عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2017, 02:26 AM
المشاركة 90
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

اسعد الله كل الاصدقاء و الكتاب

ستكون محاولتي الاخيرة و اتمنى ان تنال اعجابكم...

امراة من نار و نور

قابلني وجهها ذات ليل لم أكن أعرفه ..
لاحت أنواره مشعة تخترق جدران الصمت وراء طبقات السكون ..
خيوط رمادية تعلو جبينها و بعد تفكير عميق تبادلنا إشارة اللقاء ..
كان ضوء هاربا أرجوانيا يلوح من مساءات شهر أيلول الطويلة، يبث روحا متجددة تلملم نظرات نبقيها على رمش اللقاء، تحتضن دفء الأماسي فتذيب بين قلبينا جليد المسافة و تترك في أحداق الغياب مواعيد بلا ازمنة على صخور الوداع
ركبنا أشرعة الكلمات و رحنا نرتل أناشيد الصبر في ادغال الاماني و دروب الاشتياق..
كانت تتسرب كالهواء في مجاري التنفس ، تتسلل كلمسة ناعمة مسائية تكسر طوق الملل، تمزق حجب الظلام أمام نافذتي، أراها على طبيعتها بلا قناع ، كم هي ساحرة الحضور كشهر نيسان، خريفية الفصول ، تختبئ في شرنقة الصمت كزاهد متبتل ، تقف شمسها الذهبية متدلية على نوافذ الانتظار ترقب إذنا بالغروب لترتمي في سكون الأبدية فتهدأ الحياة عندها و تبعث خلفها ألف سؤال يلقي بك في أتون بحر من التأمل ..
هل كان ألما ترسمه بريشتها السريالية لتخلد ذاتها في ألوانها الغامضة أم كانت غريقة النفس بين أبجدية التواري و فلسفة التعري تنحت تمثالا من حب لليلى العامرية و تحرق سفنها بلهيب الشقاء لتقرأ روايتها الأخيرة "آنا كارنينا "..
أصوات المتفرجين تعيدني من مسرح شكسبير لرائعته "حلم ليلة صيف" لذات النافذة المطلة على أشجار اللوز المتفتحة في شهر آذار معلنة نهاية موسم بارد..
لنبدأ قصة جديدة لم نفصح عنها بعد...