سلوا جروح الهوى


سلوا جروح الهوى من ذا يداويها
ومن لقلب محب هائم فيها

ضل الطريق على درب الهوى زمنا
في كفه قصة للناس يحكيها

واستخبروا الشعر عن بحر إذا عبرت
فيه القصيدة ماتمت قوافيها

أوحت إليه بسر الوجد فانكشفت
غيابة الجب عمن كان يخفيها

هل أرسلت واردا أدلى بحجتها
في دلو عاشقة بشرى لساعيها

أم أنه الجسد المورود يفضحه
إذا بكى ودموع الشوق تبديها

تأتي مع الفجر إشراقا تزف به
صبا فتقبل في أزهى مجاليها

لايعلم الليل إن سارت إلى دنف
أن الذي صاغها بالحب هاديها

ناشدتها الوصل قالت لن تفوز به
فلي شروط عل العشاق أمليها

صدق وصبر وإخلاص ومعرفة
وذل نفس ودمع من مآقيها

فهل تجيب على صب تروادها
عيناه بالدمع عل الحال يغريها

إن جدد العهد أياما فليس له
صبر عليه إن اسودت عواديها

يطيعها في أمور لا تضر به
لكنه في شئون الوصل يعصيها

ذل المحب لمن يهواه منزلة
فطاب ذلي لها إن كان يرضيها

لايعرف الذل متبول يهيم بها
يرى المهانة عز والبكا تيها

هل جدد العهد في أطرافها عبثا
أم أنه ضل في أقصى مراسيها

ماضر نفسي إذا تاهت مراكبها
أن تجعل الصبر في الصحراء حاديها

واحسرتاه على نفس يعيث بها
ظل القنوط وثوب اليأس كاسيها

والنفس كالأرض لا تروى بلا مطر
أنى لها الغيث إن جفت غواديها

في الصبح كانت تباهي من يلوذ بها
وفي المساء تهاوت من أواسيها

قامت على جرف هار فأوردها
باب الهلاك وكم خابت مساعيها

تستعطف الوهم تستجدي تتوق إلى
ماض تولى وأم لاتوافيها

إن أقبل الليل تتلوا وردها كمدا
فهل يداوي سقام النفس آسيها

يارب نفسي غرور ليس يرحمها
منها سواك فأنت الله باريها

ورب نفسي فإن النفس تائهة
إن لم تكن أنت هاديها وراعيها

وصن فؤادي من الدنيا وعارضها
وزك نفسي فأني لا أزكيها

شعر/ نجيب الموادم
(الباهووت)
1998