المُدن المَهشّمة
أحلني إذا شئت تبغا و شايا
ودعني أنادمك الثرثرة .
فبين خيوط الدخان الحكايا
وفي قاع إبريقنا مِحْبَرة .
أحِلْ قولنا
سيّما ...
طالما ...
وعطفا على... ما أشرنا وما ...
لذا استوجب الأمر أن ننشره .
ودع نسخة ٍ منه في ليلنا
ففي ركن هذا الدجى مضبرة .
تعال لنمخرَ طفح الشوارع
نهمس في إذن هذا العباب
نقول له نحن طينٌ خواء
لكي يسمح الطفح أن نعبره .
تعال نجول ...!
أتسمع صوتا ينادي البقايا...؟
أتبصر وجها
يعرّض للشمس وجه المرايا ...؟
يغازل في الماء صوت الصبايا ..؟
ويدني على سافر ٍ مئزره .
فلا شيء لاشيء يبدو هنا
عدا ذلك الشيخ حثّ الخطى
ليكتب شيئا على المقبرة.
تعال نمارس إدماننا
فلاعمْرفيها ولا حيدرة.
ولا قسَّ فينا علا منبره ,
تعال ندخن شيئا من التبغ
نشرب شايا
نسامر أضواء هذي المدائن
من خلف شباك أكواخنا
وفي الصبح
نعتمر البشت تِيها
ويأتي لنا النادل بالمبخرة.
فهذي المدائن إرجيلة ٌ
ولاشيء فيها سوى القرقرة .
وأنفاسها ليس إلا دخان
وشاياً ,وأحلامها مسْخرة.
......
فيا قسّ مقهى بني ساعده
دعِ المنبرَ اليوم لا تصعَده.
تعال نعود
تعال نعود
ودعني أنادمك الثرثرة .
.............
تحيتي
لكل
العابرين