احصائيات

الردود
11

المشاهدات
10325
 
خولة الراشد
كاتبة وأديبـة سعـوديـة

خولة الراشد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
32

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2012

الاقامة

رقم العضوية
11346
09-17-2012, 08:09 AM
المشاركة 1
09-17-2012, 08:09 AM
المشاركة 1
افتراضي حلم الأمس
حـلْمُ الأَمــس
قصة
ـــــــــــــــــــــــ


ليلة السبت التاسع عشر من مايو ، اسْتَيقظتُ من نومي من بعد سُباتٍ عميق ، لم تَكن الرؤيا واضحة لم أستطعْ أن أتَكَهّنْ مكاني ،ما أعْلَمُه فقط أني فتحتُ عينيْ على ظلامٍ دامِسْ ، ساعات اختلطتْ فيها رؤى أحلامي ، لم يكن ثِمة علامة أستدلُّ بها على الوقت ، جلستُ في الفراش بلا تَرَدّدْ لأتغلّب على إغراءِ النوْم ، هكذا هي عادتي ، وبحركة تلقائية تَمَغّطّت ورفعت بيديْ إلى الخلف كيْ أنْفض عني التكاسُل ، طَقْطَقْتُ أطراف أناملي الناعمة ..وصارَ فَكِّي يُطَقْطِق بطريقة غير مُنتظمة ، ثم وضعتُ أصابعي على فمي وأنا أسْمع نغماتٌ مُتقطّعة وتَأَوّهاتْ تخرج من نَبرات صوتي .. وكأني قد عُدتُ من رحلةٍ طويلة ..!
جلستُ في الفراش كعادتي دون تردّدْ ، وتربّعتُ لأتغلّب على إغراء النوْم الدّافئ انْزَلَقْت من تحت الغطاء ثم عدتُ إليه وكأني حائرة في أمري..!
أخذتُ أتَفقّدْ الظلام وأنظرُ إلى الخلف وكأني أبحثُ عن نفسي ..وأستعيد ذاكرتي، نزلتُ ثانية من سريري ،وأخذتُ أتَلَمَّسْ الطريق إلى أن اصْطَدَمتُ بجدار حُجْرتي بَسْمَلْت ،ثم ضَغَطتُ على أزْرار الإنارة ..المُثبّتة على الحائط، وأخذتني خُطايْ للحمّامْ ، ثم فتحتُ صُنْبورُ الماء وبدأَ خَريرُ الماء يتكاثَف و أصواتاً تخرجُ منه كما النايْ، اغتسلت و خرجت وأنا أحمل فوطة وجهي ، فتحتُ الباب بكل ما تبقّى لي من قوّة وانْخَرَطْتُ في المشي دون أي تفكير مني ،إيقاع مُتنافرْ؛ فيه زَعيق مُتفاوتْ بين الشوارع ..و الأرْصفة ، وكلماتٌ لم تخطر على بالي ، عندما فتحت النافذة المُطِلَّة من صالة الجلوس ،نظرت للسماء والأرض و تأملت معالم المدينة التي أسْكنها؛ أُناس ؛ يمشون، ..و يتزاحمون، أما البنايات الشاهِقة... تَفوقُ حَدّ البَصرِ ، يعكُسها زجاج حاجِب للرؤية ،أي مدينة هذه التي من حولي !
ما زلت في حيرتي أبحثُ عن نفسي في ذاتي عن وجودي ، إني أسمع نبضات قلبه وقلبي..
لا أعلم إلى أين ستقودني تلكَ الأحداث والأحلام الغريبة !
ولا كيف صرتُ على ذاك الحال ؟
و كأني قد نمتُ نومة "أهل الكهف" !
لا أعلم كيف سأخرج من هذا التيه وأعود لطبيعتي ! ..
بدأت تختلط بي الشكوك ،على أنّ هذا الدار ليس بِداري !
أخذتُ أتأمل ..الفَرْشْ ..والجدران ..واللوحات المعلقة على الحائط ..وأنا أتذكّر أغراضي الخاصة بي ،هَرِعْتُ أبحث عن.. مُتصفّحي.. وكُتبي ..وأوْراقي ..ودَوائي ..ودِبْلتي ..وسِلْسالي الذَهبي ، الذي أهداني إياه (سعيد ) !
يومها ألْبَسني ذاكَ الخاتم الجميل... وقال لي:
لا تَنْزَعيه يا حبيبتي أبداً..إنه أنا..سَأَتَوَحّد معكِ في كلّ الأمْكِنة...
أذكره قبل أن يتغرّب
أذكر يومها كان كل شيء يولد في القلب ، ولم تتبعثر الأحلام بعد..ولم تتمزّق الصور إلى أشلاء.....يومها كان معي..وكان الحب لنا..
أذكر عندما رقصت معه والمطر يدفئ وجهينا..يومها ألقيت بجسدي الصغير في حضنه واستعذبتُ اللحظة..كانت يده تطوّقني تدخلني في عالم ملوّن..تملؤني حباً وعينايْ تتعلّقان به و أصابِعه تَتَخَلّل شعري الطويل.
آه ..لو يدعني أشتم عطره مرة أخرى..ليتني أراه في هذه اللحظة
لو فقط يأخذني من جديد في صدره ، ويراقصني على ذاك النغم المحلّق
أه ..لو لم يغترب ..آه لو أستدلّ على عنوانه لأرقص معه (رقصة العمر) أين هو ..؟

*******************


تناولت جهاز التحكّم ، وعن بُعد تركتُ لإصْبعي كامل حريّة التنقّل بين القنوات الفضائيّة، وازداد ضَغْطي على الأزْرار عُنْفاً وحِدّة عندما وقعت عيْنيْ على القناة الإخباريّة والمذيع يقول :
أعداد من القتلى والجرحى في سوريا ، والإرهاب في اليمن ، وأطفال و قتلى ونساء في فلسطين وجنوب لبنان ...وانفجارات ودخان متصاعدا يحفّ أرجاء المدينة ... أحزان ..ومآسي ..وشهداء ...في بلاد العرب ، وأمريكا وأعوانهم يدّعون أنهم في حالة حُزن ..لا أعلم كيف يتفنّون ... الكذب.. والوعود ...والتمثيل .. والبراءة....
أصابني الذُعْر و الإعْياء توجّهت نحو حديقتي الصغيرة ، جلستُ على كرسي حديدي يَنْبَثق منه أربعة أرجل ، بجوار شجرة تبدو لي أنها ليست من بيئتي ..!
صرتُ أبحث عن نخلتي، تأملت النباتات المحيطة بي كانت رائعة الاخضرار، طيورٌ في قفصها لا تغرّد ! ونافورة تتلون بألوان فسفورية ومياه مموجة ، تخرج من قاعها الأضواء ثم ترتفع لسطح الماء، ورود لا تحصى عندما لمستها كانت بِلاسْتيكيّة ، لكن عندما رفعت رأسي للسماء لمحتُ ضوء القمر وهو يحدّثني ، كنت أحلّق كمسافرة في أجواء أخرى حيث يمكن للحب أن يولد مرة أخرى...
سألت عنه في مَطارِحِ الأمْس.. !
ثِمة إحساس غريب خانِق، كنت كلما تذكرتُ منْظره تمنّيْتُ لو أني أعيشُ عمري معه نبشْتُ في هواجِس الذكريات والماضي المدفون ، وتراءتْ لي ابتسامته ، شعرتُ بالسّخرية التي يخبئها لي القدر يوم أن هاجر ( سعيد ) وتغرّب،
ها هو يمشي متبختراً ببدلتُه الأنيقة السوداء.. وقميصه الأبيض ..وربطة العنق
المخططة باللون الأحمر ، لقد تبدّل حاله ، كان فقيراً قبل سفره لا يجد ما يَقي جسده من الشتاء ، وبعد أن جلس .. ألقيتُ عليه التحيّة من على بُعْد أمتارٍ من القهوة وهو يحتسي الشاي مع صديقه ،ابتسم لي ، عجبا لي لم يتوهج له وجهي ، كنت أتصنع إبتسامتي وكأني ألومه ، تسارعت نبضات قلبي فانتابتني دوافع عاطفية ،هذا الذي وثقتْ به.. وفرّ هاربا إلى بلادٍ لا تعرف غير المال .. والضياع .. هذا شخص لم يكن يؤمن بالوطنيّة ...والغيرة... ولا ببناء مجتمعه . فكره الوجودي هو الذي حمله إلى حيث لا وجودَ للروحِ والضميرِ .
علمت أنه يملك ثروة كبيرةً وينوي بناء مشاريع كثيرة يهدف من ورائها خدمة المواطنين الأجانب ليساهم في بناء مجتمع آخر ...وبناء مسجدا في فرنسا ..وهذا شيئ طيب.. ولكن آه لو يعود لبناء وطنه من جديد إنه يكد ويعرق خارج وطنُه..
أليس وطنه أحقّ به!..

****************************
أين هو الآن سأبحث عنه ...؟
إني ألمحه ثانية من بعيد وهو يحرك ربطة عنقه و يلوح لي
"أرجوك لا ترحلي"

-بكل ندم يناجيني : هيام .. عودي كي أعيش معك هنا ،عودي لنكن كما كنا
- همست له كفاكَ يا (سعيد) اغتراب ..عُد أنت إليّ... عُد لحبك ووطنكّ
خفقان سريع.. أراهُ أمامي وهو ينثرُ الورود على خصلات شعري ،وأنا أحضن مشاعره وأحاسيسه إني أسمع خطواته...
لقد كنّا معاً قبل أسبوع وبالتحديد يوم الجمعة الثاني عشر من يوليو.. !
واليوم أراه يداعبني ويحفني بالدلال
استحضرت ما تبقى مني من قوة
ضاع مني مرة أخرى ..ضممت أصابعي إلى بعضها وقمت بتحريكها نحو فمي وكررت تلك الحركة بسرعة لأخاطب النادل.. ، كيف سأتحدث معه لن يفهم لغتي
تكلّمت مع النادل بلغة الإشارة : أتيت لأبحث عن حبيبي ، وضعت كفي على قلبي ورسمت له في الهواء صورة قلب ، أنفاس تخرج من أعماق أعماقي ..آهات ..وأشواق ، كان النادل ينظر إليّ ليكشف عن الرموز ولغة الإشارة ،ربما خمّن أني من البُكم... تعاطف معي وعندما تيقن أني عربية ،
هزّ رأسه و قال لي : إنّ (سعيداَ) دوما يأتي هنا وهو يحبكِ ويذكركِ باستمرار
فاجأني أنه يتكلم العربية ..سألته كيف تعرفت إلى ملامحي ...صمت
عجبا ليس من علامات تدل على أنه عربي ولم يسبق لي وأن قابلته ،فهو نحيل ، ليس هو بالطويل ولا القصير ، أشقر الشعر، ذو بشرة صفراء ،وشفتيه وردية ، وملامحه دقيقة،
ثم أردف بجواب...وكأنه متأكدا من أن قلبي يعشقه :
لا بد أنك (هيام )،دوما صورتك في جيبه ، لما لا تأتي وتعيشي معه ، إنه لا يستطيع العودة لوطنه
بدأت الألغاز والأسئلة تتصارع في فكري
لم أعلم أن ( سعيد) يعشقني إلى درجة الجنون ، وأني معه في كل الأمكنة
أقبل (سعيد) وهو يهرول : هيام ..هيام ..
ربما أراد أن أبقى معه ،
قال : أنت الجمال أنت موطني وحبيبتي .. لا ترحلي... لا ترحلي ....
كررت عليه بكل رجاء ... لما لا تعود معي للوطن ، لقد أتيتُ من أجلك ، أتيت لتعود معي

****************************
مصطلحات تتردد في أعماقي ....
المجهول، البقاء، الفناء، المصير، الغربة ،الكون...التضحية
لغة كامنة حبيسة في باطني تريد أن تخرج. كيف أبرر لنفسي السؤال هل هذه الطلسمات الآتية من كوكب آخر ؟
أم هي من أطلس وموطن الذكريات الأولى ؟
سأنتظرك يا حبيبي مهما طال العمر .

***********************

تحيتي وتقديري للجميع ..أتمنى أن تعجبكم

خولة الراشد


قديم 09-25-2012, 12:29 PM
المشاركة 2
سهى العلي
أديبة وقاصة لبنانية
  • غير موجود
افتراضي
العزيزة \ خولة


حُلمْ + أملْ + تفائل + اجتهاد = حقيقة ملموسة


الغربة وتحديداً غربة من نُحب أصعب ألمْ لا يدركهُ إلا من عاشه..

ندعوا الله أن يعود كل حبيب قلب حبيبه


جميلة


دمتِ بخير



مِلءُ السَنابِلِ تَنْحَني بتواضُعٍ والفارِغاتُ رؤوسُهنّ شوامِخُ

كُنْ في الحَياة كَشارِب القَهْوة.. يسْتَمتِعُ بها رُغْم سَوادِها ومَرارَتِها


.

قديم 09-25-2012, 01:18 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بأسلوبها السردي الجميل أدخلتنا القاصة خولة الراشد في عالم قصتها الغني بالأحداث و بالذاكرة العميقة الحية
حقيقة ما طرح من مواضيع في هذه القصة القصيرة على قدر كبير من الأهمية و أكثرها جذبا لانتباه القارىء هو قضية الوطن و تعريفه ..
خولة الراشد قاصة سأقرأ لها كثيرا
أرحب بك في منابر ثقافية متنية لك أطيب الأوقات معنا
تحيتي لك

قديم 11-20-2012, 01:24 AM
المشاركة 4
خولة الراشد
كاتبة وأديبـة سعـوديـة
  • غير موجود
Arrow
العزيزة \ خولة


حُلمْ + أملْ + تفائل + اجتهاد = حقيقة ملموسة


الغربة وتحديداً غربة من نُحب أصعب ألمْ لا يدركهُ إلا من عاشه..

ندعوا الله أن يعود كل حبيب قلب حبيبه


جميلة


دمتِ بخير


الغالية والأديبة سهى العلي
************************

- سيدتي ...العذر ...العذر...
لقد تأخرت على مصافحت حروفك ،
ربما لأنّ الحروف أحياناً تُحلق بنا إلى بساتين مُختلفة أكثر جمالا.. كما تتقلب فصول السنة.. وتتراكم السنين..ونكتب تاريخ جديد
إنه بوح الحرف كنت هناك حيث لا أستطيع أن أعبر إلى منابر القصص ...ولا أعلم كيف يكون ذلك ...!
نعــــم يا سيدة الحرف...كما ذكرت ..إن الغُربـــة مُتعبة...بل هي كئيبة ..وفد يفقد فيها الإنسان هويّته.. والأعجب أن الروح تتلون باختلاف المدينة ... واللغة... وتتبعثر الحروف على الطرقات كما أشجار الخريف، فالنفس تكابد من أجل الحصول على عمل
والدمع يسيل على الطرقات
ولكن يظل الجسدا هو مرآة الروح ، وذكرياته التي تعاتبه شوقاً وحباً...حتى نصطدم بمعاني وذكريات الأمس .
بنسمات الربيع.. للصرخة الأولى ...حيث بداية الإنسان...
و تظل (هيام) تنادي الأمل.... تنادي حبيبها سعيد!

إني أشعر بالغربة كما الحرف إذا ما توقف.. وإذا ما صَمَتَ القلم ...وهاجر الحرف... حتى يغدو كذرات في الهواء تختفي عن الوجود إلى العدم .. فلا يعد لها اسم ولا عنوان ...
ولا يُفرأ ....ولا يَكتبه قلم ....
إلى أن يشيب ويموت الحرف دون أن يُخَلّد كعمل أو كتاب....هكذا هو الإنسان ...
نعم إن الإنسان حرف ...والحرف نبض


ولكن أجد نغسي الآن ها.. هنا ..معك
حيث تتحرك الملموسات.. والمحسوسات...
إلى أن تهنز الجوامد... وتصير ...روح...وحروف...
ل تجر الأقلام كيفما تشاء,, ومتى ما تشاء
هكذا نحن يا (سيدة الجمال) ...
محكومٌ علينا بأن نكون (خيال) دون.... زمان ..ومكان
تخيلي لو أن المسافات المُتقطعة المكبوتة تحترق الجدران، وتكون قايلة ، أن تَمَدّتدَ على استقامتها ,,,عبر طريقا طويل، أي أن نعيش دون جدران
لكان الشعوره بالاطمئنان أفضل مما هو عليه الآن.
فالطريق في حلم يقظه الأمس كان ممدوداً في صباح شتويّ باكر،
تزينه من الجانبين أشجار سامقة، جذوعها سميكة راسخة مستقيمة
و من ذلك المكان أكتب إليك الآن وبرائحة تفوح بالجمال ...
عجبا لي إني أشعر أن حروفي بطريفها إليك
تخطو عبر السطور المزفلتة بالكلمات ...
إلى أن تصل إليك لتهديك ابتسامتي وكلماتي
ثم ترجوك أن تحفظيها بين لفائفك وبين أدرجك ومكتبة الزمان
لتحكي حكايتي إني كتبك وتعيش ذكراي في حاضرك وكلما فتحت مكتبة الزمان

فاذكــــريني ...أذكــــــرك

أشكر أدبك الراقي وأتمنى أن يكون... غدا اللقاء... بين جنات السطور ....
لك مني... نخيل رياضي...وأجمل صباح..وأحلى الكلمات....وحلــم أجمــل من الأمس...

كوني سعبدة ....معا دوما

خولة الراشد

قديم 11-20-2012, 11:26 PM
المشاركة 5
خولة الراشد
كاتبة وأديبـة سعـوديـة
  • غير موجود
افتراضي
بأسلوبها السردي الجميل أدخلتنا القاصة خولة الراشد في عالم قصتها الغني بالأحداث و بالذاكرة العميقة الحية
حقيقة ما طرح من مواضيع في هذه القصة القصيرة على قدر كبير من الأهمية و أكثرها جذبا لانتباه القارىء هو قضية الوطن و تعريفه ..
خولة الراشد قاصة سأقرأ لها كثيرا
أرحب بك في منابر ثقافية متنية لك أطيب الأوقات معنا
تحيتي لك

الأديبة ريم بدر الدين
*******************
الوطن ...وما أدراك ما... الوطن ..على الرغم أني أعيش في رياضي، إلى أني أقرأ با سيدتي الإنسان فالغربة مُرّة، بل ألمسها في نبض كل من يهاجر من بين الطرقات ...وفي المكاتب ...والمحلات ...في "رياضي" وفي كل من يتغرّب فيها لذلك استطعت أن أصل لمشاعر (هيام وسعيد) وأكتب عن (الوطن) إن الألم.. الألم ...
أن تعيش إلى أن تشيب ثم ينتهي بك العمر وتموت على أرض أخرى ..أرض بعيدة عن الوطن... وهذا هو المرّ والقَهرْ..
أنا معك أن كل نفس لا تعرف أين تموت...
أنا معك أن القدر هو الذي يسيرنا وأن "الله سيحانه وتعالى" بيده ملكوت السموات والأرض
وأن كل روحٍ لها أجل مسمى ...أينما تكون ....
ولكن الأكيد أنك معي بأننا يتوجّب علينا من أن نسعى و نعمّر بلادنا بأنفسنا ...لأجيال ...وأجيال ....
إني أشعر بالغربة كما الحرف إذا ما توقف.. وإذا ما صَمَتَ القلم ...وهاجر الحرف... حتى يغدو كذرات في الهواء تختفي عن الوجود إلى العدم .. فلا يعد لها اسم ولا عنوان ...
ولا يُفرأ ولا يَكتبه قلم ....
إلى أن يشيب ويموت الحرف دون أن يُخَلّد كعمل أو كتاب....هكذا هو الإنسان ...
نعم إن الإنسان حرف ...والحرف نبض !

(سيدة الحسن والجمال) ....
- هل قالوا لكِ يوماً أنك امرأة تزيدين السطور نورا وسرورا وعطرا وسحرا ؟
سيدتي افرأي حروفي لتزداد بك جمالا ...وبهاء...
لتشرق في فجر جديد... يفطرُ حبراً وخيال ...
من أجلك سبدتي... سأكتب الأبجديات لتترجمي لعالمي .. خيالي
ولكن هل من الممكن أن أصل إليك ؟
سيدتي أنا التي أبحث على متكأ لسحابتي
فهلا تحضني غيومي حتى تمطر غيثا... وقصصا ...؟
عجبا لي أرى عنقك الجميل كنخلة خضراء تطرح الثمار... و تهتز لتترجم الأحاسيس ! ....
هكذا نحن أرواح وحروف تحلق في السماء لتتعانق و ترفع شعار الأدب والكيان
اقرأي حرفي حتى أكتب... وأكتب
لا أريد أن أعيش في غربة كتاب... أريد أن أعيش معك يا سيدة الكلام .....فهل فهمت قلمي الذي حكى "قصة ...وحلم الأمس"
هل أدركت أن الإنسان مرده أن يكون حرف ...ويجر الكلمات ليكتب تاريخا وعلما ويترجم الخيال
آه للكتابة كم هي شاقة ...وكم أنا سعيدة بك
لأنك قرأتي أسطري وستقرأي لي المزيد...المزيد
وهذا كله بفضل الله ...
أسألك يا سيدتي أن لا تفارقي حروفي حتى تمطر غيومي على سماءك مدرارا... ....


فاذكريــــني ....أذكــــــــرك


لك نخيل رياضي ...و أجمل الأمسيات ....والكلمات ...لك ...دعوات بكل ما تشتهي النفس ....وتتمنى......فاسألي من "الله عزّ وجل" أن يعود الحرف لأرضه ويعانق الكلمات.... للتوحد البلاد والآداب


ولي ابتسامتك ...لي أجمل معزوفة ... وأجمل عين تقرأني كلما أكتب ...

خولة الراشد

قديم 12-14-2012, 01:09 PM
المشاركة 6
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أذكرونا مثل ذكرانا لكم * رب ذكري قربت من نزحا
و أذكروا صباً حين ذكراكم * شرب الدمع و عاف القدحا

ماذا أقول بعد هذا أخت خوله: رد الله غربة من تحبين

قديم 12-23-2012, 02:59 PM
المشاركة 7
خولة الراشد
كاتبة وأديبـة سعـوديـة
  • غير موجود
افتراضي
أذكرونا مثل ذكرانا لكم * رب ذكري قربت من نزحا
و أذكروا صباً حين ذكراكم * شرب الدمع و عاف القدحا

ماذا أقول بعد هذا أخت خوله: رد الله غربة من تحبين


الأستاذ طــارق أحمــــد
********************


تَسْحَق دائرةالرؤيـــا
تَنْسَلــَخ خاشعا إلـــى
شاطــي الحُلٍم
و في هَفّــة وجْدانك
تَنْفُض الحُزن.. والعتابْ
و بحنينٍ
ترُسم وردة
تنبت
منها شوقا.. و أشواقا
لتنزع الشـَـوْك
تنتشي بالفجر الصامت
تُرجعني إلى شـــذى
هَمْسُكَ
المُشَبّعْ بأجِنّة الياسَمين
للحظــة حب مخمر
بشوق مُنصهر
"ويدوم الحب بأشواق ولهفة انتظار"
هكذا تكون عندما "تقرأ حلم الأمس" إنها مزيج من مشاعر الحروف والفن..والأدب
سُبحان الله ...لا أعلم لما قصصي مفتاح لغيرها... أو منفذ لي أودليــل يُرشدني لعمل جديد ،وهذا ما يُمتنعني ، لذا دوما أنا محلقة ،أبحثُ عن الحقيقــة في دائرة الخيــال ..وكأني أقفز من أرضي لسمائي ، وأتمسك بالهواء فأقع ، بخيالي ..وحلمي...
حتـــى أعود ثانية .. وأهبط إلى الأرض
أحاكي الأدباء كما هو الآن ..
طـــارق ...أنا وأنت نطل من شرفة القصص من "حُلـــم الأمــــــــسْ" ...
أتمنى أن أنال إعجابك ..
وأكتب دوما حلما أصل به للحقيقة
أنا امرأة أبحث عن "الحقية في دائرة الخيال"
و"الحقيقة أعجب من الخيال"
هكذا كشقت لي الأوراق !
أشكرك من أعمـاق أعماقي

لكَ نخيل رياضــي..لك أحلى الكلمات وأجمل الأمسيات ..لك الأمل وأجمل حلم
خولـــــة الراشـــد


قديم 12-27-2012, 12:19 AM
المشاركة 8
محمد غالمي
كاتب وقاص مغربي
  • غير موجود
افتراضي
الأخت خولة.. ما أروع الحلم الذي يداعب سائر كياننا ويؤرق ضمائرنا! ولشد ما يثيراشتياقنا حتى ولو استفز مشاعرنا بالهجران..
سرد محكم البنيان، وزانته لغة أدبية ساهمت في نسج صور أدبية ذات طبيعة نفسية.. وعلى الرغم من بعض الهفوات اللغوية يبقى النص شامخا شموخ الأوطان في ذاكرة الإنسان وصميم الكيان..
تحياتي لما فاضت به المشاعر..
محمد غالمي

قديم 12-27-2012, 12:43 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس " ليلة السبت التاسع عشر من مايو ، اسْتَيقظتُ من نومي من بعد سُباتٍ عميق ، لم تَكن الرؤيا واضحة لم أستطعْ أن أتَكَهّنْ مكاني ،ما أعْلَمُه فقط أني فتحتُ عينيْ على ظلامٍ دامِسْ ، ساعات اختلطتْ فيها رؤى أحلامي ، لم يكن ثِمة علامة أستدلُّ بها على الوقت ، جلستُ في الفراش بلا تَرَدّدْ لأتغلّب على إغراءِ النوْم ، هكذا هي عادتي ، وبحركة تلقائية تَمَغّطّت ورفعت بيديْ إلى الخلف كيْ أنْفض عني التكاسُل ، طَقْطَقْتُ أطراف أناملي الناعمة ..وصارَ فَكِّي يُطَقْطِق بطريقة غير مُنتظمة ، ثم وضعتُ أصابعي على فمي وأنا أسْمع نغماتٌ مُتقطّعة وتَأَوّهاتْ تخرج من نَبرات صوتي .. وكأني قد عُدتُ من رحلةٍ طويلة ..!
جلستُ في الفراش كعادتي دون تردّدْ ، وتربّعتُ لأتغلّب على إغراء النوْم الدّافئ انْزَلَقْت من تحت الغطاء ثم عدتُ إليه وكأني حائرة في أمري..!
أخذتُ أتَفقّدْ الظلام وأنظرُ إلى الخلف وكأني أبحثُ عن نفسي ..وأستعيد ذاكرتي، نزلتُ ثانية من سريري ،وأخذتُ أتَلَمَّسْ الطريق إلى أن اصْطَدَمتُ بجدار حُجْرتي بَسْمَلْت ،ثم ضَغَطتُ على أزْرار الإنارة ..المُثبّتة على الحائط، وأخذتني خُطايْ للحمّامْ ، ثم فتحتُ صُنْبورُ الماء وبدأَ خَريرُ الماء يتكاثَف و أصواتاً تخرجُ منه كما النايْ، اغتسلت و خرجت وأنا أحمل فوطة وجهي ، فتحتُ الباب بكل ما تبقّى لي من قوّة وانْخَرَطْتُ في المشي دون أي تفكير مني ،إيقاع مُتنافرْ؛ فيه زَعيق مُتفاوتْ بين الشوارع ..و الأرْصفة ، وكلماتٌ لم تخطر على بالي ، عندما فتحت النافذة المُطِلَّة من صالة الجلوس ،نظرت للسماء والأرض و تأملت معالم المدينة التي أسْكنها؛ أُناس ؛ يمشون، ..و يتزاحمون، أما البنايات الشاهِقة... تَفوقُ حَدّ البَصرِ ، يعكُسها زجاج حاجِب للرؤية ،أي مدينة هذه التي من حولي !
ما زلت في حيرتي أبحثُ عن نفسي في ذاتي عن وجودي ، إني أسمع نبضات قلبه وقلبي..
لا أعلم إلى أين ستقودني تلكَ الأحداث والأحلام الغريبة !
ولا كيف صرتُ على ذاك الحال ؟
و كأني قد نمتُ نومة "أهل الكهف" !
لا أعلم كيف سأخرج من هذا التيه وأعود لطبيعتي ! ..

اتفق مع الاخوات والاخوة الذين سبقوني في مداخلاتهم بأن الاستاذة خولة تمتلك قدرة فائقة على السرد الجميل، ولها اسلوب مشوق، ونصوصها تنبض فيها الحياة ، وسر ذلك انها قادرة على حشد كم هائل من المحسنات مثل الحركة، وتسخير التناقض، والالوان، والاعداد، والتشخيص والكثير من المشاعر مما يجعلها خبيرة في كتابة النصوص ذات البعد النفسي حتما كما يقول الاستاذ محمد غالمي، وهو ما يؤثر على عقل المتلقي ويجذب انتباهه واهتمامه.

ويبدو انها تميل الى كتابة القصص الواقعية لكنها وكأي امرأة شرقية تلجأ الى فلسفة حبكتها فتظهرها على شكل حلم لتعطي لنفسها مساحة تقول فيها ما تشاء، وهذا هو النص الثاني هنا الذي تلجأ فيه للتعبير عما يجول في خاطرها عن طريق تصويره على شكل حلم.

لكنني اود ان اشير بأن الاستاذة خولة تحتاج لتحسم امورها قبل ان تمسك قلمها حول النمط الادبي الذي تريد ان تكتبه، هل هو قصة قصيرة، او رواية، او قصيدة، وهل تريد ان تضع نصها في اطار تقليدي ام انها تريد ان تعبر عما تريد باستخدام اسلوب التداعي الحر؟

كل هذه الاسئلة ضرورية لتتمكن من توليد نصوص فذة ومكثفه وخاليه من اي حشوات غير ضرورية، ومنطقية، واحداثها تدعم وتساند بعضها بعضا، وبالتالي تكون بالغة الوقع والتأثير وهي قادرة حتما على ذلك نتيجة لقدرتها على تطويع اللغة والتعبير السردي المشوق.

يجب، على ما اظن، ان تعود الاستاذة خولة لمراجعة عناصر القصة القصيرة، وخواص الرواية، وتقرأ عدد من القصص بعد ان تتعرف على تلك العناصر بصورة اعمق بما انها تكتب القصة القصيرة لاول مرة هنا كما تقول، هذا لا يعني بأن عليها الالتزام بتقليد من سبقها والالتزام بطقوس الاخرين، بل من اجل ان تتعرف كيف تكون نصوصها متينة البناء بالغة التأثير، ولها حتما ان تختار الاسلوب الذي يناسبها، واظنها سوف تبدع في مجال كتابة الرواية الطويلة باستخدام اسلوب التداعي الحر على شاكلة جيمس جويس، لكنها ان ركزت فكرتها ووضعت تصورا مسبقا، كاملا لما تريد ان تقوله، وخططت للحبكة وتطور الحدث، واستمرت في البناء الجميل الذي تحشد فيه كل هذه المحسنات، بتكثيف، وتسلسل منطقي، فسوف تكتب قصص قصيرة رائعة سوف تصل الى العالمية.

خولة الراشد تمتلك اسلوب سردي جميل واهم ما يميز نصوصها ان فيها الكثير من الحركة التي تجعل نصوصها تنبض بالحيوية والحياة.

قديم 12-29-2012, 12:50 AM
المشاركة 10
علي ابريك
صحفي وقاص ليبي
  • غير موجود
افتراضي
نص سردي سريع
تحية لقلمك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حلم الأمس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حنين الأمس طلال المسفر منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 4 12-04-2020 08:02 PM
الأمس أحمد سليم بكر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 10-12-2015 11:50 AM
قمامة الأمس أزهر عمر قاسم منبر قصيدة النثر 2 05-28-2015 06:10 PM
أنت منذ الأمس أحمد فضول منبر شعر التفعيلة 2 08-07-2012 07:31 PM

الساعة الآن 03:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.