![]() |
|
|
المشاركات 7,004 |
+التقييم 1.37 |
تاريخ التسجيل Apr 2011 |
الاقامة |
رقم العضوية 9844 |
ظهر مفهوم ( القصة - القصيدة ) نتيجة تراكم العديد من النصوص القصصية التى تحمل سمات جمالية تختلف عن القصة التقليدية .مدخل الى مفهوم ( القصة - القصيدة )
===============
حسام الدين بهى الدين ريشو
==========
ويري بعض النقاد ان هذا المفهوم يعود للكاتب الاديب ( ادوار الخراط ) وان كان هو يقرر في صراحة أنه لايعرف واضع هذا المصطلح الجديد .
يقال أن ( القصة - القصيدة ) تتميز بصفتين هما :
الاقتصاد
التركيز
باعتبارهما ملمحان لشعرية النص الأدبي
ويرى ادوار الخراط أن أهم قسماتها :
1 - الايجاز أو ضيق المساحة الزمنية
2 - التركيز والكثافة بمعنى الزهد في الحشو والاسهاب
3 - ايقاع التشكيل وموسيقية الجملة
4 - تميزها ببساطة البناء مع طغيان النزعات الشاعرية والسردية ما يضفي عليها غلالة شفيفة من الغموض تقترب من بناء فضاءات قصيدة النثر
مع ملاحظة ان هذه السمات او المظاهر قد توجد في القصة القصيرة المألوفة ولكنها تبقي ميزة خاصة بالقصة - القصيدة .
واذا كان النقد الأدبي قد اتفق في القصة التقليدية على أنه لاقصة بدون شخصية ... فالقصة تسرد حدثا ويتولى القيام بهذا الحدث فاعل .. ولذلك يكون السارد شخصية في القصة
اي انه لاقصة بدون حدث ولا حدث بدون فاعل
بعكس ( القصة - القصيدة ) فأن الشخصية فيها لاتتخذ حدثا بقدر مايقع لها !
فالشخصية هنا عبارة عن مرايا عاكسة للوضع الانسانى ؛ فقد يتوقف السرد لوصف الأجواء المحيطة وهو موقف يُلْبِس ( القصة - القصيدة ) غلالة الشاعرية
خلاصة الأمر أن ( القصة - القصيدة ) تتميز بما يلي :
أولا : ان جمالية الكتابة تقوم على أركان ( الايجاز - الكثافة - التركيز - ايقاعية التشكيل - موسيقية الجملة والتركيب )
ثانيا : الحدث فيها مقتضب وكثيف أشبه بالرعشة أو الومضة التى تنبثق لتلمع خطفا
وهكذا يولد الحدث موجزا لامعا كالبرق اذ لاوقت للتفاصيل كما يؤكد الناقد العربي الدكتور عبد اللطيف الزكري
ثالثا :
تكون الشخصيات قليلة جدا ... شخصية واحدة أو شخصيتان يدور الحدث حولهما لاينهضان بأعباء ثقيلة كما في القصة التقليدية
4- الزمان في القصة - القصيدة يكون ومضة خاطفة او لحظة
5 - المكان فيها فضاء مفتوح على العالم كله قد يكون حديقة أو شاطئ
6 - مايميز البناء السردى فيها هو غنائيتها واكتفائها على وحدتين سرديتين او متواليتين موجزتين
وقالوا انها يجب الا تتجاوز 19 سطرا
ولذلك أسماها البعض ( ق . ق . ج )
أي قصة قصيرة جدا !!
[justify]مثال ( للقصة - القصيدة )
==========
كنا بالحديقة
أنا وهى
وكنت طامعا في علاقة تربطنى بها
اي علاقة
وكان بالحديقة شجر مورق وحشائش خضراء
وطير بأجنحة وعين ماء أراها ياقوتة مرة وزمردة مرة
أنه الربيع
وتلك شمسه اللينة تنفذ من بين أفرع الشجر
بشعاع كأنه الفضة النقية
وقد رمت فوق الحشائش الضوء واللون والظل والشكل
كان للشجر رائحة
وللأرض رائحة
وللحشائش رائحة
ولشعرها رائحة
ولفمي رائحة
أحب الموت وكلما اجدنى على حافته احب الحياة
اود لو امتلك زهرة سوداء
ثمة زهور سوداء بالعالم .. ثمة زهور سوداء
كان بالحديقة شجر سقط ورقه
وحشائش يابسة
وكانت الشمس طالعة وعين الماء قل فيها الماء وغطاها الورق اليابس وتكلس
انه الخريف
أحب الحياة وكلما اجدنى فيها اعرف انها الموت
أود لو أمتلك زهرة بيضاء
ثمة زهور بيضاء بالعالم .. ثمة زهور بيضاء
( قصة انا وهى وزهور العالم للكاتب الاديب يحيي الطاهر عبد االله )
نلاحظ في المقطع الاول ان السرد هنا تقليديا عاديا
في المقطع الثانى نجد انتقالا من الحديث عن الذات الى الحديث عن المكان يتم بطريقة سلسة شاعرية
في المقطعين الثالث والرابع
نجد ان التفاؤل يبدو واضحا في سمتين رمزيتين تشير اليهما الزهرة السوداء والزهرة البيضاء .. الموت والحياة
ونري ان القصة - القصيدة هنا تتكون من ثلاث تيمات :
العشق
ووالحياة
والموت
الرغبة في العشق واضحة ومباشِرة
أما الحياة والموت فتتم الاشارة اليهما برموز من الطبيعة الخيالية هما الربيع والزهرة السوداء والخريف والزهرة البيضاء
في الربيع تشرق الحياة وتولد من جديد
ولذلك يتم التركيز على محبة الموت التى تقود الى محبة الحياة
وتكون الزهرة السوداء في الربيع بمنزلة سر الموت
ومن ثم يمتزج الموت بالحياة وهو مانري تجليات له في الخريف فصل الموت والاندثار وتصبح الزهرة البيضاء رمزا للحياة المبتغاة
ان هذا التركيب يشف عن خصوصية الايحاء الشعري
ويلاحظ ايضا ان ذلك النص لا يخص شخصية قصصية واضحة الهوية
ولكن ينطبق على كل الشخصيات الخيالية والواقعية[/justify] معا
واضافة الى ماجاء في الموضوع الاصلي نضيف رأيا للاستاذ الدكتور عبد اللطيف الزكري استاذ النقد العربي يري فيه :
لاتنزع الكتابة في القصة - القصيدة على ايقاع السرد وتسلسل الاحداث تسلسلا رتيبا
بل ان الاحداث تنساب وفقا لدفق شعوري يحتوى على نفس حكائي شاعري وسردى في آن واحد
فالحدث محفوف بالشاعرية والسردية
فهو شاعري لكونه يلامس الحدث في دقة ابداعية لها سمة الشفرة الاشارية
وسردى لأنه يعالج الحدث في حكى متناسق !!
هذا عن ( القصة القصيدة ) والتى يعدها بعض النقاد أو يسمونها ( ق . ق . ج )
باعتبار ان السمات واحدة
وكما قالوا يجب الا تزيد سطورها عن 19 سطرا !
شكرا
أستاذة / أماني
أعجبني
أن راق لك الموضوع
تحياتى
وكونى بخير
تحياتى
أخ ايوب
وشكرا جزيلا
مع التحية
نعم
أستاذة / جليلة
هو كما قلتِ تماما
واتفق معك
جملة وتفصيلا
شكرا لقراءتك
وتعليقك الراقي رقيك
وكونى بألف خير
مع تقديري
وبوركتِ
أستاذة / جليلة
غريب
أن يزور أحدهم بيتا
فيحيي الضيف
ولا يرى صاحب البيت
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفهوم الخيال الأدبي | ريمه الخاني | منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . | 18 | 10-22-2024 07:32 PM |
مفهوم الثقافة القرآنية | إيمان البلوي | منبر الحوارات الثقافية العامة | 10 | 09-07-2019 08:28 PM |
إضاءات على مفهوم الإلتزام | عمر مصلح | منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . | 4 | 10-04-2013 01:01 AM |
مفهوم الغياب | محمد محضار | منبر البوح الهادئ | 5 | 09-09-2011 07:20 PM |
مفهوم الرجولة | عبدالرحمن إبراهيم زين | منبر الحوارات الثقافية العامة | 11 | 12-24-2010 10:12 PM |