قالتْ مَقالتهَا.. والضَّادُ ضَيْعَتُهَا
عبد اللطيف غسري
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ إمَّا عَارضٌ عَرَضَــــــــا
أوْ هَرْوَلَ الضوءُ فِي السَّاحَاتِ أوْ رَكَضَا
أَرحْ أناكَ اتَّخِذْ رُؤْياكَ مِنْضَـــــــــــــــدَةً
أوْ فَافْترشْ فِي احْتِراقِ الحُلمِ جَمْرَ غَضَا
أَزِحْ ضَبَابَكَ ما أقْصَتكَ ذاكِـــــــــــــــرةٌ
إلاَّ لأنَّ النَّدَى عَنْ نَخْلتَيْكَ نَضَــــــــــــــا
انْضُدْ أثاثَكَ فِي بَيْتِ الحَنيـــــــــــــنِ ولا
تَرُمْ عَنِ الزهْر أوْ أحْلامِهِ عِوَضَــــــــــا
لوْ شِمْتَ بَدْرَكَ لاشْتاقَتْ نضَارَتُــــــــــهُ
لوْ فُضَّ غَيْمُكَ عَنْ جَفْنيْهِ لانْتَفَضَـــــــــا
لوْ شِئْتَهُ ضَاحِكًا بانَتْ نَوَاجِـــــــــــــــذُهُ
مِنْ كُوَّةِ الليلِ حتَّى وَجْهُهُ وَمَضَـــــــــــا
يا أنتَ! يا سَوْرَةَ الأنَّاتِ فِي ضَحِكِـــــي
لولا اتِّقادُكَ قلبُ النار ما نبَضَــــــــــــــا
لولا غُمُوضُكَ كانَ الصَّحْوُ مَزرَعَتِــــي
فَانْفُثْ برَمْضَائِيَ الحَرَّى نسِيمَ رضَــــــا
آهٍ! ألمْ أتَوَضَّأْ مِن شَذاكَ أنـــــــــــــــــا؟
ألمْ أُصَلِّ بِمِحْرَابٍ بكَ انْتَقَضَــــــــــــــا؟
إنِّي قَبَضْتُ هَوَاءً مِنكَ هَبَّتُــــــــــــــــــهُ
حتَّى تَقَلَّصَ كَفُّ الشَّوقِ وَانْقَبَضَــــــــــا
الأغْنِيَاتُ قدِ اخْضَرَّتْ على شَفَتِــــــــي
ظِلِّي على هَضْبَةِ الأحْزانِ قدْ نَهَضَــــــا
أحْللْتُنِي فيكَ.. أنتَ الآنَ تُضْمِرُنِـــــــــي
أعْلِنْ إيَابَكَ فِي أنشُودَتِي غَرَضَـــــــــــا
اجْدِلْ ضَفائِرَ أيَّامِي على مَهَــــــــــــــلٍ
أسِرْ إليكَ إذا مَعْنى الضُّحَى غَمَضَــــــا
قالتْ مَقالتهَا والضَّادُ ضَيْعَتُهَـــــــــــــــا
على المَمَرَّاتِ يَجْري هَمْسُهَا مَضَضَـــا
فقلتُ ألقِي تجاعِيدَ الأسى وَضَعِــــــــــي
أوْزارَ حَرْفِكِ إنِّي فيكِ حُكْمُ قضَـــــــــا
من مجموعتي الشعرية