لو انهم استمعوا لها...
ربما لا نضيف جديدا ان همسنا هنا بقصة زرقاء اليمامة، ولكننا حتما نضيف جديدا ان قلنا بأن قصة او ربما اسطورة هذه المرأة الخارقة تتكرر حتما عبر الزمن والنتيجة واحدة دائما هي عدم الاستماع لمن امتلك بصيرة ورؤيا مستقبلية ثم الندم لمن لم يستمعوا لما يقوله أصحاب هذه القدرات.
اظن شخصيا ان قصة زقاء اليمامة هي قصة حقيقية حدثت فعلا، وهي ليست اسطورة او ضرب من الخيال، والاغلب انها قصة فتاة يتيمة امتلكت قدرات تبصرية، وارادت من خلال قدرتها الخارقة والفائقة انقاذ قومها من مخاطر محدقة، ولكنهم لم يقدروا الامور حق قدرها ولم يستمعوا لما قالته واستبعدوا امتلاكها لمثل تلك القوة التبصرية الخارقة ولذلك دفعوا ثمنا باهظا.
وظني ان هذا الامر يتكرر في ازمان وأماكن كثيرة...وعلى الناس ان تستمع لمن لديهم مثل هذه القدرة التبصرية الخارقة، خاصة إذا كانوا ايتام. على الناس ان تستمع لزرقاء يمامتهم فكل قوم لديهم أمثال هؤلاء الأشخاص.
ففي تاريخنا الحديث نجد ان قائدا مهيبا تبصر مخاطر محدقة بالأمة وحاول جاهدا تبصيرها بهذه المخاطر المحدقة، ولكن وللأسف لم يستمع اليه أحد الا القلة القليلة، ولم يستشعر أحد تلك المخاطر مثل ما استشعرها هو، لتثبت التجربة والأيام اللاحقة، صدق حدسه وقدراته التبصرية وهول الخطر الوجودي الذي هدد وما يزال يهدد الامة.
وقد دفعت الامة وما تزال ثمنا باهظا لعجزها عن استيعاب الدرس من قصة زرقاء اليمامة، وعدم الاستماع لما قاله ذلك اليتيم القائد صاحب القدرات التبصرية. ولولا وقفته الشجاعة الحازمة امام تلك المخاطر وتضحياته الجسام لكان مصير الامة مثل مصير قوم زرقاء اليمامة.
وجميل ان تدرك الامة أخيرا تلك المخاطر ولهذا تحديدا فان الحزم ضرورة ملحة حتى ولو جاء متأخرا وعلى شكل عاصفة ما لبثت ان انحسرت، وربما يتطلب الامر اعصارا هنا واعصارا هناك حتى تعود للامة هيبتها ويزول الخطر.