ليس هذا هو الوصف الأمثل لحالتي الأن ولكنه علي أي حال هو الأقرب فلا أجد في كل مصطلحات اللغه وتعبيراتها ما يدل علي حالتي الأن
خليط من الأرهاق الذهني والبدني مع قليل من الملل وكثير من الخوف
لا أستطيع أن أكمل , ليس قبل أن أسترد أنفاسي كما يقولون
ربما وضعت نظارتي أمامي لتختفي تحت أكوام الورق المتناثر
تشرق الشمس الأن ,لا لم تشرق ولكن هناك أرهاصات
أطفئ المصباح فلم أعد بحاجه اليه
سحب رماديه وأخري تعكس ضوء الشمس
لا صوت هناك سوي تغريد العصافير التي تبحث عن رزقها وصوت تكييف أحد الجيران
نسمة هواء حانيه تداعب أوراق الشجر
لتتمايل بين يديها شواشي النخيل وأوراق الشجر
طائره ذاهبه الي وجهة لا أعلمها
أتثائب أحلم بفراشي الوثير
أخيرا وجدت نظارتي كثيرا ما أبحث عنها
وجدتها في نفس المكان التي وضعتها فيه
صداع شديد يخبرني أن الوقت قد حان
أضع معلقتين من القهوه سريعة التحضير في كوبي الخزفي
أضيف نصف ملعقه من السم الأبيض ثم الماء المغلي
أرشف رشفه أتبعها بالكثير حتي أنتهي الكوب
تحول بالأمس الي بني اللون بعدما سكبت القهوة عليه
لابد أن أنتهي منه قبل التاسعه صباحا
تختفي الشمس وتتواري خلف جبال من السحاب الداكن
ضباب كثيف يلف الحياه ليصنع جوا من الكئابه
دقائق قليله وأنا أسير في كئابة شديده بمقدار ما تحمله الأجواء وتنؤ به نفسي
ربما من هذا الريح العاصف الذي يحمل قطرات المطر علي الأصتدام بالوجوه رغما عن إرادتها
أو ربما هو ظلام روحي الغارقه في مستنقع مظلم لازلت أحاول الخروج منه
لا شئ سوي حزن عميق يتبدي في الوجوه
لست أشعر بالحزن ولا بالوحده
في الحقيقه لا أعلم حقيقة شعوري في هذه اللحظه
مشاعر متعدده تختلط لتكون ما يشبه قضبان سجن من القرن الماضي لتَسجن نفسي في أعلي أبراجه
مجرد وهم لا يتعدي نطاق الحقيقه
صوت من بعيد ينادي لا أقوي علي الألتفات للخلف أتجاهله وكأنما أتجاهل نفسي
وكأنما أزج بها إلي منافي الأحباط واليأس
وقت الغروب كان وقتي المفضل لم أكن أستيقظ مبكرا لأري الشروق لأتنسم رحيق الفجر
لم يعد هناك سوي ما بعد الغروب
هذا الظلام الذي يلفه الغموض والخوف
لم يعد هناك من ينير الطريق سوي مصابيح ضوئيه تجعل من الأشياء ما ليست عليه
بريق زائف يضيع مع أشراقة شمس الغد
أشتد المطر وجعلت الرياح قطراته كأنها سوط ضخم متعدد النهايات يضرب الوجوه ويطهر النفوس مما علق بها من أقذار الحياه
لم أعد أستطيع السير وكأنما تجبرني الطبيعه علي الوقوف
تجبرني علي مراجعة النفس ولكن هل سأتفهم الرساله
هل لدي القدره علي الفعل؟ أم ذهبت مع النفس الذي يقتلها الليل والمطر
أنطويت تحت أحدي المظلات المنتشره أمام أبواب المتاجر
تخيرت متجرا علي حافة الطريق قبل النهايه
وقفت منزويا ولم يكن هناك بد من النظر الي ما بداخل المتجر
أشياء أخري تأخذني بعيدا عني كمحارة غريبه تخرج من صدفة الروح السوداء
ألوان كثيره تتداخل تدغدغ مراكز الحس في عقلي المسجون داخل صندوق محكم من البلاهه التي تحكمنا جميعا
شباب يركضون مستمتعين تحت المطر وكأنما لاشئ في هذه الدنيا سوي طهارة ونقاء الماء قبل سقوطه في جو القاهره ليناله نصيب من التلوث وتشويه الروح
لقد كنت كذالك في يوم من الايام
ولكن الزمن لا يسير للخلف بل للأمام دوما
أعجب من نفسي فكم تغنيت بالشعر ولم أعتني بالشعير
كرهت الجميع ومن قبلهم نفسي
ربما كنت مثل الشاعر العبقري الحطيئه الذي هجا الجميع حتي هجا نفسه
صوت إرتطام الماء بالطريق الاسفلتي الًامع تحت أضواء المصابيح المهتزه
طريق أسود لا ينافسه في سواده سوي روحي المهترئه
أنظر الي متجرالعاديات الذي أحتمي بمظلته
قلم لم يعد لي به حاجه سوي تشويه الورق وتلويث نقائه بوضع أحرف أسمي عليه
كثيرا ما أنتهكت بياض الورق لأخط كلمات تزيده نقاء
أحرق وريقات من كتاب قديم فقط لأني لم أعد أقرأ سوي ما هو دنس
مقاومة السواد الذي يجذبني اليه