هي القلبُ..
 
.
.
.
 
هي القلبُ قل لي: هل أغالي بذا القلبِ
وهل كنتُ بـدعًا إذ نذرتُ له حبّي؟!
 
:
 
أماناً.. فقد أسلمتُ من قبلُ.. ما أنا
بمعجزةٍ.. أو كنتُ أدنو من الغيبِ
 
:
 
ولستُ التي من بعدُ.. آتتْ شريعةً 
تشذُّ بها وحيًا.. لَمن فتنةً يسبي!
 
:
  
إذا الشعرُ يلقاني بسطت له الندى
بعينين تروي من حنانهما قلبي
 
:
 
أو الدرب جافاني طويتُ به الجفا 
بكفين كم عانت ليصفوَ لي دربي
 
:
 
أأماه ما أبـقى لي البوح حيـلةً
أحاول فيها النبض.. والنبض لا ينبي
 
:
 
ففي القلب ما في القلبِ ما ليَ دونه
تمنّع حتى قد خشـيت من العتبِ
 
:
 
ولو أنّه لبّى.. ترايَ أطـــيقه
ومن ذا يطيق به حرفًا إلى نضبِ
 
:
 
لك الذكريات الناعماتُ.. ولي أنا
بأيّامـها روحٌ تغرّد بالـخصبِ
 
:
 
أبادرها.. أشتمّ ماضي عهدها
وحاضره للآن لمـّا يزل يربي
 
:
 
وأمي كأنفاس الحيـاة ترتّلـت
بكلّ معانيها وإحساسها الرحبِ
 
:
 
وأميّ امـتداد الأفقِ جـاد بنوره
فأيً مدىً –أمّاه- أوفى بلا حجبِ؟!
 
:
 
هي لفظةٌ : (أمّي) فمن لي بمثلها 
غنىً ما له حدٌّ.. وحسبي به حسبي
 
:
 
أردّدها (أمّي).. و(أمّي) قصــيدةً
لها صادق الإحساس في البعد والقربِ
 
:
 
لها هبّة الأشـواقِ برداً ورحــمةً
ودفئًا.. وأمنًا .. وارتواءً لذي جدبِ
 
:
 
بنفسي مـــا لا يستفيضُ بحرفه 
كأنّ به خـوف الرياء.. أو الكذبِ
 
:
 
وليت الذي يسري بذا الشعر حبّها
ولكنّه سـرٌّ مكــينٌ بلا ريـبِ
 
:
 
وما الشعر إلا نزره.. أو حنينه
ونفثته تغري بتهطالهِ العذبِ
 
:
 
فآوي إلى خفـقاته.. علّ رشـــفةً
فأغرقُ في فيضٍ –كما العهدِ- منصبِّ
.
.
.