غفوة
ذات مساء خلدت نفسي, سكنت للهدوء والراحة كل شيء هاديء صامت, رائحة الورد في الإناء تفوح ، العصافير في الأقفاص تشدو بأعذب الألحان ،
دواة حبر ,أوراق على مكتبي ، أخرى تحت وسادتي..
أقداح من الشاي والقهوة حولي ت، نتظر مصيرها المحتوم ، أشرطة مبعثرة.. زجاجات عطر فارغة ، وموسيقى هادئة «أجمل أيام حياتي»...
كل من حولي منذ ساعات خلدوا لنوم عميق عميق.. ساهرة على ضوء القمر أقلب صفحات العمر والأخرى تعبث بجدائلي...تحلق روحي بعيدا ،
أناجيها في صمتي وعلني...
الليل يجري..تمر ساعاته ساعة فساعة يلفظ أنفاسه الأخيرة ..القمر قابع في ركن من السماء أرتشف كوبا الشاي ليعقبه كوب قهوة ساخن
طال الليل وتجددت أقداح الشاي والقهوة..استرخت روحي المثقلة على مقعدي وعلى الطرف الآخر أحزاني نائمة تحت غطاء الإرهاق .. التعب والملل..
! ثــــــورة !
مضى على مرور الليل ساعات..أوشك الليل أن يختفي تحت جناح الشمس
صرخت أشياء......... وأخرى تمردت ....
تحول الصمت إلى عرس من الضجيج إلى ثورة اجتاحت كل جزر الصمت والسكينة في عالمي
تعالت أصوات الصرخات.. والنداءات ...
أسرعت الخطى..مذهولة ...
هل انحرفت الأرض انحرفت عن مسارها المعتاد؟؟؟
يا الهي
ثورة تهز كياني...تلجم صوتي..تخنقه ...
العصافير من حولي تطالب بالحرية
الورود تعلنها ثورة
الأوراق والأقلام تتمرد
و الموسيقى تصمت
تنطفىء الشموع
ويختفي القمر
كل شيء يعلن ثورة
حتى أقداح الشاي والقهوة
أخذت تشربني قبل أن أشربها
في تلك اللحظة لحظة الخوف التي أيقظت ضميري من سباته العميق
من غفوته الأبدية من عالم الخيال هزت كياني...
فقد علمتني أن العصافير لها وطن
أن الورود ترفض أن تعيش مستبدة خلف أسوار الإناء الفخاري
وبدأت أكتب عن ثورة ملكت كياني وروحي.
بقلمي فاطمة جلال
13-02-2011