![]() |
|
المشاركات 23 |
+التقييم 0.01 |
تاريخ التسجيل Nov 2013 |
الاقامة |
رقم العضوية 12480 |
![]() |
![]() |
|
ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ أبو العلاء المعري
ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل؛=عَـفافٌ وإقْـدامٌ وحَـزْمٌ ونائِلُ أعـندي وقـد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ=يُـصَدّقُ واشٍ أو يُـخَيّبُ سائِلُ؟ أقَـلُّ صُـدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ=وأيْـسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحلُ إذا هَـبّتِ الـنكْباءُ بيْني وبينَكُمْ=فـأهْوَنُ شـيْءٍ ما تَقولُ العَواذِلُ تُـعَدّ ذُنـوبي عـندَ قَـوْمٍ كثيرَةً=ولا ذَنْـبَ لي إلاّ العُلى والفضِائلُ كـأنّي إذا طُـلْتُ الزمانَ وأهْلَهُ=رَجَـعْتُ، وعِـنْدي للأنامِ طَوائلُ وقد سارَ ذكْري في البلادِ، فمَن لهمْ =بإِخفاءِ شـمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ؟ يُـهِمّ الـليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ=ويُـثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِلُ وإنـي وإن كـنتُ الأخيرَ زمانُهُ =لآتٍ بـما لـم تَـسْتَطِعْهُ الأوائلُ وأغـدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ =وأسْـرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافلُ وأي جَـوادٍ لـم يُـحَلّ لِجامُهُ =ونِـضْوٍ يَـمانٍ أغْـفَلتْهُ الصّياقلُ وإنْ كـان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له =فـما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائلُ ولـي مَنطقٌ لم يرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي=عـلى أنّـني، بين السّماكينِ، نازِلُ لَـدى مـوْطِنٍ يَشتاقُه كلُّ سيّدٍ=ويَـقْصُرُ عـن إدراكـه المُتناوِلُ ولـما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً =تـجاهلْتُ حـتى ظُـنَّ أنّيَ جاهلُ فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ =ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضلُ! وكـيف تَـنامُ الطيرُ في وُكُناتِها=وقـد نُـصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائلُ يُـنافسُ يـوْمي فيّ أمسي، تَشرُّفاً،=وتَـحسِدُ أسْحاري عليّ الأصائلُ وطـال اعـتِرافي بالزمانِ وصَرفِه =فـلَستُ أُبـالي مًنْ تَغُولُ الغَوائلُ فـلو بانَ عَضْدي ما تأسّفَ مَنْكِبي=ولـو ماتَ زَنْدي ما بَكَتْه الأناملُ إذا وَصَـفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ =وعَـيّرَ قُـسّاً بـالفَهاهةِ بـاقِلُ وقـال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ=وقال الدُّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائلُ وطـاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً=وفاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنادلُ فـيا مـوْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ=ويـا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِلُ وقـد أغْتَدي والليلُ يَبكي تأسُّفاً=على نفْسِهِ والنَّجْمُ في الغرْبِ مائلُ بِـريحٍ أُعـيرَتْ حافِراً من زَبَرْجَدٍ =لـها التّبرُ جِسْمٌ واللُّجَيْنُ خَلاخلُ كـأنّ الـصَّبا ألـقَتْ إليَّ عِنانَها =تَـخُبّ بـسَرْجي مَـرّةً وتُناقِلُ إذا اشتاقَتِ الخيلُ المَناهلَ أعرَضَتْ=عـنِ الماء، فاشتاقتْ إليها المناهلُ ولـيْلان حـالٍ بالكواكبِ جَوْزُهُ =وآخـرُ من حَلْيِ الكواكبِ عاطلُ كـأنَّ دُجاهُ الهجْرُ والصّبْحُ موْعِدٌ=بوَصْلٍ، وضَوْءُ الفجر حِبٌّ مُماطلُ قَـطَعْتُ بـه بـحْراً يَـعُبّ عُبابُه =ولـيس لـه إلا الـتَبَلّجَ ساحلُ ويُـؤنِسُني فـي قلْبِ كلّ مَخوفَةٍ =حلِيفُ سُرىً، لم تَصْحُ منه الشمائلُ من الزّنْجِ كَهلٌ شابَ مفرِقُ رأسِه= وأُوثِـقَ حـتى نَـهْضُهُ مُـتثاقِلُ كـأنّ الـثرَيّا والصّباحُ يرُوعُها=أخُو سَـقْطَةٍ، أو ظـالعٌ مُتحاملُ إذا أنْـتَ أُعْطِيتَ السعادة لم تُبَلْ،=وإنْ نـظرَتْ، شَزْرا،ً إليكَ القبائلُ تَـقَتْكَ عـلى أكتافِ أبطالها القَنا =وهـابَتْكَ فـي أغمادهِنَّ المَناصِلُ وإنْ سـدّدَ الأعداءُ نحوَكَ أسْهُماً=نـكَصْنَ عـلى أفْـواقِهِنَّ المَعابلُ تَـحامى الرّزايا كلَّ خُفّ ومَنْسِمٍ=وتَـلْقى رَداهُنَّ الذُّرَى والكواهِلُ وتَـرْجِعُ أعـقابُ الرّماحِ سَليمَةً=وقد حُطِّمتْ في الدارعينُ العَواملُ فـإن كنْتَ تَبْغي العِزَّ فابْغِ تَوَسُّطاً =فـعندَ الـتّناهي يَـقْصُرُ المُتطاوِلُ تَـوَقّى البُدورُ النقصَ وهْيَ أهِلَّةٌ =ويُـدْرِكُها النّقْصانُ وهْيَ كواملُ |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أدب اللياقة عند أبي العلاء المعري للأديب الكبير عباس محمود العقاد | عبد الكريم الزين | منبر مختارات من الشتات. | 4 | 07-07-2021 09:18 PM |
رسالة الغفران لأبي العلاء المعري | زهراء الامير | منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير | 1 | 07-05-2021 11:25 PM |
صمتك المغري | بهيجة رحال | منبر قصيدة النثر | 17 | 04-22-2021 02:49 PM |
أرسيني تاركوفسكي .. مترجم أبي العلاء المعري | رقية صالح | منبر الآداب العالمية. | 3 | 04-21-2011 09:50 PM |
من شعراء العصر العباسي ( أبو العلاء المعري ) | ناريمان الشريف | منبر ديوان العرب | 70 | 09-28-2010 08:16 PM |