عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 01:17 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المؤتمر





بدون مناسبة، تخليت نفسي ناطقاً باسم الدول العربية، اتحدث إلى مندوبي الاذاعة والتلفزيون ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجانب عن أهم شؤون الساعة، ونحن نحتسي القهوة العربية الأصيلة في قاعة المؤتمرات الصحفية في الأمم المتحدة.

مراسل انكليزي: ما هو سبب اصراركم على تقديم القهوة المرة دون سواها في جميع المؤتمرات والمناسبات؟
حتى نظل نتذكر مرارة الواقع الذي تعيشه أمتنا.
يتحدثون في الغرب كثيراً هذه الأيام عن تطورات مريبة في المنطقة. ما تعقيبكم على ذلك؟
ليتحدثوا بما يشاؤون. فالشعوب في هذه البلاد معروفة بكثرة الكلام.
وأنتم؟
بالأفعال طبعاً.

مراسل أمريكي: ولكن هناك مؤشرات تؤكد تراجعكم عن بعض المواقف.
مستحيل، لأننا لم نتقدم أصلاً حتى نتراجع.
هل هناك ما يثبت ذلك؟
طبعاً، فمواقفنا السياسية واضحة وصريحة ونعبر عنها باستمرار في صحفنا. وهذه نماذج منها. تفضلوا ووزعوها على بعضكم. لا تجفلوا، معكم حق، هناك مشكلة اللغة، فنحن عرب ولا نفهمها فكيف أنتم؟

مراسل فرنسي: الصحافة في الغرب تجاري السرعة والتطور، فهي تقدم لقارئها أوسع المعلومات في أقل عدد ممكن من السطور. ولذلك بمجرد أن يتصفحها يلم بكل ما يجري في العالم، ثم يرميها حيث هو في الباص أو الميترو وينصرف إلى عمله.
من هذه الناحية نحن أرقى منكم. فالقارىء العربي يرمي الجريدة دون أن يقرأها.

مراسل سويدي: هل المعارضة مشروعة في الوطن العربي؟
طبعاً.



مراسل البرافدا: ولكن القوى الديموقراطية محرومة من ابداء أي رأي.
اسكت أنت. في بلادكم حتى الطرقات كلها باتجاه واحد.

المراسل السويدي: ان حرية التعبير والكلام والمعتقد، مضمونة لجميع فئات الشعب، ويستطيع أي مواطن عربي في أي بلد عربي ... ان يدخل على أي مسؤول ويقول ما يشاء، ولكن متى يخرج فهذه مسألة أخرى.
وعن ظروف المعتقلين وحالتهم الصحية والنفسية؟

مراسل البرافدا: دعونا من هذا الموضوع.
بل سنبقى فيه، اذ ليس عندنا ما نخجل منه، ثم نحن كما هو معروف عنا لا نخجل من شيء. فبالنسبة لظروف المعتقلين، فكل ما يقال هو افتراض ونسج خيال، لأنه اذا كان أهلهم وآباؤهم وأمهاتهم لا يعرفون عنهم شيئاً منذ لحظة اعتقالهم، فكيف يمكن للغرباء أن يعرفوا عنهم كل هذه المعلومات؟

مراسل أمريكي: لنعد إلى موضوع الساعة. ان الاعلام العربي لا يزال يصر على أن اسرائيل لم تحقق أهدافها من غزو لبنان.
طبعاً.
وما هي أهدافها كما تعتقدون؟
اننا لا نعرف أهدافنا، فكيف نعرف أهداف غيرنا.

مراسل أندونيسي: كنتم لسنوات خلت ناشطون جداً على الساحة الدولية، ومتحمسين جداً لمؤتمر جنيف، مؤتمر البندقية، مؤتمر الاشتراكية الدولية، للحوار العربي - الاوروبي، للحياد الايجابي وعدم الانحياز، ثم فتر نشاطكم وانعدم حماسكم. لماذا؟ هل يئستم من العالم؟
لا العالم يئس منا.

مراسل ايطالي: هل معنى ذلك أن قراراتكم الآن تصنعونها بمعزل عن جميع الظروف والتيارات الاخرى في العالم؟
ليس الآن. بل دائماً، قراراتنا وطنية، لكن قطع الغيار من الخارج.

مراسل ألماني: في هذا الزمن الذي هو زمن التحولات والتغيرات الكبرى، في السياسة والفكر والعلم والاقتصاد، نلاحظ أن جميع توجهاتكم ومنطلقاتكم ما زالت كما هي، ولم يتغير أي شيء جذرياً في الوطن العربي.
الا يكفي أن خريطته تتغير كل يوم.

مراسل هولندي: ما هو موقف الدول العربية من الثورة الايرانية؟
نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين.
اذن من وراء حرب لبنان، وحرب الخليج، والصحراء الكبرى وغيرها؟
الأصابع الأجنبية في المنطقة.
والأصابع العربية ماذا تفعل الآن في المنطقة؟
تعزف البيانو.

مراسل رياضي: تولون الرياضة في بلادكم اهتماماً خاصاً، تنفقون الملايين على الملاعب والمباريات، وتأهيل اللاعبين، ومع ذلك فقلما فاز فريق عربي بجائزة تذكر. لماذا؟
أنا شخصياً، لم أكن متحمساً في يوم من الأيام لهذا الاهتمام الزائد بالرياضة وخاصة كرة القدم. لأن العربي بطبعه لا يحب اللعب إلا بالقضايا الكبرى.

مراسل صيني: إلى أين وصلت خطواتكم لتحقيق الوحدة العربية؟
يكفينا الآن التضامن العربي.
ولكن ما يجري الآن على الساحة العربية يوحي بعكس ذلك. فلبنان يعمل على جبهة، ودول الرفض على جبهة، والدول المعتدلة على جبهة، والمقاومة على عدة جبهات. ما معنى ذلك؟
معناه استقلالية الرأي وديموقراطية التوجه. ثم المهم المحصلة النهائية لهذه الجهود وأين ستصب؟

مراسل لبناني: والله لن تصب إلا في نهر الليطاني.
ولكنه سيعود. نهر الليطاني سيعود، ونهر الأردن، والنيل نفسه سيعود.
إلى الاحتلال؟
بل إلى الأرض العربية والمصير العربي.

مراسل هندي: اذن لا تستبعدون مصر من العودة؟
طبعاً لا. ولكن صورة كامب ديفيد لا تغيب عن ذهن واحد في هذه المرحلة.
هل من كلمة توجهونها للنظام المصري بهذه المناسبة؟
أرجو المعذرة، فالعلاقات مقطوعة بيننا كما تعرفون، والظروف دقيقة جداً.

مراسل فني: اذا كانت الكلمة تسبب احراجاً، فما رأيك باهدائه أغنية باسم الدول العربية؟
إذا كان لا بد من ذلك، فانني أهديه في هذه المرحلة أغنية فيروز "تعا ولا تجي" .

الجميع: معنى ذلك أنك متفائل بالمستقبل؟
كل التفاؤل.
وسعيد بالعمل العربي الحالي على الساحة العربية؟
كل السعادة. ثم أنا في الأصل اسمي سعيد، وأبي مسعود وأمي سعدى وأختي سعدية. وان جاءني ولد فسأسميه "سعدان.


يتبع