شهداء هبّة الأقصى
من رِياح جِنانكم وَعَلى لِسانِكُم
أورقتْ في القَصيدة الكَلِمات ...
لَنْ يُقتلَ حُلُمِي يَا أَقْصَى
وَالزَيْتُ بِقِنْدِيِلي دَفْقٌ
لَنْ يُعْدَمَ لَيْلِي مَصْلُوبَا
وَيَمُوتُ الوَعْدْ ...
***
فَهُنَاكَ بِعَيْنِي لَوْنُ الخَيْرِ
وَطَعْمُ الغَيْثِ سَيَهْطُل يَوْمَا
بَعْدَ البَرْقِ وَبَعْدَ الرَعْدْ
وَسَيَأْتِي الفَجْرُ بِأَنْوَارِ
بِيَدَيْهِ البِيِضِ وَمِنْدِيِلٍ
سَيُجَفِفُ عَنِّي دَمْعَ الخَدْ
***
وَبَكَيتَ أَيَا أَقْصَى دَمْعَـًا
وَلُهَاثُكَ مَقْطُوعُ الأَنْفَاسِ
سَكَبْتَ الحُزْنَ كَشَلالٍ
فَمَلأتَ النَّهْرَ وَفَاضَ السَّدْ !!
****
وَنَظَرَّتَ وَحَوْلَكَ فِي الأكْنَافِ
عُيُونًا تَسْرِقُ مِنْكَ النَبْضْ
وَذِئَابًا تَعْوِي فِي الظُلُمَاتِ
وَتَنْشُرُ رُعْبَا خَلْفَ السُوُرِ
تَزُّجُ زُهُوُرًا بِالأكْفَانِ
وَتُعْلِنُ صُبْحَا عَادَ الحَقُ
وَمَاتَ النِدْ ... !
***
وَوَقفتَ تُصَارِعُ حَدَّ السَيْفِ
بِملءِ العَيْنِ أَدَرْتَ الطَرْفْ
فَوَجَدْتَ المِئْذَنَةَ الكُبْرَى
تَشْكُو لِلْقُبْةِ ظُلْمَ الأَهْلِ
تَخَاذُلَ كُلَّ ذَوِي القُرْبَى
مَلْيَارًا كَانُوا وَازْدَادُوا
فَتَبَاهَى فِيِهِم تُرْبُ الأَرْضِ
وَفَاحَ الوَرْدْ ..
***
لَكِنَّ جُرُوحَكَ مَا الْتَأَمَتْ
فِي قَلْبِ الأَطْمَاعِ الدُنْيَا
فِي جَوْفِ مُلُوكِ قُصُورِ الرِّقْ
سكَنَتْ صَرخَاتُكَ قَعْرَ الصَّمْتِ
فَتَلاشَى الحِسُّ وَذَابَ الصَوتُ
وَكَأنَّ القَوْمَ غَشَاهُم مَوْتْ ...
أَتَوَارَىَ الجَمْعُ بِعُتْمِ الَّلحْدْ ؟!!
***
مَا زَالَ الخَيْرُ كَيُنْبُوعٍ
سَكَنَ النُطُفاتِ وَمَجْرَى الدَفْقْ
وَسَيَنْبُتُ مِنْهَا فِي الأرْحَامِ
صَلاحُ الدٍيٍنِ .....
عَزِيزُ الأُمةِ والأنسَابْ
سَيَفْدِي الرُوُحَ لِصَرْخَةِ طِفْلٍ
تَحْتَ الرَدْمِ ....
وَصَوْتِ عَجُوزٍ تَشْكُو الوَغْدْ
وَتَرْفَعُ فَجْرَا كف اليَدْ
فَيَفِرُّ بَعِيِدَا هَذَا الذِئْبْ
وَيُولَدُ نَجْمٌ فَوْقَ القُدْسِ
وَمسْرَى النُورِ وَأَرْضَ المَهْدْ