عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2013, 01:24 AM
المشاركة 13
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سأجيبك عن تساؤلك بعبارة أوضح من الشمس و في اقتضاب لا كما تفعل في صراخك و لفك و دورانك:
الإسلام دين الله هو العقيدة (التوحيد) ،و الشريعة (الأحكام و العبادات) و الأخلاق .
فكما ترى فالخلق جزء من الدين و الحديث الذي أوردته لك _ و لم تجب عنه بشيء سوى اللف و الدوران_ و نصه :
( إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه ، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ ، وفسادٌ كبيرٌ ، قالوا :يا رسولَ اللهِ ، وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ.) حسنه الإمام الألباني
و هذا الحديث من باب عطف الخاص على العام من مثل قوله صلى الله عليه و سلم:
(لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن أربعِ خِصالٍ : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن شبابِه فيما أبلاه ....) صحيح.
أوليس العمر عاما و الشباب خاصا منه ،فهو كسابقه من باب العطف الذي ذكرتُ لك.
ها أنت ذا تعترف بالفصل الحاد بين الأخلاق من جهة والعقيدة والشريعة من جهة ، وليس عندك دليل إلا هذا الحديث الذي تؤوله على عطف الخاص على العام، ولم تجب: هل شريعة الإسلام أخلاقية أو غير أخلاقية؟
أنت من يلف ويدور، فتترك الجواب عن أسئلة واضحة وتذهب لطرح أسئلة حتى تتأكد من عقيدتي هل أنا خارجي أم لا!! وكأني شغلك الشاغل! أما وصف الإسلام بعدم الأخلاقية لايهمك، بل المهم عندك هوأن أكون من الخوارج، وتأتيني بأسئلة ستفرح لو قلت فيها : نعم أن مرتكب الكبيرة لن يدخل الجنة!

كبر عقلك وابتعد عن الشخصنة وركز على الموضوع، انا سألتك: "هل الإسلام دين أخلاق أم لا؟" ولم تجب حتى الآن ، وإذا لم يكن دين الإسلام أخلاقاً فسيكون دين ماذا؟ قل بصراحة ولا تلف وتدور.. أم أن الأخلاق جزء منه فقط؟ وهذا هو الواضح في تعريفك، لماذا تكره أن يوصف الإسلام بالأخلاق؟ هذا هو السؤال، ما قيمة دين لا يقوم على أخلاق؟ فضد الأخلاق هو الشر، إذا قلت عن الإسلام أنه ليس دين الأخلاق فكأنك تقول أنه دين الشر..

أستطيع أن أقول لن أجيبك على أسئلتك الأخيرة حتى تجيب على سؤالي الذي تجاوزته، ولكن هذه إجاباتي لأسئلتك:


و سألتزم معك الإيجاز و من هذا إني أحب أن تجيب بعبارة موجزة _فضلا لا أمرا_ في :
- ما تقول في رجلٍ من أهل القبلة لا يشرك بالله شيئا و لكنه شاربٌ للخمر و مات على هذه الكبيرة
هل هو من أهل الجنة خالدا مخلدا فيها أم من أهل النار خالدا مخلدا فيها؟
كيف يتسنى لك طرح مثل هذا السؤال؟ وكيف يتسنى لي أن أجيبه؟؟ من أنا ومن أنت؟ هل صرنا نتدخل في حساب الله في خلقه؟! وكيف لنا أن نجرؤ ونقول هو مخلد في النار أو نقول أنه مخلد في الجنة؟ لم يبق لنا أن نخبر ماذا سيأكل وماذا سيشرب!
شؤون الله لله ، وهو أدرى {وكفى بربك بذنوب عباده خبيراً بصيراً} إذن الذي يهمنا وينفعنا أن نعرف أن شرب الخمر كبيرة حرمها الله، أما إصدار الأحكام على خلق الله فلا يفيدنا في شيء، وليس فيه تعبد لله، وأنت تعرف أن هذا السؤال مثار أصلاً للصراع على السلطة بين الخوارج وبني أمية.

الله يقول {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} ويقول {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته} وقال { لله الأمر من قبل ومن بعد يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} وقال : {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}، فهل تقول أن من يقتل مؤمناً مخلد في النار كما قال الله؟ أم أن لك رأي آخر مختلف عن القرآن؟ أم تقول أنها منسوخة رغم كل هذا الوعيد والتهديد الذي تحمله؟! القرآن أخبرنا عن القاتل ولم يخبرنا عن شارب الخمر وما مصيره وهل هو مخلد في النار أو في الجنة، ونحن متبعون لكلام الله، والمؤمن عليه اتباع ما أنزل إليه من ربه دون أن يؤول أو ينسخ ما يشاء ويبقي ما يشاء، كل ما أنزل من ربنا علينا اتباعه ، قال تعالى {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} ولم يقل (اتبعوه كله إلا ما نسخ منه) ، فعموم القرآن واجب الاتباع دون أن يحذف منه شيء بأي علة أو حجة..

لاحظ أن الله سبحانه يقول {يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} فالمسألة ليس فيها قانون مادام أن الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، والتدخل في شؤون الله ليس من الأدب مع الله، وأنت ترى في الأحاديث من عذبوا وأخذوا بذنب نحتقره، بينما هناك من جاء لم يعمل من الخير قط وغفر له، فعلى أي أساس أنت تقول مخلد في الجنة؟ وعلى أي أساس يقول الخوارج أنه مخلد في النار؟؟ كلاكما خطأ، ثم هل كل من قال لا إله إلا الله من أهل القبلة تشهد له بدخول الجنة؟ ألا تصف بعضهم بأنهم أهل بدع وضلالات وأنهم ليسوا من الفرقة الناجية؟ فعكس الناجية هي الهالكة، والهلاك في جهنم..

أمر الحساب موكول إلى الله، حتى الشفعاء لا تنفع شفاعتهم إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، حكاية تكفير الناس أو إدخالهم الجنة لا أظن أنها وكلت إلينا كبشر، وإذا استشهد أحد بقوله تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} فهؤلاء أخبر الله عن شركهم وكفرهم حتى أنه أمر نبيه بقتالهم، وقال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}..
فالكافرون هم كفار قريش ومن هو مثلهم في كل شيء، فهم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا بالبعث ولا بملائكته ولا كتبه ولا رسله وهم الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات ويطغون في الأرض ويفسدون ويعتدون ويمنعون الماعون...الخ من صفاتهم التي حددها القرآن.

أليس القرآن مرجعنا؟ ما فائدته إذن إذا كان مهجوراً؟



- ذكرتَ في كلامك القرآن الحكيم و لي عندك سؤال:
هل القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله لفظا و معنىً ؟
إذن هو كلام من؟ هل عندك شك؟ لماذا أسئلتك تلف وتدور حول مصداقية القرآن؟ أريد أن أفهم موقفك من القرآن؟ فأنا عرفت موقفك من الأحاديث وتعظيم مدونيها لكني لم أعرف موقفك من القرآن.. هل القرآن يسند عليه أم لا؟ ويعتد بأوامره ونواهيه أم لا؟ أم أنه حمال وجوه ومليئ بالمتشابه والناسخ والمنسوخ والقراءات الضعيفة ويقرأ للتعبد فقط؟ وعلى هذا يكون الحديث الصحيح أفضل لك من القرآن لأنه ليس حمال وجوه وليس متشابهاً وليس فيه ضعف، خصوصاً وأنك تبدو ممن يقضي بالسنة على القرآن، وهذا معناه أنه جاءه الباطل من بين يديه ومن خلفه وإلا لم يقض عليه!
قال تعالى {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين }وقال {وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم} والاستقامة تكون باتباع كتاب الله وما والاه دون انتقاء ولا تهميش..
كل من أبعد عن القرآن هلك وليس كلامي بل كلام ربك في كتابه العزيز..


- ما تقول في رجل يقول :
إن أهل الجنة سيرون الله عياناً بياناً و سيجلسون عنده على منابر من نور؟
و شكرا.
قال تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} وهذا الحديث يقول في مثل معنى الآية، وماذا عساني أن أقول بعد أن قال الله ورسوله؟ والله كريم ووجهه كريم وعلى كل شيء قدير..
ومما يؤيد هذا أيضاً قوله تعالى:{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}
***

هل ما زلت تراني من الخوارج؟ ماذا بقي أيضاً؟ ليست دائماً أفكارك عن الناس صحيحة، فلا تثق كثيراً بتخريجك وتقييمك فهذا من الظن ، قال تعالى {إن الظن لا يغني من الحق شيئاً} وقال {إن بعض الظن إثم}. وهذا التحقيق في كوني خارجي من عدمه لا يعفيك من الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها أنا عليك، فلففت عنها ودرت إلي، على طريقة اللف والدوران، فعد إليها وأجب مثلما أجبت أنا عن أسئلتك، فليس عدلاً أن تستمر في توجيه الأسئلة لي دون أن تجيب عن سؤال مني، ما دام أن العلم كله عندك والدين بين يديك فلماذا لا تجيب؟! حتى أستفيد أنا وغيري، فهل كل من سألك تحقق في مذهبه أو تجيب على سؤاله ولا تكتم العلم؟

وجزاك الله خير الجزاء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..