الماسنجر
من كأسِ حديثِكَ يا أسمَرْ
بدأت عافيتي تتخدَّرْ
كلماتُكَ صُنعتْ مِن خمرٍ
تجعلُ مَنْ تسمَعَها تَسكَرْ
ولسانُكَ يرسمُ لوحاتٍ
باللَّونِ المائيِّ الأحمَرْ
عَبرَ أثيرِ الهاتفِ سمعي
مِنْ ثغرِكَ يرتشفُ السُّكَرْ
أفقدني همسُكَ ذاكرتي
غيرَ ضياعي لا أتذكَّرْ
واسَّاقطَ إدراكي منَّي
عقلي من رأسي يتبخَّرْ
يشهقُ داخلَ صدري كبتٌ
بشعوري الشَّفافِ تَستَّرْ
خرَجتْ أنثى مِنْ قُمقمها
مستوطنةً ضلعي الأيسَرْ
من نفخِ شهيقِ أنوثتِها
القفصُ الصَّدريُّ تَكسَّرْ
هَتَكتْ بأظافرِ لهفتِها
شرنقةً تُمسكُ بالمئزَرْ
اللَّحظةَ يحدثُ زلزالٌ
حطَّمَ مقياسَكَ يا ((رختَرْ))
إنَّ غيابي احتلَّ حضوري
وصفائي الذِّهنيُّ تَعكَّرْ
أنا خلفَ الشَّاشةِ سائحةٌ
كالشَّمعةِ كُلِّي يَتقطَّرْ
أنفاسُكَ تحرقُ صلصلتي
وعروقي كالهيلِ الأخضَرْ
خلفَ ثيابي عودُ بَخورٍ
تحتَ قميصي بُنٌّ أشقَرْ
العطرُ يضوعُ بعاطفتي
فاغمسني في نارِكَ أكثَرْ
غزواتُ جنونِكَ قدْ فَتَحتْ
مُدني العذريَّةَ يا قيصَرْ
لا درعُ مقاومةٍ يُجدي
عنْ ضربةِ سيفِكَ يا عنتَرْ
...
..
بعدَ قليلٍ.. عمَّ هدوءٌ
وانقطعَ الصَّوتُ مِنَ المصدَرْ
لا يظهرُ أعلى صفحتِها
لي.. لونُ المتَّصلِ الأخضَرْ
يبدو عادَ الوعيُ إليها
حتَّى أغلَقَتِ ((الماسنجَرْ))
التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 08-26-2021 الساعة 10:37 AM