا !
یحك السائق ما یتبقى من لحیتھ و یفكر للحظھ..
”دعنى أُریك شیئا, یا كونر”
یمد یده فوق كونر و یمسك, دون كل الأشیاء أوراق كوتشینھ من كیس متدلى
بجانب السریر:" ھل رأیت ھذا من قبل؟ ,"
یأخذ السائق الأوراق فى ید و یخلطھم بمھاره بالید الأخرى.." جید جدا, ألیس
كذلك؟ "
كونر, لا یعرف ماذا یقول ,فقط یومئ برأسھ! ...
“ماذا عن ھذا؟...”
و یأخذ السائق أحد الورقات و بخفھ ید یخفیھا فى الھواء..ثم یمد یده و یسحب
الورقھ من جیب كونر ," أیعجبك ھذا؟"
كونر یُخرج فقط ضحكھ متوتره..
“حسنا, تلك الخُدع التى رأیتھا للتو..” یقول السائق..," لست أنا من فعلھم"
"أنا .. لا أعلم ماذا تقصد؟ .."
یسحب السائق كمھ لیكشف أن ذراعھ التى صنعت الخدع كانت موصولھ بجزء لا ینتمى إلیھا عند المرفق.
“منذ عشر سنوات, نمت على المقود” یقول لھ السائق.., "حادثھ كبیره, فقدت
ذراع و كِلیھ و بعض الأشیاء الأخرى. مع ذلك حصلت على أعضاء جدیده, و
نجوت."
ینظر كونر الى یدیھ, و الآن یستطیع رؤیھ أن الید التى قامت بالخدع مختلفھ قلیلا
عن الید الأخرى ,
ید السائق الأخرى لدیھا أصابع سمیكھ, و لونھا أقرب لأسود الزیتون!
“اذا", یقول كونر:" لقد تم توزیع ید جدیده علیك,"

یضحك السائق على ذلك, ثم یصمت لدقیقھ, ناظرا لیده المستبدلھ..
"تلك الأصابع تعرف أشیاء بقیھ جسدى لا یعرفھا..! ذاكره عضلیھ, ھذا ما
یطلقوه علي الأمر,و لا یمر یوم دون أن أتسائل ما الأشیاء الأخرى الرائعھ التى
عرفھا ذاك الفتى قبل أن یُفكك, أیا من كان." !
وقف السائق...
"أنت محظوظ لأنك أتیت إلى, یوجد سائقون ھناك سیأخذو ما لدیك لتعرضھ, و
یسلموك للشرطھ على أیھ حال”.!
“و أنت لست كذلك؟” ..یقول كونر,
“لا, لست كذلك" و یمد یده_یده الأخرى_ و یصافحھا كونر.
"جوسیاس ألدریدج", یقول السائق:”سأتجھ شمالا من ھنا, یمكنك أن تركب معى
حتى الصباح.”
ارتیاح كونر كبیر جدا لدرجھ أنھ أخرج ما فى صدره من ھواء, لا یمكنھ
حتى أن یقول شكرا!
“ھذا السریر ھنا لیس الأكثر راحھ فى العالم", یقول ألدریدج:" لكنھ سیفى
بالغرض, فالتحظى ببعض الراحھ, على فقط أن أذھب لأفرغ معدتى, بعدھا
سننطلق فى طریقنا ,”
ثم یُغلق الباب و یستمع كونر إلى وقع أقدامھ متجھا إلى الحمام.
أخیرا... كونر یتخلى عن حذره و یشعر بإجھاده.
السائق لم یعطھ وجھھ محدده... فقط إتجاه,
و كان ھذا مناسبا,الشمال,الجنوب, الشرق, الغرب ,
لا یھم مادام بعیدا عن ھنا.
أما بالنسبھ لحركتھ القادمھ,فعلیھ أولا أن یجتاز تلك الحركھ قبل أن یفكر فى ما
سیأتى لاحقا!.
بعد دقیقھ, بدأ كونر ینعس, حتى سمع الصیحات من الخارج...
“نحن نعلم أنك بالداخل! اخرج الآن و لن تتأذى”!
انھار قلب كونر ,
من الواضح أن جوسیاس ألدریدج صنع خدعھ أخرى,جعل كونر یظھر من
العدم للشرطھ, أبراكادابرا.
بانتھاء رحلتھ قبل أن تبدأ, یفتح كونر الباب و یرى ثلاث رجال شرطھ
یصوبون أسلحتھم..
لكنھم لا یصوبون نحوه.
فى الواقع, ظھورھم ھى ما یواجھھ.!..
عبر الطریق, باب كابینھ الشاحنھ التى كان یستلقى تحتھا منذ دقائق انفتح.
و یخرج فتى من وراء مقعد السائق الشاغر... یدیھ مرفوعھ فى الھواء.
كونر یعرفھ على الفور, إنھ فتى یعرفھ من المدرسھ, آندى جایمسون.
(إلھى, ھل آندى سیتم تفكیكھ أیضا؟)
یوجد نظره رعب فى وجھ آندى, لكن ما ورائھا.. ھو شئ أسوأ بكثیر,
نظره ھزیمھ ساحقھ..
ھنا یُدرك كونر حماقتھ ...
كان متفاجئا جدا بھذا التحول فى الأحداث لدرجھ أنھ مازال یقف ھكذا,مكشوفا
لأى شخص.!
حسنا.. لم تره الشرطھ,
لكن لیس آندى, ھو یلمح كونر و یستمر فى تحدیقھ, فقط للحظھ..و فى تلك
اللحظھ, یحدث شئ استثنائى!
نظره الیأس على وجھ آندى فجأه تُستبدل بتصمیم فولاذى یقترب من الانتصار.
بسرعھ یُحول نظره بعیدا عن كونر و یأخذ بضع خطوات قبل أن تمسكه الشرطھ ..

بضع خطوات بعیداً عن كونر ..
حتى یظل رجال الشرطھ فى مواجھتھ...
ظھورھم لكونر!...
آندى رآه و لم یفضحھ.. إن لم یملك آندى أى شئ بعد ھذا الیوم, فعلى الأقل
سیحظى بھذا الانتصار الصغیر.
یبتعد كونر لیختفى فى ظلال الشاحنھ, و ببطء یُغلق الباب.
بالخارج, بینما تأخذ الشرطھ آندى بعیدا.. یستلقى كونر, و دموعھ تسقط من
حیث لا یدرى, فجأه مثل أمطار الصیف !
لا یعلم على من یبكى,على آندى,على نفسھ,على آریانا.و عدم معرفتھ یجعل
بكاؤه أشد انھمارا..
بدلا من أن یمسح دموعھ,فقط یتركھا لتجف على وجھھ كما اعتاد أن یفعل
عندما كان طفل صغیر.
حینما كانت الأشیاء التى یبكى علیھا تافھھ لدرجھ أنھ سیتم نسیانھا بمجئ
الصباح.!
السائق لا یعود للاطمئنان علیھ, كونر یسمع صوت المحرك یشتعل, و یشعر
بالشاحنھ تبدأ فى التحرك ..
و حركھ الطریق السلسھ تھدھده للنوم.
یوقظ كونر من نومھ العمیق جرس ھاتفھ ...
یحارب وعیھ.. یرید العوده للحلم الذى كان یراوده!..
كان عن مكان ھو متأكد أنھ زاره من قبل, بالرغم من أنھ لا یتذكر تحدیدا
متى كان ذلك ؟.
كان فى كوخ على الشاطئ مع والدیھ, قبل أن یُولد أخاه الصغیر ,
علقت قدم كونر فى لوح قدیم على الشرفھ و مسكت فى شِباك عنكبوت سمیكھ
جدا... كان ملمسھم كالقطن.
صرخ و صرخ كونر...
من الألم, و الرعب من العنكبوت الضخم الذى كان یعتقد أنھ سیأكل قدمھ ..
مع ذلك, كان حلما جیدا, ذكرى جمیلھ.. لوجود والده ھناك لتحریره و حملھ
للداخل. حیث ضمدا قدمھ و أجلساه بقرب النار و أعطوه عصیر تفاح ذو نكھھ
قویھ, مازال یستطیع تذوق طعمھ حینما یفكر بھ!
والده أخبره قصھ لم یعد یتذكرھا, لكن لا بأس... لم تكن القصھ مھمھ ,
بل كانت نبره صوتھ.. دندنھ جھوریھ ناعمھ, مثیره للراحھ كالأمواج المنكسره
على الشاطئ .
كونر الصغیر شرب التفاح و مال بظھره على والدتھ و ادَعى انھ غرق فى
النوم..., لكن ما كان یحاول أن یفعلھ حقا ھو أن یتحلل فى تلك اللحظھ ..
و یجعلھا تدوم للأبد...
فى الحلم, لقد تحلل بالفعل ...
وجوده بأكملھ تدفق فى كوب التفاح,و والداه وضعاه برفق على الطاولھ ,
قریبا بما یكفى من النار لابقاءه دافئا دائما...للأبد...
أحلام غبیھ, حتى الجمیل منھا سئ ... تُذكرك بمدى حقاره واقعك.!
ھاتفھ یرن مجددا, مطاردا بعیدا أواخر الحلم.. كونر یكاد یرد علیھ.
غرفھ نوم الشاحنھ مظلمھ للغایھ... فلا یدرك على الفور أنھ لیس فى سریره !
الشئ الذى یُنقذه ھو أنھ لا یستطیع إیجاد ھاتفھ, و یجب علیھ أن یضئ
الأنوار..
حینما یجد حائط مكان وجود منضدتھ, یُدرك أن تلك لیست غرفتھ..
یرن الھاتف مجددا ,
ھنا یأتى كل شئ لعقلھ, و یتذكر أین ھو ...
یجد ھاتفھ فى الحقیبھ... المتصل ھو والده.
اذا الآن والداه یعرفان باختفاءه, ھل یعتقدان حقا أنھ سیرد على الاتصال؟
ینتظر حتى یأخذ البرید الصوتى المكالمھ, ثم یُغلق الھاتف.
ساعتھ تقول أن الساعھ السابعھ و النصف صباحا, یفرك النوم من عینیھ ,
و یحاول أن یحسب الى أى مدى ابتعد.
الشاحنھ لا تتحرك, لكنھم قد سافرو مائتى میل على الأقل بینما كان نائما ...
تلك بدایھ موفقھ.
یوجد طرق على الباب,” فالتخرج یا فتى, انتھت جولتك”
لا یتذمر كونر, لقد كان كرم جم من السائق أن یفعل ما فعل.
لن یطلب كونر المزید منھ... یفتح الباب و یخرج لیشكر الرجل .. لكن ,
لم یكن جوسیاس ألدریدج من طرق الباب..
ألدریدج على بعد عدة یاردات یتم تكبیل یده!..
و أمام كونر شرطى, یرتسم على وجھھ ابتسامھ كبیره...
على بعد عشر یاردات, یقف والد كونر , ممسكاً بالھاتف الذى اتصل منھ للتو!
“لقد انتھى یا بنى!”, یقول والده..
قولھ ھذا یجعل كونر حانقا..
”أنا لست ابنك”, یرید أن یصرخ بتلك الكلمات, “لقد توقفت عن كونى ابنك حین وقعت ذاك الأمر. ”

لكن صدمھ الموقف, تتركھ فقط عاجزا عن الرد..
كان غباءا كبیر من كونر أن یترك ھاتفھ مفتوحا, ھذا كیف قامو بتعقبھ, و
یتسائل كم من فتیھ آخرون تم إمساكھم بسبب ثقتھم العمیاء فى التكنولوجیا؟.
لكن, كونر لن یذھب كما فعل آندى جایمسون ..
بسرعھ یعید تقییم الموقف..
الشاحنھ تم توقیفھا فى جانب من الطریق السریع, من قبل سیارات دوریھ
مروریھ و وحده من شرطھ الأحداث.
المرور یتحرك بسرعھ سبعون میلا فى الساعھ, غافلا عن الدراما التى تحدث.
یتخذ كونر قرار بسرعھ البرق و یھرع بالجرى دافعا الشرطى على الشاحنھ ,
مسرعا ناحیھ الطریق السریع....
ھل سیطلقو النار على فتى أعزل؟ ,كونر یتسائل, أم ھل سیطلقو على قدمھ و
یتركو أعضاؤه الحیویھ؟ .!
حین یصل الى للطریق السریع,تنحرف السیارات من حولھ,لكنھ یستمر بالركض
“كونر ,توقف” یسمع والده یصرخ, ثم یسمع صوت طلق نارى.
یحس بتأثیرھا, لكن لیس على جسده, استقرت الرصاصھ فى حقیبھ ظھره,!..
لا ینظر خلفھ .
حین یصل لمنتصف الطریق السریع, یسمع رصاصھ أخرى, و تظھر رقعھ
زرقاء على الحاجز الأسمنتى بين الحارتين..
انھم یُطلقون رصاصات مخدره, انھم لا یحاولون قتلھ, یحاولون تخدیره!
و ھم أكثر حریھ لإطلاق الرصاص المخدر حسب رغباتھم عن الرصاص
الحقیقى.

یتسلق كونر الحاجز ویجد نفسھ أمام سیاره كادیلاك.. لا تتوقف لأى
شئ,.تنحرف السیاره لتتفاداه .. و بالحظ المطلق ,قوه دفع كونر تجعلھ على
بعد بضع إنشات من مسار الكادیلاك.
المرآه الجانبیھ تضربھ فى ضلوعھ بقوه قبل أن تتوقف السیاره باحتكاك قوى,
یُرسل رائحھ لاذعھ للمطاط المحترق فى أنفھ.
ممسكا بجانبھ المُصاب..., كونر یرى شخصا ینظر إلیھ من نافذه المقعد
الخلفى !..انھ فتى آخر.. ذاك الفتى مذعور...
الشرطھ وصلت بالفعل للحاجز المركزى ,
ینظر كونر لعینى ذاك الفتى المرعوب, و یعلم ما علیھ فعلھ.
حان الوقت لقرار متسرع آخر,
یمد یده داخل النافذه ,
یسحب القفل ,
و یفتح الباب...


قديم 05-08-2019, 02:47 AM
المشاركة 2
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل الثانى
2- ريسا

ريسا تخطو خلف الكواليس, منتظره دورها على البيانو.
تعرف انها تستطيع عزف اللحن فى نومها, فى الحقيقه, غالبا ما تفعل ذلك !أيام عديده تستيقظ لتجد أصابعها تلعب على ملائات السرير.
و تستطيع سماع الموسيقى فى رأسها لعده دقائق بعد استيقاظها..لكن فجأه ,تختفى فى الليل, تاركه أصابعها تنقر الأغطيه !
يجب أن تحفظ اللحن, يجب أن يأتى اليها بسهوله كالتنفس..

“انها ليست منافسه”, يقول لها دائما أستاذ دوركين,” لا يوجد رابحين أو خاسرين فى العروض الفرديه”
لكن ..., ريسا تعلم أفضل من ذلك,

“ريسا وارد*” ينادى مدير المسرح,” انتى التاليه”
تُحرك كتفيها, و تُثبت المشبك فى شعرها الطويل البنى.. ثم تصعد على المسرح.

التصفيق من الجمهور مهذب, لا اكثر من ذلك ,البعض منه حقيقى, حيث لها
أصدقاء جالسون هناك, و أساتذه يريدون لها النجاح. لكن عامه, هو تصفيق إجبارى من جمهور ينتظر أن يُبهر...!
أستاذ دوركين موجود, .. كان معلمها على البيانو لمده خمس سنوات ..هو أقرب ما تمتلكه ريسا للأب.
هى محظوظه.. فليس كل طفل فى بيت 23_ التابع لولايه أوهيو_ يمتلك مدرس
يستطيع قول ذلك عنه, أغلب أطفال منازل الولايه* يكرهو مدرسيهم..
يرو فيهم سجانين عوضا عن مدرسين..!
تجلس على البيانو, متجاهله فستانها الرسمى.
بيانو شتينواى*, من خشب الأبنوس كسواد الليل .. و كطوله أيضا.

ركزى..
تُسمر عيناها على البيانو, و تُجبر الجمهور على التقهقر فى الظلام.

الجمهور لا يهم, كل ما يهم هو البيانو و الأصوات المجيده التى على وشك أن
تُسحر بها من خلاله.
ترفع أصابعها فوق مفاتيح البيانو للحظه..
ثم تبدأ بشغف كامل, ترقص أصابعها على المفاتيح, جاعله الصعب يبدو فى منتهى السلاسه, تجعل الآله الموسيقيه تُغنى..
ثم بنصرها* الأيسر يسقط زله على بى-فلات,و ينزلق بغرابه على بى-ناتورال*.. خطأ.
حدث بسرعه جدا..
يمكن أن يمر دون ملاحظه ..., لكن ليس من قِبل ريسا !.
تُبقى النوته الخاطئه فى ذهنها , و حتى عندما تُكمل عزفها, تلك النوته تتردد
كالصدى بداخلها, ناميه إلى أوجها.. سارقه تركيزها , إلى أن تنزلق مجددا..
نوته خاطئه أٌخرى.
ثم بعد مرور دقيقتان, تُفسد كورد* كامل, تبدأ عيناها بالامتلاء بالدموع, لا يمكنها الرؤيه بوضوح.
“لا تحتاجى أن ترى” تقول لنفسها..عليكى فقط أن تشعرى بالموسيقى.
تستطيع الخروج من تلك السقطه, أليس كذلك؟!
فغلطاتها, التى تبدو بشعه بالنسبه لها, بالكاد ملحوظه..!
“استرخى” هكذا سيقول لها أستاذ دوركين.” لا أحد يحكم عليكى”.
ربما هو يصدق ذلك حقا,لكن هو يمكنه تحمل تصديق ذلك, هو ليس فى الخامسه عشر و لم يكن يوما تحت رعايه الولايه !.

خمس أخطاء.
كل منهم صغير, رقيق, لكن مع ذلك ,أخطاء.
كان سيكون الأمر لا بأس به إن كانت عروض الأطفال الآخرين أقل من ممتازه, لكن جميعهم تألقوا.
برغم هذا, استاذ دوركين يُحيى ريسا فى صاله الاستقبال مبتسما,” لقد كنتى
رائعه” يقول لها,” أنا فخور بك”.
“لقد أفسدت العرض على المسرح”
“هراء !, لقد اخترتى أحد أصعب مقطوعات شوبان* , المحترفون لا يمكنهم
إتقانها دون خطأ أو اثنين .. لقد أديتى باستقامه ..!”
“أريد أكثر من الاستقامه”
تنهد أستاذ دوركين, لكنه لا يُنكر :” أنتى تتطورى ببراعه, أنا متحمس لليوم
الذى أرى فيه تلك اليدان تعزف فى قاعه كارنيجى*”.
ابتسامته مخلصه و دافئه.. كتلك التهنئات من الفتيات فى مسكنها, انه دفئ كافى
ليسهل عليها النوم تلك الليله ,و يعطيها أمل أنه ربما, فقط ربما..
هى تُعطى الأمر أكبر من حجمه, و أنها تقسو على نفسها بلا داعِ.
تغرق فى النوم بينما تفكر فى ما ستختار أن تعزف بعد ذلك.

_____________________
بعد أسبوع, يتم استدعائها لمكتب المدير!..
يوجد ثلاث أشخاص ...“محكمه”, هكذا تفكر ريسا...
ثلاث بالغون جالسين للحكم, مثل الثلاث قرود: لا أرى شرا, لا أسمع شرا,
لا أتكلم شرا...!

“أرجوكى اجلسى يا ريسا”, يقول المدير.
تحاول الجلوس برشاقه, لكن ركبتيها_التى فقدت اتزانها_ لا يسمحو بذلك.
ترتطم بالكرسى بطريقه خرقاء بينما تجلس,الكرسى أفخم من أن يكون
لمجرد استجواب !

ريسا لا تعلم من يكون الشخصان الآخران بجانب المدير, لكنهم يبدوان رسميان
للغايه, سلوكهم مسترخى, كما لو أن هذا العمل معتاد بالنسبه لهم.
المرأه على يسار المدير تُعرف نفسها بأنها عامله اجتماعيه مختصه ب”حاله”
ريسا, حتى تلك اللحظه لم تكن ريسا تعلم أن لها حاله!
تقول اسمها, آنسه (شئ ما)!,الاسم لا يصل حتى لذاكره ريسا, تُقلب فى صفحات حياة
ريسا ذات الخامسه عشر بإهمال كما لو كانت تقرأ جريده..

“دعونا نرى, لقد كنتى تحت وصايه الولايه منذ الولاده,كما يبدو فسلوكك أيضا
مثالى, درجاتك جيده , لكن ليست ممتازه”.
ترفع نظرها لريسا و تبتسم,” لقد شاهدت أدائك فى تلك الليله, لقد كنتى جيده
جدا”.
(جيد) تفكر ريسا,( لكن ليس ممتاز)
آنسه (شئ ما), تتصفح الملف لبضع ثوان أخرى, لكن ريسا تستطيع رؤيه أنها لا تنظر حقا!
فما على وشك الحدوث هنا قد تم تقريره منذ وقت طويل, طويلا قبل دخول
ريسا من هذا الباب ..!
“ لم أنا هنا؟”
آنسه(شئ ما) تُغلق الملف,و تنظر نظره خاطفه للمدير و الرجل الجالس بجانبه
ذو البذله الباهظه.
ذو البذله يومئ, و تلتفت العامله الاجتماعيه لريسا, و بابتسامه دافئه تقول,
”نحن نشعر أنك قد وصلتى إلى حدود إمكانياتك, المدير طوماس و
سيد بولسون يتفقو معى”.
تنظر ريسا لذو البذله: “من سيد بولسون؟”, ذو البذله يبلع ريقه و يقول,
بالكاد كاعتذار: “ أنا المستشار القانونى للمدرسه.”
“محامى؟ لماذا يوجد محامى هنا؟”
“فقط إجراءات” يقول لها المدير طوماس. يضع إصبعه خلال ياقته ليمددها,
كما لو أن ربطه عنقه فجأه أصبحت حبل مشنقه.
” إنها سياسه المدرسه أن يحضر محامى هذا النوع من الإجراءات”.
“ و ما نوع تلك الإجراءات؟”

ينظر الثلاثه لبعضهم البعض, لا أحد منهم يريد أن يبادر بشئ...
فى النهايه, آنسه ( شئ ما) تتكلم:
” انتى بالتاكيد تعرفى أن الأماكن فى بيوت الولايه تكلفتها أعلى من قيمتها تلك الأيام,
و باختصارات الموازنه, كل منازل الولايه تأثرت, بما فيهم منزلنا.”
تحافظ ريسا على اتصال بصرى حاد معها و تقول:
” لكن الخاضعين للرعايه مضمون لهم أماكن فى منازل الولايه”.
“ هذا صحيح, لكن الضمانه تشمل فقط الأطفال حتى سن الثالثه عشر !”...
ثم فجأه, أصبح للجميع شيئا ليقوله..
”امكانياتنا الماليه محدوده” يقول المدير.
“ المعايير التعليميه قد تتعرض للتسويات” يقول المحامى.
“ نحن فقط نريد الأفضل لكى, و لكل الأطفال الموجودين هنا” تقول العامله
الاجتماعيه.

و ذهابا و إيابا, يُصبح الوضع كمباراه بينج بونج ثلاثيه, ريسا لا تقول شيئا,
فقط تستمع.
“ انتى موسيقيه بارعه , لكن...”
“أقصى ما يمكن أن تصلى..”
“ ربما لو اخترتى مسار دراسى أقل منافسه”
“لكن هذا كله ماء تحت الجسر*”
“ يدانا مكبله”
“ يولد أطفال عديدون لا يرغب بهم أحد كل يوم.. و لا يُصبح جميعهم ستورك*..!”
“ نحن ملزمون بأخذ كل الأخرين”!
“يجب أن نفسح مكانا لكل وارد جديد”,
“مما يعنى خفض خمسة بالمائه من تعداد المراهقين”,
“أنتى تفهمى , أليس كذلك؟”

لا تستطيع ريسا أن تسمع أكثر من ذلك!.. لذا تخرسهم بقول الشئ الذى لا يملك أحدهم الشجاعة لقوله,:” سيتم تفكيكى؟!”

صمت.. إجابه أبلغ من قولهم (نعم)
تمد العامله الإجتماعيه يدها و تأخد بيد ريسا, لكن ريسا تسحبها قبل أن تُحكم قبضتها عليها..
“ لا بأس أن تكونى خائفه, التغيير دائما مخيف ”
“تغيير؟” تصرخ ريسا ..,“ ماذا تعنين بالتغيير؟, الموت بالتأكيد أكثر قليلا من
(التغيير)
ربطه عنق المدير تتحول لمشنقه مره أخرى مانعه الدم من الوصول لوجهه.
المحامى يفتح حقيبته:” أرجوكى آنسه وارد, انه ليس موت, أنا متأكد أن الجميع سيكون أكثر راحه إن لم توحى بشئ تحريضى كذلك,فى الواقع مائه بالمئه منك سيكون حيا, لكن فى حاله مقسمه !”,ثم يمد يده لداخل حقيبته و يناولها كُتيب ملون,” هذا كتيب من مخيم حصاد توين لايكس”.
“إنه مكان جيد” يقول المدير ..,” انها اختيارنا لجميع الأطفال المفكوكين, فى
الواقع, ابن أخى تم تفكيكه هناك”
“جيد له”, تقول ريسا ساخره!
“تغيير,” تكرر العامله الإجتماعيه, “هذا فقط ما فى الأمر, كما يتحول الجليد
لماء.. كما يتحول الماء لسحب, ستعيشين يا ريسا.. فقط .. فى شكل آخر !”
لكن ريسا لا تسمع بعد الآن, بدأ الرعب يدب فيها,
“ ليس شرطا أن أكون موسيقيه, قد أكون شئ آخر !”
هز المدير رأسه بحزن, “أخاف أن الوقت متأخر جدا لذلك”
“ لا ليس كذلك, يمكننى أن أتدرب , قد أُصبح بويف*, الجيش دائما يحتاج عدد
أكبر من البويف”
يتنهد المحامى فى غضب و ينظر فى ساعته..
تميل العامله الإجتماعيه للأمام و تقول
:”ريسا,أرجوكى, انه يتطلب نوع معين من الأجساد لتُصبح فتاه بويف , و
سنين طويله من التدريب الجسدى !"
“أليس لى خيار فى الأمر؟”, لكن حين تنظر خلفها فالإجابه واضحه...
يوجد حارسان منتظران.. ليتأكدا أنها لن تملك الاختيار على الإطلاق !
و بينما يرافقاها خارجا, تُفكر فى أستاذ دوركين, و بضحكه مريره, تُدرك أن أمنيته قد تتحقق بعد كل شئ!
يوما ما قد يرى يديها تعزف فى قاعه كارنيجى...
لكن للأسف...
بقيه ريسا لن يكون موجودا !.
____________________________
ليس مسموح لها أن تعود إلى مهجعها...
لن تأخذ أى شئ معها, لأنه لا يوجد شئ ستحتاجه!
هكذا هو الأمر مع المفكوكين...
فقط حفنه من أصدقائها يتسللو لمركز النقل, سارقين عناقات عاجله, مذرفين
دموع سريعه, بينما ينظروا وراء أكتافهم خوفا من أن يتم إمساكهم.

أستاذ دوركين لم يأتى, هذا أشد ما يؤلم ريسا.
تنام فى غرفه الضيوف فى مركز الاستقبال ,و فى الفجر, تم تحميلها فى حافله
مليئه بالأطفال الذين سيتم نقلهم من مُجمع بيت الولايه لأماكن أخرى.
تُميز بعض الأوجه, لكنها لا تعرف أحدا منهم!

عبر الممر, يبتسم لها فتى لطيف المظهر , بويف فى الجيش من النظر إليه.
“هاى”, يقول لها, مغازلا بطريقه يفعلها البويف فقط.
“هاى” ترد ريسا.
“ يتم نقلى إلى الأكادميه البحريه التابعه للولايه” يقول لها,” و ماذا عنك؟”
“اوه, أنا؟” تُدقق فى الهواء لقول شئ مثير للإعجاب,” أكادميه آنسه ماربل
للموهوبين للغايه”.
“إنها تكذب.” قال فتى شاحب هذيل, يجلس على الجانب الآخر من ريسا...
” إنها متفككه”.
البويف يبتعد فجأه كأن التفكيك شئ معدى!..
”أوه” يقول, “حسنا.. امم.. هذا سئ للغايه, أراك لاحقا”.
و يرحل ليجلس بجانب رفاقه من البويف فى الخلف !

“شكرا” بفظاظه تقول ريسا للفتى الهذيل.
يقول الفتى مستهجنا:” لا يهم على أيه حال”, و يقدم يده للمصافحه, “أنا
سامسون, أنا متفكك أيضا.”
تكاد ريسا تضحك, سامسون !, ياله من اسم قوى لمثل هذا الفتى الهش.
لا تُصافح يده, مازالت منزعجه من فضحها أمام البويف الوسيم.
“ ماذا فعلت لتصل بنفسك للتفكيك؟” تسأله ريسا,
“ ليس الذى فعلته, إنه ما لم أفعله”
“ و ما الذى لم تفعله؟”, و هو منطقى لريسا, عدم فعل شئ هو أسهل طريق
للتفكيك !
“ أنا لم أكن سأصبح ذات أهميه على أيه حال” يقول سامسون,
”لكن الآن.. من وجهه نظر إحصائيه, يوجد فرصه أكبر أن جزء منى سيتجه
ليصبح عظيما فى مكان ما فى العالم. أنا أُفضل أن أكون عظيما جزئيا على أن
أكون عديم الجدوى كليا !”
حقيقه أن منطقه الملتوى له بعض العقلانيه, يجعلها فقط أكثر غضبا!
“ أتمنى أن تستمتع بمخيم الحصاد يا سامسون !”

ثم تقوم لتجد مقعدا آخر. 
أرجو أن تجلسو “ تنادى مرافقه السائق من الأمام, لكن لا أحد يستمع إليها.
الحافله مليئه بأطفال يتنقلو من مقعد لآخر, يحاولوا إيجاد أرواح ألطف أو يحاولوا الهرب منها....
ريسا تجد مقعد بجانب النافذه ولا يوجد بجانبها أحد.
تلك الرحله ستكون أول خطوه فى رحلتها,كما أوضحو لها_ كما أوضحو لجميع الأطفال عندما صعدو على متن الحافله !_
أولا سيتم أخذهم إلى مركز النقل المركزى,حيث سيتم فرز دستات الأطفال
القادمون من بيوت الولايه و توزيعهم على الحافلات, التى ستأخذهم الى حيث هم ذاهبون.
حافله ريسا الأخرى ستكون حافله مليئه بأشكال سامسون, رائع !
فكرت بالفعل فى التسلل إلى حافله أخرى ,لكن الباركود على أحزمتهم يجعل من الأمر مستحيل...
انه كله منظم بدقه حد الكمال, و مقاوم للاستعمال الخاطئ!
مع ذلك, تُشغل ريسا عقلها بكل السيناريوهات التى قد تؤدى إلى هروبها !.
هنا حيث تبدأ برؤيه الشغب خارج نافذتها, إنه أبعد على طول الطريق, سيارات دوريه على الجانب الآخر من الطريق السريع...
و بينما تُغير الحافله حارتها,ترى شخصين على الطريق: طفلان يتسارعان عبر المرور..

أحد الولدين يمسك الآخر فى وضع الخنق, و عمليا يجره !
و الاثنان ركضا حتى أمام الحافله, انحرفت الحافله فجأه يمينا لتفادى الولدين, و اصطدم رأس ريسا بزجاج النافذه.
تمتلئ الحافله بالصراخات و الشهقات.
و ريسا ارتمت أماما, أسفل الممر بعد أن توقفت الحافله بصرير عالى فجأه.
وركها قد تأذى, لكن ليس بهذا السوء, فقط كدمه !.
تقف, بسرعه تُقيم الموقف, تميل الحافله إلى الجانب, بعيدا عن الطريق,
فى حفره.
الزجاج الأمامى مهشم, و ممتلئ بالدماء.. العديد من الدماء.
الأطفال حولها يطمئنون على أنفسهم, مثلها, لا أحد مصاب بشده, بالرغم من
أن بعضهم يصنع هرج أكثر من البعض الآخر!..تحاول مرافقه السائق أن تهدئ فتاة فى حاله هيستيريه...

و فى تلك الفوضى, يحل على ريسا إدراك مفاجئ !
هذا ليس جزءا من الخطه..
النظام قد يمتلك مليون خطه طوارئ للتعامل مع أطفال الولايه الذين يحاولون
إفساد الأشياء..لكن ليس لديهم خطه للتعامل مع حادثه..
للثوانى القليله القادمه, كل الرهانات مرفوعه .

ريسا تثبت نظرها على باب الحافله,
تحبس أنفاسها ....
و تهرع نحو ذاك الباب.
__________________________
وارد :تحت وصاية ,التابعين لرعاية الولاية
تنتهى أسماء جميع أطفال الولاية ب”وارد”
منازل الولاية: دور لرعاية الأطفال الذين ليس لديهم أهل أو تم التخلى عنهم
شتينواى : صانع يدوى امريكى-ألمانى لآلات البيانو
بى-فلات , بى-ناتورال: نوتات موسيقية
كورد: مجموعة من النوتات تُعزف معا, غالبا 3 أو 4 نوتات
شوبان: ملحن و مؤلف موسيقى بولندى الأصل.
قاعة كارنيجى: قاعة حفلات موسيقية فى نيويورك
ماء تحت جسر : تعبير بمعنى ما حدث قد حدث و انتهى.
ستورك : ترك طفل رضيع أمام باب أحد البيوت  
بويف:جندى

قديم 05-10-2019, 02:12 AM
المشاركة 3
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل الثالث
3-ليف

الحفله كبيره, الحفله مُكلفه, الحفله تم التخطيط لها منذ سنوات.

يوجد على الأقل مائتي شخص فى صاله الرقص الكبرى بالنادى الريفى.
ليف حظى باختيار الفرقه,و اختيار الطعام,حتى ألوان أغطيه الطاولات,
أبيض و أحمر كلون فريق سينسيناتى ريدز*.
و اسمه “ليفى جيديديا كالدر” منقوش بالذهبى على مناديل حريريه, ليأخذها
الضيوف كتذكارات.
الحفله كلها لأجله , كل شئ متعلق به, وقد قرر أن يحظى بأفضل وقت فى حياته.
البالغون فى الحفله من الأقرباء وأصدقاء العائله وشركاء والديه فى العمل..
لكن ثمانون من المدعوون على الأقل هم أصدقاء ليف.
يوجد أطفال من المدرسه,من الكنيسه,ومن الفرق الرياضيه المختلفه التى انضم لها.
البعض من أصدقائه شعر بالتأكيد بالغرابه لحضور تلك الحفله.
“لا أعلم ليف !” قالوا,”غريب قليلا, أقصد.. أى نوع من الهدايا من المفترض
أن أُحضر؟”
“لا يجب عليكم إحضار أى شئ” قال لهم ليف, “ لا يوجد هدايا فى حفلات العشور*, فقط تعالو, و احظو بوقت ممتع, أنا أعلم أننى سأفعل”
و بالفعل يحظى بوقت ممتع !.يطلب من كل فتاه دعاها الرقص, و لا واحده ترفض طلبه..
لقد حمله الناس حتى على كرسى و رقصو به حول المكان, لأنه رآهم
يفعلوا ذلك فى احتفال بار متسفا* لأحد أصدقائه اليهود ,بالتأكيد تلك حفله مختلفه للغايه, لكنها أيضا احتفال لبلوغه الثالثه عشر, لذا يستحق أن يتم رفعه على كرسى, اليس كذلك!

يعتقد ليف أن الطعام تم تقديمه مبكرا للغايه,ينظر الى ساعته ليرى أنه قد مرت ساعتان بالفعل, كيف يمر الوقت بهذه السرعه؟
سريعا بدأ الناس بحمل الميكروفون, رافعين كؤوس الشامبانيا, و يبدأوا بتقديم الأنخاب ل ليف..
والديه يصنعو نخب أيضا ,جدته تصنع نخب,عم له لا يعرفه يصنع نخب أيضا:
“إلى ليف, رؤيتك تنمو لتصبح رجلا صالحا كالذى أنت عليه الآن كانت متعه, و أنا أعلم فى قلبى ,أنك ستصنع أشياء عظيمه لكل شخص تلمسه فى هذا العالم”
انه شعور رائع و سحرى, أن يقول العديد من الناس كل هذا الكلام اللطيف عنه.
انه فقط كثير جدا..
لكن بطريقه غريبه.. ليس كافٍ !
يجب أن يكون أكثر,
طعام أكثر, رقص أكثر, وقت أكثر.

انهم بالفعل يُخرجو كعكه عيد الميلاد,الجميع يعلم أن الحفله تنتهى بتقديم
الكعك.
لماذا يُخرجو الكعكه؟ هل حقا انقضى ثلاث ساعات من الحفله؟

ثم يُسمع نخب آخر.. نخب يكاد يُفسد الأمسيه !.
من بين اخوه و اخوات ليف العديدون, ماركوس كان أكثرهم هدوءا طوال
الحفله, على خلاف طبيعته !
ليف كان يجب أن يُدرك حينها أن شيئا ما سيحدث...
ليف, فى الثالثه العشر, هو الأصغر.. و ماركوس, فى الثامنه و العشرين ,الأكبر.
سافر عبر نصف البلاد ليكون هنا, فى حفله عُشور أخيه ..

مع ذلك بالكاد رقص , أو تكلم, أو حتى شارك فى أى مظهر للاحتفال, إنه ثمل أيضا, ليف لم يرى ماركوس ثملا أبدا.
حدث الأمر بعد تقديم الأنخاب الرسميه, بينما يتم تقطيع و توزيع كعكه ليف..
لا يبدأ الأمر كنخب.. بدأ فقط كحوار بين أخين:
“مبروك, أخى الصغير” يقول ماركوس,معانقا له بقوه, يشتم ليف رائحه
الكحول فى أنفاسه,” اليوم أنت رجل, نوعا ما !”
والدهم, جالس على الطاوله الرئيسيه على بُعد بضع أقدام, يضحك ضحكه
مكتومه خافيا توتره.
“شكرا.. نوعا ما” يرد عليه ليف,و ينظر لوالديه..
يترقب والده ما الذى سيحدث لاحقا, تعابير والدتهما المنقبضه تبث التوتر فى
نفس ليف.
يُحدق ماركوس فى ليف, بابتسامه .. لا تحمل أى من المشاعر التى عاده ما
تُصاحب الابتسامات !ويسأله:“ ما رأيك فى كل هذا”
“إنه عظيم”,
“بالتأكيد هو كذلك,كل هؤلاء هنا من أجلك, إنها ليله رائعه , مدهش”
“أجل” يقول ليف,
لا يعرف إلى أين سيؤدى هذا الأمر, لكنه متأكد أنه سيؤدى إلى شئ ما,
“أنا أحظى بأسعد وقت فى حياتى.”
“صحيح بالتأكيد!, أسعد وقت فى حياتك, يجب أن تُجمع كل تلك الأحداث
الحياتيه, كل تلك الحفلات, أعياد الميلاد, الزفاف, الجنازه”
ثم يلتفت لوالدهم,”فعال للغايه, أليس كذلك والدى؟”
“هذا يكفى,” يقول والدهم بهدوء, لكن هذا يجعل ماركوس يُعلى صوته أكثر,:“ماذا؟ أنا ليس مسموح لى بالتكلم عن الأمر؟ آه, صحيح.. هذا احتفال, كدت أنسى”

ليف يريد أن يتوقف ماركوس, لكن فى نفس الوقت يريد أن يسمع ماذا لديه؟.
تقف الأم و تقول بصوت أكثر حزما من الأب:”ماركوس, اجلس, أنت تُحرج
نفسك”.

الآن كل من فى صاله المآدبه توقف عن فعل ما كان يفعله و أصبح مندمجا مع
الدراما العائليه التى تتكشف ببطء,
ماركوس, بعدما حظى على انتباه الصاله !, يمسك بكأس نصف ممتلئ من
أحدهم ,و يرفعه,” هذا لأخى, ليف” يقول ماركوس:” و لوالدينا, اللذان فعلا الشئ الصائب دوما, الشئ الملائم, اللذان أعطا بسخاء لعمل الخير, اللذان أعطا دائما عشره بالمئه من كل شئ لكنيستنا...,يااه, أمى.. نحن محظوظون لأنك حصلتى على عشره أبناء بدلا من خمسه, فلولا ذلك لكنا انتهينا بتقطيع ليف من الخصر!”

شهقات من المتجمعين, اغلبهم يحركوا رؤوسهم برفض, فباله من سلوك مُخزى من الابن الأكبر للعائله !
الآن الأب يأتى و يمسك بذراع ماركوس بشده,” لقد انتهيت,” يقول الأب: ”اجلس”.
يُزيل ماركوس قبضه والده,” أوه سأفعل ما هو أفضل من الجلوس”,

يوجد الآن دموع فى عينى ماركوس بينما يلتفت لأخيه !,
” أنا أحبك, أخى.. و أعلم أن هذا هو يومك المميز. لكن لا أستطيع أن أكون
جزءا من هذا..”
و يقذف بالكأس عرض الحائط, ناثرا جزيئات الكريستال على طاوله البوفيه.
ثم يستدير و يُسرع للخارج فى خطوات واسعه بثقه متماسكه,
حينها يُدرك ليف أن أخيه ليس ثملا, على الإطلاق !.

يُشير والد ليف إلى الفرقه, و يبدأو بالموسيقى قبل حتى أن يخرج ماركوس من الصاله الواسعه.
و يبدأ الناس بملئ الفراغات على أرضيه الرقص, باذلين جهدهم لإخفاء تلك
اللحظه المحرجه.
“أنا آسف يا ليف,” يقول له والده, “ لما لا,, لما لا تذهب للرقص؟”
لكن ليف لا يجد لديه الرغبه فى الرقص بعد الآن.
رغبته فى أن يكون مركز الاهتمام ذهبت بمغادره أخيه.
“أريد التحدث مع القس دان, إن كان لا بأس بهذا”
“بالطبع لا بأس”

القس دان كان صديق للعائله من قبل أن يولد ليف, و كان سهل التكلم معه أكثر من والديه, عن أى موضوع يتطلب الصبر و الحكمه.

صاله المآدبه صاخبه للغايه, مزدحمه للغايه, لذا يذهبا للخارج..عند الفناء المرصوف المطل على ملعب الجولف.
“هل بدأت تخاف؟” يسأله القس دان ,دائما ما عرف الذى يدور بعقل ليف.
ليف يومئ “ اعتقدت أنى مستعد, اعتقدت أنى جاهز”
“انه شئ طبيعى, لا تقلق”
لكن هذا لا يخفف من الإحباط الذى يشعر به ليف ,
كان لديه حياته كلها ليستعد لهذا الأمر, كان يجب أن تكون كافيه !, لقد كان يعلم منذ صغره أنه العُشر ....
(أنت مميز), والديه دائما ما قالا له,(حياتك ستخدم الرب, و البشريه),
لا يذكر عمره حينما فهم ما يعنيه الأمر حقا !

“هل الأولاد فى المدرسه يسببو لك وقتا عصيبا؟”
“ليس أكثر من المعتاد”, يقول له ليف.

انه حقيقى !, طوال حياته, اضطر أن يتعامل مع أولاد يحتقروه, لأن البالغون
عاملوه بتمييز , كان يوجد أولاد لطيفون و أولاد قساه.
تلك هى الحياه !
مع ذلك, لقد أزعجه الأمر حينما يطلقو عليه ألقاب ك”متفكك قذز”, كما لو أنه مثل بقيه هؤلاء الأولاد, الذين وقع آبائهم أمر التفكيك للتخلص منهم !,
لا يمكن أن يكون هذا أبعد عن الحقيقه فى حاله ليف !
إنه فخر و مسره عائلته…
تقديرات ممتازه متواصله فى المدرسه , و( ام فى بى)* فى دورى الناشئين ..
فقط لأنه سيتفكك, لا يعنى هذا أنه متفكك !.
يوجد بالطبع بعض الأعشار* فى مدرسته, لكنهم من ديانات أخرى, لذا لم يشعر ليف أبدا بالقرب من أحدهم.
أعداد الحاضرين للحفله يؤكد على كثره أصدقاء ليف, مع ذلك فهم ليسو مثله على الإطلاق..
سيعيشوا حياتهم فى حاله غير مقسمه,أجسادهم و مستقبلهم .. سيكونوا ملكا لهم.

دائما شعر ليف بالقرب من الرب أكثر من قربه لأصدقائه... أو حتى عائلته !.
غالبا ما تسائل: (هل كون المرء مختاراً يُشعر الشخص بالعزله الشديده, أم أن
هناك خطبا به؟)
“ تراودنى العديد من الأفكار الخاطئه” يقول ليف للقس دان..
“لا يوجد أفكار سيئه, فقط أفكار يجب العمل و التغلب عليها”
“حسنا.. لقد كنت أشعر بالغيره تجاه اخوتى..أظل أُفكر كيف سيفتقدنى فريق البايسبول؟ أعلم أنه شرف لى ان أكون عُشر, لكن.. لا أنفك أفكر لماذا يجب أن يكون أنا؟”
القس دان, الذى دوما كان بارعا فى النظر لأعين الناس, ينظر الآن بعيدا !,
“ لقد كان مُقررا من قبل أن تولد, انه ليس شيئا فعلته أو لم تفعله."
“ الأمر هو .. أنا أعلم العديد من الناس ذوى العائلات الكبيره...”
يومئ القس دان,:”نعم , إنه شائع للغايه هذه الأيام”
“لكن العديد من هؤلاء الناس, لا يتبعوا العشور على الإطلاق, حتى العائلات فى كنيستنا, و لا يلومهم أحد” يقول ليف,
يقاطعه القس :“يوجد أيضا عائلات تضحى بالابن الأول, أو الثانى أو الثالث,
كل عائله يجب أن تتخذ القرار بنفسها, لقد استغرق والداك الكثير من الوقت
لاتخاذ قرار انجابك.”
يومئ ليف دون حماس, مدركا أنه حقيقى, لقد كان “عُشر حقيقى” ..
له خمس أشقاء طبيعين و أخ متبنى, و ثلاثه ستورك,كان ليف واحد من العشره بالظبط.
دائما ما قال له والديه أن ذلك يجعله مميزا أكثر ...
“سأقول لك شيئا, ليف” يقول له القس دان,مقابلا عينيه أخيرا ,وعيناه لامعه كما كانت عينى ماركوس, على شفا الدموع,
” لقد شاهدت كل أخوتك و أخواتك يكبروا.. و مع أننى لا أحب التفضيل, أعتقد أنك الأفضل فيهم من نواح عديده, لا أعلم حتى من أين أبدأ.. هذا هو ما يطلبه الرب, ليس القطفه الأولى من الفاكهه, بل القطفه الأفضل”
“شكرا لك سيدى” ..
كالعاده, كلمات القس دان تجعل ليف يشعر بالتحسن..,
”أنا مستعد لذلك” يقول ليف,و قوله لذلك يجعله يدرك أنه بالرغم من مخاوفه و شكوكه...

هو حقا مستعد, فهذا ما كان يعيش لأجله.
مع هذا, فحفله عشوره تنتهى مبكرا للغاية...

فى الصباح,وجب أن تتناول عائله كالدر الطعام فى غرفه العشاء,بوجود كل المسافرون على الطاوله..كل أخوه و أخوات ليف.
فقط قله منهم مازالو يعيشون بالمنزل,لكن اليوم.. جميعهم أتوا لهذا الفطور, كل واحد فيهم .. ما عدا ماركوس !.

برغم ذلك , فالوضع هادئ جدا..
على غير العاده بالنسبه لمثل هذا التجمع العائلى.. و قعقعه الفضيات على آنيه الخزف تجعل من الأمر أكثر وضوحا.
ليف, مرتديا ملابسه الحريريه البيضاء, يأكل بحذر, حتى لا يترك أى بقع على ملابسه.

بعد الفطور, الوداع طويل, مليئ بالعناق و القبل...إنه أسوأ شئ.
ليف يتمنى أن يتركوه و ينتهوا من هذا الوداع ...
القس دان يصل, بناء على طلب ليف.. و ما أن وصل, تسارعت الوداعات,
فلا أحد يريد أن يضيع وقت القس الثمين !.

ليف هو أول راكب فى سياره والده الكاديلاك.. و بالرغم من عدم محاولته النظر خلفه, إلا أنه عندما شغل والده السياره و بدأ بالتحرك, نظر لمنزله و شاهده بينما يختفى وراءهم...
يُفكر ليف كيف أنه لن يرى هذا المنزل ثانيه... لكنه يدفع تلك الفكره بعيدا.
إنها غير مجديه, لا تساعد, أنانيه.
و ينظر ليف للقس دان الذى يجلس بجانبه فى المقعد الخلفى يراقبه..
و يبتسم القس :”لا بأس يا ليف” ,فقط قوله هذا يجعل منه حقيقه فعلا.
“كم يبعد مخيم الحصاد؟” يسأل ليف أيا من يكن مهتم بالاجابه.
“على بعد ساعه من هنا” ترد والدته
“و .... هل سيفعلوها على الفور؟”
ينظر والديه لبعضهما البعض,” أنا متأكد أنه سيكون هناك جوله توجيهيه”,
يقول والده.
الإجابه المختصره تؤكد لليف أنهم لا يعلمون أى شئ تماما مثله.
عندما بدأوا السير على الطريق السريع,أنزل ليف زجاج نافذته ليشعر بالهواء على وجهه, مغلقاً عينيه ليُعد نفسه.
هذا ما وُلدت لأجله,
انه ما عشت حياتى كلها لأجله.
أنا المختار,
أنا مُبارك,
أنا سعيد.
فجأه يضغط والده على الفرامل بشده,

بعينيه المغلقه, لا يرى ليف سبب توقفهما المفاجئ, فقط يشعر بتباطؤ العربه
الحاد و ضغطه حزام الأمان على كتفه !.
يفتح عينه ليجد أنهم توقفو فى الطريق السريع, أضواء الشرطه تومض, و .. هل كان هذا دوى إطلاق نار؟!
“ما الذى يحدث؟”

هناك, بالتحديد خارج نافذته, يوجد فتى آخر, يكبره ببضع سنوات,
يبدو خائفا... خطيرا.
يُسرع ليف لإغلاق نافذته, لكن قبل أن يفعل, يُدخل الفتى يده و يرفع القفل و يفتح الباب,

ليف متسمرا , لا يعلم ماذا يفعل :“أمى؟, أبى؟” ينادى ليف,
الفتى ذو الجريمه فى عينيه يجر قميص ليف الحريرى, محاولا سحبه خارج
السياره, لكن حزام الأمان يمنع ذلك :“ماذا تفعل؟, دعنى و شأنى”.

تصرخ والده ليف لوالده حتى يفعل شيئا, لكنه عاجز بسبب حزام الأمان !
المجنون يمد يده و بحركه سريعه رشيقه, يفك حزام الأمان من على ليف.
القس دان أمسك بالدخيل, الذى رد بلكمه سريعه, ضربه بالكوع مباشره
للفك السفلى للقس.
صدمه رؤيه هذا العنف تُشتت ليف فى لحظه حاسمه, المجنون يسحبه مجددا, و تلك المره يقع ليف من السياره, مرتطما برأسه على الرصيف...
حينما يرفع رأسه يرى أن والده قد خرج أخيرا من السياره, لكن الفتى المجنون يدفعه بباب السياره بقوه بعيدا.

“أبى..”!, يقع والده أمام مسار سياره قادمه بسرعه,
تنحرف السياره, و الحمد لله تجاوزه, لكن تقطع الطريق على سياره أخرى, مصطدمه بها, تدور تلك السياره دون سيطره, و صوت الحطام يملأ الأجواء.

الفتى يوقف ليف على قدميه,و يمسك بيده و يجره..
ليف كونه فتى صغيرا مقارنه بسنه, و كون هذا الفتى يكبره ببضع سنوات و أضخم منه, لا يمكنه التحرر من قبضته !.

“ توقف” يصرخ ليف,” يمكنك أن تأخذ ما تريد, خذ محفظتى,” يقول هذا بالرغم من أنه لا يملك محفظه !,” خذ السياره, فقط لا تؤذى أحد”
يفكر الفتى فى السياره ..لكن فقط للحظه.
الآن الرصاصات تحلق حولهم.

على الطريق الجنوبى, يوجد رجال شرطه أوقفو المرور على هذا الجانب من
الطريق السريع. و وصلوا للحاجز الفاصل بين الحاره الجنوبيه و الحاره الشماليه.

أقرب شرطى منهم يُطلق مجددا... رصاصه مخدره, تستقر على هيكل الكاديلاك.
الفتى المجنون الآن يُمسك ليف من رقبته فى وضع الخنق, واضعا ليف بينه
و بين الشرطه.

ليف يُدرك أنه لا يريد المال ...
ولا السياره..
هو يريد رهينه !

“ توقف عن المقاومه, لدى مسدس” و يشعر ليف بالفتى يوخزه فى جانبه.

ليف يعلم أنه ليس مسدس.. هو يعلم أنه لا شئ سوى اصبع الفتى !,
لكن من الواضح أن هذا الشخص غير مستقر, وهو بالتأكيد لا يريد استفزازه.

“أنا دون قيمه كدرع بشرى” يقول ليف, محاولا التحدث معه..
” تلك رصاصات مخدره التى يطلقونها, مما يعنى أن رجال الشرطه لن
يهتموا إن أصابونى, فقط سيفقدونى الوعى.”
“الأفضل أن يكون أنت و ليس أنا”

تطير الرصاصات مجاوزه إياهم, بينما ينحرفوا متجنبين المرور.
“أرجوك, أنت لا تفهم, لا تستطيع أخذى الآن, أنا يتم تقديمى كعُشر , سيفوتنى حصادى, ستُفسد كل شئ!”
و أخيرا... لمحه من الإنسانيه تحضر فى عيني المجنون.” أنت متفكك؟”

يوجد مليون شئ ليكون ليف غاضبا بشأنها,مع ذلك يجد نفسه مغتاظاً باللقب الذى أُطلق عليه للتو !:“أنا عُشر!”

بوق سياره يدوى, و يرى ليف حافله تقترب منهم..
قبل أن يحظى أحدهم بفرصه للصراخ, تميل الحافله مبتعده عن الطريق
لتتجنبهم, و تتحطم مقدمتها على جذع شجره بلوط,و تتوقف الحافله كليا...

يوجد دماء على الزجاج الأمامى المحطم,إنها دماء السائق,هو مُعلق فى منتصفه, ولا يتحرك.
“ أوه ,سحقا”, يقول المجنون بنبره انتحاب مريعه.

يلفت انتباه الفتى المجنون, تلك الفتاه التى ترجلت للتو من الحافله..

يُدرك ليف أن الآن ,بينما الفتى مشتتا, هى الفرصه الأخيره التى سيحصل
عليها للهرب !.
هذا الفتى حيوان, و الطريقه الوحيده للتعامل معه هى أن يُصبح ليف حيوانا
بدوره.لذا يُمسك ليف بذراع الفتى التى تحاوط عنقه, و يُغرس أسنانه بكل قوه فكيه حتى تذوق الدم..يصرخ الفتى, و ينفلت ليف من يده, و يسارع ليف بالهرب...جريا نحو سياره أبيه.

بينما يقترب, باب خلفى يُفتح, انه القس دان, يفتح الباب لاستقباله..مع ذلك فالتعابير على وجه الرجل لا تبدو سعيده على الإطلاق...!
بوجه متورم من لكمة الفتى المجنون الوحشية. يقول القس دان همسا و بصوت منخفض غريب,” هب, ليف”
ليف لم يتوقع ذلك !:” ماذا؟”
“اهرب, اهرب لأبعد ما تستطيع بأسرع ما يمكنك. اهرب!”

ليف يقف هناك, عاجزا, غير قادر على الحراك,لا يستطيع فهم هذا,
لماذا يقول له القس دان أن يهرب؟

ثم يأتى ألم مفاجئ فى كتفه,
و كل شئ يبدأ بالدوران و الدوران ...
تدريجيا ,نحو الظلام.
____________________________________
سينسناتى ريدز : فريق بيسبول
العشور : تخصيص عُشر الشى للتبرع به لسبب دينى أو الزام قانونى.
بار متسفا : احتفال يهودى دينى يُقام عند بلوغ الشاب اليهودى ثلاثة عشر عاما.
ام فى بى: أقيم لاعب:MVP: most valuable player
الأعشار: تم اعتبارهم كعشر( واحد من عشره) سيتم التضحيه بهم.

 

قديم 05-12-2019, 10:23 PM
المشاركة 4
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل الرابع+الخامس+السادس
4-كونر

الألم فى ذراع كونر غير محتمل, ذاك الوحش الصغير عضه فعلا !,عمليا أخذ قضمه من ساعده.

سياره أخرى تدوس على الفرامل لتجنب اصطدامه, و ترتفع مؤخره السياره
بسبب التوقف المفاجئ!
الرصاصات توقفت عن التحليق حولهم, لكنه يعلم أن ذلك مؤقت...,
الحوادث شتتت رجال الشرطه لحظيا, لكنهم لن يبقى الوضع هكذا طويلا!.
هنا بالظبط يقوم بتواصل بصرى مع الفتاه التى ترجلت من الحافله, يعتقد أنها
ستذهب نحو جموع الناس الذين يسارعوا من سياراتهم للمساعده,
لكن عوضا عن ذلك..تلتفت و تركض نحو الغابه..
(هل جُن العالم بأسره؟!)

ممسكاً بيده التى تنزف, ينعطف ليركض نحو الغابه أيضا.لكن,.. يتوقف.
التفت وراءه ليرى الفتى ذو الملابس البيضاء يقترب من سيارته,
كونر لا يعرف مكان رجال الشرطه الآن, مختبئين بلا شك فى مكان ما فى تلك الفوضى !
يتخذ كونر قرار متسرعا, هو يعلم أنه قرار غبى ! لكن لا يستطيع ايقاف نفسه.
كل ما يعرفه أنه اليوم قد تسبب فى الموت. سائق الحافله, و ربما آخرون...
فحتى لو خاطر بكل شئ, عليه أن يعوض عن ما فعله بطريقه ما.
عليه أن يفعل شيئا نبيلا, شيئا جيدا ليعوض عن العقبات الشنيعه الناجمه عن
كونه آوول !,
و بذلك... مكافحا غريزته للحفاظ على نفسه, يركض نحو الفتى الذى كان ذاهبا بسعاده لتفكيك نفسه !.
يرى كونر الشرطى بعد أن اقترب, على بُعد عشرون يارده,
رافعا مسدسه, مُطلقا الرصاص عليه...

لم يكن عليه أن يُخاطر, كان عليه الهرب حين أُتيحت له الفرصه.
كونر ينتظر لذعه الرصاصه المخدره التى ستعلمه أنه قد أُصيب و انتهى الأمر,
لكنها .. لا تحدث!

لأنه فى لحظه إطلاق الرصاصه, الفتى ذو الملابس البيضاء اتخذ خطوه للخلف, و تمت إصابته فى كتفه !.
بعد ثانيتين فقط,التوت ركبتيه و ارتطم بالأرض.. كالجثه الهامده.
آخذا الرصاصه المعنيه بكونر بعفويه مطلقه...

لا يضيع كونر أى وقت, يرفع الفتى من الأرض و يحمله على كتفه,
تتطاير الرصاصات المخدره مره أخرى,
لكن لا إصابات جديده !

بعد ثوان , يتعدى كونر الحافله, حيث ينزل منها جماعه من المراهقين المذعورين, يمشى دافعا طريقه بينهم.... نحو الغابه.

الغابه كثيفه, ليس فقط بالأشجار, بالشجيرات الطويله أيضا و نباتات الكرمه*.
لكن بالفعل يوجد طريق من الأغصنه المنكسره و الشجيرات الممزقة,
صنعته الفتاه التى هربت من الحافله.
قد يكونو كالأسهم التى ستدل الشرطه على اتجاههم.
يرى الفتاه أمامه و ينادى عليها,” توقفى”,

تلتفت... للحظه , ثم تستأنف معركتها مع الكائنات الكثيفه حولها.
يُنزل كونر الفتى ذو الملابس البيضاء بحرص ,و يسرع للأمام.. لاحقا بها.

يمسك يدها بلطف, لكن بحزم كافى يمنعها من تحرير يدها !.
“أيا كان الذى تهربين منه, لن تنجحى إن لم نعمل سويا” ,يقول لها, و ينظر نظره خاطفه خلفه ليتأكد من عدم وجود شرطه فى الأفق بعد... (لا يوجد!).
“أرجوكى, ليس لدينا متسع من الوقت”
تتوقف الفتاه عن محاربه الشجيرات و تنظر إليه:“ فى ماذا تفكر؟”

5-شرطى

الضابط ( جى تى نيلسون) ,قضى اثنتى عشرة سنه فى شرطه الأحداث.

هو يعلم أن الآوول لن يستسلموا مادام فيهم ذره من الوعى !.
انهم منتشون بالأدرينالين, و منتشون أيضا بمواد أخرى غير قانونيه..,
النيكوتين, الكافيين, أو ما هو أسوأ !.
يتمنى أن تكون رصاصاته حقيقية,و أن يستطيع حقا قتل هؤلاء المخلفات الحياتيه عوضا عن تخديرهم ,ربما حينها لن يكونو سريعين بالهرب, و إن فعلو .حسنا, لن تكون خساره كبيره..!.

يتبع الشرطى الطريق الذى صنعه المتفكك الآوول,حتى يصادف عقبه فى طريقه ...انه شخص ما !
الرهينه,
فقط مُلقى هناك, فى طريقه.ملابسه البيضاء ملطخه بالأخضر والبنى من النباتات والأرض الموحله ..
(جيد) يُفكر الشرطى, (انه شئ جيد لهذا الفتى أنه أخذ الرصاصه, كونه فاقد للوعى ربما أنقذ حياته !,لا يمكن معرفه إلى أين كان سيأخذه المتفكك,أو ماذا كان سيفعل به؟!)

يقاطع تفكيره صوت من أمامه مباشره...
“ساعدنى!”...,
إنه صوت فتاه .. الشرطى لم يتوقع ذلك.
“ساعدنى, أرجوك, أنا مصابة!”
أعمق فى الغابة, تجلس فتاه مستنده على شجره, ممسكه بذراعها, مُكشرة وجهها من التألم.
ليس لديه الوقت لهذا!
لكن, شعار “احمى و اخدم”, أكبر من مجرد شعار بالنسبه له,أحيانا يتمنى لو كان لا يملك تلك النزاهه الأخلاقيه العاليه!
يذهب للفتاه,”ماذا تفعلين هنا؟”
“لقد كنت فى الحافله, نزلت و هربت بعيدا خوفا من أن تنفجر, أعتقد أن ذراعى مكسوره..!”
ينظر لذراع الفتاه, إنها ليست حتى مكدومه! ,كان يجب أن يكون هذا الدليل الأول...لكن عقله بعيدا عنه بمسافه كبيره فلا يستطيع حتى رؤيه هذا!
“ابقى هنا, سأعود بعد لحظه”, يلتفت, مستعدا لمتابعه سعيه. لكن يسقط عليه شئ من الأعلى, ليس شئ,بل شخص..
الآوول!
الشرطى صريع على الأرض, و فجأه يوجد شخصان يهاجمانه.المتفكك و الفتاه.
هما سويا فى هذا الأمر,كيف له أن يكون بهذا الغباء؟
يمد يده ليسحب مسدس التخدير, لكنه ليس هناك!,و يشعر بفوهته على فخذه الأيسر..و يرى الانتصار فى عينى المتفكك المتوحشه الداكنه.
“نوما هنيئا” يقول المتفكك.

و ألم حاد يبدأ فى قدم الشرطى, و العالم بأسره يذهب بعيدا.. 

6- ليف

يستيقظ ليف بألم ثقيل فى كتفه, يعتقد أنه ربما نام بطريقه غير مستقيمه!
لكن سرعان ما يستوعب أن الألم من إصابته, كتفه الأيسر كان نقطه استقرار
رصاصه مخدره..مع أنه لا يعلم هذا بعد!
كل الأشياء التى حدثت له منذ اثنتى عشر ساعه, تبدو فى عقله كالسحاب الباهت الذى فقد شكله.. كل ما يعرفه هو أنه كان فى طريقه لعشوره, و تم اختطافه من قبل مراهق قاتل.
و لسبب غريب, تظل صوره القس دان تراوده, القس دان ... يخبره أن يهرب.
هو متأكد أنها لابد أن تكون ذكرى خاطئه! لأنه لا يستطيع تصديق أن يفعل القس دان هذا..
كل شئ مشوش حينما يفتح ليف عيناه, لا يعلم أين هو..الوقت ليلا, و هو حيث لا يجب أن يكون!
المراهق المختل الذى أخذه يجلس حول شعله صغيره... يوجد فتاه أيضا!
حينها يُدرك أنه قد أُصيب برصاصه مخدره.
رأسه يؤلمه,يشعر أنه على وشك التقيؤ, و عقله مازال عند نصف قوته.
يحاول الوقوف, لكن لا يقدر,يعتقد أن ذلك بسبب المواد المخدره.. لكن يرى أنه مربوط فى شجرة بنباتات متسلقه سميكه.

يُحاول التكلم, لكن صوته يخرج كأنين بسيط ويسيل لعابه..
ينظر له الفتى و الفتاه, و هو متأكد أنهم سيقتلاه الآن..أبقوه حيا حتى يكون مستيقظا حينما يقتلوه.. المعتوهون دائما كذلك!
“انظروا من عاد من بلده الأموات” يقول الفتى صاحب العيون الجامحه,لكن عيناه ليست جامحتان الآن... فقط شعره,كله ملتصق لأعلى كأنه قد نام عليه..

بالرغم من أن لسان ليف كالمطاط, يقدر أن يُخرج كلمه واحده..”أين...”
“لست متأكد” يقول الفتى.
ثم تُكمل الفتاه,”لكن على الأقل أنت فى أمان”

(أمان؟),يفكر ليف,( أين قد يكون الأمان فى هذا!)
“ر.....ر..رهينه” يقول ليف,
ينظر الفتى للفتاه ثم لليف,” نوعا ما, أعتقد!”
هؤلاء الاثنان يتحدثا بسلاسه, كأنهم أصدقاء.
يفكر ليف ..(هم يحاولون تهدئتى بتزيف جو من الأمان... يحاولون جعلى فى
جانبهم, حتى أُشارك فى النشاطات الإجراميه التى خططو لها, يوجد تعبير لذلك! أليس كذلك؟ .. حين تنضم الرهينه لقضيه الخاطف؟ متلازمه شئ ما!)

الفتى المجنون ينظر لكومه التوت و المكسرات , التى من الواضح تم جمعها
من الغابه,:“أنت جائع؟”
يومئ ليف برأسه, لكن حركه رأسه تشعره بالدوران, لذا من الأفضل ألا يأكل
شيئا, مهما كانت درجه جوعه, لأن الطعام سيخرج ما أن يدخل ..
يقول ليف:”لا”
“أنت تبدو مشوشاً” ,تقول الفتاه,” لا تقلق, إنه فقط المخدر, سيزول أثره قريبا”
(متلازمه ستوكهولم*.. تلك هى..) لكن, ليف لن يُستدرج من قِبل خاطفيه!...
لن ينضم لجانبهم أبداً....

(قال لى القس أن أهرب..ماذا كان يقصد؟ هل كان يعنى أهرب من الخاطفين؟ ربما... لكن كان يبدو أنه يعنى شيئا آخر كلياً....!).يُغلق ليف عينيه و يطارد تلك الفكره بعيدا..

“والداى سيبحثو عنى”, يقول لهم ليف.. بعد أن تمكن فمه من قول جمله
كامله.
لا يردان عليه, ربما لأنهم يعلمون أنها حقيقه !.
يسأل ليف,” كم هى الفديه؟”
“فديه ؟!, لا يوجد فديه”, يقول الفتى المجنون..” لقد أخدتك لإنقاذك, يا غبى!”
(لإنقاذه..؟ ليف نظر إليه غير مصدقا ما يقول..):“لكن... لكن عشورى ..”
الفتى المجنون ينظر إليه و يحرك رأسه متعجباً :“لم أرى أبداً فتى متعجل هكذا ليتم تفكيكه..”

(لا فائده من محاوله شرح ماهو العشر لهؤلاء الكفار! كيف أن التضحيه بنفسك... هى النعمه الكامله. لن يفهمو أبدا... و لن يهتمو.إنقاذه؟ هم لم ينقذوه.. بل لعنوه .)
ثم يُدرك ليف شيئا... يمكنه أن يستخدم هذا الموقف فى صالحه:"اسمى ليف” محاولا أن يبدو فى منتهى الهدوء...
“سعيده بلقائك يا ليف”, تقول الفتاه..” أنا ريسا, و هذا كونر”
يرمقها كونر بنظره حاده.. موضحا أنها قالت أساميهم الحقيقيه !.. ليست خطوة جيدة لخاطفين ,لكن أغلب المجرمون هم أغبياء... هكذا !.

“لم أعنى أن تأخذ الرصاصه المخدره”, يقول كونر,” لكن الشرطى كان سئ فى التصويب.”
“ليس خطأك..” يقول ليف..مع أن كل جزء مما حدث, هو خطأ كونر..
يفكر ليف فيما حدث و يقول,” لم أكن سأهرب من عشورى”..هذا... ليف يعلم أنه حقيقى.
“ إذا..من الجيد أننى كنت موجود !” يقول كونر.
“صحيح,” تقول ريسا, “فلولا ركض كونر عبر الطريق السريع.. لكنت على الأرجح مُفككه الآن أيضا !”
تمر لحظه صامته.. ثم يعض ليف على غضبه و نفوره و يقول:” شكرا.. شكرا لإنقاذك حياتى”
“لا عليك,” يقول كونر.
جيد.. اجعلهم يعتقدوا أنه ممتن .. اجعلهم يعتقدوا أنهم اكتسبو ثقته..و ما أن يتم إقناعهم بالأمان الزائف اللذان هم فيه..سيحرص على أن يحصل كلاهما على ما يستحق.
_________________________________________
الكرمه : نبات متسلق على النباتات الأخرى لضعف ساقه.
متلازمه ستوكهولم: شعور المخطوف بالولاء و التعاطف تجاه الخاطف, أو مع من يسئ معاملته فى الأسر كوسيله نفسيه للبقاء و التحمل.

قديم 05-15-2019, 12:57 AM
المشاركة 5
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل السابع+الثامن
7-كونر

كان يجب أن يحتفظ كونر بمسدس الشرطى !, لكنه لم يكن يُفكر,كان مذعورا جدا من تخدير الشرطى بسلاحه الخاص. ألقاه من يده و هرب,كما ألقى حقيبه ظهره على الطريق السريع ليحمل ليف..
محفظته بها كل أمواله.. كانت فى تلك الحقيبه..!الآن لا يملك سوى الوبر فى جيوبه...
ان الوقت متأخر الآن... أو, بصوره أدق.. مبكرا, قريبا من بزوغ الفجر.
هو و ريسا ساروا فى الغابه طوال اليوم.. بأفضل ما يستطيعوا,حيث كان على كونر أن يحمل عُشر فاقد للوعى!

ما أن حل الليل, تناوبوا هو و ريسا.. أحدهم يراقب و الآخر ينام..
كونر يعلم أن ليف لا يمكن الوثوق به, لهذا أوثقه كونر فى الشجره.. مع ذلك, لا يوجد سبب ليثق فى الفتاه التى هربت من الحافله أيضا..!
فقط هدفهم المشترك فى البقاء أحياء ... هو ما يربطهم.

اختفى القمر من السماء , لكن يوجد ضى باهت يوعد بوصول سريع للفجر..
بحلول الآن, وجوههم ستكون فى كل مكان,
(هل رأيت هؤلاء المراهقون؟, لا تقترب.. خطيرون للغايه..! اتصل بالشرطه فوراً..)
مثير للسخريه كيف أضاع كونر العديد من الوقت محاولاً إثبات خطورته لمن
حوله! .. لكن حين أتى الأمر لذلك... لم يكن متأكد إن كان حقا بتلك الخطوره!
ربما يمثل خطوره على نفسه ..!

كل هذا بينما يشاهده ليف,
فى البدايه, عينى الفتى كانتا كسولتان, و رأسه متدل للجانب..لكن الآن, تلك العينان حاده... حتى فى ضوء النار الخافت, يستطيع كونر أن يراهم, بلونهم الأزرق البارد. هذا الفتى كالطير الشارد..
كونر ليس متأكد مما يحدث فى كوكب ليف ,و ليس متأكد إن كان يريد أن يعلم...

“ستتلوث العضه إن لم تعالجها !” يقول ليف..
نظر كونر لموضع عضه ليف, مازالت منتفخه و حمراء..كان متجاهلا الألم حتى ذكره ليف ,:“سأهتم بها..”

ليف مازال يدرسه:” لماذا سيتم تفكيكك؟”,لا يحب كونر هذا السؤال لعده من الأسباب..
“ تعنى لماذا كان سيتم تفكيكى.. لأنه كما ترى... لن يتم تفكيكى أبدا!”
“ سيفعلوا إن أمسكو بك..”
كونر يريد أن يضرب تلك النظره المتعجرفه على وجهه... لكن يكبح نفسه, فهو لم يُنقذ الفتى ليُشبعه ضربا.. !
“ اذا, كيف هو الأمر..” يسأل كونر,” أن تعلم طوال حياتك أنه سيتم التضحيه
بك؟” , كان يعنى بها إهانته, لكن ليف أخذ السؤال بشكل جدى..
“إنه أفضل من العيش دون أن تعلم غايتك فى الدنيا !”
كونر ليس متأكداً إن كان هذا مقصودا لجعله غير مرتاح.. كما لو أن حياته بلا غايه ,يشعره الأمر أنه هو الذى مربوط بشجره... ليس ليف !
“ أعتقد أنه يمكن أن يكون أسوأ..” يقول كونر, “كان يمكن أن ينتهى بنا الأمر جميعا ك( هامفرى دانفى)”
ليف يبدوا متفاجئاً بذكر الاسم:” هل تعلم تلك القصه؟, لقد اعتقدت أنهم يحكونها فقط فى حيينا ..!”
“لا..” يقول كونر,” الأطفال يحكونها فى كل مكان.”
“إنها مُختلقه!” تقول ريسا.. فور استيقاظها..
“ربما..” يقول كونر,” لكن كان يوجد تلك المره... حاولت أنا و صديق أن
نتحرى عنها بينما كنا نتصفح أحد كمبيوترات المدرسه !.. وجدنا موقع وحيد يتكلم عن الأمر, و كيف أن والديه فقدو عقولهم و أصبحوا مرضى نفسيين..ثم انهار الكمبيوتر..! اتضح أنه تم إصابته بفيروس مسح خادم القطاع كله .. مصادفه؟ لا أعتقد ذلك!”
ليف مندمج.. لكن ريسا, فهى مشمئزه جدا, تقول:“أنا لن أنتهى أبدا ك(هامفرى دانفى), لأنه يجب أن تمتلك والدين ليصبحوا مجانين! و أنا لا أملك..” و تقف.

كونر ينظر بعيدا عن النار المنطفأه ليرى أن الفجر قد وصل...

“إن كنا سنظل دون أن يمسكنا أحد, علينا أن نغير اتجاهنا مجدداً” تقول ريسا..” يجب أيضا أن نفكر فى التنكر !”
“كيف ؟” يسأل كونر..
“لا أعلم, أولا نغير ملابسنا.. قصه شعرنا ربما, سيبحثوا عن فتيان و فتاه, ربما قد أتنكر كولد!”
كونر ينظر إليها بتفحص ... و يبتسم,ف (ريسا) جميله, ليس كجمال آريانا... جميله بطريقه أفضل..فجمال آريانا كان متعلق بمستحضرات التجميل و حقن الصبغات و ما شابه ! .لكن ريسا تمتلك نوع آخر من الجمال.... طبيعى.
دون تفكير يمد كونر يده و يلمس شعرها, و يقول بلطف:” لا أعتقد أن أحد سيصدق أنك ولد!”
ثم, فجأه .... يجد يده مسحوبه وراء ظهره, و يجد جسده ملتفا دون إراده!
و تلوى يده بألم شديد حتى وصلت لمنتصف ظهره..
انها تؤلمه بشده لدرجه أنه لا يستطيع أن يقول آه .. كل ما يقدر على قوله هو إ إ إ..
“المسنى مجددا و سيتم قطع يدك” تقول له ريسا,” أفهمت هذا ؟”
“ حسنا, حسنا, لا بأس, ابعدى يدك, فهمت..”

هناك عند شجره البلوط , يضحك ليف... كما يبدوا ,سعيدا لرؤيه كونر متألماً !

تتركه يذهب, لكن كتفه مازال ينبض..
“لم يكن عليكى فعل ذلك..” يقول كونر محاولا إخفاء شده تألمه.
“ليس كأنى كنت سأوذيكى أو شيئا كهذا !”
“أجل, حسنا... الآن انت بالتأكيد لن تفعل..” تقول ريسا, ربما شاعره بالذنب قليلا لكونها قاسيه جداا :“لا تنس اننى عشت فى منزل ولايه”.
يومئ كونر..., هو يعلم عن أطفال منازل الولايه.. يجب أن يتعلموا كيف يحموا أنفسهم فى سن صغيره ..و إلا ..حياتهم لن تكون بتلك السرور ,كان عليه إدراك انها من نوع (لا تلمسنى)..!

“عذرا..”يقول ليف ,” لكن لن نستطيع الذهاب لأى مكان لو مازلت مربوط فى شجرة.”
ما زال.., كونر لا تعجبه تلك النظره فى عيني ليف..التى دائما ما تصدر
الأحكام,:” كيف نعلم أنك لن تهرب ؟”
“ لن تعلم, لكن حتى تفك وثاقى.. أنا رهينه” يقول ليف, “ ما أن أكون حراً, فأنا هارب.. مثلك .. مربوط.. أنا العدو .محرر.. أنا صديق !”
“إن لم تهرب..” يقول كونر,
ريسا بتسرع تفك النباتات :“ إن لم نكن سنتركه هنا, سيجب علينا المخاطره بهذا”
يركع كونر للمساعده... و بعد لحظات.. ليف يصبح حراً. يقف و يمدد جسده, و يفرك كتفه مكان الرصاصه المخدره...

مازالت عينى ليف الزرقاء بارده.. كالثلج .. و صعبه أن يقرأها كونر...
لكنه لا يهرب.
يعتقد كونر أنه ربما, ربما قد تخلص من واجبه كعُشر,
ربما .. أخيرا,
بدأ برؤيه المنطق فى أن يظل حياً ....! 

8- ريسا

تجد ريسا نفسها مضطربه ما أن وجدوا أغلفه الطعام و بواقى البلاستيك فى
الغابه,لأن أول علامات الحضاره ... دائما تكون القمامه.
الحضاره تعنى وجود أُناس يمكن أن يتعرفوا عليهم إن تلطخت شبكات الأخبار بوجوههم...هى تعلم أيضا أن بقائهم كلياً دون إتصال بشرى , مستحيل! لا تملك أى أوهام عن فرص بقائهم, أو حتى قدرتهم على التخفى..
بالرغم من احتياجهم أن يبقوا مجهولين تماما, لن يمكنهم الاستمرار وحدهم ... يحتاجوا لمساعده الآخرون...

“لا لن نفعل,” ,كونر سريع فى المجادله بنمو علامات الحضاره حولهم!
ليس فقط القمامه, لكن بقايا جدار حجرى يصل طوله لمفصل الركبه... سطحه
شبيه بالطحالب .. و بقايا صدئه لبرج كهرباء قديم.. منذ أيام انتقال الكهرباء
عبر الأسلاك..
“لا نحتاج أى شخص..!, سنأخذ ما نحتاجه”.
تتنهد ريسا, محاوله أن تتماسك بآخر ما تملك من الصبر... الصبر الذى بلى
بالفعل:“أنا متأكده أنك جيد فى السرقه, لكن لا أعتقد أنها فكره جيده..”
كونر يبدو مهاناً من التلميح,:“ماذا تعتقدى؟... الناس فقط سيعطونا الطعام و أياً ما نحتاجه ... نبعا من جوده قلوبهم ؟!”
“لا”, تقول ريسا..” لكن إن تصرفنا بذكاء بدلا من التسرع كالعميان , سيكون لدينا فرصه أفضل.” كلماتها.. أو ربما نبرتها التعطفيه المتعمده !.. تجعل كونر يهيج كالعاصفه..
ريسا تلاحظ ليف يشاهد الجدال بينهم , محافظا على مسافته منهم...
(إن كان سيهرب.. تعتقد ريسا, أن هذا هو الوقت الأفضل لذلك.. بينما أنا و كونر مشغولين فى التشاجر !)
و يخطر على بالها,( إنها فرصه ذهبيه لاختبار ليف.. و رؤيه إن كان يقف
معهم , أم يراهن على وقته حتى يستطيع الهروب.)

“ لا تجرؤ على المشى بعيداً عنى,” تتذمر على كونر.. باذله وسعها لإبقاء
الجدال حيا..كل هذا بينما تُبقى عينها على ليف لترى إن كان سيهرب..“مازلت أتحدث معك!”
يلتفت كونر لها,” من قال أنه على أن أستمع لكى؟”
يتحرك كونر مقتربا منها... مقتربا جدا من مجال تنفسها, تكره أن يقترب منها أحد لتلك الدرجه.. و يقول :“ لولاى لكنتى فى طريقك لمخيم الحصاد ”
ترفع ريسا يدها لتدفعه بعيدا, لكن يده تتحرك أسرع منها... و يمسك معصمها قبل أن تدفعه.

فى تلك اللحظه تُدرك ريسا أنها ذهبت بعيداً...ماذا تعرف حقا عن هذا الفتى؟ لقد كان سيتم تفكيكه... ربما يوجد سبب لذلك ,ربما .. سبب وجيه وراء ذلك.
تحرص ريسا على عدم المقاومه... لأن المقاومه تمنحه الأفضليه ,و تترك نبره صوتها تُوصل كل غضبها: ” اتركنى..”
“لماذا؟ ماذا تعتقدى بالتحديد أنى سأفعل بكى؟”
“تلك هى المره الثانيه التى تلمسنى فيها دون اذنى,” تقول ريسا..
مع ذلك, لا يترك كونر يدها..
لكن تلاحظ ريسا أن قبضته ... ليست تهديديه أبداً. ليست ضاغطه على يدها.. بل لينه..ليست قاسيه.. بل لطيفه..قد تُحرر يدها بمنتهى السهوله بحركه معصم سريعه ... اذا لماذا لا تفعل؟؟
ريسا تعلم أنه يفعل ذلك ليوضح شيئا ما... لكن ما هذا الشئ؟ ... ريسا ليست متأكده !..هل يُحذرها أن بإمكانه إيذائها لو أراد ؟ أو ربما تكمن رسالته فى طبيعه قبضته الرقيقه ! وسيله لقول أنه ليس من النوع المؤذى ..
(أيا كان.. لا يهم..) تفكر ريسا...( الاعتداء اللطيف مازال اعتداء !)

و تنظر لركبته .. ركله متأنيه قد تكسر برضفه ركبته.:“ قد أقضى عليك فى ثانيه,” تهدده..
لو أقلقه التهديد فهو بالتأكيد لا يظهر ذلك.:” أنا أعلم.. !” ,و بطريقه ما ... هو يعلم أيضا أنها لن تفعل ..و أن أول مره كان مجرد رد فعل, لو كانت ستؤذيه مره ثانيه.. سيكون فعل عن وعى.. سيكون ناجم عن اختيار...

“ابتعد..” تقول ريسا.. و صوتها الآن فقد حدته التى كان عليها من لحظات.
تلك المره يستمع و يترك يدها.. و يتحرك مبتعدا لمسافه مهذبه ..
كان باستطاعتهما إيذاء بعضهما... لكن كلاهم لم يفعل..
ريسا غير متأكده مما يعنيه هذا الأمر ؟ ما هى متأكده منه أنها غاضبه منه لخليط من الأسباب .. لا تستطيع حتى شرحها ..!
ثم فجأه.. يناديهم صوت من جهه اليمين,:” هذا مسلى جدا و كل شئ ,... لكن لا أعتقد أن القتال سيساعدنا بأى شكل..”
إنه ليف..

و تُدرك ريسا أن حيلتها الصغيره قد ارتدت عليها, لقد خططت لاختباره بشجار مزيف.. لكن الجدال تحول لحقيقه ..و فى خضم الأمر نست تماما أمر ليف.
كان بإمكانه الهرب و لن يكتشفو الأمر إلا بعد أن يكون قد ابتعد.

ترمق ريسا كونر بنظره شيطانيه .. و يُكمل ثلاثتهم مسيرتهم..

بعد عشر دقائق, حين يذهب ليف ليقضى حاجته,حينها يتكلم كونر مجددا مع ريسا :“خدعه جيده..” يقول كونر,” لقد نجحت”
“ماذا؟”
يميل كونر نحوها و يهمس..” الجدال.. لقد صنعتيه لترى إن كان ليف سيهرب حين لا ننتبه عنه.. أليس كذلك؟”
انذهلت ريسا من هذا ...” كنت تعلم ؟!”
ينظر لها كونر.. مستمتع قليلا ...” حسنا... نعم ”
إن كانت ريسا من قبل تشعر بالشك نحوه.. فالأمر الآن أسوأ بكثير ..
“ اذا.. ما حدث سابقا.. كان فقط استعراض؟!”
حان دور كونر ليكون غير متأكداً.”أعتقد .. نوعا ما .. ألم يكن؟!”
ريسا تمنع ابتسامتها .. فجأه, تجد نفسها مرتاحه مع كونر..تتعجب مما قد كان سيؤول إليه الأمر .. ستكون رافعه دفاعاتها نحوه,و إن كان استعراض, فسوف تضع دفاعاتها أيضا ..!
لأنه إن كان يكذب بهذا الإقناع .. فلن تكون قادره على الوثوق به.
لكن ما شعرت به, كان مزيجا من الأمرين.,كان حقيقيا .. كان تظاهرا.و تلك التركيبه جعلت لا بأس منه.. جعلته آمناً,مثل أداء خدع بهلوانيه متحديا الموت, فوق شبكه أمان...
تتمسك بذاك الشعور الغير متوقع .. بينما يلحقا ب ليف متحركين نحو آفاق الحضارة المرعبه ..! 


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الفصل الأول (متفكك)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
ترجمة الكتاب الثانى من سلسلة متفكك (Unwholly _غير مكتمل)_الجزء الأول إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 4 09-23-2019 10:29 PM
رابط تحميل الكتاب الأول من سلسلة متفكك لنيل شوسترمان إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 2 07-13-2019 01:29 PM
مناقشه الكتاب الأول (متفكك) إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 0 05-24-2019 04:44 AM
إنه الفشل و الغباء المستفحل سنان المصطفى منبر البوح الهادئ 1 12-31-2013 09:11 AM

الساعة الآن 02:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.