عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2017, 12:29 AM
المشاركة 86
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ممنوع الدخول ..


تَــشغلُ مقعدا في قاعة الانتظار تريد السفر الى اهلها، تجلس حيث تُواجهها صور الغياب، تنظر في الوجوه كأنها تلاحقها، يباغتها رجل شرطة كالقدر الموجع يطلب منها تأشيرة العبور
ترتعش ، تتهاوى، يجتاحها طوفان الخوف...
تتمتم بينها و بين نفسها.. لا جواب عندي
أنا لا أمتلك تأشيرة .. تتحدث بمرارة لظابط المعبر
قساة أنتم أيها الناس..
دعوني أدخل الى بلدي ..
ألا تروْن أن كل شيء يصرخ اني فلسطينية
أيها العالم انت ضيق .. ضيقة هي افاقك .. ضيقة هي دروبك..
أنت أيها السارق للارض..
انا لستُ مثل هؤلاء ذاهبة للسياحة و التجوال ..
أنا عائدة لأبحث عن صور طفولتي ..
أنا ذاهبة لأجمع حفنة من تراب وطني ..
أفتش عن بقايا الأمل تحت الردم علني أجد رسائل مُدرِسَتي أو أصادف خواطر قلبي التي بعثرتها سحب الدخان و روائح البارود..
سوف أبحث عن خيمة أمي المثقلة بألم الهجرة لأستريح في حضنها من طول الترحال،
أريد خبزها المُحنط تحت الرماد..
أنا عائدة لأمسح دموعها الحارة و هي تبتهل الى الله بالدعاء علنا نعود ذات يوم الى بيتنا في صفد
أيها القاتل للاطفال...
إنما أنا ذاهبة لِأبحث عن مشاعر الأمان بحضن والدي الذي أرهقته سنين الضياع في أوطان القيد و الشتات ..
أنا لستُ مسافرة لأفرح بشبابي و بثيابي المزركشة.. أقف على ربوة ضيعتنا أراقب عصافير الصباح وهي تزقزق بين أشعة الفجر المطرز بلون الارجوان و لا لِأقفَ ألمح الفراشات وهي تضيء المدى بأجنحتها ترفرف في السماء تفرح بقدوم الربيع على اعتاب بيت المقدس
أنا ذاهبة لأبحث عن أشلاء أختي التي رمتها دبابتكم بقذائف النار و هي تحتضن دميتها ..
ذاهبة لابحث عن بقايا التاريخ في بيتنا ..
عن قليل من الحياة في شوارع مخيمنا ..
أبحث عن أخي، عن اهلي، عن أصدقاء طفولتي، عن ذكرياتي مع مدرستي، عن شيء اسمه العروبة في قريتي ..
دفعها الضابط قائلا ..
عودي من حيث أتيتِ فلا مكان لكم بيننا
سوف لن تجدي بيتكم و لا قريتكم .. هذه ليست ارضكم

ممنوع الدخــــول