الحُداء
.
.
.
أيقظتِ رُوحي وذي الصّحراءُ نائمةٌ
مَاذا سَيُجدي بيَ التّرحالُ في الأفقِ
.
والناسُ ناموا على دَوْح الدُّجى وأنا
كحّلتُ عينَـيْ غزال النّور بالأرقِ
.
لكَم فـرشتُ لكِ الآهاتِ منـتجعا
حتىّ إذا بـان منّـي العظْم لم تَـثِـقِ
.
لَـمَّا خَشيتُ كَمَا تَخشى الطّيور عَلى
أرواحِها هَلَكا من شدّةِ الفَرَقِ
.
صعدتُ فوق جبال الوجد مرتقبا
وكنتُ أعرف في عيـنيْـكِ منْـزلقي
.
أستلُّ روحي من النّاياتِ باكيةً
وصرتُ أرمي بها في وحشةِ الفلقِ
.
يا عازفَ النّاي مَهْلا صار يَجذِبني
موجٌ من العزف يرميني إلى الغرقِ
.
كلُّ البحار إلى الألحان أرفعها
لماّ تضجُّ نجومُ الليل بالغسقِ
.
خبّأتُ نهرَ الأساطير التي نفقَتْ
تحتَ الرّموش فنَـزّ الماء من حدقي
.
جُنَّ البياضُ أبيتُ الليلَ أسألني
ماذا سأكتبُ فيكَ الآن يا وَرقي
.
يَدِي على حلقةٍ في الرّوح أطرقها
وكلّ حين أعيدُ الطّرقَ للحلقِ
.
حتّى إذا مَـجَّت الأشياء منطقَها
صاحَ الفراغُ بِملْءِ الصّوتِ في أفقي
.
عشرون عاما وذي الأبوابُ تطرقها
ولستَ تعلم أن الطّرقَ في الخَفِقِ
.
فَسرتُ خلفَ حُداء الرّكب مرتحلا
قد جمّع الرّحلُ ما في الجسم من مِزقي
.
ناديتُ بعضي إلى بعضي لأجمعَني
بانتْ ضلوعي كشمل غير متّفقِ
.
عجبتُ من صخرة الأيام أرفعها
كأنّ كلّ صخور الأرض من قلقي
.
غلّقتُ بعدَكِ بالأسوار غاويتي
فعاد بي الخلْوُ للأرحام والعلقِ
.
شيَّعْ ترابي إلى جْوف التّرابِ إذن
وقلْ لمِا في بقايا الرّوح... انعتقِِ
.
.
*****
*****
*****