عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ...
شعر: عبد اللطيف غسري
عيناكِ تـَجْتـَرحَانِ الرَّشْقَ بالخَفـَـــرِ
وَتـَجْرَحَانِ خُدُودَ الماءِ والقمَـــــــــرِ
عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ امْتـَدَّتـَا وَهَجًـــــا
في قـَامَةِ الليْلِ أو في بَاحَةِ العُمُـــــرِ
النـَّبْضُ إثـْرَهُمَا يَغْفـُو على شَغَفٍ
والقلبُ بَينـَهُمَا يَصْحُو على سَفَــــرِ
سَافـَرْتُ كَالشَّفـَقِ المُبْتـَلِّ صَوْبَهُمَا
مَا لِلبَنـَفـْسَجِ في عَيْنـَيَّ مِن أثـَــــــرِ
أشـْتـَمُّ رَائِحَة َ الوقتِ المُرَاقِ علــى
ثـَوْبِ الطريقِ وفـَوْقَ العُشْبِ والصُّوَرِ
وأشْرَئِبُّ وكـُلـِّي للسَّنـَا ظمَــــــــــــأٌ
ظِلُّ الأمَانِي بـِسَاط ٌ قـُدَّ مِن شَـــــــرَرِ
يَمَّمْتُ شَطـْرَ التـَّبَاريحِ التي غَرُبَــتْ
في أفـْقِ خَاطِرَةٍ مَشْدُودَةِ الوَتــــــــــَرِ
لا لـَوْنَ لِلبَجَعِ المَنـْحُوتِ في جَسَـــدِي
إنْ يَقـْفُ زِئبَقـَهُ يُصْلـَبْ على حَجَــــرِ
تـَرَنـَّحَتْ ذبْذبَاتُ الضَّوءِ فِي بَصَــــري
وَاسْتـَصْرَخَتْ شَهَقـَاتِ الطـَّيْفِ والمَطـَرِ
عَيْناكِ أنتِ إذا تـغـْشَاهُمَا سُفـُنِـــــــــي
تـَمُرُّ فِي أفـُقٍ قدْ غـَصَّ بـِالحَـــــــــــوَرِ
تـَمْضِي فـَتـَمْخُرُ مَوْجًا يَسْتـَقِلـُّهُمَــــــــا
وَلا تـَؤوبُ عَنِ الأحْلامِ بالخَبَــــــــــرِ
يَا طِفـْلـَة ً يَتـَعَرَّى الثـَّلجُ إنْ فـَتـَحَــــــتْ
أزْرَارَ بُرْقـُعِهَا في هَدْأةِ السّحَــــــــــــرِ
ويَسْقـُط ُاللوْزُ مِنْ شُبَّاكِ ضَحْكـَتِهَــــــا
وَيَسْتـَجـِمُّ النـَّدَى فِي ظِلـِّهَا العَطِــــــــرِ
وَيَرْتـَمِي الضَّوْءُ مَسْكونـًا بـِخَطـْوَتِهَا
وَيَشْرَقُ الوَرْدُ مِن ألـْوَانِهَا الكـُثُــــــــرِ
لا تـَسْكـُبـِي حُلـُمَ الأزْهَارِ في قـَــــدَحٍ
لا يَفـْقـَهُ المَاءُ فيهِ رقـَّةَ الزَّهَــــــــــــرِ
مُدِّي يَدَيْكِ.. أقِيلِي عَثـْرَة ً جَـــــأرَتْ
فِي غَمْغَمَاتِ الصَّدَى أو أعْيُنِ الشَّجَـــرِ
وأطـْلِقي عَوْسَجًا تـَذوِي بَرَاءَتـُــــــــهُ
وَهَدْهِدِي قـَمَرًا يَحْبُو على كِبَــــــــــــر
من ديوان (قوافلُ الثلج)
القصيدة الفائزة بمسابقة المجد الأدبية الأولى ومسابقة المربد الأدبية الرابعة 2010
ملحوظة:
"عيناكِ تفاحتان" ليس تشبيها بل إحالة رمزية