احصائيات

الردود
0

المشاهدات
6415
 
الصورة الرمزية بالنوي مبروك
بالنوي مبروك
من آل منابر ثقافية

بالنوي مبروك is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
25

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jun 2012

الاقامة

رقم العضوية
11224
06-17-2012, 03:06 AM
المشاركة 1
06-17-2012, 03:06 AM
المشاركة 1
افتراضي مسرحية الكسوف
المشهد الأول
الخشبة :العجوز خيرة , خيمة , مهراس , موقد النار , يدخل جماعة العلم مع إيقاع المحضرة وخلفه الأطفال و العرافة بالبخور احتفالا بعيد الشمس
بعد ثلاثة دوارات تخرج الفرقة وتبقى العرافة و العجوز خيرة
العجوز خيرة : (وهي تحمل المدق قرب المهراس لصنع مسفوف التمر )
مازلتِ كما أنتِ , تعدينَ للشمس أعيادَها و تخشينَ غيابَها , هنيئا لكِ العيد
العرافة كلثوم : ( وهي توقد بخورها ) اليوم أكمل مسعود الثمانيةَ عشر حولا و مروشة السادسةَ عشر
العجوز خيرة : مسعود آه ذلك الفتى يلحُّ عليَّ أنْ أحدِّثَهُ عن والديه , و خاصة أبيه , كَبُر ولم يعدْ في مستطاعي تجاهلَ أسئلتَهُ فقدْ وعدْتُهُ بالحديث عن والديه اليوم
العرافة كلثوم: إحذريه , فـفي روعه أسئلة تبحث عن جواب , لا تجرحيه فقد ضاع سرُّهُ في متاهات الغِياب , لا أخَالُهُ إلا نذير التطْواف
و الاغتراب
العجوز خيرة : أيُّ سرِّ تعلمينَ عنهُ ؟ فهو ليس من هذه الرحاب
العرافة: سره قصة طوى الدهر فصلا لها في ارتياب , وأسدل فوق رؤاها الحجاب فلا تنبشينَ الغيب فهذا نذر الخراب , وكسوف الشمس أول العقاب
الدرويش: يدخل يتمتم ثم يصيح. الشمس خلف المدار والزمن استدار, يا قريتي جاءك الحصار, نجم مسعود أكمل المسار, يا خالة قد شطَّ المزار ووحشة حلّتْ بالديار
العجوز خيرة: ماذا تقول يا عقل الدراويش مازلتَ تهذي كمن تطارده الكوابيس
الدرويش : يا خالة خيرة , مسعود و مروشة حديث الحيرة سلي عرافة الحي عن نار الغيرة , كيف تحرق بيادر الميرة .
العرافة كلثوم : لا تنبشنَّ الغيب هذا نذر الخراب وكسوف الشمس أول العقاب .ما بين مسعود و مروشة قدر قدْ أتم النصاب فلا تغترُّ ببريق السراب
درويش : بسخرية يا عرافة الحي ماذا تقولُ تعويذة الوجع الليلي , في الدم البدوي , وحورية وحكيم الزمان , مرجوج و يرجوج حملة التيجان في قرية عبدان , وحكاية النجم الذي تهاوى خلف الهضاب , حسرة من ألم الجواب .
العرافة كلثوم : (بذعر وعنف) أغربْ عن وجهي يا نعيق الغراب
درويش : (يخرج وهو يقول) عرافة , تضيعُ في متاهات المسافة , تفريقها بين الأرض والعرض آفة .
العجوز خيرة : لا تكترثي لقول الدراويش , فهم أنصاف المجانين
العرافة كلثوم : هذا ليس درويش لا بدَّ أنَّهُ من شاربي الحشيش
العجوز خيرة : لا ,لا تظلمي الرجل إنه ورع .يشهد له بذلك لكنه في استفزاز الآخرين .بارع
العرافة كلثوم : لا تمدحيه بما لا يستحق .آه سوف اذهب إلى حكيم الزمان فقد دعاني لأمر هام أظنه عيد الشمس وداعا .فاحذري أن يكسر المهراس فهو إرث القرية وداعا ( و تخرج )
العجوز خيرة : لا يمكن لأحد أنْ يفهمَ حكاية العرافة و الدرويش هما أشبه ببئر بغير قرار , لم يتفقا قطّ . رغم أنك تلمسُ أنّ بينهما أسرار , مخفيّة لا يُفكُّ عنْها الإزار .


المشهد الثاني :
( مروشة و مسعود يدخلان ) : صباح الخير يا خالة خيرة
العجوز خيرة : صباح الخير يا ضيضئ العنين , و نبضتي العاشقين .
مروشة : هذا شعر يا خالة , هل قصص الشعراء و العشاق التي تروينَها كلَّ مساء , حوّلتْكِ لشاعرة ؟ , في عيد الشمس , أم أريج هذا الصباح قد داعب النفس ,
العجوز خيرة : ما الشعر أمام محيّاكِ إلاّ لغثُ أطفالا , ما حُمرة الورد لولا أعين الشعراء العاشقين المنصهرين بسحر معشوقاتهم المذيب .
مسعود : أَلَمْ أقلْ لكِ . إنّها شاعرة , تجيد أحاديث الغرام , بل تجيد أفانين الهوى و جنونَه .
مروشة : ( بخجل ) أفانين الهوى وجنونُه ؟
العجوز خيرة : ( بأبيات شعر )
فأبـــــــدي هـــــواك الذي تــكــتــمـين
أيا من نـثـــــرت عــــــقاص الشـعـر
أتـــنـــــويـــن فـــك رباب الهـــــــــوى
أتــــنـــــويــن قــتــل الهوى في الصغـر
فـــهذا فــــــتاك فــــهل تـــجـــرئـــــين
على ردّ أمـــــــر قـــــــضاه الـــــقــــدر
مروشة : ( متلعثمة محاولةٌ التهرّب من الموقف )
أنتِ تبالغينَ في نبوءاتك , فلوْ عرفتْ عرافة الحي بقولكِ لهرعت ْ إليكِ تتعلمُ منْكِ الإحساس بالغيب , بدل ملاحقته , و تقصي النبوءات المستقبل البعيدة.
مسعود : ولكنْ يا خالة , بيننا إتفاق ووعد فوعد الحرّ دينُ كما يقال هل نسيتِ .
العجوز خيرة : ( متهرّبة من الإجابة ) نسيتُ ماذا ؟ أيُّ وعد
مسعود : أَليس اليوم موعدنا كي تخبريني عن عائلتي ؟
العجوز خيرة : كيف يلتقي الحديث عن الحبّ و الشعر والجمال مع الحديث عن أيام الشقاء و المآسي ؟ فهذه القصة من نار الجراح .
مسعود : خبريني القصة ربَّما يلد الليلُ الصباح.
العجوز خيرة : قبل عشرين سنة , تنازع أهل الضياع على حكم القرية , وعادة الحكم اغتيال و مكر و حرب , حتى خرج حكيم الزمان وانتهى الحكم إليه , فأقامه على العدل , لكن ّ الخونة المتآمرون المتعطشون للدماء حاولوا سلبه و اغتياله , لم يفلحوا في ذلكَ , فاختطفوا زوجته وهي حامل
بحثنا عنها أكثر من سنتين فلم نجدها , وفي يوم عيد الشمس جاء الدرويش إلى القرية يخبرنا أنّه رآها في الغابة , فخرجنا باحثينا عنها , فوجدكَ حكيم الزمان ملقى في تابوت بعرض جذع النخلة بدون ثياب , ومكتوب بين كتفيكَ كانا , فلمّا رجعنا سمّاك حكيم الزمان مسعود بن كانا و كانا هذه اسم جده فحكيم الزمان اسمه عمر بن قدور بن كانا , ولأنّه وجدكّ في عيد الشمس سمّاك مسعود تيمّنا بالسعادة أما حورية فوجدتْ في الشطّ الآخر من الغابة بعد شهرين جثة متعفنة لم يستطيع أحد التعرف عليها إلا حكيم الزمان من خلال خاتم أسرته.
مسعود : ( بألم وحسرة وحزن ) إذن أنا لقيط , أنا النغمة النشاز في قيثار القرية , الآن عرفتُ لماذا أقراني ينفرون مني , كأني ابن سفاح , استعرّ الجميع منه , ابن الخطيئة ’ ثمرة الخطيئة
العجوز خيرة : لا يا ولدي , أنتَ رجل وضعته الأقدار في درب القرية ليسير بها نحو غد مشرق أفضل أنت جمال القرية وكمالها
مسعود : الجمال الذي يخرج من الشناعة , بريق خادع و لمع سراب
مروشة : لا يا مسعود أنتَ الفضيلة ابن القرية وخير شبابها لست البعير الأجرب المبعد , بل أنتَ الصحيح و الفرقد .
مسعود : حتى أنتِ يا مروشة تعلمين الحقيقة ولم تخبريني بها قسما لأهجر هذه القرية ولا أعود حتى أعرف من أكون ( ويخرج مهرولا )
(الخالة خيرة و مروشة في ذعر و حزن بأعلى صوتهما ) : لا يا مسعود لا تهجر عدْ عدْ عدْ
مروشة : ما كان عليك إخباره الحقيقة يا خالة
العجوز خيرة : كان لا بدّ من ذلك , سيعرفها حتما عاجلا أو آجلا
مروشة : ما العمل الآن ؟ لقد رحل مكسور الخاطر حرين
العجوز خيرة : هيّا بنا إلى حكيم الزمان عساه يجد لنا حلاّ. ( ويخرجان )
المشهد الثالث
( مسعود على الخشبة الجو مظلم والعرافة في مقدمة الخشبة تحمل بخورها وهي تمتم محاولة التنبؤ )
العرافة كلثوم : اللوح الخافق والنجم الطارق و المزن الوادق و الصبح الشارق حلّ البلاء الساحق إذ تثمر الزنابق بارود البنادق .
ماذا أرى الكواكب خلف المدار , وهالة الشمس يعترضها القمر و الأرض مظلمة يدغدغها زحل مسعود يا ولدي , الشمس قد كورتْ إنّه الكسوف
قلبي على الولد المضيء بجرحه : تسْتَفُّ قريته هواجس قلبه
إنه الكسوف يا حكيم الزمان الكسوف ( وتخرج مسرعة في ذعر )
مسعود : ( في حزن وانكسار ) آه يا بلدي يا يوم من نكد
( و ينشد بحزن وألم حاد وحسرة )
ويــــــوم عــــلى غــــــــــــــــــير أيامنا
أتانا عصيــــــــبا بـخـــــبث الـبـــشر
فجاءت عـــــلى الحــــــين تــــنــــــذرنا
منــجــــــمة الحـــــــي : دق الخـــــطر
تــــــــقـــــــــول دروبــــــــك يا ولدي
دمـــــــاء ودمـــــــعُ وظـــــلٌ الــتـــتـر
يــقــــــــــاســــمك التـــــــــــــيه أسبابه
وينــــــكرك الدرب قــــبل الغـــــجـــــر
كــــــــهوف الردى أخرجت حشدها
وأشباحــها غــــــــير هذي الصــــور
واني أرى في الـمـدى زحــــــــــــــــلا
يساقـــــــــــيك سرا بحلم أشـــــــــــر
ستـمـضي وحــــــيدا كــمـا غـــــــربت
شمـوس الهــــــوى والرؤى والــبــــشر
سترحــــــــــــل وحـــــــــــدك في ظمأ
تســــــــاؤل سحبا ألا من مـــــــــــــطر
وتــــطــــــــــرب في الأرض سبع عجاف
وسبع يــــــــشق مــــــداها الحـــــجــــر
يـــــــطول بــــك الجــــــدب في لعـــــــج
يـــجــــــن بــــقــــــــــلبك هذا السفـــــر
ولكــــــن يـمـــيـــنا بعـــــــــــــــــــين التي
بـــقــــــــربـــك تــــبــكـــــيك لن تــنـكسر
سيـــــــودعــــــــــــــــــــــك الحلم أقداره
فـــــتـــــخــــــضرّ فيك مـــــراعي الوتـــر
( يمرّ الدرويش بخطى حائرة أمامه )
مسعود : عمي الدرويش
الدرويش : نعم عمّكَ الدرويش , يا ولدي
مسعود : أرض القرية رابتْ ,وتنزّى جرحها ثم جفّتْ .
الدرويش : لأنّ السماء انشقّتْ , و أمطرتْ و ابلها بإفك المجرمين ثم بلعتْ ريقها الأحمر وشحّتْ .
مسعود : الشمس كورتْ , و أضواءها انكسرتْ , و القلوب سجّرتْ
الدرويش : إنّه الكسوف أول العقاب , وهذا نذر الخراب
مسعود : إذن أنا ابن الخطيئة , ثمرة الخطيئة , يا ألله ماذا يطهر القلب
و الحنايا ، إذا أثمر زهر الخطايا .
الدرويش : لا يا مسعود , لا يا ولدي , أنتَ لستَ ابن الخطيئة , أنتَ ابن القرية تعالى قد وجدت من يخبرك الحقيقة العويصة و يملك مفتاحها , أنتَ ابن حكيم الزمان وحورية .
مسعود : ماذا تقول , كيف ذلك لا تستغفلني لا تهزأ بي
الدرويش : عشرون سنة , و أنا أحث عن سر الكسوف , لقد وجدتُ حقيقته الأمس عند كبير الدراويش , الذي ولّد أمك ووضعك في التابوت في جذع النخلة خارج كوخ المجرمين بطلب من حورية حتى تنجو من الموت الأكيد لكن هي استسلمتْ ولم تهرب من القتلة هيّا نذهب إليه
( ويخرجان وفي الطريق يلمحهما يرجوج ومرجوج )
مرجوج : انظر أليس هذا مسعود ؟
يرجوج : بلى إنّه اللقيط , مادا يفعل في أرض السبخة ؟
مرجوج : أنتَ تعلم إنه ليس لقيط إنه ابن حكيم الزمان , لقد هجر القرية بعد أن أخبروه الحقيقة .
يرجوج : تبّا لتلك العجوز خيرة , صمتها مخيف , تخفي الكثير من أسرار القرية في جوفها
مرجوج : هل تعرف حقيقة مسعود ؟
يرجوج : لو عرفتْ لكنّا في عداد الموتى وخسرنا جميع أراضي القرية هل نسيت اعتراضها على بيع أراضي الغول رغم إنّها بور ؟
مرجوج : لا لم أنس ذلك حتى كرائها لم تقبل به و حكيم الزمان يقدم رأيها دائما و يعمل به آه لو تموت , مازال ملك الموت لم يتذكرها آه لو تذكرها
يرجوج : إذا لم يتذكرها أو نسيها , نحن نذكره بها
مرجوج : ماذا تقصد ؟ لا يا يرجوج , يكفي من الدم , يكفي من عذاب الضمير .
يرجوج : الضمير ( يضحك بسخرية جارحة ) أيّهما المنفصل أو المتصل؟أنا أقول لك : الضمير المستتر الذي تقديره عمرك رقبتك رصاصة من بندقية الزعيم .
مرجوج : الزعيم لم يطلب منّا قتل الناس , بل الاستيلاء على أراضيهم فحسب , من أجل بناء مصنع السوائل , أنا لا أوفق على إراقة الدماء فأنا في النهاية ابن القرية .
يرجوج : مَنْ أنتَ حتى توافق أو ترفض ؟ فكلانا قطعتيْ شطرنج في يدي الزعيم , ثمّ أيّ قرية تتحدث عنها , تلك التي تنكّركَ أهلها صغيرا , ألم تكون تريد الانتقام , فخطفتَ معنا زوجة حكيم الزمان أنتَ تتناقض مع نفسك , دع عنك هذا فأمامنا الكثير من العمل.
مرجوج : أرجوك أعفني من مسالك الدماء , أنا لا أصلح لهذا
يرجوج : يجب أن تعلم إن من كساك بهذه النعمة قادر على سلبك إيّاها
تعقلْ , نحن من صنعنا منك تاجرا يهتف باسمه الجميع , فالصانع يستطيع تغير أقدار مصنوعاته
مرجوج : إذن لا أستطيع الانسحاب
يرجوج : الانسحاب يعني موتك في قاموس الزعيم , هذا هو القانون
مرجوج : إلى م تنظر ؟
يرجوج : اتفقتُ مع حكيم الزمان أن يكون موعدنا هنا فقد تأخر
مرجوج : أيّ موعد تعني ؟
يرجوج : إني مفوّض من طرف الزعيم لتفاوض معه حول أراض الغول مقابل مياه آبارنا في السبخة .
( يدخل حكيم الزمان ويقفان لتحيته )
حكيم الزمان : هات ما عندك يا يرجوج رغم أنّ هذا المكان غير مناسب لعقد الصفقات
يرجوج : عذرا يا حكيم الزمان , كلفت من طرف شركتي أن أتفاوض معك بخصوص أرض الغول , و مياه السبخة علّنا نجد حلاّ وسط
حكيم الزمان : مازلتُ لا أفهم معنى التفاوض معي , فالمياه و الأراضي ملك القرية و تستطيع القرية إلغاء عقود استفادتكم , فلماذا تصرون على شراء أو كراء أرض لا تخصكم ؟ إلا إذا كان من أجل الاستيلاء على القرية ونخيلها .
مرجوج : لا يا حكيم الزمان , فنحن كذلك من أبناء القرية ,
حكيم الزمان : أنت فقط و فيما مضى أيها العائق لقريته
يرجوج : يا حكيم الزمان ما لنا و لهذا كله نحن نريد تطوير القرية و إخراج الناس من بؤسهم ومن تقاليد بالية , نفيد و نستفيد
حكيم الزمان : ليس بإخراج الناس من أرضهم من جلدهم , والاستيلاء على خيرهم و ثرواتهم , هل تعتقد أنني لا أعلم بما تفعله , مازلتَ ترغم الفلاحين على بيع أراضيهم , عن طريق تهجير أبناءهم إلى المدن للتعليم و العمل هناك , لا يا يرجوج , لا تدعي الحضارة مرادك , بل دمار القرية وتمليكها للأجانب هدفك .
حكيم الزمان : لا تحتقرني يا حكيم الزمان , أردتُ أن أقول لك وأنا المفوض الرسمي , يجب أن تعلم أنّ الماء مقابل الأرض , وإلا تموت نخيلكم عطشا ثم تأتون إلي راكعون , لذا فكر يا حكيم الـ ..........
حكيم الزمان : أسمع يا خنثى المدينة لا تفاوض معي , أخبر شركتك أنّ عقودها لاغية وأتعابها مدفوعة , بعد أسبوع ننهي جميع معاملاتكم , لا شيء لكم عندنا . ( ويخرج غاضبا مسرعا )
مرجوج : أنت لا تعرف التفاوض , كيف تستفزه هكذا , إنه حكيم الزمان , صاحب القرار في القرية .
يرجوج : كفى , لا تؤنبني, من تظن نفسك , سوف أوقف ضخ الماء لهم , و أقتل جميع نخيلهم , حتى يعرف هذا الأحمق المتعجرف موضعه هيا بنا .
المشهد الرابع :
( حكيم الزمان في الخشبة , وفي مقدمة الخشبة العرافة ببخورها )
العرافة : يا زمن البلية , في الأرض السبية , في المواجع الليلية , ماذا أرى ؟ غريب , القمر يغير مساره, لن يكون الكسوف كبيرا إنّ الأقدار تغير المدار, والزمن استدار, لن يكون الخراب ,خرج القمر مشعا خلف الهضاب يا حكيم الزمان ( وتخرج منادية)
حكيم الزمان : ما العمل أيها الوزير , سوف تموت جميع ضياعنا سيحلّ الخراب و الجدب و الفقر.
الوزير : هؤلاء الماكرون , نزعوا كل آلاتهم ,لضخ الماء , غمروا كل الآبار , لم يستثنوا واحدا منها يا لهم من أشرار.
حكيم الزمان : ستموت دوابنا , وأهل القرية الفلاحين لقد نزعوا كل ما أعطوهم من وسائل السقي و التقطير.
مروشة : ( تدخل مذعورة ) يا حكيم الزمان , عمي , عمّي
حكيم الزمان : ما بك ؟ يا بنت أخي ماذا جرى ؟
مروشة : مات قطيع الخالة خيرة , وجميع النباتات و الخضر يبست الماء يا عمّي
حكيم الزمان : أشر أيها الوزير ما الحلّ ؟
الوزير : نتفاوض مع يرجوج بشروطنا .
حكيم الزمان : لا , هذا لن يحدث , حتى لو متنا عطشا
( يسمع زغاريد ) : ما بال هذه المجنونة تزغرد كأنها في عرس
( يدخل الدرويش مع العرافة )
الدرويش : يا حكيم الزمان عندي مفتاح القضية.
الوزير : أسمع أعمال الدراويش هذه لا تنفع في أمور القرية , دع حكيم الزمان في سلام , لا يزيد الطين بلة .
العرافة : أسمعوا له إنه مأمور , وحكمته لن تبور.
حكيم الزمان : عجبا لأول مرة تتفقان هات ما عند يا درويش ؟
الدرويش : حلّ القضية , مسعود و حورية
حكيم الزمان : ماذا تقول ؟ دعنا من تخاريف الدراويش , حورية ماتت ومسعود هجر.
الدرويش : لا يا حكيم الزمان . لقد عادا يحملان مفتاح القضية
الوزير : أنت تهدر وقت حكيم الزمان
العرافة : تمهل يا وزير لن يكون الكسوف إلا جزئيا , ستحلّ الرحمة , و تجتمع الأقدار , لحلّ كل الألغاز و الأسرار.
الدرويش : جاء مسعود وحورية يحملان كل معدات الحفر ولسقي و التقطير . لن يكون العطش يا حكيم الزمان .
حكيم الزمان : ماذا تقول ؟ أفصح من أين أتوا بها , يا درويش حورية ميتة , ماذا تثرثر ؟
الدرويش : حورية لم تمت فقدت الذاكرة فقط ,إنها حيّة ترزق قادمة إليك مع مسعود ابنك يا حكيم الزمان.
الوزير : ( بغضب ) هذا المزاح زاد عن حده لقد طفح الكيل , لا تستغل حلم وصبر حكيم الزمان .
العرافة : نعم حورية حيّة لم تمت و مسعود ابنك يا حكيم الزمان .
حكيم الزمان : و التي دفناها , و خاتم أسرتي
الدرويش : تلك امرأة كبير الدراويش ميمونة , هي التي لبست خاتم أسرتك لتضليل مجرمو الزعيم , فقتلوها بعد أن هربت حورية من خلال كهف المنارة , حيث أصيبت في رأسها ففقدت الذاكرة , وكبير الدراويش هو من ولّد حورية , ووضع مسعود في تابوت في طريقك وكان يرصدك من بعيد .
الوزير : الويل لكما لو كذبتما أين هما الآن ؟
العرافة : في طريقهما إليك يا حكيم الزمان .
حكيم الزمان : هل ستعرفني بعد هذه السنون الطويلة , كيف تعرفني وقد فقدت ذاكرتها ألم تقل ذلك يا درويش ؟
الدرويش : يا حكيم الزمان لقد عالجها مسعود وكبير الدراويش ,عند حكيم الغابة فهو يأتي كل أربعين سنة مرة , للناس في أثواب مختلفة و أقدار مصطخبة .
حكيم الزمان : ومسعود كيف حاله ؟ هل هو ابني ؟ لكم شعرت بهذا الشعور تجاهه
الوزير : من اختطف حورية يا درويش ؟
العرافة : يرجوج بمساعدة مرجوج انتقاما من حكيم الزمان وعائلته التي لم توافق على تزويجه من أخت حكيم الزمان نوار .
حكيم الزمان : لن ينجوا بفعلتها سأقاضيهم .
( تدخل الخالة خيرة مع مسعود وحورية فيسقط حكيم الزمان مغشيا عليه من المفاجئة يصيح مسعود : أبي وحورية : عمر فيصح بين يديها)
حكيم الزمان : حورية ,هل أنت حورية , هل حقيقة أم حلم
حورية : هي الأقدار قضتنا على حكمة و أمرها نافذ نعم عمر تعالى يا مسعود تعالى يا بني
حكيم الزمان : آه أيها الولد العنيد , ابن أبيك أنت , كيف تمضي كل هذه السنون بقربي و لا أعرف أنك ابني , كنت أشعر دائما أنك ولدي .
مسعود : ألم تقل لي لو رزقت ولدا لكان أشبه بي وفي سني , ها أنذا ابنك الذي ربيته رغم أنك لا تعرفه . ( يدخل يرجوج فجأة بحقيبته )
يرجوج : يا حكيم الزمان ( ينظر الحاضرين فيتفاجأ بوجود حورية ومسعود ويحاول الهرب فيعترضه الدرويش )
حكيم الزمان : ماذا تريد يا يرجوج ، آه لم أقدم لك الحاضرين الضيوف هذه قتيلتك حورية , هل تعرفها , هل تذكر خطفك لها , أم نسيت
يرجوج : لست أنا , مرجوج من خطفها سلها هي تعرف ذلك
الوزير : القاضي هو من يعرف و يحكم , العدالة هي التي تقرر ذلك أنت ومرجوج سبب كل معاناة القرية . الويل لكما.
حورية : قتلتم أعزّ صديقاتي ميمونة , لماذا ؟ لن أسامحكما
مسعود : لقد تمّ فصلك أنت ومرجوج من الشركة التي غيرت اسمها واشتريت نصيبكما و أسهمها من زعميك , عن طريق مال القرية الذي سرقتماه ووضعتماه في كهف الغابة , ما عدتما تملكان شيء , حتى منزل أبيك القديم , تمّ إرجاعه لمالكه الحقيقي عمّي الدرويش , ليس لكما إلا السجن
الخالة خيرة السجن قليل عليهما , الموت هو ما يستحقانه كعقاب على جرائمهما النكراء أخرج أيها الشيطان الرجيم.
( تدخل فرقة العلم ويتوسط الحلقة حكيم الزمان و حورية ومسعود
و مروشة )
العرافة : إن الكسوف لم يحدث هذه المرة , ليس كل مرة تسلم الجرة , أعدوا أنفسكم بسلاح العلم , لا تذبوا في غثاء الغير , حافظوا على هويتكم الأرض مهدكم , و النخلة عمتكم , من يبيع أرضه , يبيع عرضه , من يهجر نخلته , يهجر نخوته , الأرض مهدكم

نزول الستار


تأليف : مبروك بالنوي2008


اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسرحية الكسوف
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسرحية (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 4 02-26-2020 07:39 PM
ملك درب القطة .. مسرحية كوميدية رضا الهجرسى منبر القصص والروايات والمسرح . 4 12-28-2015 01:59 AM
الكسوف بالنوي مبروك منبر الشعر العمودي 1 07-09-2012 01:18 AM
مسرحية: الملح الفاسد نبيل عودة منبر القصص والروايات والمسرح . 3 02-05-2012 10:23 AM
عن صلاة الكسوف كم عدد ركعاتها؟ هند طاهر منبر الحوارات الثقافية العامة 2 06-19-2011 01:01 PM
الآراء المنشورة في شبكة منابر ثقافية لاتمثل بالضرورة وجهة نظر إدارة الموقع بل هي نتاج أفكار أصحابها


الساعة الآن 02:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.